في حلقة هذا الأسبوع من مرصد الجهادية الذي يوثق للأسبوع الأخير من رمضان:

– أمنيو الجولاني يتطاولون مجدداً على حراس الدين ولا جديد في حسم الخلاف

– الظواهري غائب غياباً يثير سخرية داعش

– حراس الدين يحتجزون سورياً بتهمة الضلوع في اغتيال أبي خديجة الأردني

– وقيادي مهم في داعش باسم ناصر قرداش معتقل لدى السلطات العراقية

 

ونتابع هذا الأسبوع الجزء الثاني من الحديث الشائق مع جيسي مورتون @_jessemorton الجهادي السابق الذي كان رفيقاً لأنور العولقي. عملياً هو أسس لمجلة Inspire سيئة الصيت. كان مجنّداً فذّاً. في الماضي، أعدّ جهاديين، واليوم هو صوت للعدالة والتسامح. في هذا الجزء الثاني، يتحدث جيسي عن أسلوبه في تأهيل الجهاديين، وعن شعوره عندما يلتقي باحثين كانوا يكتبون عنه، مثل آرون زيلين.

المرصد 37 | إعلام القاعدة المنفصل عن الواقع يزيد الشكوك حول غياب الظواهري

وبالمناسبة آرون زيلين يحتفل هذا الأسبوع بمرور عشرة أعوام على انطلاق موقعه الفذ jihadology الذي يعد مصدراً مهماً لتتبع أخبار الجهاديين في العالم. في عدد هذا الأسبوع من جهادولوجي مقالات مهمة يلفت منها مقال للباحث السوري عروة عجوب عن العلاقة بين هيئة تحرير الشام وحراس الدين. (ويمكن الاطلاع عليه هنا https://bit.ly/3eieNkj)

 

احتطاب إدلب

مواجهات قديمة جديدة بين أمنيي الجولاني وحراس الدين على الاحتطاب. الاحتطاب هو الكلمة المتعارف عليها لوصف سرقة السلاح والعَتاد من الفصائل الجهادية في شمال سوريا. بإختصار، ما حصل يوم الأحد  ٢٤ رمضان الموافق ١٧ مايو ٢٠٢٠، هو أن مجموعة (يقودها أبو عمارة منهج وأبو بلال ضرغام) سرقوا آلية عليها مضاد طائرات عيار ٢٣ وخبّئوه في قرية اسمها عرب سعيد شمال غرب إدلب. وهي قرية فيها مقرات لحراس الدين.

هيئة تحرير الشام تعتبر أن منهج وضرغام تابعين للحراس وبالتالي الحراس هم من سرقوا الآلية والمضاد. الحراس يقولون إن لا علاقة لهم بالرجلين.

قبل إفطار ذلك اليوم، حاصرت قوة أمنية من هيئة تحرير الشام مقراً لحراس الدين ويقال إنهم اقتحموا بيوتاً أخرى لهم. ودارت اشتباكات. وتدخل لحل الاشتباك من الحراس: أبو القسام الأردني (خالد العاروري) وأبو محمد السوداني (الذي كتب بيان اقتحام أرمناز في أبريل الماضي)؛ ومن الهيئة جلس أبو حسين الأردني وأبو محمد الشمالي.

وتم الاتفاق على إرجاع الآلية والمضاد بضمان من حراس الدين الذين أكدوا أن المجموعة المحتطبة مستقلة، وتعويض الحراس عن بكب أعطب في المواجهات، وتشكيل لجنة قضائية مشتركة للبت في قضايا نجمت عن تلك المواجهة.

ولا يزال الفريقان حتى ساعة إعداد هذه الحلقة يكيلان الاتهامات لبعضيهما. الحراس يتهمون المحتطبين بالارتباط مع أبي حسين الأردني نفسه. والهيئة يتهمون الحراس بالتغطية على المحتطبين في هذه السرقة وسرقات أخرى من فصائل أخرى. وقالوا في أحد المنشورات إن “العمل الأمني” الذي يقوم به الحراس ضد الفصائل تسبب في خروج أنصار التوحيد من غرفة وحرض المؤمنين مطلع مايو الجاري.

أبو محمد المقدسي المؤيد للحراس علّق بأن ذكّر بالضائقة المالية التي تواجههم فيما غيرهم، في إشارة إلى الهيئة، ينعمون “بأموال الاقتطاعات” ويقول مخاطباً الهيئة “فلا تبالغ في وصفهم بالإجرام.”

