في عناوين هذا الأسبوع:

– فوضى في قاعدة اليمن. تمرّد وأنباء عن قتل قيادي في قيفة
– داعش يطلق ما يسمى حرب استنزاف ويتباهى بالذبح وحرق المحاصيل في العراق
– أمنيون مأجورون يُضربون عن قتال داعش في موزمبيق
– وفي نيجيريا، شيكاو يبكي مستغيثاً من بطش الحكومة

 

ضيف المرصد:

جيسي مورتون @_jessemorton جهادي سابق. كان رفيقاً لأنور العولقي القيادي في القاعدة في شبه جزيرة العرب. عملياً جيسي أسس لمجلة Inspire سيئة الصيت. كان مجنّداً فذّاً. في الماضي، أعدّ جهاديين، واليوم هو صوت للعدالة والتسامح. مؤسس Parallel Networks التي توفر بيئة حاضنة لمن راجعوا أنفسهم عن التطرف، وصاحب Light Upon Light وهو موقع في الفضاء الإلكتروني كله نور على نور. وله بودكاست رائع اسمه Jihadi Recollection
في هذه الحلقة نستمع إلى الجزء الأول من قصة جيسي: كيف اعتنق الإسلام، كيف وجد في طريقه تفاسير متطرفة، وكيف عاد عنها.

المرصد 36 | فوضى في قاعدة اليمن وداعش يتباهى بالذبح وحرق المحاصيل في العراق

قاعدة اليمن

في هذا الأسبوع، وفي فجر ١٤ مايو تحديداً، أورد موقع سايت SITE المتخصص خبر وقوع غارة في قيفة من محافظة البيضاء جنوب شرق العاصمة اليمنية صنعاء، وقال إن الغارة استهدفت قيادياً في قاعدة شبه جزيرة العرب. لم يفصح الموقع عن اسم الشخص المستهدف. ولم ترد المعلومة من أي مصدر آخر.

لكن في حسابه على التلغرام، قال منظر الجهادية السلفية أبو محمد المقدسي إن له رفيقاً قُتل. ونشر سكرين شوت من محادثة مع شخص يؤكد “القصف.” لم يذكر المقدسي مكان وهدف القصف. في السكرين شوت غطى اسم القتيل واسم المتحدث. لكنه أورد في تعليقه أو رثائه أن للقتيل علاقة بمشاكل داخلية من قبيل “أين من يزاود على إخوانه ويشكك بصدقهم وأمانتهم ويأبى حل الإشكالات بهدوء؟” وأضاف أن القتيل أخبره في اليومين الماضيين “لقد وضعوا اسمي فيمن يدّعون أنه شاهد لصالحهم وإني والله لشهيد عليهم لا لهم.”

فهل يُفهم من هذا أن مكان القصف كان في اليمن فعلاً؟ وأن المسألة تتعلق بالتمرد الأخير؟ هكذا فهِم أنصار القاعدة وداعش على حد سواء.

حسابات قاعدية أخرى علّقت: “فعند ظهورِ خلافاتِ الصادقين … على الإعلام تنكشف كثير من الأماكن والكثير من أسماء الإخوة وماهو منصبهم ضمن الجماعة (كالقضاة والأمراء والعسكريين) و وتنكشف أسماء كثير من الاخوة في الجماعة على أنهم شهود (وقد يكونوا في مناطق أمنية لا يصلح كشف أسماءهم على العلن)، وكأنهم يقدمون معلومات مجانية للتحالف.”

أنصار داعش علّقوا بأن هذا هو جزء من “حرب الشرائح” في اليمن، وأن المستهدف هو “من النهديين المنشقين عن باطرفي.” وهذه هي قصتنا التالية.

الاعتزال الكبير

بعد أشهر من التكهنات، أكد تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب (فرع اليمن) وقوع “فتنة” وربما انشقاقات على خلفية اتهامات بالهوس بالجاسوسية. جاء هذا في بيان صوتي ومكتوب بعنوان “ولا تكن للخائنين خصيماً” وفيه رد على اتهامات أن قيادةَ الفرع رفضت الاحتكام إلى الشرع ورفعَ مذكِرة للظواهري في خلافهم مع عناصر وقياديين من التنظيم على مسألة توجيه اتهامات جزافية بالجاسوسية.

