أخبار الآن | لندن – بريطانيا (خاص)

عندما نتحدث عن إقليم الأحواز، أو كما يحلو للبعض أن يطلق عليه “الأهواز”، فإننا نتحدث عن إقليم غني بالنفط والغاز والثروات الطبيعية دون أن يكون لأهله نصيب من ذلك بسبب ممارسات النظام الإيراني العنصرية في ذلك الإقليم منذ احتلاله وضمه إلى إيران، وإن تفاقمت هذه الممارسات في ظل “الثورة الإسلامية” كما يطلق عليها مؤيدوها.

محمد المذحجي الباحث في الشؤون الإيرانية، سرد لـ”أخبار الآن” عن بعض ملامح القمع الذي يمارسه النظام الإيراني بحق الأحوازيين، في ظل نهب ممنهج في تلك البقعة من قبل نظام ولاية الفقيه، وقال: “خلال الفترة من 2011 إلى 2015، مدينة الأحواز تصدرت مدن عالم أجمع من حيث نسبة التلوث فيها، بسبب التصحر والتلوث الناجم عن المصانع واستخراج النفط وتكريره. كما أن التصحر الذي ضرب الأحواز نجم عن تجفيف مصادر الأنهار التي تجري باتجاه الإقليم، وحرف هذه المياه باتجاهالمدن الإيرانية الأخرى”.

وأردف: “التلوث الذي ضرب الأحواز، أدى كذلك إلى ارتفاع نسب إصابة أهالي المنطقة بالسرطان، فحسب إحصائية وزارة الصحة الإيرانية ارتفعت نسب الإصابة خمسة أضعاف خلال السنوات العشر الماضية، وهذا التقرير موجود على موقع وزارة الصحة الإيرانية وكذلك باقي وكالات الأنباء الإيرانية”.

وعن ملف الانتهاكات بحق الأحوازيين، قال الباحث في الشؤون الإيرانية: “الأحواز عانت كذلك من انتهاكات حقوق الإنسان على المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية، فالنظام الإيراني لا يسمح للمواطنين العرب بممارسة عاداتهم وتقاليدهم واحتفالاتهم بالمناسبات الإسلامية في الأعياد الكبرى، كعيد الأضحى وعيد الفطر وتمنع ذلك وخاصة فيما يتعلق بالمناسبات الجماعية”.

المذحجي تطرق إلى عمليات الإعدام التي تنفذ على نطاق واسع في الأحواز، وقال: “فيما يتعلق بعملية الإعدام في إيران، تتصدر البلاد عمليات الإعدام في العالم بعد الصين، ولابد هنا أن نلفت إلى أن عدد السكان في الصين يفوق بكثير أعداد الإيرانيين وبالتالي فإن عمليات الإعدام من هذا المنطلق في إيران هي الأعلى ارتفاعا على مستوى العالم. وكمثال على ذلك، في عام 2017، إيران أعدمت 1100 شخص، وحصة الأحواز من هذه الإعدامات وصلت إلى ما يقارب من 400 شخص أي أن ثلث عمليات الإعدام في البلاد تجري في الأحواز “.

وعن التواجد الأمني في الإقليم، قال المذحجي:  “وفق المعلن من قبل وزارة الدفاع الإيرانية، فإن نحو 20 بالمئة من القوات المسلحة تستقر في الأحواز، وتحاصر المدينة خمس معسكرات كبرى ويتموضع فيها خمس ألوية من الجيش الإيراني وكذلك الحرث الثوري، وأكبر لواء مدرع إيراني يقع في الأحواز العاصمة”.

وتابع: “بشكل واضح فإن المنطقة تقع ضمن دائرة الثقل العسكري الإيراني، طبعا هذا التمركز يأتي نظرا للأهمية الاقتصادية للمنطقة وكذلك الاضطهاد الذي يمارسه النظام الإيراني بحق الأحوازيين، وبالتالي فإن طهران تعتمد سياسة القبضة الحديدية ليس فقط من الناحية الأمنية بل أيضا من الناحية العسكرية”.

يذكر أن إقليم الأحواز ، كان يتمتع بحكم ذاتي وجميع سكانه من العرب، قبل أن تضمه إيران إليها عام 1925 في عصر حكم الشاه، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن يعاني أهالي الإقليم من الاضطهاد والحرمان، رغم أن منطقتهم تعتبر الأغنى في إيران من حيث النقط والغاز والموارد الطبيعية.