في حلقة هذا الأسبوع من مرصد الجهادية. لدينا أخبار دسمة في أسبوع العيد. هذه هي العناوين الفرعية.

– إعلام داعش ينقل رسالة من الخليفة أبو إبراهيم

– فوضى في إدلب وعفرين

– وسجال بين شيوخ السلفية حول حكم الصلاة في صفوف غير متصلة، وحول صفة جبل أحد كصحابي جليل.

وضيفنا هذا الأسبوع الصحفي السوري عمر أبو ليلى مدير ومؤسس شبكة ديرالزور 24.

عمر أبو ليلى

عمر أبو ليلى

أبو ليلى يتحدث عن مواضع الخلل في العمل الأمني والعسكري الذي تقوم به قوات التحالف وقوات سوريا الديموقراطية لمواجهة داعش شرق سوريا. يقول إن داعش يفضل دير الزور تحديداً لأنها تتمتع بموقع استراتيجي يمكن خلايا التنظيم من السيطرة على ممرات للتهريب والتخفي في مساحات شاسعة من البادية يتخذها منطق لتنفيذ هجماته في البلدات والمدن القريبة.

ويؤكد إن دير الزور لا تشكل حاضنة شعبية لداعش وإن من يعتقد ذلك فهو خاطئ. “فأنا من بلدة اسمها الشحيل وقاومنا التنظيم في بداياته في ٢٠١٤ وقدمنا حوالي ٣٠٠ شهيد، لكن عندما سقطت الشحيل، سقط الدير كله.”

ويضيف: “ما يحدث اليوم هو استهتار من قوات قسد بالتعامل مع من تم اعتقاله أو أفرج عنه من تنظيم داعش. ونوهنا إلى هذا الأمر سابقاً. فنحن أدرى بمن انتمى للتنظيم بالقوة وبمن انتمى رغبة في جاه أو مال … قوات قسد تهاونت في هذا الأمر. وأجزم أن من يرتبط بالتنظيم سراً هم من يعززون قوته اليوم. لا بد من قرار حقيقي لتثبيت الأمن في دير الزور والمكون العربي في قسد مسؤول عن هذا الأمر. هذا التراخي من جانبهم تسبب في أن معظم هجمات داعش تكون في المناطق الخاضعة للمكون العربي. وهذا يجب أن يتغير.” يختم أبو ليلى بالقول إنه في حال اتخذت قرارات حقيقة شارك فيها أبناء الدير بشكل حقيقي وذكي لأمكن القضاء على داعش بالكامل في غضون ستة أشهر لا أكثر.

رسالة “الخليفة”

مساء الخميس ٢٨ مايو، بثت قناة الفرقان المتخصصة ببيانات قيادة داعش كلمة صوتية للمتحدث باسم التنظيم المهاجر أبو حمزة القرشي وهي الثالثة له منذ توليه المنصب في نوفمبر الماضي. فما الذي قاله القرشي وما الذي لم يقله؟

الكلمة بعنوان “وسيعلم الكفار لمن عقبى الدار” فيها تحدّ للعالم كله بأن العاقبة ستكون لداعش ومن والاهم. فتحدث عن تحولات في العالم ستكون لمصلحة داعش أكثر من أي وقت مضى. واعتبر أن مرض كوفيد ١٩ هو “حرب من الله” انتقاماً للتنظيم على ما مرّ به في الباغوز والموصل وسرت. فداعش يقدم نفسه على أنه الطائفة الموحدة وما دونها كافر ومرتد لا يستحق الحياة؛ وأنهم في صراع أبدي ضد الديمقوقراطيات والحريات في العالم ولن ينتهي إلا بنهاية الكون.

وبهذا المعنى لا يقيم القرشي وزناً للأحداث الأخيرة التي قُتل فيها ثلاثة من كبار قياديي داعش كان آخرهم حجي تيسير عضو اللجنة المفوضة؛ ولا تلك التي ظهر فيها على الإعلام مكبلاً رئيس اللجنة المفوضة إبان حكم البغدادي عبدالناصر قرداش. ألمح القرشي إلى أن ذلك بروباغاندا عراقية.

خاطب السنة في العراق وحذرهم من الالتفاف حول رئيس الوزراء الجديد مصطفى الكاظمي، باعتباره سيكون أفضل في تعامله مما كان عليه من سبقه مثل المالكي والعبادي. والحقيقة هذه مسألة مهمة. فداعش يدرك تماماً أن تمدده المشؤوم في ٢٠١٤ لم يكن لولا الغضب السني من سياسة المالكي في بغداد وقتئذ.

