أهلاً بكم إلى حلقة هذا الأسبوع نغطي فيها الفترة من ١٩ إلى ٢٥ يوليو ٢٠٢٠. في العناوين:

* بعد شهرين من الملاحقة، هيئة تحرير الشام تقبض على واحد من أشدّ معارضيها قيادي حراس الدين سابقاً أبا يحيى الجزائري

* ما الذي يريده الجولاني من شمال سوريا؟

* وكيف تحول من مقاتل إلى قاصم ظهر الجهاد، أثبتت انحرافه كل الفتاوى الشرعية؟

* استمرار التراشق بين مؤيدي الهيئة ومعارضيها: من منهما خدم الجهادية أكثر؟

* وهل تترك القاعدة ساحة الشام بسهولة؟ رسائل جديدة إلى مقاتلي القاعدة قوية ومباشرة

ضيفنا هذا الأسبوع الأستاذ حسام جزماتي الكاتب والباحث السوري

مرصد الجهادية 46 ا كيف تحوّل الجولاني من "جهادي" إلى قاصمٍ ظهر الجهاد؟

الجولاني

بات معلوماً أن الجولاني هو أحمد الشرع، سوري الأصل والجنسية، وُلد في السعودية حيث عمل والده. الكاتب والباحث السوري حسام جزماتي يقول إن شهادات عدة من أشخاص يعرفون الرجل وعائلته أكدت هذا الأمر. وفي الواقع، حتى وقت قريب كان يُعتقد أن الجولاني عراقي. جزماتي يشرح أنه عندما كان الجولاني في العراق، تعرض للاعتقال وكان يحمل هوية عراقية؛ ثم خدع خبراء اللهجات العراقيين فظنوا أنه عراقي وأودع السجن مع عراقيين وليس مع المهاجرين. وهناك تعرف على شخصيات في القاعدة مثل أبي علي الأنباري وكانت تلك بداية انطلاقه وتعرفه على البغدادي لاحقاً.

ويقول جزماتي إن الجولاني طموح لن يتوقف حلمه عند إدلب أو حتى سوريا. ويكشف عن أن مقرّبين منه قالوا إنه بنى منبراً كي يخطب من عليه عندما يدخل القدس فاتحاً.

جزماتي يقول أيضاً إن الجولاني كان يخطط منذ البداية للاستقلال عن الظواهري والبغدادي عندما قرر في إحدى المرات أن يضيف إلى مُسمى “جبهة النصرة” عبارة “من مجاهدي الشام في ساحات الجهاد”. جزماتي يصف هذا السلوك بأنه “تفخيخ” من الجولاني حتى يبدو التنظيم سورياً صرفاً.

 

تلعاده

مساء السبت ٢٥ يوليو، وردت أنباء عن أن هيئة تحرير الشام تقتحم بلدة تلعادة شمال إدلب بحثاً عن عصابة احتطاب – سرقة وخطف – وأن قتالاً نشب بين الفريقين ما أوقع قتيلين مدنيين على الأقل. لاحقاً نشرت معرفات معارضة أن الهيئة اعتقلت أبا يحيى الجزائري. الجزائري كان قيادياً في حراس الدين قبل أن يفصله التنظيم في يونيو ٢٠١٩ بسبب إصراره على محاكمة أبي همام الشامي وسامي العريدي لأنهما قبلا مشاركة هيئة تحرير الشام في غرفة وحرّض المؤمنين. وفي الشهر التالي وأثناء اجتماع مع آخرين فصلوا في ذات المسألة قصف التحالف مقرّ الاجتماع فقتل عدد منهم واعتُقد وقتها أن الجزائري كان من بين القتلى.

هيئة تحرير الشام تبحث عن الجزائري منذ مدة. في مايو الماضي، نشر حساب مزمجر الثورة أن عين الهيئة كانت على الجزائري عندما اقتحمت عرب سعيد أول مرة في رمضان الماضي في قضية احتطاب أبي عمر منهج.

حساب الأمن العام التابع للهيئة أعلن بعد ساعات أنه تمكن من إلقاء القبض على أغلب أفراد خلايا الخطف في قرية تلعادة؛ منهياً بذلك المواجهة.

في الأثناء، نشرت معرفات موالية للهيئة فيديو لرجل يُعذب بالكهرباء وقالت إنه من أفعال عصابة الجزائري.

معارضو الهيئة ردّوا بإن الفيديو قديم لا يمتّ للجزائري بصلة وأن الهيئة تبرر بالاحتطاب بغيها كالمرة الماضية في عرب سعيد.

