أخبار الآن | تقرير خاص

طالما قيل إن المرأة كانت حاضرة في تنظيم داعش أكثر من تنظيم القاعدة. في داعش رأينا كتيبة الخنساء التي كانت بمثابة جهاز “الحسبة” أو الشرطة على النساء. وشاهدنا فيديوهات لداعشيات يتدربن على إطلاق النار. كما كان للداعشيات دور كبير في تجنيد المقاتلين واستقدامهم إلى سوريا والعراق.

لم نر هذا في إعلام القاعدة. لكن من التقى امرأة تنتمي للتنظيم يدرك أن الدور الذي تقوم بها نساء القاعدة لا يقل عن نساء داعش.

"ابنة الإسلام" مجلة المرأة في تنظيم القاعدة: تحتفي بالإخوان وتنتقد داعش

ولمن لم يلتقِ، يستطيع أن يفهم هذا من خلال استعراض مجلة “ابنة الإسلام” التي تصدر عن “بيت المقدس” وهي جهة تنشر كتباً ومطويات مناصرة للقاعدة.

صدر من هذه المجلة ثلاثة عشر عدداً؛ كان أولها في يوليو ٢٠١٧ وآخرها هذا الأسبوع. تدير التحرير فيها منذ العدد الأول (أم عمارة المهاجرة). ولا نعرف عنها شيئاً مما تكتبه إلا أنها “هاجرت” إلى مناطق يسيطر عليها التنظيم. نعرف أيضاً أنها ألفت كتاباً بعنوان “اطفال في محاضن الجهاد.”

فماذا يمكن أن نرى من استعراضنا للمجلة؟

  • الإخوان المسلمين

يكثر في المجلة اقتباسات ومقالات وقصص عن شخصيات قيادية في الإخوان المسلمين. العدد الأول تضمن جزءاً من كتاب زينب الغزالي التي كانت مسؤولة عن قسم المرأة في الجماعة. وفي الأعداد اللاحقة يُذكر سيد قطب كما يُذكر الظواهري وعبدالله عزام وناصر الوحيشي.

وهذا الأمر مهم. فالجهاد المسلح كما نراه اليوم بدأ مع الإخوان. والعلاقة بين الاثنين فيها انسجام.

في الفيديو الأخير الذي نشره تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي يرثي أبا عياض التونسي وغيره من القياديين الذين قُتلوا في مالي في ٢٠١٩، كانت الدقائق الخمسة الأخيرة مثيرة للاهتمام. شريط مصوّر استعرض قياديين قُتلوا أو ماتوا وكان لهم شأن عظيم عند التنظيم. أول شخصية كانت سيد قطب، ثم عبدالله عزام، ثم أسامة بن لادن، وناصر الوحيشي، وهكذا وصلوا إلى أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي من حماس.

  • داعش

لم تتطرق المجلة لتنظيم داعش طوال فترة صدورها إلا في موضعين. الأول عندما نشرت مديرة التحرير اعتراضاً على مقال نشر في المواقع الإخبارية المصرية أخطأ في نسب كتابها “أطفال في محاضن الجهاد” إلى تنظيم داعش.

تستنكر الكاتبة أن يُسحب الجهاد” على داعش من دون غيره، وتقول: “إن الجهاد أقدم وأوسع من تنظيم واحد احتكر الإعلام شهرته لبخس بقية الجماعات الأسبق.” وتكشف أيضاً عن أنها انتقدت داعش في كتابها الأمر الذي ينفي انتماءها للتنظيم. تقول: “إن استغلال سيرة التنظيم وما حمله من انتقادات وصلت لحد التبرؤ من ظلمه وعدوانه على بقية المجاهدين والساحات الجهادية ليدفعني دفعاً لتصحيح هذا التوظيف الخاطئ.”

الموضع الثاني الذي ذُكر فيه داعش كان في العدد السادس الصادر في مارس ٢٠١٩ في الذكرى الأولى لاندحار التنظيم في الباغوز، آخر معاقله في سوريا. لم يُذكر التنظيم صراحة، وإنما نُشر على الغلاف الأخيرة صورة طفل تحت عنوان “الباغوز ١٤٤٠هـ” وأبيات شعر من قبيل “فالقلب دام والدموع سجام.”

  • الديموقراطية

تحفل أعداد المجلة باقتباسات من مستشرقين وأجانب يشيدون بالحجاب. لكن في العدد الأخير، لفت اقتباس نُسب إلى علي عزت بيغوفيتش، الرئيس البوسني الأسبق، ووشح اسمه بـ “رحمه الله”. الاقتباس كان عن المرأة، وهذا مفهوم؛ لكن ما يلفت هو أن الرجل انتخب على هرم نظام سياسي ديمقراطي. وكما هي داعش، القاعدة تعتبر الديمقراطية كفراً والمتعاطين بها مرتدين.

  • الكورونا

افتتاحية العدد الأخير جاء بعنوان “كورونا: المؤامرة أم آية العذاب؟،” وفيه خلاصة ما قاله داعش والقاعدة في بياناتهما الرسمية عن الكورونا. هو “عقاب إلهي” والفيروس “جندي من جنود الله (سبحانه)”. وكمَخرج لمن يقول إن الوباء لا يميز أعراقاً أو أدياناً ويصيب مسلمين مؤمنين، تكرر الكاتبة ما قاله منظرون آخرون للقاعدة وداعش وتقول: ” يصيب الوباء العالم ليكون للكافرين آية عذاب وللمسلمين آية ابتلاء.” وتخلص إلى أن المطلوب من المسلمين هو “أن نكثف من الدعاء أن يسلطه الله سبحانه على المجرمين والظالمين وأن ينجي منه المسلمين.”