في عناوين هذا الأسبوع:

– في اليمن: أنباء عن أن القاعدة “سلّموا” قيفة للحوثيين؛ وما قصة الهدنة مع داعش؟

– في إفريقيا: أنباء عن أن داعش سيطر على مرفأ في كابو ديلغادو

ومحكمة لجماعة نصرة في مالي يصدرون أحكاماً قضائية استجابة لوالي تومبكتو

وضيفنا هذا الأسبوع، أكرم خريّف الصحفي الجزائري المختص بالقضايا الأمنية والإرهاب

يحدثنا عن تصارع القوى داخل القاعدة بعد قتل دروكدال. يعتبر أن إياد أغ غالي، زعيم تحالف نصرة الإسلام والمسلمين، لم يكن على وفاق مع دروكدال وأن هذا الأمر لا يزال يؤثر في تعيين زعيم يخلف دروكدال الذي قتل مطلع يونيو. ويقول إن دروكدال كان في طريقه لأول مرة إلى منطقة لا يعرفها بهدف الاجتماع بأغ غالي لحثه على هدنة مع داعش في إفريقيا. أغ غالي لم يكن مرحباً بهذا الأمر.

ويرجح خريّف أن تعين القاعدة شخصية من الجنسية الجزائرية أو الموريتانية وإلا فإن فرص إعادة ترتيب هذا الفرع من القاعدة ستكون ضعيفة جداً نظراً للخلاف بين جماعة الجزائر وجماعة الساحل.

 

الجولاني و”المهاجرين”

واصلت هيئة تحرير الشام اعتقال معارضيها. أبرز الأسماء هذا الأسبوع، الصحفي الأمريكي المقيم في شمال سوريا، بلال عبدالكريم ،الذي بدا اعتقاله مرتبطاً بتجديد اعتقال توقير شريف أبي حسام البريطاني.

إليكم ما حدث.

الهيئة اعتقلت توقير في أواخر يونيو الماضي ضمن حملتها ضد غرفة عمليات فاثبتوا. المعارضون قالوا إن السبب هو الصداقة التي تربط توقير بأبي العبد أشداء أحد مؤسسي فاثبتوا. الهيئة قالت إن السبب هو إساءة توقير استخدام أموال الإغاثة لأغراض شخصية وعسكرية. أطلق سراحه في ١٦ يوليو شريطة أن يمثل أمام المحكمة بعد ١٥ يوماً، أي هذا الأسبوع.

بحسب زوجته، راكيل هايدن بيست، وفي مقابلة أجراها معها بلال عبدالكريم، فإن توقير شاهد بالصدفة أمنياً قالت إنه كان يعذبه في السجن، فواجهه وقال له “اتق الله!” الأمني تهجم على توقير وقيد إلى الحبس.

العلاقات العامة في هيئة تحرير الشام قالت إن توقير هو من تهجم وأساء إلى “شخصية اعتبارية” وحاول تصويره بالقوة. وأن الخطأ صدر من الطرفين وإن كان توقير هو البادئ.

بعد بث مقابلة راكيل بساعات، اعتقلت الهيئة بلال عبدالكريم، وذلك يوم الخميس ١٥ أغسطس. بحسب OGN الشركة الإعلامية التي يديرها بلال، فإن ملثمين اعتدوا عليه واقتادوه إلى جهة غير معلومة.

بلال ظلّ معروفاً بقربه من هيئة تحرير الشام، حتى إنه كان يعتبر المظاهرات ضد الجولاني تعبيراً عن الديموقراطية ولا تختلف عمّا يحدث في بلده أمريكا مثلاً. لكن موقفه من الهيئة اختلف عندما تعرض لانتقادات بأنه لا يتحدث عن انتهاكات الهيئة. كان ذلك إبان سجن أشداء ومن هناك توالت لقاءاته مع معارضي الهيئة من أشداء إلى أبي شعيب المصري وغيرهما. توترت العلاقة بين الطرفين. وصلت الذروة عندما قاد حملة لإطلاق سراح البريطاني، توقير شريف.

في ردود الفعل:

الحسابات المعارضة اعتبرت أن اعتقال بلال بعد نشر مقابلة راكيل عن التعذيب هو تأكيد أن ما تم نشره صحيح.

