تابعوا الحلقة الكاملة هنا

– الدكتور إريك موريير غونود، أستاذ التاريخ الإفريقي والإمريالي في جامعة كوينز في بلفاست، والخبير بكل شيئ موزمبيق.

– ليث الخوري، شارك في تأسيس مؤسسة فلاشبوينت الأمنية، ويعمل حالياً مستشاراً في الأمن والمعلومات لمجموعة من المؤسسات العامة والخاصة ومتخصص في مكافحة الإرهاب والمخاطر الأمنية عبر الإنترنت. وشارك في تأليف كتاب: الجهاد المسلح: اليوم وغداً. Militant Jihadism: Today and Tomorrow

 

داعش يحرج طالبان في كابول والقاعدة في كشمير

صباح يوم الأربعاء ٢٥ مارس، اقتحم انتحاري معبداً للسيخ في كابول القديمة، يضم ملجأ تعيش فيه عائلات. في كل صباح يجتمعون للصلاة. في ذلك اليوم كان في المعبد ١٥٠ شخصاً من بينهم أطفال.

داعش تبنى الهجوم وقال إنه جاء “ثأراً للمسلمين في كشمير”؛ نشر صوراً للضحايا قال إن الانتحاري أرسلها من داخل المعبد؛ وبعد يومين نشر تسجيل فيديو للانتحاري واسمه أبو خالد الهندي.

ما يلفت في هذا الهجوم هو أن طالبان سارعت صباحاً إلى إعلان عدم مسؤوليتها وكأنها متخوفة من أي إيحاء بأنها قد تعود سيرتها الأولى بعد الاتفاق مع أمريكا في فبراير. طالبان كانت تطلب من السيخ وضع شريط أصفر على أذرعهم تمييزاً لهم. في أفغانستان كلها تعيش حوالي ٣٠٠ عائلة فقط.

في العدد ٢٢٧ من صحيفة التنظيم الأسبوعية النبأ الصادرة مساء الخميس ٢٦ مارس، احتفت الصحيفة بالخبر وقالت إنه “يشكل باكورة الهجمات لشهر شعبان.” في عدد سابق وبعيد اتفاق طالبان مع أمريكا، وفي مقال طويل بعنوان “ربيع الجهاد في خراسان” قال داعش إنه عائد وبقوة لشن الهجمات في أفغانستان. مطلع آذار هاجم داعش حفلاً حكومياً بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لقتل عبدالعلي مزاري زعيم حزب الوحدة، وهو من الأفغان الشيعة. وبعد ذلك بثلاثة أيام، قال داعش إنه أطلق الصواريخ على القصر الرئاسي في كابول أثناء أداء أشرف غني القسم رئيساً للبلاد.

 

داعش وموطئ القدم في شرق إفريقيا

خبر آخر احتفى به داعش كان هجوماً واسعاً على بلدة ماسيم بوا دا برايا الغنية بالغاز الطبيعي في إقليم كابو ديلغادو شمال  موزمبيق على ساحل المحيط الهندي.

المسلحون ينتمون إلى تنظيم داعش ويُطلق عليهم محليا اسم (الشباب) من دون أن تكون لهم علاقة بالشباب الصومالية. هؤلاء سيطروا على المدينة بالكامل قبل أن ينسحبوا منها عند المساء من دون أن تتصدى لهم أي قوة حكومية.

بعد ذلك بيوم، تحديداً الثلاثاء ٢٤ مارس، قامت نفس الممجموعة بمهاجمة بلدة كيسانغا التي تشكل ميناءً صغيراً لكن استراتيجي.

داعش تبنى الهجومين في خبرين نُشرا على قناته الرسمية أعماق. كما خُصصت نصف صفحة في العدد الأسبوعي من النبأ لهاتين الهجمتين.

وسائل إعلام محلية ومختصون تداولوا عدداً من الفيديوهات من البلدتين لكن مقطعاً من فيديو واحد فقط ظهر في وكالة داعش الرسمية.

ونقول هذا لأن الخبر تأخر ظهوره في قنوات داعش بالرغم من أن أنصاره تناقلوا ترجمة من موقع Bloomberg.

