أخبار الآن | بيروت – لبنان (خاص)

أعاد الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في الرابع من شهر أغسطس الجاري، وخلف عشرات القتلى وآلاف الجرحى، موضوع سيطرة حزب الله على مفاصل الدولة اللبنانية إلى الواجهة، على ضوء الاتهامات التي طالت الحزب وخاصة أنه يسيطر على المعابر في لبنان بما فيها المرفأ.

ويعتبر الكثير من اللبنانيين أن سيطرة الحزب على الدولة، ارتدت بآثار سلبية للغاية على لبنان وخاصة في السنوات الأخيرة، الأمر الذي أدى إلى تزايد الاحتقان السياسي في البلاد، وتدهور الوضع الاقتصادي.

الباحث اللبناني لقمان سليم، اعتبر أن “الانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت في الرابع من شهر أغسطس الجاري، ليس سوى محطة من محطات انهيار المنظومة السياسية والاقتصادية في البلاد”.

وقال في مقابلة مع أخبار الآن، إنه “الانهيار بدأ منذ سنوات وظهر للعيان في السابع عشر من تشرين الأول أكتوبر الماضي يوم خرج اللبنانيون بجميع أطيافهم يعترضون على السلطة السياسية وعلى فسادها وعجزها وتسلطها، ثم كان الانهيار الاقتصادي الكبير في أذار الماضي يوم أعلن لبنان تخلفه عن السداد”.

وأردف: “حسن نصر الله زعيم ميليشيا حزب الله كان قد خرج بعد يومين من بدء التظاهرات في شهر أكتوبر عام 2019، ليقول بشكل واضح وجلي، لا لإسقاط العهد أي رئاسة الجمهورية… لا لانتخابات مبكرة، في حين أن المتظاهرين في شوارع بيروت وغيرها من المدن اللبنانية كانوا يقولون، نعم لإسقاط العهد، نعم لإجراء انتخابات مبكرة”.

وتابع: “في الحقيقة أن موضوع الانتخابات المبكرة في لبنان يعتبر من المواضيع الشائكة، وهو أحد مطالب المتظاهرين، ونحن نرى أن هذا المطلب وفق الظروف الراهنة لايقدم ولا يؤخر في ظل سيطرة حزب الله الميدانية والسياسية على كثير من المناطق اللبنانية وأعني بذلك السيطرة سواء بالترهيب أو بالترغيب أو حتى من خلال السيطرة على العديد من أجهزة الدولة اللبنانية وتحكمه بها”.

انفجار بيروت.. نتاج اختطاف حزب الله للدولة اللبنانية

حسن نصر الله زعيم ميليشيا حزب الله في لبنان – رويترز

وأوضح الباحث اللبناني: “لا أحد يفوته اليوم أن حزب الله يضع المسدس على الطاولة وبالتالي لا تسمح الظروف بإجراء انتخابات مبكرة، ولكن المطلب يجب أن يفهم في خلفياته، وخلفياته أن هذا المجلس النيابي والذي انتخب في عام 2018، والذي قال في نتائجه قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني أن حزب الله يملك فيه أكثرية موصوفة، لم يعد يمثل اللبنانيين”.

وعن سلبيات سيطرة حزب الله على مفاصل الدولة اللبنانية، قال سليم: “سيطرة حزب الله لم تعد بحاجة إلى دليل عليها، فلنتذكر على سبيل المثال فترة الشغور الرئاسي والتي أعقبت فترة انتهاء ولاية الرئيس ميشيل سليمان، لقد أصر حزب الله في تلك الفترة أن يبقى البرلمان مغلقا إلى أن كتب له بفضل أوضاع اقليمية ودولية ضاغطة أن يوصل مرشحه ميشيل عون إلى رئاسية الجمهورية… وأورد مثال آخر لتوضيح الفكرة، مرفأ بيروت… اليوم الجميع يعلم أن المرفأ كسواه من المعابر الحدودية لم تخضع يوماً إلى سيطرة الدولة اللبنانية، وخير دليل على ذلك ماتم مراكمته في العنبر 12 من مادة نترات الأمونيوم التي أدى انفجارها إلى تدمير نصف بيروت، وحزب الله هو من خزنها في ذلك العنبر”.

الباحث اللبناني اختتم مداخلته بقوله: “بمعنى آخر، سيطرة حزب الله أمنيا وسياسيا باتت أمرا يتجاوز النقاش، باتت هي بيت القصيد وصلب الموضوع وبها يتعلق خروج لبنان من محنته التي يعيشها أو استمراره فيها”.