يمكنكم الاستماع الى الحلقة الكاملة من هنا

 

لا إجماعاً واضحاً على باطرفي زعيماً لفرع القاعدة في شبه جزيرة العرب

جماعة القاعدة في غرب إفريقيا والساحل في موقف حرج بعد خسارة قيادات من الصف الأول وتصاعد نفوذ داعش هناك

ضيوف هذه الحلقة من مرصد الجهادية:

  • كاليب وايس الباحث في موقع Long War Journal الإخباري المتخصص التابع لمؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات FDD، للحديث عن هيئة تحرير الشام وحراس الدين، والصراع بين جماعات القاعدة وداعش في غرب إفريقيا والساحل.
  • الدكتورة إليزابيث كيندل، كبيرة الباحثين قسم الدراسات العربية والإسلامية في كلية Pembroke جامعة أكسفورد، المتخصصة في شؤون اليمن.
  • والصحفي اليمني مشير المشرعي رئيس تحرير عين اليمن (عين العرب) الإخبارية.

 

اليمن

أخيراً، وبعد ٣ أسابيع تقريباً على إعلان الخبر، تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب يؤكد قتل زعيمه قاسم الريمي.

يوم الأحد ٢٣ فبراير بثت مؤسسة الملاحم، الذراع الإعلامية للتنظيم، كلمة صوتية داخل فيديو لـ حمد بن حمود التميمي احد كبار شرعيي التنظيم والذي لا يُعرف رسمه إلى الآن. يظهر دائماً ووجه مخفي.

من أبرز ما جاء في الكلمة:

  1. تعيين خالد باطرفي خلفاً لـ الريمي على هرم التنظيم بعد التشاور مع “معظم” أعضاء مجلس الشورى ممن أتيحَ الوصول إليهم
  2. لم توضح الكلمة زمان أو مكان استهداف الريمي بطائرة أمريكية مسيرة
  3. ذكر التميمي أن الريمي اعتاد التنقل بين محاور القتال، وربما فسّر هذا سبب استهدافه في البيضاء (كما ذكر إعلام يمني محلي) وهي منطقة اشتباك مع داعش
  4. لم توضح الكلمة هوية آخرين قُتلوا معه. ومرة أخرى الإعلام المحلي اليمني كان ذكر أن شخصاً آخر واحداً على الأقل قُتل ذلك اليوم وقال إنه الشرعي أبو البراء الإبي
  5. لم تأت الكلمة على ذكر الظواهري. القاعدة المركزية لا تزال صامتة حيال ما يجري في اليمن.

الصحفي اليمني مشير المشرعي رئيس تحرير عين اليمن – عين العرب الإخبارية يعتبر أن تعيين باطرفي جاء مفاجئاً لبعض مقاتلي القاعدة على أساس أن ثمة من يستحق المنصب أكثر منه مثل سعد العولقي فهو أقدم منه. إشكالية أخرى تتعلق بحقيقة أن باطرفي رجل دين أكثر منه قائد عسكري وهذا يزعج المقاتلين الذي، بحسب المشرعي، قد يرفضون الامتثال لأوامره ومواصلة القتال وحدهم.

لكن الدكتورة إليزابيث كندل كبيرة الباحثين قسم الدراسات العربية والإسلامية في كلية Pembroke جامعة أكسفورد، تعتبر أن تعيين باطرفي كان خطوة في اتجاه “تصحيح” مسار القاعدة في اليمن والعودة إلى أساسيات الإديولوجية الدينية بعد أن تشرذم التنظيم حتى إن بعض مقاتليه باتوا يقاتلون من أجل المال.

 

هدم الجاسوسية

إذاً، بعد بث هذه الكلمة مباشرة، أعلنت الملاحم عن بث فيديو آخر ضمن سلسلة “هدم الجاسوسية” التي بدأت قبل سنوات وتحديداً في أغسطس ٢٠١٨. الفيديو الذي قالت الملاحم إنه جديد جاء بعنوان “أفلا يتوبون إلى الله”.

الحقيقة لا جديد في الفيديو سوى بيان اللجنة الأمنية في التنظيم تحت عنوان العفو والصفح يدعو “الجواسيس” إلى تسليم أنفسهم مقابل الأمان. البيان مؤرخ بتاريخ نوفمبر ٢٠١٩.

الفيديو يسترجع شهادات جواسيس ظهروا في الفيديوهات الأولى لهذه السلسلة يشرحون فيها كيف “يشرّحون” القادة بمعنى يضعون الشرائح الإلكترونية التي تدل الطائرات المسيرة على أماكنهم. وبهذه الطريقة استُهدفت قيادات مثل الزعيم السابق للتنظيم ناصر الوحيشي وأنور العولقي الزعيم الروحي والمجنّد الأول في التنظيم، والآن، وكما صرّحت مصادر أمريكية، فإن عميلاً أو جاسوساً دلّ على مكان الريمي.