خصص القرشي جزءاً مهماً من الكلمة للحديث عن مواجهة التنظيم مع القاعدة التي وصفها بأنها ممن “زعم أنه على طريق الجهاد”، وذلك في موقعين. الأول، مواجهة عقائدية عندما قال إن علماء القاعدة وأنصارها يصفونهم بأنهم خوارج أو مفسدين أو غلاة، ويقول “فعسى أن يتشاورا فيما بينهم ويخرجوا علينا برأي واحد.” وهنا يرد القرشي على هذه الاتهامات بشكل غير مباشر فيشير إلى هجمات التنظيم في أفغانستان (خراسان) التي “تهز مضاجع الصليبيين والمرتدين” فيما القاعدة تتماهى مع طالبان التي عقدت اتفاقاً مع الأمريكيين ودخلت في مفاوضات مع حكومة كابول، وهو بالنسبة لداعش ضرب من الشرك والكفر.

الموقع الثاني هو مواجهة عسكرية في غرب إفريقيا. يكشف القرشي عن أن داعش اتخذوا قراراً “بتأجيل” المواجهة مع القاعدة هناك، لكن”مرتدي القاعدة” بادروا إلى قتالهم “نيابة” عن دول وحكومات المنطقة خاصة مالي والنيجر وبوركينافاسو والجزائر؛ وأبدوا الرغبة بالتفاوض مع هذه الحكومات على نحو مفاوضات طالبان مع واشنطن. بحسب القرشي، أدى هذا كله إلى انشقاقات كبيرة في صفوف القاعدة وانضمام مقاتليها إلى داعش. داعش كان كشف قبل أسبوعين عن هجمات قامت بها القاعدة في غرب إفريقيا ضدهم منهية سنوات من التعاون والمهادنة بين الطرفين.

في آخر الكلمة، واستشعاراً برغبة أنصار التنظيم في لقاء الخليفة الجديد أبي إبراهيم الذي لا يُعرف إلى الآن شكله أو حتى اسمه الحقيقي، نقل القرشي رسالة منه “سلاماً” وتبريكاً على “غزوة الاستنزاف” التي انطلقت في رمضان.

ردود الفعل على كلمة داعش

توقف أنصار داعش عند هوية الخليفة الجديدة. أحد الحسابات النشطة والقريبة جداً من الفرقان قال: “وليس من شأننا ان نتساءل لماذا لم يظهر، فلنا ولاة أمر وهم يقررون ذلك متى وأين وكيف يظهر.”

أبو محمد المقدسي منظر الجهادية السلفة وموالي القاعدة نشر على حسابه أن المتحدث باسم داعش “لم يأت بجديد سوى التأكيد على تكفير القاعدة ابتداء من غرب إفريقيا إلى سائر فروعها.” ويلاحظ تناقضاً هنا عندما شدد القرشي دعوته أنصار التنظيم إلى الحفاظ على دماء المسلمين. يقول المقدسي: “فلا أدري مَن هم الذين ستحرم دماؤهم؟! … النتيجة واحدة: وهي أن مشروع الغلاة … ثمرته دائما واحدة: وهي استهداف خلاصةِ أهل الإسلام في كل مكان؛وإحباطُ جهادِهم؛وتبديدُ جهودِهم ”

حجي تيسير

أكدت السلطات العراقية قتل حجي تيسير، معتز نومان الجبوري، عضو اللجنة المفوضة في داعش والمشرف على ولاية العراق. حجي تيسير كان مرشحاً لتولي الخلافة بعد البغدادي.

أنصار داعش اعتبروا أن الخبر كاذب يهدف إلى رفع معنويات القوات العراقية.

قرداش مرة أخرى

وتعليقاً على اعتقال قرداش، كتب الشرعي العام لهيئة تحرير الشام مظهر الويس سلسلة تغريدات عنوانها “ما بعد داعش” يقول فيها: “لقد ضيع الدواعش العراق وسنته وحَرَفوا بوصلةَ الجهاد الشامي وتم التمكين للمشروع الكردي الانفصالي العلماني … وتعزيز الوجود الرافضي … وما شعارات محاربة الدواعش والإرهاب إلا ذريعة للتسلط على الشعوب المسلمة وسلبها حقها في التحرر” يقول شرعي جبهة النصرة وأحد أكثر المقربين من الجولاني.

