يمكنكم الاستماع الى الحلقة الكاملة من هنا

ضيفا الحلقة:

جنان موسى، مراسلة قناة الآن، الحائزة على جائزة شفاء كردي العالمية لتغطيتها الشجاعة للحرب على الإرهاب.

مشير المشرعي، صحفي يمني، رئيس تحرير عين اليمن الإخبارية، صاحب كتاب “الفجر المعتم”.

 

صدى طالبان

نلاحظ هذا الأسبوع هوساً لدى فروع القاعدة بالاتفاق الذي أبرمته جماعة طالبان مع أمريكا يوم السبت ٢٩ فبراير ٢٠٢٠؛ حتى بدا هذا الاتفاق غاية قصوى.

في هذا الأسبوع، نشرت مؤسسة الزلاقة الجناح الإعلامية لـ جماعة نصرة الإسلام والمسلمين في غرب إفريقيا، بياناً بحصيلة هجمات المجموعة في الفترة الأخيرة. قدّمت للإحصاء بعبارة: “على خطى الشعب الأفغاني … (إلى) حتى يخرج آخر جنيد فرنسي من المنطقة.”

أبو مصعب عبدالودود دروكدال زعيم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي خرج للمرة الثانية خلال أسبوعين في كلمة صوتية بعنوان “فرنسا وبيت العنكبوت.” على غلاف الفيديو المصاحب للصوت، نرى صورة دروكدال على يمين الشاشة وعلى يسارها  صورة لـ إياد آغ غالي قائد جماعة نصرة الإسلام والمسلمين، وأمادو كوفا زعيم كتائب ماسينا إحدى مكونات نصرة الإسلام والمسلمين في إفريقيا والساحل.

تخلل الكلمة مقاطع مصورة من الإعلام المحلي والعالمي ظهر في جانب منها الرئيس المالي إبراهيم بوباكر كيتا، ومحمود ديكو رئيس المجلس الإسلامي الأعلى  في مالي وكلاهما تحدثا عن عرض المفاوضات على الجهاديين.

دروكدال قال بالضبط ما جاء في بيان نصرة الإسلام والمسلمين المنشور الأسبوع قبل الماضي بشأن استعداد المجموعة للتفاوض مع الحكومة المالية “نزولاً  عند رغبة الناس” في مالي.

وبتوقيت غريب، نُشر مساء السبت ٢١ مارس، بياناً من جماعة نصرة الإسلام والمسلمين على حسابهم الرسمي في مؤسسة الزلاقة يتبنون فيه الهجوم الكبير على ثكنة عسكرية في تاركنت شمال مالي والتي راح ضحيتها ثلاثون جندياً مالياً. بيان القاعدة قال إنهم “ثلاثين عسكرياً من جند الطاغوت”  أي فرنسا.

من شأن هكذا هجوم أن يقطع أي جسور مُدّت بين الجماعة والحكومة المالية؛ ولهذا صيغ البيان بعناية بحيث بدا أن الجماعة ستواصل هجماتها هذه ما لم تحسم الحكومة أمرها فيما يتعلق بالمفاوضات المباشرة مع إياد غالي شخصياً، والتقديم لذلك بطرد القوات الفرنسية من مالي.

ويختم البيان بالاحتفاء بطالبان عندما يحذر من التحالف مع باريس وواشنطن ” العواصم (التي) انتهى بها المطاف بالانسحاب من أفغانستان.”

وفي أول ظهور له بعد تنصيبه أميراً على تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية خلفاً لـ قاسم الريمي، أشاد خالد باطرفي باتفاق طالبان أيّما إشادة. في كلمة صوتية بثتها مؤسسة الملاحم أوحى باطرفي أن غاية الجماعات الجهادية في كل مكان هو الوصول إلى ما وصلت إليه طالبان.

داعش انشغل أيضاً بطالبان. أنتجت قنوات التنظيم غير الرسمية منشوراً فيه مقارنة بين صلح الحديبية واتفاق طالبان مع الولايات المتحدة. أنصار القاعدة وطالبان كثيراً ما استدلوا في منشوراتهم على سلامة الاتفاق بالإشارة إلى صلح الحديبية في السنة السادسة للهجرة بين الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام وقريش. وهو الصلح الذي لم يطل كثيراً وانتهى بفتح مكة بعد ذلك بعامين.

في منشور داعش يشار إلى طالبان بالمرتدين؛ ويُوصف الاتفاق بأنه انتصار لأمريكا، وتعطيل للجهاد.

 

اليمن – القاعدة

إذا، على عجل على ما يبدو قدّم باطرفي كلمة تنصيبه. أقول على عجل لأن الفيديوهات التي تنتجها الملاحم عادة ما تكون أكثر إتقاناً وباطرفي يحب الظهور على الكاميرا لكنه المرة اكتفى برسالة صوتية جدد فيها البيعة للظواهري الذي لا يزال صامتاً عمّا يجري في اليمن

وأكد باطرفي أنه امتداد للريمي والوحيشي من قبله ملمحاً إلى استراتيجية جديدة تُعنى باستقطاب القبائل، عندما وجه تعليمات للمقاتلين بالترفق بالناس والحفاظ على مصالحهم.

في الكلمة أكد باطرفي أن الغارة التي استهدفت الريمي قتلته مع اثنين آخرين هما الشرعي المعروف أبو البراء الإبي وآخر اسمه مبشر المهاجر.