ويسترجع الفيديو شهادات قيادات التنظيم في هذا الأمر ومنهم إبراهيم القوصي أو خبيب السوداني، القاضي أبو بشر  (محمد درامة)، وإبراهيم الربيش، وطبعاً خالد باطرفي الزعيم الجديد الذي ظهر في الفيديو في موقعين أو ثلاثة يتحدث عن صفات الجاسوس من الناحية الشرعية.

وهذا مختلف عن ظهوره في السلسلة الأصلية التي ظهر في أحد المشاهد يشرف على إعدام جواسيس رمياً بالرصاص.

وكما الفيديوهات السابقة ضمن السلسلة، ظهر في آخر الفيديو جزء من مقابلة الظواهري مع مؤسسة السحاب سنة ٢٠١٤ والتي كانت بعنوان “الواقع بين الألم والأمل”، والحقيقة أن هذا هو الظهور الوحيد للظواهري في أي من قنوات القاعدة.

في ردود الفعل، جميع القنوات الإعلامية لأفرع القاعدة تقريباً نشرت بيانات تعزية بالريمي وتهنئة بتعيين باطرفي.

كان أولها تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، ثم، جماعة شباب الصومالية، و شام الرباط الذراع الإعلامية لحراس الدين في شمال سوريا، وحتى يحيى الفرغلي شرعي هيئة تحرير الشام نشر تعزية بالريمي. لكن لم يصدر شيئ عن القاعدة المركزية والظواهري.

 

القاعدة في المغرب الإسلامي

نشرت مؤسسة الأندلس الذراع الإعلامية لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي كلمة صوتية (داخل فيديو) لزعيم التنظيم أبي مصعب عبدالودود المعروف باسم عبدالملك دروكدال، يرثي فيها اثنين من كبار قادة التنظيم: وهما أبو عياض التونسي عضو مجلس شورى التنظيم في المغرب الإسلامي و زعيم أنصار الشريعة في تونس، و يحيى أبو الهمّام أو جمال عكاشة، عضو مجلس شورى التنظيم أيضاً ونائب إياد أغ غالي أمير جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التي تشكل تكتلاً من جماعات القاعدة في شمال إفريقيا والساحل.

الكلمة أكدت أن الرجلين قتلاً معاً مع آخرين في غارة فرنسية على “أرض مالي” من دون أن يوضح زمان الغارة صراحة.

على الأرجح أن الغارة كانت في فبراير ٢٠١٩. وهنا علامة استفهام بخصوص “في المدة الأخيرة” حسبما قال دروكدال.

في هذه الكلمة التي بدت ملحمية:

١. خصص الجزء الأكبر منها لـ أبو عياض التونسي الأمر الذي يدل على أهمية الرجل، وفي هذا مسألة أخرى ستأتي لاحقاً.

٢. بدأ الفيديو بكلمة لـ أبي بصير الوحيشي زعيم تنظيم اليمن الذي قُتل في غارة أمريكية عام ٢٠١٥

٣. قُتل مع الرجلين خمسة آخرون هم: أبو دجانة القصيمي (نسبة إلى القصيم في السعودية) وهو المتحدث باسم جماعة “المرابطون” إحدى مكونات جماعة نصرة الإسلام والمسلمين. بالإضافة إلى أبو طلحة الليبي، حازم المصري، الشاعر القيرواني، حمزة الجزائري، محمد أبو ريم الطارقي، ونوح أبو مسروق الجزائري.

خصصت الدقائق الخمسة الأخيرة من الفيديو إلى شريط صور جهاديين من دون تعليق. والحقيقة تتبع الأسماء التي ظهرت مثير للاهتمام من ناحيتين: الأولى: الأسماء نفسها فقد بدأ هذا الاستعراض بصورة سيد قطب، وظهر لاحقاً أحمد ياسين وعبدالعزيز الرنتيسي من حماس. ثانياً: من ناحية ترتيب ظهور الأسماء. لم يكن ترتيباً زمنياً بحسب تاريخ الوفاة وإنما ترتيباً وظيفياً بحسب الأهمية. حيث ظهر أبو عياض التونسي المرثي الآن بعد أبو مصعب الزرقاوي مباشرة وهذا جاء بعد أبو بصير الوحيشي. آخر اسم كان قاسم الريمي مع تعليق مكتوب “ولحق بالقافلة”.

في جانب آخر يتعلق بالبيئة المحيطة بالجماعات الجهادية في غرب إفريقيا والساحل، تبرز مسألة التعاون الذي كثيراً ما يميز العلاقة بين الجماعات الموالية لداعش وتلك الموالية للقاعدة.

