العدد المتزايد من الهجمات التي شنتها خلايا داعش خلال العام الماضي أودت بحياة ما يقارب من 500 مقاتل تابعين للنظام السوري والقوات المدعومة من إيران، بحسب جماعة ناشطة.

هذا وقد أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في 25 أبريل / نيسان أن تنظيم داعش قد صعد من نشاطه في الصحراء الممتدة من وسط إلى شرق سوريا، ولم يكتف باستهدف الجيش السوري والميليشيات التابعة له فحسب، بل استهدف أيضاً القوات المدعومة من إيران مثل حزب الله.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن داعش نفذ عددًا متزايدًا من الكمائن والهجمات بالعبوات الناسفة منذ مارس 2019 في صحراء كل من محافظتي حمص ودير الزور.

أضاف المرصد أن هجمات داعش منذ 24 مارس 2019 قتلت نحو 494 مقاتلاً تابعين للنظام السوري والقوات المدعومة من إيران، ويضمن هذا العدد 127 مقاتلاً غير سوريين تابعين للميليشيات الموالية لإيران.

وفي خضم تصاعد هجمات داعش، أفادت مجموعة صدى الشرقية في 9 أبريل / نيسان أن المتطوعين المحليين في الميليشيات الموالية لإيران اختلقوا الأعذار لتجنب القيام بدوريات في الصحراء خارج دير الزور والبو كمال والميادين.

المجموعة الناشطة، والتي تقوم بمراقبة وتغطية التطورات العسكرية عن كثب في منطقة شرق سوريا، أعلنت إن القوات المقاتلة المدعومة من إيران اعتقلت مقاتلين محليين في الميادين لرفضهم الأوامر.

وبحسب مجموعة صدى الشرقية، فقد أصدرت الميليشيات المدعومة من إيران تعميماً لجميع مقاتليها بأن أي شخص متردد في القيام بمهامه العسكرية لن يحصل على راتبه الشهري، إضافة إلى أنه سيواجه عقوبات أخرى.

ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان تقريرًا مشابهًا قال فيه إن القوات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني اعتقل عددًا من الجنود المرتبطين به في الميادين.

وبحسب المرصد، فقد تم اعتقال رجال الميليشيات لرفضهم القيام بدوريات بحث عن خلايا داعش خارج البلدة.

في حين فقد تنظيم داعش آخر معقل إقليمي له في شرق سوريا في مارس 2019، إلا أن بقايا التنظيم أعادت منذ ذلك الحين تشكيل سلسلة من الهجمات على شكل حرب عصابات.

و قد حذر تشارلز ليستر، وهو محلل للصراع في سوريا، في تقرير نشره معهد الشرق الأوسط في فبراير / شباط: “يبدو أن داعش تنمو بثقة في غرب الفرات في صحراء وسط سوريا”.
أضاف ليستر أنه “من الواضح أن نظام الأسد وحلفائه من الميليشيات غير قادرين إلى حد كبير على احتواء أنشطة داعش، ناهيك عن هزيمتها، في شرق سوريا.”

في تشرين الأول (أكتوبر) 2019، كتبت مجموعة الأزمات الدولية أن ” قدرة تنظيم داعش على شن هجمات في المنطقة المفتوحة من صحراء البادية السورية ضد قوات النظام أكبر بكثير من قدرته على شن هجمات ضد المناطق التي تسيطر عليها قوات الدفاع السورية المدعومة من الولايات المتحدة.”

أضاف التقرير: “يبدو أن وحدات تنظيم داعش في البادية السورية قادرة على اجتياز وعبور الصحراء وشن هجمات بأعداد كبيرة من المقاتلين، الأمر الذي لا يستطيع التنظيم القيام به في منطقة شمال شرق سوريا والتي تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، خاصة مع تحليق طائرات التحالف بقيادة الولايات المتحدة فوق المنطقة.”

(Photo credit should read BaderKhan Ahmad/Barcroft Media via Getty Images)