حساب اسمه منبر اهل السنة والجماعة وهو معارض للجولاني وينشر كثيراً للمقدسي، نشر يوم الجمعة ٢٢ مايو ٢٠٢٠ ما قال إنه “نداء لكل المجاهدين الصادقين من أنصار الشريعة على أرض الشام”. وخلاصته هو أن قتال هيئة تحرير الشام “وجب على كل موحد،” باعتبارها “فئة باغية مفسدة متعاونة مع الأعداء … و فئة ضالة”.

اغتيال أبي خديجة الأردني

نشر تنظيم حراس الدين بياناً “توضيحاً” حول اعتقال خالد مدللة المعروف باسم أبي الوليد الحموي بعد تجدد تظاهرات تطالب بالإفراج عنه. التنظيم يقول إن لديه قرائن تثبت تورط الحموي في اغتيال أبي خديجة الأردني في ديسمبر ٢٠١٩.

بيان الحراس هذا يأتي بعد ثلاثة أشهر من “اعتقال” الحموي في الأسبوع الأخير من فبراير. أنصار هيئة تحرير الشام وصفوا ما حدث بالجريمة، واتهموا الحراس بـ”الكذب والتدليس.” أنصار الحراس استغربوا من اهتمام إعلام الهيئة بهذا الاعتقال “بينما لا تزال سجون الهيئة مليئة بالمظلومين،” كما قالوا.

ولفت في حساب مزمجر الثورة السورية المعارض للجولاني، منشور يتهم هيئة تحرير الشام بالضلوع في اغتيال قياديين من الحراس هما أبو خلاد المهندس وأبو جليبيب الطوباسي. ويقول:

رفض الجولاني تسليم فيديو تسجيل الكاميرات أمام منزل أبي خلاد المهندس الذي قتل في عبوة ناسفة في أغسطس ٢٠١٩. وأن من اغتال المهندس هو من حاول اغتيال أبي القسام الأردني ثلاث مرات.

وأما بالنسبة للطوباسي فقد اعتقله الجولاني حتى يمنعه من العودة إلى درعا التي كان فيها أميراً، ولكن بعد إصراره وتوجهه إلى درعا لقي حتفه في كمين هناك فقتل رميا بالرصاص في ديسمبر ٢٠١٨.

مكمن الداء

وفي صباح الأول من شوال الموافق ٢٤ مايو ٢٠٢٠، أطلّ حساب شام الرباط القناة الإعلامية الرسمية لحراس الدين بالترويج لحدث “قريب”، اتضح أنه كلمة مرئية لـ سامي العريدي أحد كبار قيادات التنظيم، بعنوان “مكمن الداء”، يتحدث فيها عن “استقلالية الأمة المسلمة.”والخلاصة هي عدم الركون إلى “التفاهمات والاتفاقيات الدولية بحجة السياسة الشرعية والمصالح المرعية،” باعتبار أن هكذا اتفاق يؤدي إلى طاعة دولة أو جهة كافرة. وأورد العريدي جزءاً من حديث سابق لأبي مصعب السوري أحد أهم منظري التيار الجهادي يتحدث فيه عن قبول الجهاديين للأموال من الدول والجهات الخارجية التي لكل منها أجندة تنفذها. والسؤال الذي نتمنى أن يجيب عنه الحراس هو: من أين لهم أموالهم؟ وهل ثمة تفاهمات خاصة بهم مع تركيا؟ وهل هذه الفتوى من العريدي بتحريم أخذ المال الأجنبي تنسحب على التعاون مع جهاديين يأخذون المال الأجنبي مثل هيئة تحرير الشام؟

إعلام القاعدة المنفصل عن الواقع: أين الظواهري؟

في ليلة ٢٧ من رمضان الموافق ٢٠ مايو ٢٠٢٠، تأهبت قنوات القاعدة في الفضاء الإلكتروني لبث إصدار جديد من مؤسسة السحاب الخاصة بقيادة القاعدة المركزية في أفغانستان. بعد خمس ساعات من الإعلان والترقب، بُثّ الإصدار – فيديو لزعيم التنظيم أيمن الظواهري. وكم كان مخيباً للآمال! فالإصدار هو الحلقة الثانية من السلسلة الدعوية “معاً إلى الله” التي بُثت حلقتها الأولى في ٢٩ ديسمبر ٢٠١٩. في هذه الحلقة المؤلفة من جزئين يتابع الظواهري الحديث عن الإلحاد: صفاته وأدواته ودحضه.

لكن بالرغم من هذا، قد يحمل الإصدار إجابة على السؤال “أين الظواهري”؟ فمن حيث التوقيت، غلاف الإصدار حمل تاريخ مايو ٢٠٢٠. بهذا المعنى، يأتي الإصدار في وقت تعصف بالقاعدة حوادث جمّة. لكنه لم يتطرق إلى أي منها.