فمن هؤلاء؟ الدكتور إريك موريير غونود، الخبير في شؤون إفريقيا والموزمبيق يشرح: “بدؤوا كطائفة دينية هناك منذ العام ٢٠٠٨؛ …  حاولوا بناء مساجد ومجتمعاً خاصاً بهم في العام ٢٠١٠. لكنهم واجهوا رفضاً من المجتمع ومن غيرهم من المسلمين؛ كما واجهوا اضطهاداً من الدولة … ممارساتهم الدينية كانت غير معهودة. كانوا يصلون بطريقة مختلفة ويلبسون نعالهم في المسجد. وكانوا متعصبين يرفضون احترام السلطات ويرفضون إرسال أبنائهم إلى مدارس ومستشفيات علمانية أو تتعامل مع الدولة.”

أعلنت المجموعة ولاءها لداعش في العام ٢٠١٩ وأسسوا ما يُعرف باسم “ولاية وسط إفريقيا” وتضم الكونغو وموزمبيق. لكن، وبحسب موريير غونود، لم يتضح بعد مستوى العلاقة والتنسيق بينهم وبين داعش.

ويرى موريير غونود أن المرحلة المُقبل ستوضح مدى استغلال داعش لهذا الهجوم “فهي أول مرة منذ أكتوبر ٢٠١٧ تحتل هذه الجماعة بلدة بأكملها .. وهذا يُظهر تحولاً في هجماتهم شمال موزمبيق.”

 

كيف ينظر الجهاديون إلى الكورونا؟

افتتاحية العدد ٢٢٧ من صحيفة النبأ التابعة لديوان الإعلام المركزي في داعش جاءت بعنوان: “لا يملكون لأنفسهم نفعاً ولا ضرّا؛ كورونا أنموذجاً.” المقال يستعرض سيناريوهات نظرية المؤامرة حول من يتحمل مسؤولية انتشار الوباء إن كان الصين أو أمريكا. يسخر المقال من هذه السيناريوهات ويخلص إلى أن الله تعالى هو من أراد ذلك وكفى.

لا يختلف هذا الطرح كثيراً عن طرح أحد كبار شرعيي هيئة تحرير الشام يحيى طاهر الفرغلي، الذي قلل من التخوف من انتشار فيروس كورونا وقال إن علاجه يكون بالرقية الشرعية وبالإرادة القوية التي تمنع الإصابة حتى لو خالط المسلم مصاباً.

وهو بهذا يكرر ما يذهب إليه آخرون مثل حاكم المطيري بأن ليس في الدين شيئ اسمه مرض معدي.

هيئة تحرير الشام لم تصدر أي تعليمات حول مواجهة الفيروس في إدلب ومحيطها خاصة بعد ثبوت حالات في مناطق النظام وفي تركيا. هيئة تحرير الشام كانت طالبت بإطلاق سراح السجناء لدى النظام تخوفاً من إصابتهم بالفيروس.

حسابات معارضة على التيلغرام يرد: “طيب وآلاف السجناء الى بسجون الجولاني مانكم خيفانين عليها من كورونا؟”

وعلّقت نفس الحسابات على خبر عدم وجود حالات مؤكدة وأن بضعة الحالات المشتبهة تنتظر الفحص المخبري، فعلقت: “وزير صحة الجولاني يقول: لم تسجل ولا اصابة بكورونا. اذا ماعنا التحليل الي بيكشف هالشي بكل المحرر شلون عرفت؟ لأن التحليلات الى الان غير متوفرة  ومنظمة الصحة العالمية اكدت بأنها سترسل الكيتات اللازمة للكشف في الايام القادمة.”

وباتباع نفس منطق الفرغلي، نقيب أطباء إدلب ومحيطها، محمد تامر وليد وفي مقابلة الأسبوع الماضي مع تلفزيون ONG، طمأن سكان المنطقة بأن نسبة الوفاة من الفيروس ستكون أقل مما قتله بشار الأسد.

