أخبار الآن | لندن – بيروت (خاص)

من يسمع عن إقليم الأحواز الذي احتلته إيران عام ألف وتسعمئة وخمسة وعشرين، يظن أنه أنه إقليم فقير يضم بعض القبائل العربية دون أن يتوقع أن ثروات إيران النفطية وكذلك أهم الصناعات الضخمة تُنتج أو يتم أخذ المواد الأولية من ذلك الإقليم..

الباحث في الشؤون الإيرانية محمد المذحجي، اعتبر في الشق الثاني من مقابلة مع “أخبار الآن“، أن النظام الإيراني مستمر في إذلال عرب الأحواز ونهب خيراتهم رغم غنى الإقليم بالثروات الطبيعية، وقال: “يوجد ما يقارب من 86% من النفط في الأحواز، و70% من مكامن الغاز في الإقليم، وحسب احصائية وزارة الصناعة الأحواز ينتج ما يقارب من نصف المنتجات الصناعية الإيرانية خاصة الفولاذ والألمنيوم. كذلك وفق إحصائية وزارة النفط، الأحواز تنتج مايقارب من 60% من المنتجات البتروكيماوية في البلاد”.

وأردف: “كذلك ووفق إحصائية وزارة الزراعة، الأحواز تنتج ما يقارب من 25% من المحاصيل الزراعية الإيرانية وتوفر الغذاء لـ23 مليون إيراني سنوياً، ووفق إحصائية لوزارة النقل والطرق في إيران، فإن 80% من الحركة التجارية تتم عبر موانئ تقع في الأحواز”.

ورغم ما سبق، فإن أهالي الأقليم من الأحوازيين العرب، لم يكن لهم نصيب من تلك الثروات، بل على العكس من ذلك، عمد النظام الإيراني وخاصة في ظل حكم ولاية الفقيه على استنزاف خيرات الأحواز وتجويع أهله وإذلالهم بهدف طمس هويتهم الثقافية، وقال المذحجي: “حسب إحصائية منظمة إغاثة الفقراء الإيرانية، يوجد 25% من الفقراء في إقليم الأحواز، أي أن نسبة الفقر الإيرانية خمسها موجود في الأحواز، كما أن نسبة البطالة في الإقليم تصل إلى 21% وفق إحصائية وزارة العمل، ونلاحظ أن معدل البطالة في عموم إيران 21%، أي أن نسبة البطالة في الأحواز ضعفي معدل البلاد في الوقت الذي يوجد في الإقليم فرص عمل هائلة يستولي عليها عادة المستوطنون الذين أتى بهم النظام من المدن الإيرانية خارج الإقليم… ولا بد أن نشير هنا إلى أن الأحواز هي ثاني أفقر إقليم في البلاد بعد بلوشستان السني”.

أبرز الأمثلة على قمع النظام الإيراني لعرب الأحواز ومحاولته طمس هويتهم الثقافية، كان عبر إحداث تغيير ديموغرافي في الإقليم من خلال جلب مستوطنين من أصل فارسي إلى الأحواز الذي يضم بغالبيته قبائل عربية، وقال الباحث في الشؤون الإيرانية: “شركة النفط الوطنية الإيرانية في عام 1979 كان 25% من موظفيها من عرب الأحواز، وهذا منشور ومعلن، في المقابل، ذات الإحصائية في عام 2012 وصلت نسبة العرب الأحوازيين الموظفين في شركة النفط الوطنية إلى 3% فقط، وهنا أنا أتحدث عن الشركة وفروعها داخل إقليم الأحواز ولا أتحدث عن المدن الإيرانية مثل طهران أو أصفهان أو غيرها…. أما عن الـ97% من الموظفين الآخرين، فإنهم عبارة عن مستوطنين جلبهم النظام الإيراني من المدن الإيرانية الأخرى، وأعطاهم تلك الوظائف في شركة النفط الوطنية على حساب أهالي الإقليم من عرب الأحواز”.

وتابع: “عمد النظام الإيراني كذلك إلى إعطاء المستوطنين الذين قدموا بمعظمهم من الأحواز سكناً مجانياً بهدف تشجيعهم على الاستيطان في الأحواز… وفيما يتعلق بالأعمال الحرة التي تتم وفق قروض توفرها البنوك ومساعدات تمنحها الحكومة من أجل تدشين التوظيف، هذه المنح والقروض والمساعدات تقتصر على المستوطنين فقط”.

ورغم بطش النظام الإيراني بأهالي الأقليم عبر أذرعه الأمنية والعسكرية، فإن الأحوازيين انتفضوا مرات عدة للحصول على أبسط حقوقهم، وضمن هذا الإطار قال المذحجي: “الأحواز شهدت انتفاضات عديدة خلال السنوات الماضية، على سبيل المثال انتفاضة 2005 التي دامت أكثر من 6 أشهر، وبعدها انتفاضة 2009 و2011 و2013 و2014 بمعنى آخر، خلال السنوات القليلة الماضية، لأسباب مختلفة نشهد احتجاجات مختلفة وخاصة بعد 2014، وحتى يومنا هذا الأحواز شهدت نحو 5 انتفاضات شعبية، بسبب التصحر وحرف مجاري المياه، التي أدت إلى تجفيف الأنهار في الأحواز وشحها وشح كذلك مياه الشرب في الإقليم…. طبعا النظام الإيراني ضرب في مطالب الانتفاضات الشعبية عرض الحائط، ولم يحرك ساكناً في سبيل تحسين الخدمات في الإقليم، بل عمد إلى تجاهلها وقمع أهلها ليتخلى عن هويته وحقوقه الشروعة التي يتمتع بها أي شخص في العالم”.