أخبار الآن | بغداد – العراق (أحمد التكريتي)

اثار اغتيال الخبير الأمني العراقي هشام الهاشمي الكثير من الأسئلة، فقد جاءت عملية الاغتيال في فترة حرجة لا يزال يعيش فيها العراق تداعيات الحراك الشعبي المناوئ للطبقة السياسية الحاكمة وكذلك للتدخلات الإيرانية، ما جعل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي أمام تحديات كبيرة لملاحقة ومحاسبة الجناة، خاصة أن أصابع الاتهام حول الجهة التي أمرت ونفذت عملية الاغتيال هي المليشيات المسلحة في العراق.

تصاعدت معركة كسر العظم بين رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي والفصائل المسلحة في الفترة الأخيرة في ظل حرص الكاظمي على تطهير العراق من العناصر الإيرانية، ويبدو أن الصراع الجاري في العراق اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، يدور حسب عدد من المحللين بين القوى الوطنية والقوى اللاوطنية، بين من يريد دولة وطنية وديمقراطية مستقلة، وبين من يريد دولة تابعة لإيران.

اللواء الركن ماجد القيسي اعتبر في مقابلة مع أخبار الآن، أنه في ظل وجود تحديات تعتبر عوائق كبيرة أمام إصلاحات الكاظمي، فإن المواجهة مع هذه الفصائل صعبة على الحكومة، لأن الوضع الراهن للعراق لايحتمل مزيداً من الفوضى والمواجهات، إلا إذا قام الكاظمي باصلاحات كبيرة خاصة بما يشمل تغييرات في المناصب القيادية وإعادة هيكلة المؤسسات الأمنية والعسكرية، لذا من الممكن أن تكون هذه بداية الاحتكاك مع الفصائل.

ويشهد العراق عمليات اغتيال وقصف متكررة، قال القيسي إنها ستتوقف على موقف الكاظمي واصراره على ملاحقة الجناة، خاصة بما يتعلق بملف قضية هشام الهاشمي، فمسلسل الاغتيالات سيتوقف إذا ما كشف عن الجناة، وسيتوقف قصف البعثات الدبلوماسية، لكن في حال عدم الكشف عن أحد فإن هذه الأطراف ستبقى مستمرة بالاغتيالات وقصف المصالح الأجنبية.

وحول تدخل المليشيات في مفاصل الدولة العراقية خاصة بروز تأثيرها خلال التصدي لاحتجاجات أكتوبر / تشرين الأول عام 2019، علق القيسي أن هذه الفصائل بدأت بالتمرد على الدولة العراقية، وبدأت وكأنها فوق القانون لما تمتلكه من أموال ونفوذ، وتَعتبر نفسها هي الدولة العميقة التي تسيطر على الدولة العراقية، وهذه المؤشرات بدأت واضحة منذ تحرير المدن من احتلال تنظيم داعش، واستغلت ضعف حكومة عبد المهدي التي لم تحاسب القتلة، لذلك رأينا استمرار عمليات الاغتيال. هذه الفصائل لديها قدم في العملية السياسية وقدم داخل الحشد الشعبي وقدم خارجه وقدم حتى خارج العراق.

وتخوض الحكومة العراقية هذه الأيام معركة سيادة الدولة ضد الميليشيات المسلحة الموالية لإيران، لكن اللواء الركن ماجد القيسي اعتبر أن تراجع الكاظمي هو لحسابات معينة للوضع العراقي الذي يمر بانعطاف حساس، وهو لا يريد أن يجازف في بداية منصبه، بل يهدف لإعادة ترتيب أوضاعه من أجل الوصول إلى الهدف النهائي وهو هيبة الدولة.

ولايختلف اثنان على أن هذه المليشيات والفصائل تنفذ أجندة خارجية، فبرأي القيسي أنها تسببت بالكثير من المشاكل للعراق، الذي أصبح ساحة للنفوذ الإيراني ولفصائل مسلحة موالية لها وتتبع نظام ولاية الفقيه، لذا نجد أن هذه الفصائل ليست متواجدة فقط في العراق.

يبدو أن العراق بدأ فعليا مرحلة تصفية الحسابات الداخلية وفي كل الأحوال فإن الصراع مع الفصائل المسلحة بات أمراً حتمياً وأن البقاء للأقوى، فهل ينجح الكاظمي في مواجهة المليشيات بالعراق؟

 

اقرأ أيضا:

التميمي: اغتيال هشام الهاشمي بمثابة إعلان حرب من قبل الجماعات المارقة