مهندس إعلام داعش

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية عن رصد مكافأة ثلاثة ملايين دولار مقابل معلومات عن قيادي وصفته بالبارز في داعش يُدعى محمد خضر رمضان المعروف أيضا باسم “أبوبكر الغريب”. وأحياناً ما يلقب الغريب بمهندس الإعلام الداعشي. بيان الخارجية قال إن الغريب مسؤول عن إنتاج مقاطع الفيديو الأكثر وحشية.

فوضى في الشمال السوري

فوضى في المناطق التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام والجيش الوطني التابع للمعارضة السورية ومقرها إسطنبول. في عفرين شمال سوريا التي تسيطر عليها قوات درع الفرات أوالجيش الوطني، وقعت اشتباكات مساء الخميس بين فصائل الجيش. ما حدث هو أن صاحب دكان من الغوطة رفض أن يبيع مقاتل من فصيل الحمزة بالدين، فرمى المقاتل قنبلة في المحل واندلعت الاشتباكات بين الحمزة وأحرار الشام. توفي في الاشتباكات صاحب الدكان وطفلان.

أنصار هيئة تحرير الشام استغلوا الحادثة وسخروا من الجيش الوطني ونشروا ما قالوا إنه دعوات حتى يتوجه عناصر الهيئة لبسط الأمن في عفرين.

معارضو الهيئة ردوا “احموا مناطقكم من الاحتلال الروسي ثم تكلموا عن باقي المناطق.”

أنصار داعش ركبوا الموجة أيضاً وقالوا إن “عربة حسبة واحدة” كانت كفيلة لبسط الأمن في مدينة مثل الباب شمال حلب.

يوم الجمعة الماضي، اقتحم أمنيو هيئة تحرير الشام بلدة النيرب شرق إدلب لاعتقال محمد مصطفى الحسين المعروف باسم أبو اصطيف النيرب وهو قيادي سابق في فصيل “جند الأقصى” الذي انحلّ في ٢٠١٧.

الهيئة تقول إن أبو اصطيف متعاون مع داعش.

وأنصار داعش ينفون الصفة عنه.

ومعارضو الهيئة يقولون إنه قُتل بدم بارد أمام عائلته وأن ما جرى خيانة مدروسة.

جند الأقصى تشكل في ٢٠١٤ نتيجة الاقتتال بين جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام الآن) وبين داعش. ولاحقاً انضموا للهيئة، لكن في ٢٠١٧ حُلّ الفصيل وتوجه معظمُ عناصره لمناطق داعش.

الجهاديون والعيد

– وجه أنصار القاعدة تهنئة بالعيد للظواهري. أنصار داعش وصفوهم بالكفار لأنهم استخدموا في وصف الظواهري ألفاظاً تشبه وصف لفظ الجلالة مثل “أنت الأول”. وعلقوا: “القاعدة يعبدون الرموز فيظلون معهم حتى بعد أن يضلوا ويخفون موتهم ولهذا اخفيتم مقتل الملا عمر … وكنتم ستخفون موت الريمي ونشرتم كلمة فيها حفظه الله وهو ميت.”

– وكالة ثبات الموالية للقاعدة نشرت صوراً لمقاتلي حراس الدين يوزعون هدايا على الأطفال في إدلب، وصور أخرى لمقاتلي أنصار التوحيد. ونذكر أن أنصار التوحيد تركوا غرفة عمليات وحرض المؤمنين ونُشر على التيلغرام أن السبب هو “العمل الأمني” الذي يقوم به حراس الدين المشاركون في الغرفة.

– أنصار داعش ومعارضو هيئة تحرير الشام على حد سواء نشروا صوراً متقابلة لبشار الأسد مع أطفال والجولاني مع أطفال بمناسبة العيد وعلّقوا “تشابهت الأقوال والأفعال.”

– نشرت وكالة ثبات كلمة لـ طلحة عبدالرحمن المتحدث الرسمي باسم جماعة أنصار غزوة الهند (فرع تنظيم القاعدة في الهند).

يقول فيها “هدفنا الأكبر هو تحرير الجهاد في كشمير من التبعية لأجهزة المخابرات” والحقيقة هذه جملة غير مفهومة.