 

عام على الباغوز

ونبقى في سوريا، صادف هذا الأسبوع الذكرى الأولى لتطهير بلدة الباغوز من داعش. في ٢٣ مارس ٢٠١٩ أعلنت قوات سوريا الديموقراطية سيطرتها على الباغوز في ريف البوكمال الشرقي قرب الحدود السورية العراقية والتي كانت آخر معاقل داعش في سوريا، وبسقوطها سقطت “الخلافة” المزعومة لداعش. فما الذي تغير على داعش خلال عام.

ليث الخوري، الخبير الأمني ومكافحة الإرهاب عبر الإنترنت يقول: “المشكلة هي أن داعش أثبت أنه تنظيم إرهابي قادر على الاستمرار خارج إطار العراق وسوريا. منذ أحداث الباغوز، وسّعت المجموعة وجودها في غرب ووسط إفريقيا كما نرى في نيجيريا والكونغو وموزمبيق. ولا تزال تشن هجمات في آسيا، في أفغانستان مثل الهجوم الإرهابي في كابول. ولا يزال حضورها قوي في الفلبين. بالإضافة إلى هجماتها في مناطق ذات أغلبية سنية في العراق مثل كركوك وديالى والأنبار. وفي سوريا لا تزال تهاجم في جيوب معينة في شرق سوريا.”

ويرى الخوري أن الحضور على الأرض يوازيه حضور على الإنترنت لا يقلّ خطورة. “مناصرو داعش لا يعرفون كثيرا عمّا يحدث في الواقع ما لم يتابعوا حسابات هذا التنظيم على الإنترنت؛ فيظهر لهم التنظيم قوياً وقادراً على شن الهجمات والعودة بقوة أكبر من أي وقت مضى.”

 

 

داعش يحذر مجدداً القبائل السنية في اليمن

نشرت أعماق إصداراً مرئيا قصيراً يوثق ما قالت إنه خسائر تكبدها الحوثيون في قتالهم ضد داعش في محافظة البيضاء جنوب شرق العاصمة اليمنية صنعاء.

أهم ما في الإصدار هو الرسائل التي وجهها التنظيم إلى القبائل السنية في منطقة قيفة تحديداً.

نذكر أن داعش كان حذر القبائل السنية أكثر من مرة من أن تنقلب ضده خاصة بعد قتل عدد من أبنائهم في حادثة قال داعش إنه قتل خطأ.

 

ويتجوّل بحرية في غرب إفريقيا

نشرت وكالة أعماق التابعة لداعش صوراً من ملتقى دعوي في بحيرة تشاد. ظهر متحدثون يوزعون على الحضور منشورات، ويصلون فيهم، وقالوا إن مسيحيين اثنين أعلنا إسلامهما في الملتقى.

الصور تظهر الجميع يتحرك بحرية في المنطقة.

ونذكر أن داعش في غرب إفريقيا والساحل يزاحم القاعدة. وكانت جماعات القاعدة هناك انتُقدت على أساس تساهلها في إقامة الحدود الشرعية.

نذكر أيضاً أن القاعدة في غرب إفريقيا أعلنت أنها توافق من حيث المبدأ على مفاوضات مع حكومة مالي لإبرام اتفاق ششبيه باتفاق طالبان واشنطن.

 

القاعدة تعيد اختراع العجلة في اجتماع تشاوري في الصومال

مؤسسة الكتائب الإعلامية التابعة لجماعة الشباب ذراع القاعدة في الصومال، نشرت ملفاً بالصور وبياناً عن اجتماع تشاوري حول “قضايا الجهاد في شرق إفريقيا”.

وعلى طاولة البحث كان: الدستور والنظام الفيدرالي، الموقف الشرعي من الحكومة الصومالية، حكم الانتخابات المزمع إجراؤها في البلاد، العولمة في شرق إفريقيا، ودفع العدو الصائل.

وكما هو متوقع  انتهى الاجتماع باعتبار الدستور والحكومة الصومالية والانتخابات كفراً؛ وبخصوص العولمة، اعتبروا أن الغرب يسعى إلى تكوين كيان موحد في شرق إفريقيا بزعامة مسيحية؛ واعتبار قتال العدو فرض عين .. لكنهم لم يُسمّوا هذا العدو.