أول مرة ظهرت فيها أنباء عن “انشقاقات” بالجملة في صفوف القاعدة في اليمن احتجاجاً على هذه الاتهامات كان في فبراير الماضي، وكشف عنها حساب تابع لداعش تحت عنوان “الاعتزال الكبير”.

في الأسبوع الأخير من أبريل الماضي ظهر تسجيل صوتي لرجلين هما أبو عمر النهدي ومنصور الحضرمي، وصاحبه رسالة طويلة موجهة إلى أيمن الظواهري. هذان هما من قادا هذا التمرد.

بإختصار البيان يعرف عن المشتكين بأنهم من أعضاء اللجنة الأمنية المكلفة بملاحقة الجواسيس. ويزيد أن النهدي ومنصور كانا يريدان تسليم جبهة قيفة لقوات الشرعية لولا تدخل الريمي. فأقال منصور وبدأت المناكفات. وهو ما ذُكر في الاعتزال الكبير.

البيان يقول أيضاً إن لا الريمي ولا باطرفي رفضا المحكمة، وإن أمرها كان منوطاً برد من الظواهري على مذكرة كان من المفترض أن يكتبَها المشتكون ويرفعَها باطرفي؛ لكن لا كتبها المشتكون ولا رفعها باطرفي.

على الهامش جاءت في البيان جملة لافتة وكأنها تشير إلى ضلوع المتمردين وخاصة النهدي بقتل الريمي في أواخر يناير الماضي.

حراس الدين

نشرت شام الرباط الذراع الإعلامية لحراس الدين في شمال سوريا بياناً بعنوان “توضيح” وفيه أن التنظيم غير مطالب بنفي أو إثبات ما يجير له على صفحاته غير الرسمية.

ما حدث هو أنه مطلعَ الأسبوع أشيع عن بيان باسم أبي هُمام الشامي القائد العسكري لحراس الدين بعنوان “المعول الهدام” “يكفر” هيئة تحرير الشام بقيادة الجولاني لسماحه للقوات التركية بدخول ريف إدلب، ويدعو عناصر الهيئة إلى الانشقاق. البيان مزور لأنه لم يُبث في القناة الرسمية، كما أن اللغة التي كُتب بها ركيكة ومضحكة أحياناً.

بعد يومين من البيان المزور، بثت شام الرباط كلمة صوتية للقيادي في التنظيم أبي عبدالرحمن المكي بعنوان “مدافعة الباطل.”

المكي هنا يحدد طبيعة الصراع في الشام بصراع أزلي بين الحق والباطل يتمثلُه اليوم قتالُ النظام السوري وأنصاره من دول وجماعات. المكي لا يذكر تركيا ولا يصرح بأي موقف تجاه هيئة تحرير الشام.

داعش

أطلق داعش رسمياً ما أسماه “حرب الاستنزاف”. مينا اللامي الصحفية المتخصصة في BBC Monitoring علقت على تويتر أن هذه هي النسخة الثالثة من هذا العنوان، وأن داعش أطلق “الحملة” في مثل هذا الوقت رمضان الماضي، ومرة أخرى في أغسطس الماضي.

أصدر المكتب الإعلامي لما يعرف بولاية العراق إصداراً مرئياً بعنوان “فضرب الرقاب”. والحقيقة الفيديو لا يختلف كثيراً عن إصدارات سابقة من العراق. لكن المهم هو أنه يأتي في وقت زادت فيه هجمات التنظيم هناك، وبدأ محللون غربيون ومحليّون يحذرون من عودة التنظيم الذي استغل غياب قوات التحالف بسبب الكورونا.

رأينا في الفيديو:

عرض مقاطع من الأخبار المحلية والعالمية تقول إن داعش لم يُهزم؛ توثيق قنص واشتباكات وتفجير بالمفخخات؛ إعدامات بشعة ومنها أن نحروا شخصاً لأنه وجد جثثاً لداعش وسلمها للجهات الأمنية؛ إحراق محاصيل ومنازل ومنها إحراق خيمة كان يسكن فيها شخص قالوا إنه عنصر في الاستخبارات؛ ثم جردة حساب لهجمات التنظيم خلال أكثر من عام أكثرها كان في ديالى غرب بغداد.