لكنه أضاف مخاطباً الكشميريين”جهزوا أنفسكم في المرحلة القادمة لدعم المجاهدين من توفير المأوى ودعمهم مادياً.”

يقود هذا الفرع المدعو غازي خالد إبراهيم.

حصاد القاعدة

– وفي منشور لافت، نشر فرع الهند أيضاً خبراً ومقطعاً من فيديو لأخوين قتلا في مواجهة مع الجيش الهندي في كولغام وسط إقليم جمو وكشمير. وقال المنشور إن الاثنين انشقا عن داعش وبايعا فرع القاعدة هناك.

– ونبقى مع كالة ثبات التي نشرت تقارير مصورة عن هجمات قامت بها فروع القاعدة في مناطق مختلفة ربما من باب جردة الحساب أو من باب تضخيم الهجمات على نحو ما يفعله إعلام داعش.

– نشرت فيديو بعنوان “غزوات الشهر الفضيل تفتك بمِلّة الكفر”. وفيديو آخر أحصت فيه أكثر من ١٠٠ هجمة لجماعة شباب في الصومال في شهر مايو.

– ونشرت خارطة تبين توزع سيطرة الجهاديين في شرق إفريقيا. الخارطة انحصرت بالصومال من دون أي ذكر لموزمبيق. نذكر أن ثبات نقلت في الاسبوع الماضي هجوماً عزته إلى القاعدة في موزمبيق وكان خبراً لافتاً لأن القاعدة لا تنشط هناك بل داعش. هل هذا تخبط في إعلام القاعدة؟ أم أن القاعدة دخلت فعلاً على خط موزمبيق؟

– وبالحديث عن موزمبيق، قال وزير الداخلية في مابوتو إن الإرهابيين يستخدمون الطائرات المسيرة ويتنكرون بزي القوات المحلية لشن هجماتهم في إقليم كابو دلغادو القريب من مناطق الغاز.

فيما ترددت أنباء هذا الأسبوع عن اجتياح مسلحي داعش بلدة ماكوميا: العاصمة الإقليمية الرابعة في كابو.

– نقلت ثبات أن حزب الأحرار التابع لطالبان باكستان قتل رئيس شرطة ومرافقَه في كمين وسط العاصمة إسلام أباد وقالت إنها أول عملية من نوعها في العاصمة منذ سنين. الإعلام المحلي قال إن الهجوم استهدف رجلي شرطة كانا يحرسان نقطة تفتيش على أطراف العاصمة.

ظلام إعلام القاعدة

وفي استمرار لمظاهر إعلام القاعدة المنفصل عن الواقع، روجت مؤسسة السحاب المختصة بالقاعدة المركزية في أفغانستان، لإصدار قريب. وكالعادة كان إصداراً عقيماً. هو الحلقة السادسة من سلسلة قناديل من نور، بعنوان “الهداية ونعمة الجهاد” لـ عطية الله الليبي الذي قتل في غارة على وزيرستان عام ٢٠١١، ومصطفى أبو اليزيد أو سعيد المصري وقتل في غارة مماثلة في ٢٠١٠.

سجال الفتاوى السلفية

– ونختم بهذا المنشور من حساب المقدسي يرد فيه على حاكم المطيري زعيم حزب الأمة الكويتي والذي يعيش في تركيا.

المطيري كان أفتى بأن الدول التي أغلقت المساجد تحسباً للكورونا هي دول مرتدة ردة جماعية. طبعاً لا يأتي الرجل على ذكر تركيا في أي شيئ. المقدسي رد بأن “المصطلحات الفضفاضة غير المنضبطة هي سبب كثير من مزالق الغلو التي وقع بها الشباب.” وجهة نظر المقدسي هي أن الدول التي أغلقت المساجد هي أصلاً مخالفة للشريعة في أمور أخرى فهي مرتدة بطبيعة الحال، وبالتالي يسأل: “هل إن أعادوا فتح المساجد تنتفي عنهم الردة؟” منطق المقدسي ليس خيراً من المطيري لكن المواجهة تثير الفضول.

– ومن قبيل هذا الجدل ما دار بين هاني السباعي وحسن زبادي حول حكم صلاة الجماعة في صفوف غير متصلة.

– وما دار بين المقدسي مرة أخرى ومحمد الحسن ولد الددو الشنقيطي حول ما إذا كان جبل أحد صحابي جليل.