أخبار الآن | خاص

كشف أحدث مقاطع فيديو للقاعدة في شبه الجزيرة العربية مدى الصراع الداخلي والتحديات التي تواجه سلطة خالد الباطرفي. هذه التحديات، بالإضافة إلى سوء الإدارة والفساد، تبشر بمستقبل كئيب لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وخاصة فيما يتعلق بمستقبل النساء والأطفال المهملين، حيث أن أحوال جائحة كورونا العالمية تضع مزيدًا من الضغط على خزائن القاعدة الفارغة. إليكم تحليلنا:

باطرفي يطلب من أتباعه التوقف عن النميمة

خالد الباطرفي الزعيم الحالي للقاعدة في شبه الجزيرة العربية  يريد من أتباعه التوقف عن النميمة على أخطائه وفتح أعينهم على الجواسيس المحتملين بين صفوف التنظيم. فهذا هو مجال خبرته، حيث أنه كان متورطًا في قتل الجواسيس المشتبه بهم، و ذلك حتى في عهد الزعيم السابق قاسم الريمي.

في العام الماضي، أصدر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية ثلاثة مقاطع فيديو يُفترض أنها تشرح تمكن التنظيمن من العثور على الجواسيس والقضاء عليهم. ومع ذلك، فشل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في تقديم أي دليل يثبت أن أولئك الذين تم أعدامهم كانوا بالفعل جواسيس.

باطرفي لا يستطيع "إطعام" أتباعه .. ويهين نساء اليمن

القاعدة مخترقة بشكل كبير من أجهزة مخابرات عربية وغربية

فضيحة التجسس المتعلقة بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لا يزال لها تفسيران فقط  وكلا التفسيرين ليسا إيجابيين بالنسبة لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أو باطرفي. وهما :

1- نجحت أجهزة المخابرات العربية بشكل كبير في اختراق أعمق أوكار التنظيم وكشف مخابئه الأكثر سرية.

2- شعر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بذلك، ولكنه لم يتمكن من التفريق و التأكد من هوية المتسللين. ونتيجة لذلك، قاموا بإعدام مجموعة كبيرة من الأشخاص من دون أي دليل. من يدري كم عدد أعضاء التنظيم الأبرياء من تهمة الجاسوسية والذين تم إعدامهم أثناء محاولتهم للعثور على جاسوس واحد.

 

قلة الإيمان ونقص الحكمة

لعب خالد باطرفي دورًا كبيراً في عمليات الإعدام خلال العام الماضي. و لم يقتنع أعضاء تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية قط بأن جميع هؤلاء القتلى كانوا جواسيس أو متسللين. وهناك سببان لذلك: أولاً، لم يتم عرض أي دليل مقنع. وثانياً، منطق تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يجعل الجميع يظهرون على أنهم مشتبهين. على سبيل المثال، إذا إتبع أحدهم المنطق الذي ظهر في مقاطع الفيديو لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، فإن كل امرأة في التنظيم هي جاسوسة محتملة.

بل يمتد الأمر إلى أبعد من ذلك، حيث أن المبدأ الرسمي لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بشأن النساء ليس فقط أمراً غير منطقياً، بل يهين أيضًا شرف وكرامة جميع النساء اليمنيات، بمن فيهن اللواتي ينتمين إلى عائلات القاعدة في شبه الجزيرة العربية.

مهما كانت شكوك باطرفي، فهناك العديد من النساء والأطفال تحت مظلة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية. وفي آخر مرة واجه تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أزمة، قام باتهام النساء بشكل أعمى. والآن، بحسب اعتراف تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، فإن صراعه الداخلي لا يزال مستمراً ويشكل تهديدًا خطيرًا للتنظيم، لأن باطرفي هدد بقتل أي متمردين داخليين آخرين.

كل هذا يحدث في وقت تنخفض فيه موارد تنظيم القاعدة بسبب الفساد وسوء الإدارة. وهذا يعتبر سبباً آخراً وراء عدم رغبة باطرفي في أن تنشر “الغيبة” حقيقة ضعف القاعدة في شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك خزائنها الفارغة.

والآن، يواجه تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية تحديًا إضافيًا: نظرًا لتفشي فيروس كورونا المستجد، يتجه الاقتصاد العالمي نحو إحدى أكبر أزماته على مدى التاريخ. وبحسب كبار خبراء الإقتصاد ، فإن هذه الأزمة ستكون عميقة وستستمر لفترة طويلة، وبالتالي يجب أن يتوقع باطرفي أن تجف مصادر تمويله شيئاً فشيئاً.

لذلك، فإن السؤال الموجه خالد الباطرفي هو: ماذا سيفعل عندما ينفد المال؟ هل سوف يلقي باللوم على النساء كما فعل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من قبل؟ و في كل الأحوال، كيف سيكون قادرًا على إطعام النساء والأطفال داخل التنظيم؟  فإذا فشل في إعالة اتباعه، فكيف سيتمكن من الحفاظ على قيادته وكيف سيمنع التنظيم من الانهيار؟

مشكلة المرأة في القاعدة في شبه جزيرة العرب

في الحلقة الثالثة والأخيرة من سلسلة فيديوهات “هدم الجاسوسية”، سلط تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية الضوء بشكل خاص على خوفه من النساء اللواتي يساعدن أجهزة المخابرات العربية. الفيديو هو إنتاج نموذجي للقاعدة، لكن بعض التفاصيل صادمة، وحتى أكثر النساء تطرفًا سوف يشعرن بالإهانة من هذا الفيديو.