الدالاتي للإعلام وهو حساب مقرب من الهيئة نشر بعض الوثائق والأسلحة التي وجدت في أحد مقرّات الجزائري بما فيها فتاوى له يجيز فيها الاحتطاب.

في ردود الفعل، حساب الشمالي الحر الموالي علّق “المداهمة في تلعادة والبكاء في الأردن” إشارة إلى تعليق غير مباشر للمقدسي قال فيه: “في خير أيام الدنيا يتقرب الأشقياء إلى الشيطان بأخبث الأعمال من سفك دماء المجاهدين”

حساب العروة الوثقى المعارض قال: “وليكتب التاريخ أن مهاجري بلاد الشام قد قتلوا وأسروا وطوردوا”

 

كيف تبدو إدلب هذا الأسبوع؟

كلاكيت ٢٢

في ٢٢ يوليو، ولأول مرة سارت القوات الروسية التركية المشتركة على طول ألـ على M4 ابتداء من  بلدة ترمبة التي يسيطر عليها جيش النظام بريف إدلب الشرقي إلى تل حور بريف اللاذقية الشمالي الشرقي بطول ٧٠ كيلومتر، مروراً بـ سراقب، أريحا محمبل فريكة وجسر الشغور وهذه مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام بالكامل خاصة بعد أن طردت حراس الدين من جسر الشغور.وهذه أول مرة تتمكن فيها الدورية المشتركة من إتمام خط سيرها بموجب اتفاق موسكو المبرم في مارس ٢٠٢٠.

 

صُنع في هتش

تناقلت معرفات الهيئة صورة مركبة مدرّعة قالوا إنها من تصنيع الهيئة. يحيى الفرغلي، شرعي الهيئة، قال إنها “تنطق قائلة: دع المشوشين يعييهم العويل، وانحت بأفعالك  صفحات مشرقة في تاريخ الإسلام.”

الحساب المعارض رد عدوان البغاة في تعليق طويل تحت عنوان made in hts قال: “وفق منهج هيئة تتريك الشام فإن كل من يحمي دوريات الكفرة (أي الأتراك والروس) هم المجاهدون حقاً … وقد صاغ لنا مرقعو الهيئة جهاداً حازوا به على ( #براءة_إختراع made in h.t.s) لم يسبِقْهُم إليه أحد.”

 

“زنقة” الجولاني

حساب ليالي حلب المعارض نشر بياناً عن مجلس الشورى في الهيئة بتاريخ مايو ٢٠١٧ وفيه رفض مقررات أستانة التي أسست للاتفاق التركي الروسي. وعلّق: “في سنة ٢٠١٧ ‘يجب على كل مسلم العمل على خرق هذه الاتفاقية‘؛ أما في سنة ٢٠٢٠ فـ….”

الشمالي الحر الموالي للهيئة نشر فيديو من أواخر مايو الماضي فيه توثيق لعمليات قام بها انتحاريو الهيئة وعلّق: “نُعيد نشرها لنلجم بها من اتهم مجاهدي الهيئة بالتقصير.”

عصام الخطيب، المنشق عن الهيئة، نشر استبياناً سأل فيه: لم يترك الجولاني مدينة ولا قرية إلا واقتحمها، فمن كان أكثر جدية في تنفيذ هذه العبارة “شبر شبر دار دار زنقة زنقة: الجولاني أم القذافي.”

 

معضلة التركستان

في خبر لافت عن الحزب الإسلامي التركستاين الذي يعمل مع الجولاني لكنه موالي للقاعدة، أو هكذا نعتقد، فقد نشرت معرفات معارضة للهيئة فيديو قالوا إنه يُظهر التركستان وهم يُسلّمون الهيئة دبابة تعود ملكيتها لحراس الدين.

حساب مزمجر الثورة علّق: التركستان بأمر من الهيئة أخرجت غرفة فاثبتوا من أربع نقاط في سهل الغاب وسرقوا دبابة الحراس التي كانت عندهم أمانة وسلموها للهيئة.”

الشمالي الحر الموالي شارك فيديو عن التركستان بعنوان: شهداؤنا الأبطال ج ٤ عن قائد ميداني سوري اسمه أبو عبدالله قتل في آب ٢٠١٩.

 

مجلس الجولاني العسكري “الوطني”

واصلت المعرفات المعارضة للهيئة نشر تعليقات وأخبار غير مؤكدة عن دمج الهيئة بالجيش الوطني المدعوم من تركيا.