في آخر الفيديو ظهر مقاتلو التنظيم بعضهم يلبس الفوتيك وآخرون الثوب الأفغاني، يتوعدون مزيداً من الذبح ويبايعون الخليفة الجديد أبا إبراهيم.

والملاحظ في أكثر من هجمة كم كانوا قريبين من القوات العراقية التي هاجموها. وكثيراً ما كانوا يطلقون الرصاص ويُتبعون ذلك بتفجير مفخخة أعدّوها سابقاً.

ويظلون يصوّرون الهجمة بكافة مراحلها دون أن يدافع المُهاجّمون عن أنفسهم ولو برصاصة واحدة.

النبأ

افتتاحية العدد ٢٣٤ من صحيفة داعش الأسبوعية النبأ دعت أتباع التنظيم إلى استغلال ما وصفته بحالة الانهيار النفسي للقوات الأمنية في العراق.

في حصاد الأجناد، بلغت هجمات التنظيم هذا الأسبوع ٧١ هجمة، أكثرها في العراق طبعاً، بواقع ٤٢ هجمة -أقل من الأسبوع الماضي بحوالي الثلث.

خراسان

لكن أكثر ضحايا التنظيم كان في أفغانستان.

على الصفحة الأولى من النبأ، خبر الهجوم الانتحاري الذي استهدف جنازة شرطي في ننجرهار شرق البلاد مُوْقعاً أكثر من ١٠٠ شخص بين قتيل وجريح. وفي كابول، نفذ التنظيم هجمات عدة اعترف بها.

لكن الهجوم الأكثر إيلاماً والذي لم تتبناه أي جهة حتى الآن هو اقتحام مسلحين عنبراً للولادة في مستشفى موقعين ٢٤ ضحية على الأقل منهم أمهات وأطفال حديثو الولادة.

واشنطن أنحت باللائمة على داعش.

الحكومة الأفغانية لامت طالبان وأعلنت استئناف الهجمات ضدهم. طالبان استنكروا الهجوم ودافعوا بإنهم كانوا سبباً في تشييد العنبر أصلاً، متهمين حكومة أشرف غاني بالاصطياد في الماء العكر.

الموزمبيق

وفي الموزمبيق، لا يزال مقاتلو داعش يشنون هجمات منسقة على أكثر من بلدة في كابوديلغادو شمال البلاد مع تحرك القوات الأمنية لصدهم. أنباء عن انقطاع الكهرباء والاتصالات في بلدات مثل أواسا. السلطات المحلية قالت إنها حيّدت هذا الأسبوع خمسين مقاتلاً من داعش. وفي خبر غريب، وردت أنباء عن أن الشركة الأمنية الأمريكية التي تتولى إسناد الجيش هناك أضربت عن العمل.

نيجيريا

في نيجيريا، أطل أبو بكر شيكاو في تسجيل جديد يدحض فيه تسجيلاً آخر تناقلته وسائل إعلام محلية يظهر فيه باكياً وهو يستغيث من القوات الحكومية. شيكاو قال إن التسجيل الباكي قديم من خمس سنوات.

في هذا التسجيل الجديد يعود شيكاو ويهدد الحقوقي النيجيري بولاما بوكارتي، ولأول مرة يهدد الصحفي النيجيري أيضاً أحمد سالكيدا.

في أبريل شنت تشاد ونيجيريا حملة على بوكو حرام وداعش. وترددت أنباء عن أن شيكاو سيطلب الاستسلام. لكن مع هذه التسجيلات لا يبدو ذلك.

الكورونا

عينت جماعة الشباب في الصومال لجنة متخصصة لمتابعة كوفيد ١٩. اللجنة يقودها 7 أشخاص من بينهم أطباء وعلماء ووجهاء.

في الصومال ١١٧٠ حالة في مناطق لا تسيطر عليها الجماعات المسلحة، و٥٢ وفاة.