تأتي الكلمة بعد يومين أو ثلاث من أعلان التنظيم مسؤوليته عن هجوم مهم ضد الحوثيين قُتل فيه أبو حرب مرافق القيادي الحوثي أبو هاشم الريامي في منطقة طياب في البيضا وسط اليمن. وقع الهجوم في الأسبوع الأول من مارس، لكن إعلان القاعدة جاء بعد حوالي أحد عشر يوماً.  هذه المواجهة مع الحوثيين هي الأولى منذ ستة أشهر تقريباً. فالتنظيم ظلّ خامداً طوال تلك الفترة.

وربما لهذا الإعلان أثر في حرص داعش هذا الأسبوع على استحضار اليمن في المنشورات الرسمية وشبه الرسمية وحتى منشورات المناصرين.


اليمن- داعش

في العدد ٢٢٦ من صحيفة التنظيم الأسبوعية النبأ، خصصت الصفحة قبل الأخيرة لفرع التنظيم في اليمن. يتحدث المقال عن “خسائر كبيرة” مُني بها الحوثيون.

لكن أهم ما جاء في العنوان هو “مصدر خاص لـ النبأ يحذر قبائل البيضاء من توريط الحوثة لهم” في الحرب ضدهم.

هذا المصدر قال إن الحوثيين يؤلبون القبائل السنية ضد داعش في منطقة رداع في البيضاء مستغلين حادثة  قتل خطأ أودت بحياة ثلاثة أشخاص في سيارة. يبرر داعش أنهم اعتقدوا السيارة معادية.  وفي النهاية حذر هذا المصدر القبائل من التعاون مع الحوثيين، ودعاهم للابتعاد عن مواقعهم لأنها مستهدفة في أي وقت.

وليست هذه المرة الأولى التي يحذر فيها داعش القبائل اليمنية في البيضاء بصيغة إما تتعاونوا معنا أو تذهبوا في حال سبيلكم.

حسابات أنصار داعش تناقلوا أجزاء من صفحة النبأ، أعادوا نشر إصدار مرئي من إنتاج ما يُسمى ولاية البيضاء بُثّ أول مرة في شهر يناير ٢٠٢٠.

 

الكورونا

افتتاحية صحيفة داعش الأسبوعية النبأ جاءت بعنوان “أسوأ كوابيس الصليبيين”، عن الكورونا.

الخلاصة هي أنه في ظل انشغال دول العالم بتحصين نفسها ضد الكورونا و”إشغال مؤسساتهم الأمنية والطبية إلى أقصى حد”، باتوا يخشون أن يتزامن ذلك مع “تحضيرات” لهجمات جديدة يقوم بها الدواعش على نحو ما حدث في باريس ولندن وبروكسل. كما يدعو التنظيم أتباعه إلى “السعي” لإطلاق سراح أنصار التنظيم القابعين في السجون.  وفي نفس الوقت يدعوهم إلى حماية أنفسهم وأهليهم “من الداء المنتشر.”

في إدلب ومحيطها حيث تسيطر هيئة تحرير الشام، نشرت نقابة أطباء الشمال المحرر بيانا يُحذّر من تكوّن بؤرة لانتشار المرض ما لم تُتخذ اجراءات بحظر التجمعات وإغلاق المؤسسات على اختلاف أنواعها وإغلاق الجوامع.  من يأخذ هذه الإجراءات هو طبعاً هيئة تحرير الشام  (الجولاني) من خلال ذراعها السياسية: حكومة الإنقاذ.

إغلاق المساجد بشكل خاص سيسبب مشكلة مع المنظرين الذين يرفضون إغلاقها ويعتبرونها حجة لتدخل “الدولة”!  كما يقول أبو قتادة عمر بن محمود الفلسطيني.

آخرون مثل حاكم المطيري يعتبرون أنه لم يرد في الأثر إغلاق المساجد حتى في وقت الطاعون؛ ويقدم استدلالات ملتوية تصل إلى حد إنكار وجود شيئ اسمه مرض يُعدي.

 

إدلب

نشرت غرفة عمليات وحرّض المؤمنين  بياناً ترفض فيه كل الاتفاقات الدولية بخصوص شمال سوريا. حرّض المؤمنين تضم فصائل جهادية أهمها حرّاس الدين الموالي للقاعدة.

بعد أيام، استهدف رتل تركي على طريق حلب اللاذقية الدولي المعروف باسم  ألـ M4 .

وسط حالة من الهرج والمرج اتُهم حراس الدين بتنفيذ الهجوم .وقالت وسائل إعلام محلية إنهم اشتبكوا مع هيئة تحرير الشام.

آخرون عزوه إلى القوات الإيرانية الموالية للنظام.

حتى إن عبدالله المحيسني، الداعية الذي  استقال من هيئة تحرير الشام في ٢٠١٧، استنكر الهجوم على الأتراك باعتبار أنهم جاؤوا لموازرة الجهاديين.  هذا تسبب في حملة غضب ضده من أنصار القاعدة. مؤسسة بيان للإنتاج الإعلامي التي تبث أخبار القاعدة في الشام خصصت بياناً طويلاً وفيديوهات للرد على المحيسني. في البيان نقرأ أنه “لا يخشى لومة لائم .. يشوه على المجاهدين ويبث الشبه في صفوفهم.”

في نفس الوقت تقريباً، اغتيل علاء العمر أبو أحمد قائد لواء العباس في حركة أحرار الشام في تفجير عبوة ناسفة زُرعت في سيارته قرب جسر الشغور في ريف إدلب الغربي. أحرار الشام هم أحد مكونات الجبهة الوطنية للتحرير.

وتعرّض سهيل المحمود المعروف بلقب أبو التاو وهو من عناصر الجيش الوطني لمحاولة خطف فاشلة.

حسابات على التليغرام ألمحت إلى ضلوع هيئة تحرير الشام (الجولاني) في العمليتين.