حساب رد عدوان البغاة قال إن ضباطاً أتراكاً زاروا الهيئة تمهيداً لتشكيل المجلس العسكري التابع للجيش الوطني. وعرضوا تدريب مجموعات من الجيش في معسكرات الهيئة، وأن الجولاني يقول إنه سيستلم قيادة المجلس؛ وأن “الوطنية” ستكون بالاسم فقط. نُذكّر أن الوطنية والقومية والديموقراطية والانتخابات مصطلحات شركية عند الجهاديين.

وبشكل غير مباشر، ألمح معرف الدالاتي للإعلام إلى أن الهيئة تتفوق على الجيش الوطني في الإدارة. فقال: لم تستطع تركيا وفصائل منطقة غصن الزيتون (شمال حلب) ضبط الأمن وحماية المدنيين… على تركيا الاعتراف بفشلها هناك والاستعانة بخبرات هيئة تحرير الشام.

 

أعداء هيئة تحرير الشام لن يتركوا الساحة بسهولة

الحاجز

في ٢٥ يوليو تعرض حاجز تابع لهيئة تحرير الشام إلى إطلاق نار أسفر عن قتل عنصرين. معرفات موالية للهيئة قالت إنه من تدبير داعش. لم يرد تأكيد من داعش أو غيرهم.

عروة عجّوب الباحث في مركز دراسات الشرق الأوسط التابع لجامعة لوند السويد علّق في حسابه على تويتر “لكن من ليست له مصلحة في هذا الهجوم؟!”

 

الراية

نشرت معرفات معارضة للهيئة مثل مؤسسة الأثر والتوحيد أولا لأبي محمد المقدسي مؤلفاً لأبي عبد الرحمن المكي بعنوان الراية. المكي هو من شرعيي حراس الدين. وبعد انقضاض الهيئة على الحراس بعث رسالة لأعضاء التنظيم يدعوهم فيها إلى  الصبر والثبات.

هذه “الراية” كتُبت في نهاية ٢٠١٨. ونُشرت هذا الأسبوع. وأهم ما فيها: “فلو أن راية رُفعت وأَسست لمعصية الله تعالى فإنه لا يجوز الجهاد تحتها ولو لدفع صائل مع وجود غيرها.”

نذكر أن المقدسي مثلاً أفتى للحراس وغيرهم من المعارضين بجواز القتال تحت راية هيئة تحرير الشام من باب دفع العدو الصائل وتحمّل المفسدة الأصغر أي الهيئة لدرء المفسدة الأكبر أي روسيا.

 

ابن الغريب

حساب يقول إنه يتحدث باسم محبي سيف العدل نائب الظواهري، والموجود حالياً في إيران، نشر مقالاً لشخص يُقال له ابن الغريب، يصف نفسه بأنه جندي من جنود القاعدة.

المقال بعنوان “لماذا انتصرت طالبان وتراجع الجهاد في الشام؟” خلاصة المقال:

– طالبان “انتصرت” (بين مزدوجين) لأنهم سعوا وراء الهدف من دون انتظار التأطير والتأسيس لجماعة

– الاجتماع على مشروع حراس الدين أو غرفة فاثبتوا كان يمكن أن يستنسخ التجربة الطالبانية

– كل من لم يؤازر الحراس أو فاثبتوا تحت أي ذريعة وإن كان متعاطفاً فهو متخاذل

– الفرصة لا زالت سانحة بالاجتماع وتناسي الخلافات.

 

إصلاح الجهاد

ونشر نفس الحساب مقالاً جديداً لـ أبي عبد الكريم الغربي، وهو عبدالرحمن بن علي. رجل دين موالٍ للقاعدة. يكتب منذ ٢٠١٦ تحت اسم “الوعي الجهادي.”

المقال بعنوان: “من عجز عن خلع أمير فصيل فاسد فلا يحلم بخلع بشار وترامب.”

المقال واضح. ولا يختلف في المحتوى أو اللفظ عن رسالة ابن الغريب.

وينتهي بدعوة الجهاديين إلى حسم أمرهم بمعرفة “سير الرجال” الذين وصفهم بالثابتين ليكون ذلك بوصلة لهم وسمّى على رأسهم أبو فراس السوري وسيد قطب.

