أخبار الآن | بيروت – لبنان (خاص)

تضاعف عدد اللبنانيين الذين يعانون من ضغوطات نفسية، وسجلت مؤخراً العديد من حالات الانتحار وسط وضع اقتصادي سيء.

زينة الجردي من منظمة “إمبريس EMBRACE”  للوقاية من الانتحار تحدثت لمراسلة أخبار الآن جنان موسى أكثر عن أهداف المنظمة والخدمات التي تقدمها.

وقالت الجردي أن هدف المنظمة التي تأسست في العام 2013 هو التوعية بمعنى ما يقصد بالمرض النفسي كبداية، وإنشاء “خط الحياة” 1864.

وعن أعداد المكالمات التي تستقبلها المنظمة لأشخاص يتعرضون لضغوط نفسية ويحتاجون المساعدة، قالت الجردي إنه في بداية العام 2019، تلقى الخط الوطني الساخن للوقاية من الانتحار ما يصل الى 200 مكالمة شهرياً. أما اليوم فتصل أعداد المكالمات الى 550 شهريا، مع ازدياد الضغوط الاقتصادية.

وأضافت أن العديد من المتصلين يتعرضون لضغوط نفسية، خوفاً من عدوى الكورونا أو بسبب تركهم لأعمالهم.

وقالت إنه “من الصعب إيجاد حلول جذرية أو منطقية على الأرض لأن الوضع نوعاً ما يشوبه الكثير من الضغط، فنحاول التخفيف من الضغط النفسي الذي يتعرض له المتصلون، او إذا كان عندهم أفكار انتحارية نحاول العمل معهم لبناء الأمل”.

وعن أكثر المشكلات التي تواجه الناس، قالت إن معظم الاتصالات لأشخاص يتعرضون لضغوط نفسية، بسبب مشكلة مادية، أو شخصية، أو عائلية، وهناك متصلين بالفعل يفكرون بالانتحار، أو عندهم أفكار انتحارية وهذا كان أحد الأسباب الذي جعلهم يتصلون بنا.

وأوضحت أن الوضع الاقتصادي ليس سبباً كافيا للإقدام على الانتحار بل عدة عوامل يجب أن تجتمع، ويكون الانتحار بمثابة مهرب من المشكلات.

وقالت الجردي إنه “لا يوجد وضع اجتماعي معين يتشارك به المتصلون، اما بالنسبة للفئة العمرية التي تقوم بالاتصال فتتراوح بين 19-29، وهي اكبر شريحة قد تقدم على انهاء حياتها، بحسب الدراسات.

وإمبريس، جمعية خيرية للصحة النفسية يقع مقرها في لبنان، أطلقت أول خط مساعدة هاتفي للوقاية من الانتحار الذي يعد الأول من نوعه في المنطقة لمواجهة محاولات الانتحار التي يُقدم عليها من يعانون من أفكار انتحارية. ويستهدف هذا الخط أيضًا الأفراد الذين يعانون من الاضطراب النفسي، أو الذين يشعرون بالقلق من أن يحاول أحد الأشخاص ممن حولهم الانتحار أو أن تكون لديه مشاكل نفسية.

واستعانت الجمعية بخبراء دوليين لتدريب 30 متطوعًا يتعاملون مع خمس حالات يوميًا في الوقت الحالي – أشخاص يتصلون بالجمعية لمعاناتهم من مختلف حالات اليأس. ويمكن إحالة الأشخاص ممن لديهم أفكار انتحارية إلى شبكة إمبريس، التي تشمل مستشفيات وغرف طوارئ تقدم الدعم والمساعدة النفسية.

وتتراوح مدة معظم المكالمات بين نصف الساعة إلى الساعة تقريبًا، ويبذل خلالها المتطوعون المساعدة من خلال منح الأمل لتقليل خطر احتمال الانتحار. تتوقع جمعية إمبريس استقبال حوالي 2,000 مكالمة سنويًا.

ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، يصل معدل حالات الانتحار في لبنان إلى 3.1% من بين كل 100,000 شخص. ورغم أن هذه النسبة تعتبر أقل من بعض الأماكن، كالولايات المتحدة الأمريكية التي تصل بها معدلات الانتحار إلى 13.5%، فإن ذلك يعني أن شخصًا واحدًا يُقدم على الانتحار كل ثلاثة أيام.