حساب التوحيد أولاً لأبي محمد المقدسي قال: “لا جديد؛ فالتعذيب موجود في السجن السلطاني من قَبْل (توقير)؛والاعتقالات التي تتم من غير سبب تُعرف بالاعتقالات السلطانية؛لأنها تتم لحساب الجولاني ولأجل عيونه.”

حسابات أخرى تساءلت: “هل سوف يسلم الجولاني بلال عبدالكريم وغيره من المهاجرين الأوروبيين في يوم قريب لينال القبول أكثر عند الأمريكان.”

أما حساب الشمالي الحر الموالي للهيئة، فنشر مقطعين للبريطاني أثناء استقباله من قبل أهله بعد إطلاق سراحه المرة الأولى، والثاني ما قيل إنه مشاركته في سباق للخيل بعد يوم من إطلاق سراحه. وتساءل: ” هذا حال من تعذّبهم الهيئة عذاباً مبرحاً في سجونها.”

“بكرا أحلى”

من الأحداث في إدلب هذا الأسبوع التي استقطبت ردود فعل غاضبة من معارضي الجولاني كان إقامة معرض “بكرا أحلى” للفن التشكيلي. من ردود الفعل، سأل حساب:

هل استمتعتم بالموسيقى العالمية أثناء مشاهدة الصور المرسومة لذوات الأرواح … لا شيء يمر دون معرفة وموافقة أمنيي هيئة تحرير الشام، أما الشرعيون فينشغلون عن هذا بالتحذير من التجارة الالكترونية!”

تعليقات المعارضيات ركزت على رسم يرمز للأنثى، اعتبروا أن فيه صليباً يمثل رسالةً إلى الغرب أن الجولاني جاهز لما يأمرون.

داعش موزمبيق

وردت أخبار من موزمبيق هذا الأسبوع أن مقاتلي داعش سيطروا على مرفأ في ماسيمبو دي برايا شمال البلاد حيث مشاريع الغاز التي تُقدّر ب٦٠ مليار دولار.

لم يرد تأكيد من السلطات في موزمبيق، لكنها أعلنت حظر تجول في مقاطعة مويدا لإزدياد المخاوف من هجوم إرهابي في المنطقة المحصنة حيث مقر قيادة جيش موزمبيق في إقليم كابو ديلغادو.

وحتى صباح الأحد ١٦ أغسطس، لم يتحدث إعلام داعش الرسمي عن المرفأ. أبرز الأخبار الواردة عن الإقليم في وكالة أعماق كان قتلْ ٥٠ جندياً من الجيش.

المحكمة الشرعية في مالي

وفي غرب إفريقيا، لا تزال المحكمة الشرعية في جماعة نصرة الإسلام والمسلمين تحكم في (كانو) وسط مالي. هذا الأسبوع، قالوا إنهم نفوا لصوصاً تطبيقاً للشريعة بحسب ما أوصى به والي تومبكتو.

قيفة

خلال الأسبوع الماضي، أعلنت كل من القاعدة وداعش عن “انتصارات” ضد الحوثيين في منطقة قيفة القريبة من رداع في محافظة البيضاء؛ وترددت أنباء عن هدنة بين الطرفين. لكن مع نهاية الأسبوع، اتضح أن قيفة سقطت في أيدي الحوثيين بعد أن ظلّت عصيّة عليهم ستة أعوام.

فماذا حدث؟

في ٩ أغسطس، نقلت وكالة ثبات الموالية للقاعدة أن معارك عنيفة تجري القاعدة والحوثيين في محاولة  لصدّهم عن محور ذي كالب – يكلا.

في ١١ أغسطس، نقلت معرفات موالية للقاعدة أن في قيفة “حملة تُعد الأكبر من نوعها” لصد تقدم الحوثيين وأن “أنصار الشريعة” أسروا عشرات الحوثيين وقتلوا العشرات منهم حتى تناثرت جثثهم في الجبال.

في نفس اليوم، نشر حساب شبه رسمي تابع للقاعدة تحذيراً من أخبار زائفة يتم تناقلها عبر قنوات غير قناة مؤسسة الملاحم التابعة للقاعدة في شبه جزيرة العرب. الخبر “الزائف” تعلق بخبر “كسر حملة حوثية واسعة.”

لكن في ١٢ أغسطس، وبشكل مفاجئ، وردت أنباء عن أن القاعدة فرّوا من قيفة وسلّموها للحوثيين فيما دخل داعش على الخط وبدأ القتال.