ومن حيث المحتوى، في الجزء الثاني من الحلقة، يتحدث الظواهري عن “النسبية القيمية” كإحدى “لوازم المادية الإلحادية” بمعنى أن “القيم تتغير” وهو ما يقود إلى ما يعتبره الظواهري “سمة ظاهرة في الحضارة الغربية العلمانية” التي تبرر قتل شعوبها من أجل المصلحة على نحو “ما قامت به ألمانيا النازية من إبادة اليهود والغجر والعجزة والمعاقين.”

هنا، يتدخل راوٍ بسردٍ يشرح نظرية الظواهري، وينتقل من الهولوكوست إلى فيروس كورونا، فيقول الراوي: “وجاءت أزمةُ كورونا لتعيدَ للأذهانِ أن هذه السياساتُ العنصريةُ الدمويةُ لازالت مسيطرةً على عقولِ ساسات وقادةِ الغربِ.” ويظهر في الفيديو رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، متحدثاً في مؤتمر صحفي بتاريخ ١٢ مارس ٢٠٢٠ يقول فيه إن أعداد المصابين ستتزايد وإن “المزيد من العائلات سيفقدون أحباءهم قبل وقتهم.” وبعد هذا “الفاصل” يكمل الظواهري حديثه من حيث انتهى. فهذه المقاطع التوضيحية أقحمت في النصّ إقحاماً.

المنطق يقول إن الحلقة سُجلت مع الحلقة الأولى التي بُثت في ديسمبر ٢٠١٩. وبالتالي، ما من شك في أن إقحام مؤسسة السحاب هذا الجزء من الرواية جاء ليكون الحديث متصلاً بالحاضر. لكنه أتى بنتائج عكسية تفوق الخطأ في توقيت البث. فما الذي يمنع الظواهري من الحديث مباشرة في هذا الأمر وأمور أخرى أو على الأقل المباركة بشهر رمضان؟

أنصار داعش تلقفوا هذا الإصدار، واعتبروا أنه يؤكد ما استنتجوه سابقاً وهو “موت الظواهري أو شللُه أو غيبوبته” و أن سيف العدل، عضو مجلس شورى القاعدة، استغل الأمر وولّى نفسه أميراً على التنظيم وبات اليوم يعيد تدوير إصدارات القاعدة.

إعلام القاعدة: تدوير الإصدارات

وبعد إصدار الظواهري بيومين، وفي مساء ٢٩ من رمضان، عادت السحاب للترويج لبيان أو إصدار قريب. فهل ستصلح القاعدة خطأ الإصدارات السابقة المنفصلة عن الواقع؟

كلا. نشرت القاعدة الجزء الثاني من معركة جاجي لأسامة بن لادن. الجزء الأول نُشر مطلع مايو الجاري. جاجي معركة تعتبرها القاعدة مفصلية في حسم الحرب مع الاتحاد السوفيتي والسيطرة على أفغانستان وجرت في مايو ١٩٨٧ الموافق رمضان ١٤٠٧ هـ.

إعلام القاعدة: انسلاخ عن الواقع

وللمرة الثالثة خلال أسبوع، يظهر إعلام القاعدة منفصلاً عن الواقع، عندما صدر العدد الرابع من مجلة أمة واحدة، وهي دورية تصدرها مؤسسة السحاب، التي قدّمت لهذا العدد بأنه “هدية عيد الفطر” ومرة أخرى، أنصار القاعدة تناقلوا الترويج ولا شك أنهم توقعوا أمراً مختلفاً مثل أن يظهر الظواهري.

لكن هدية العيد كانت تخصيص العدد لمناسبة مرور عام على انطلاق ما يُسمى عمليات القدس لن تهود التي بدأتها جماعات القاعدة في إفريقيا.

يلفت في هذا العدد:

أولاً: مقال للظواهري بعنوان “القدس لن تهود” وهو في الواقع مقتطفات من كلمة صوتية له بُثت في يوليو ٢٠١٠.

ثانياً: أبرزت المجلة أيضاً هجوم بنساكولا فلوريدا الذي وقع في ديسمبر ٢٠١٩ والذي تبناه فرع القاعدة في اليمن في فبراير الماضي.

ومرة أخرى، لم يذكر هذا العدد نبأ اغتيال عبدالله المالكي الذي قال عنه مكتب التحقيقات الفدرالية الأمريكي إنه قائد بارز في تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، استهدف في وقت سابق من هذا الشهر لضلوعه في تجنيد وإدارة الشمراني منفذ هجوم بنساكولا.