 

المقدسي يزكّي

وهذا يأخذنا إلى مقال طويل لأبي محمد المقدسي بعنوان “التزكيات والتساهل فيها بين الجهاديين.” ماذا يريد أن يقول المقدسي؟

يريد أن يقول إن تيار الجهاد يتخذ من: تحقيق التوحيد غاية، والجهاد وسيلة لتحقيق هذه الغاية. ويعتبر أن التوحيد كغاية تتحقق بالجهاد تتعرض اليوم إلى خطر شديد. يقول المقدسي إنّ مرد ذلك إلى الفوضى في تزكية أو “تعظيم” شخوص لم يكونوا صادقين في جهادهم كوسيله لتحقيق هذه الغاية أي التوحيد.

يلمح إلى الزرقاوي عندما يقول “عايشت شخصية جهادية عقداً من الزمان؛نهل من كتاباتي … حتى لكأننا صرنا نسخة واحدة؛ووثقت بوضوح الغاية والوسيلة عنده؛… ومع ذلك لم أتخلّ عن مناصحته وتوجيهه حين انطلق إلى ساحة جهادية ولمع نجمه؛خشية على الوسيلة من التشويه … فكيف لو كان الخوف وقتها على الغاية (أي التوحيد).”

بمعنى أنه لن يتردد عن فضح الانحرافات في تزكية الأفراد. ثم يسترسل في وصف سيناريو وربما التلميح إلى شخص أو شخوص ممن “يتمسحون بتراث الجهاديين” ويجمعون أعمالهم ويضعون لها مقدمة حتى يُزكون بها. “فدخل بهذا الخلل كثير من التغبيش على التيار الجهادي.” وينتهي إلى أن هذه الفوضى في التزكيات وتفضيل الأشخاص أخطر على التوحيد من الغلو.

أنصار داعش التقطوا هذا الكلام، وقالوا “لقد عاد (المقدسي)… لأسلوب تزكية النفس … باستعلائه من خلال “الأنـا” التي شكا منه الكثير، قديماً وحديثاً” ومنهم الزرقاوي نفسه.

 

خليفة داعش من جديد

حساب مزمجر الثورة نشر هذا الأسبوع مادة لم تٌفهم مناسبتها، تعقيباً على خبر قديم من وكالة ستيب الإخبارية من شهر مارس يقول إن هيئة تحرير الشام اعتقلت رجلاً يُعتقد أنه خليفة داعش الجديد.

الحقيقة ما يلفت في مقال ستيب هو أن المعتقل كان مبتور الرجل. وهذا تفصيل كشفت عنه جماعة التراث العلمي في شهر نوفمبر ٢٠١٩وهم يسوقون الأدلة على عدم وجود أي شخص في دائرة البغدادي يتمتع بأهلية شرعية وعلمية تؤهله للخلافة. وذكروا حجي عبدالله قرداش تحديداً وقالوا إنه مبتور الرجل اليمني وفي هذا مخالفة شرعية لشروط الخلافة.

حساب مزمجر فصّل أنه بتاريخ ١٥ فبراير ٢٠٢٠ اعتقلت الهيئة قيادياً في داعش يُدعى الحجي عبدالله العفري اعتُقد أنه الخلفية لكن اتضح أنه “قيادي من الصف الأول”؛ وفي منتصف يونيو قيل إن الرجل توفي بالسمّ. لكنّ أمنيين في الهيئة قالوا إنه سُلّم إما للأتراك أو الأمريكيين في إنجيرلك. مزمجر قال إنه لم يتحقق من هذه المعلومات.

على الهامش: حجي عبدالله العفري هو اسم آخر لعبدالله قرداش الذي يُعتقد أنه أبو إبراهيم الخليفة الجديد.

 

داعش في غرب إفريقيا

أعدمت داعش في غرب إفريقيا خمسة عاملين في منظمات إنسانية اختطفتهم في يونيو الماضي بالقرب من مخيم مونغونو للنازحين شمال شرق نيجيريا.

التنظيم طالب بنصف مليون دولار مقابل إطلاق سراحهم. الحكومة النيجيرية رفضت أن تدفع المبلغ، فنفذ داعش تهديده.

 

القاعدة في غرب إفريقيا

عقدت جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وهي تحالف جماعات موالية للقاعدة منها تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، اجتماعات مع السكان المحليين في وسط مالي لفضح الجواسيس ونبذ العنصرية حسبما جاء في بعض الأخبار.

أنصار داعش ذكروا هذا الأسبوع أن تنظيم القاعدة في مالي عقد “جلسة صلح” مع قبيلة محلية كي يتفرغوا لقتال داعش.