بالفعل، في نفس اليوم، نقل إعلام داعش الرسمي أن اشتباكات تدور بين مقاتلي داعش والحوثيين “بمختلف أنواع الأسلحة،”

في الأثناء، نقلت معرفات موالية للقاعدة عن عقد اتفاق هدنة بين أنصار الشريعة وداعش في قيفة “من أجل صدّ العدو الصائل” أي الحوثيين.”

واعتبرت الاتفاق مهماً “من أجل تركيز الجهود على العدو المتفق على قتاله” لكنها في نفس الوقت حذّرت من غدر داعش.

حسابات داعش نفت أن يكون هناك اتفاق، واعتبرت الحديث عن هدنة حيلة من موالي القاعدة لرفع المعنويات.

في ١٣ أغسطس، يوم الجمعة، وردت أنباء عن أنّ قيفة سقطت بيد الحوثيين.

حتى صباح الأحد ١٦ أغسطس، يصر داعش على أنه يحقق انتصارات في قيفة؛ فيما لم يصدر أي شيئ عن القاعدة.

 

الشعب والجولاني

انطلقت تظاهرتان ضد الجولاني. الأولى ضد منظمة الإحسان. معارضوه قالوا إن هذه المنظمة تدعم الجولاني ولا يرى الشعب جزءاً من الإغاثات التي من حقهم.

حيث أن سيارات الإغاثة التي تدخل من باب الهوى تتوجه إلى مستودعات الهيئة ولا يعطوا الشعب منها شيء.

 

المظاهرة الثانية كانت في عرب سعيد للمطالبة بإطلاق سراح أبي عمر منهج الذي اعتقلته الهيئة لعلاقته بتنظيم حراس الدين. ورفعت فيها شعارات مثل: يا جولاني، اتقِ الله.

 

القاعد تصلب طبيباً

نقلت معرفات قريبة من القاعدة في اليمن أن التنظيم أعدم الدكتور مظهر اليوسفي وهو طبيب أسنان يعمل في الصومعة في محافظة البيضاء. التنظيم قتله وصلبه بعد اتهامه بالتجسس.

حسابات يمنية تناقلت جزءاً من محادثة نُسبت إلى شقيق اليوسفي يقول فيها إنه التقى “أمير التنظيم” من دون أن يُسمّه، وأنهم قالوا له إن المسألة عائلية تتعلق بطليقة الطبيب، التي تنتمي إلى ذات منطقة أمير التنظيم. وأنه سيُطلق سراحه خلال أسبوع. ليتفاجأ بإعدامه واتهامه بالتجسس.

لم يصدر شيئ من مؤسسة الملاحم الذراع الإعلامية للقاعدة في اليمن.

الأوزبكي

في غارة للتحالف على سرمدا شمال إدلب، قُتل أبو يحيى الأوزبكي والمعروف عنه أنه مستقل ولكن معارض للجولاني.

المعرفات المعارضة للهيئة نعته ووصفته بأنه مدرب عسكري. أما المعرفات الموالية للهيئة فلم تأت على ذكره.

دار جدل حول علاقته بحراس الدين؛ والأرجح أن لا علاقة عضوية معهم سوى أنه استُخدم للتدريب مقابل أجر.

حساب معارض طالب أمنيي الهيئة بعدم ملاحقة الجهاديين المستقلين ملمحاً إلى علاقة بين الجولاني وصواريخ التحالف أي أنه يدلّ على أماكن وجود المعارضين وأن من لا يعتقله الجولاني تقتله صواريخ التحالف.

أبو محمد عاصم

اعتقلت الهيئة هذا الأسبوع أبا محمد عاصم المسؤول الشرعي لجبهة أنصار الدين، إحدى مكونات غرفة فاثبتوا، وكان شرعي قاطع البادية سابقاً ضمن صفوف الهيئة.

معارضو الجولاني قالوا إن عاصم كان يحضّ أهالي جبل الزاوية على الدفاع عن مناطقهم وعدم تسليم جنوب الطريق للروس.

قاعدة باكستان

أعلنت وكالة ثبات التابعة للقاعدة عن بوادر اندماج وشيك بين في باكستان: بين طالبان الباكستانية و حزب الأحرار ومعهم جمع من تشكيلات أخرى.