 

ثالثاً: لفت أيضاً في هذا العدد وفي الصفحة ٣٥ صورة تجمع أبا محمد المقدسي وأبا قتادة الفلسطيني وعليها اقتباس من الرجلين عن فلسطين وأمريكا. اللافت أن الرجلين على خلاف حاد وعلني منذ فترة. المقدسي يؤيد حراس الدين وأبو قتادة يؤيد الجولاني.

القاعدة في موزمبيق

في خبر لافت، نقلت وكالة ثبات، إحدى المنصات الموالية للقاعدة، خبراً عن هجوم قام به “المجاهدون” في موزمبيق في الأيام الأولى من رمضان أسفر عن قتل وإصابة اثني عشر جندياً. وهذه أول مرة تنقل فيه القاعدة أخبار من الموزمبيق. فالجهاديون الذين يشنون هجمات هناك معروفون بولائهم لداعش. الخبر لا يذكر أي تفاصيل أخرى، حتى إن اسم المكان المستهدف غير مكتمل، فذكر أن الهجوم وقع في مقاطعة موكيمبوا، والمقصود هو ماسيمبوا دي برايا في إقليم كابو دلغادو.

ومن تتبع حصاد الهجمات التي توثقها ثبات منذ ٢٠١٩، لم نجد أي ذكر لموزمبيق طوال الثمانية عشر شهراً الماضية.

أما، حصاد الأجناد الذي يوثق هجمات داعش فقد وثق هجمات موزمبيق في كل عدد أو اثنين تقريباً ابتداءا من شهر يونيو ٢٠١٩.

عبدالناصر قرداش

سنأتي على حصاد هجمات داعش لهذا الشهر، لكن بداية خبر من السلطات العراقية بتسلم قيادي داعشي من الصف الأول كان معتقلاً لدى قوات سوريا الديمقراطية (قسد) . الرجل هو عبدالناصر قرداش وكان رئيس اللجنة المفوضة أيام البغدادي واعتقل في الباغوز العام الماضي.

أجرى مقابلة مع تلفزيون العربية. وأبرز ما فيها أنه لا يعرف إن كان عبدالله قرداش هو الخليفة الجديد. وقال إن قرادش الثاني لم يكن شخصاً حازماً؛ وهذا لافت، لأن ما نعرفه عن حجي عبدالله قرداش هو أنه صارم فيُكنى بالمدمر. فهل نتحدث عن ذات الرجل؟

اصطياد قيادات داعش

أعلنت قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن قتل اثنين من قياديي تنظيم “داعش” في إنزال مشترك مع قوات قسد على مدينة البصيرة في دير الزور شرق سوريا بتاريخ ١٧ مايو ٢٠٢٠.

الاثنان هما أحمد إسماعيل الزاوي، المسؤول عن شمالي بغداد، وأحمد عبدو محمد حسن الجغيفي، المسؤول عن العمليات اللوجستية لدى التنظيم.

في مطلع الشهر، في ٨ مايو، نفذت قوات التحالف وقسد إنزالاً آخر في ريف دير الزور حيث اعتقل مسؤول من الصف الثاني في التنظيم. لكن لم يرد هذا الخبر بشكل رسمي في بيان. ورد ذكره فقط في تغريدة للناطق باسم التحالف مايلز كغنز.

تصاعد هجمات داعش

صدر العدد ٢٣٥ من صحيفة تنظيم داعش الأسبوعية النبأ. وفيها حصاد الأجناد للأسبوع الأخير من رمضان محققاً أعلى حصيلة منذ ستة أشهر على الأقل بواقع ١٥٨ هجمة أكثرها كان في العراق بواقع ٨٤ هجمة.

كما أورد التنظيم إحصائية للهجمات في العراق خلال شهر رمضان فبلغت  ٢٦٦ هجمة أكثرها في محافظة ديالى غرب بغداد.

داعش في شبه القارة الهندية

وفي تطور لافت، تبنى داعش هجوماً على حاجز للشرطة الهندية في سرينغار العاصمة الصيفية لإقليم جمو وكشمير. كشمير كانت دائماً مسرحاً للقاعدة أكثر منها لداعش.

منذ شهر يناير ٢٠١٩، لم يتبنّ تنظيم داعش أي هجوم في كشمير باستثناء واحد في قرية شوبيان، ورد في العدد ١٨٢ من صحيفة النبأ في شهر مايو ٢٠١٩.

قبل ذلك في فبراير ومارس، أوردت الصحيفة خبرين عن هجومين عزتهما إلى مسلحين  وإلى جيش محمد الموالي حقيقة للقاعدة. وهكذا يبدو أن داعش سينافس القاعدة في كشمير.