كاليب وايس الباحث في موقع Long War Journal الإخباري المتخصص التابع لمؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات FDD يجد هذا أمراً جديراً بالبحث. وفي محاولة لتفسير ذلك يقول إنهم يعرفون بعضهم البعض جيداً لأنهم خرجوا من نفس الرحم وأن البيئة تفرض عليهم التعاون خاصة ما يتعلق بإيجاد ممرات تهريب وتحديد مناطق النفوذ في مواجهة الحملات العسكرية التي تشنها دول المنطقة.

وايس ينوه إلى أن العلاقة بين الطرفين ساءت مؤخراً وقد تسوء أكثر مع صعود نفوذ جماعات داعش على حساب القاعدة.

 

طالبان

إذاً، وقعت طالبان اتفاقاً تاريخياً مع الولايات المتحدة الأمريكية ينهي حالة الحرب في أفغانستان.

رد فعل أنصار داعش كان متوقعاً نابعاً من موقفهم من طالبان، فقالوا: طالبان المرتدة. والساحة خلت من المجاهدين إلا جماعتهم.

في الوقت الذي لم يصدر شيئ عن قاعدة الظواهري المركزية. أنصار القاعدة رحبوا بالاتفاق واعتبروه نقطة قوة.

أبو محمد المقدسي على حساب “التوحيد أولاً” قال إن له “تحفظات” على تصريحات طالبان الأخيرة. لكنّه رحّب بالاتفاق واعتبر أن طالبان لم تغازل المجتمع الدولي وحصلت على ما تريد. وفي حديث المقدسي كان اللمز واضحاً بالجولاني على خلفية مقابلته الأخيرة مع مجموعة الأزمات التي اعتبرها كثيرون مغازلة للمجتمع الدولي من أجل سيناريو سيأتي في إدلب.

 

داعش

بثّ المكتب الإعلامي لما يُسمى ولاية الصومال إصداراً مرئياً جديداً بعنوان “لبّوا النداء” في نسخته الثالثة. وواضح من العنوان أنه دعوة للتجنيد.

أهم ما جاء في الفيديو:

  1. بدأ الإصدار بمقطع من كلمة البغدادي الأخيرة”وقل اعملوا” التي قالها في سبتبمر ٢٠١٩
  2. وفي المواقع التي تحدث فيها البغدادي عن “المتخاذلين” ظهرت صور زعماء القاعدة بمن فيهم قاسم الريمي الذي قُتل في اليمن.
  3. استعرض الفيديو تدريبات مقاتلين في معكسر يحمل اسم أبو داوود الصومالي.
  4. ظهر متحدثان رئيسان ملثمان يتحدثان بالأمهرية والعربية، من دون التعريف عن صفتيهما الوظيفية. دافعا عن منطق داعش واستعرضا قصة اثنين من منتسبي التنظيم جاءا من الحبشة.
  5. استعرض الفيديو عمليات اغتيال استهدفت عناصر أمن واستخبارات في وضح النهار.
  6. استعرض جلسات إنشاد باللغتين السواحلية والأمهرية
  7. انتهى الفيديو بالبيعة لخليفة داعش الجديد

 

إدلب

في شمال سوريا، في تطور مهم، هيئة تحرير الشام ومن معها من جماعات جهادية استعادت بلدة سراقب الواقعة على الطريق الواصل بين حلب واللاذقية.

في أكثر من فيديو، ظهر عضو قيادة الجبهة الوطنية للتحرير وقائد أحرار الشام” جابر علي باشا” وهو يتجول في المدينة.

وبالرغم من هذا التحوّل في مجريات الأمور، يستمر الامتعاض من هيئة تحرير الشام والجولاني.

عصام الخطيب، الذي كان قيادياً في الهيئة، وأصبح الآن من أشد معارضيها قال في حسابه على تليغرام: “مايقارب العشرين تكتل ثوري جهادي في إدلب.. كل قاداتها ووجهائها يعلمون يقينا أن الجولاني هو السبب فيما وصلت إليه الأمور.. بكذبه وانبطاحه وجشعه وخلوده إلى الأرض”

حول مستقبل الجماعات الجهادية في شمال سوريا في حال استرجع النظام السوري السيطرة على إدلب، يعتقد كاليب وايس ، الباحث في موقع Long War Journal الإخباري المتخصص التابع لمؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات FDD أن تلك الجماعات قد تتراجع إلى تركيا، أو قد تتخذ أسلوب حرب العصابات مستشهداً بما حصل في درعا والقنيطرة؛ فبالرغم من سيطرة النظام إلا أن التفجيرات والاغتيالات لا تزال متواصلة.