على سبيب المثال، يطمس الفيديو وجوه معظم النساء اللواتي إستعرضهن التنظيم. هكذا يريد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية أن يرى النساء: كائنات لا وجه لها ومن دون أهمية.

ثم يقطع الفيديو شوطًا طويلًا يهاجم فيه جميع أمثلة تمكين المرأة: مثل ممارسة الرياضة من أجل صحة أفضل وتسلق الجبال والغوص. من الواضح أن القاعدة في شبه الجزيرة العربية لا تريد أن تشارك المرأة في أي شيء يحقق إمكاناتها أو أي شيء يمكن أن يجعل المرأة سعيدة.

ثم تتعمق الصدمة: حيث يقول تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية إن أجهزة المخابرات العربية تستخدم جميع النساء لتدريبهن كجواسيس، وإن هؤلاء النساء يسجلن بالصوت والفيديو كل تحركات التنظيم.

من هم هؤلاء النساء؟ يشير تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية بشكل خاص إلى النساء اللاتي يسافرن إلى الخارج من أجل التعليم، بما في ذلك الطالبات او المعلمات والذين يلتحقون بمؤسسات تحفيظ القرآن. و بنظر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، فجميع هؤلاء النساء جواسيس محتملين. ليس هناك حدود لشكوك تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، حيث أنهم يعتقدون أن النساء العربيات يمكن أن يصبحن جواسيس بمقابل الحصول على صبغة حناء مجانية.

 

 

باطرفي لا يستطيع "إطعام" أتباعه .. ويهين نساء اليمن

الرسم البياني للقاعدة في شبه الجزيرة العربية يشير إلى أن جميع النساء جواسيس محتملين

فشل القاعدة في كشف الجواسيس أدى الى الشك بالجميع

هذا ليس مجرد فشل إيديولوجي: حيث أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يكشف بأنهم غير قادرين على تحديد المتسللين الحقيقيين. وبالتالي فهم يصنفون الجميع على أنهم جواسيس محتملين، حتى يتمكنوا من فعل ما يريدون و قتل من يريدون.

ثم يواصل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في سرد المستشفيات والعيادات في اليمن، حيث يزعمون أن النساء قد تعرضن للاغتصاب هناك من أجل تجنيدهن. حتى أكثر المؤيدين المتعصبين لتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية سيشعر بالاشمئزاز من هذه الرسالة التي تم تضمينها في هذا الإصدار، حيث أن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية يشين آلاف النساء اليمنيات اللاتي زرن هذه المستشفيات والعيادات من خلال التشكيك في شرفهن.

كم عدد الشهود لدى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لكي يتمكن من الادعاء بأن أياً من هؤلاء النساء تعرضن للاغتصاب؟ لا أحد.

ويبدو أنه بحسب إيديولوجيتهم، فلا يوجد لديهم أي مشكلة في القذف بحرية و بشكل إعتباطي.

هذا جزء بسيط من مشكلة تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية مع النساء: ليس لهن قيمة، مُشتبه بهن، يتم إهانتهن، و يتم الإفتراء عليهن.

 

باطرفي لا يستطيع "إطعام" أتباعه .. ويهين نساء اليمن

القاعدة في شبه الجزيرة العربية تهين آلاف النساء اللاتي زرن المرافق الصحية اليمنية

باطرفي لا يستطيع "إطعام" أتباعه .. ويهين نساء اليمن

فشل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في إطعام النساء والأطفال يمكن أن يكون نقطة تحول مهمة

قد يكون خالد باطرفي يلقى بالتهديدات للمعارضة ضد حكمه، لكن هذه المعارضة لها أسباب جدية، مثل تلك التي أبرزناها هنا.

ويُظهر التمرد المستمر أن كافة أعضاء التنظيم لا يؤمنون في قائدهم، وخاصة في مسألة الجواسيس المحتملين وعمليات الإقصاء الناتجة عنها.

قسمت مسألة الجاسوسية تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية واستنزفت طاقته. والآن في ظل ظروف فيروس كورونا، أصبحت القوة العسكرية والمالية للقاعدة في شبه الجزيرة العربية ضعيفة كما كانت في أي وقت مضى.

إن إهانة المرأة وإلقاء اللوم عليها لم تفعل شيئًا لتعزيز سلطة باطرفي. وإذا استمر في القيام بذلك وفشل في إطعام عائلات أفراد التنظيم، عندها يمكن لباطرفي أن يأخذ تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية إلى وجهة جديدة نحو المزيد من الضعف. فما هو واضح الآن هو أن المحطة التالية لهذه القافلة لن تكون واحة خضراء.

 

الشميري: تنظيم القاعدة هش ومحطم من الداخل

للمزيد : 

إصدار جديد للقاعدة يثير تساؤلات حول وضع الظواهري الصحي