يمكنكم الاستماع الى الحلقة الكاملة من هنا

في موجز أخبار الساحة الجهادية هذا الأسبوع:

– القاعدة المركزية لا تزال صامتة عمّا يجري في فرعها اليمني،  وبروز اسم جديد في بورصة المرشحين لخلافة قاسم الريمي

– الفضاء يضيق بالجماعات الجهادية في شمال سوريا: النظام من أمامهم وقاعدة شعبية متآكلة ومنهكة من خلفهم

– وأي أثر قد يتركه غياب المقدسي الذي تعرض لجلطة بسيطة هذا الأسبوع

– وهل أعلن داعش عن هوية زعيم فرعه المدلل في غرب إفريقيا؟ سؤال يبحث فيه المختصون.

 

اليمن

حتى الساعة، لم تؤكد القاعدة لا المركزية ولا الفرع اليمني قتل قاسم الريمي، فيما المختصون يحاولون االتكهن حول هوية الزعيم الجديد لمعرفة أي اتجاه ستسلك القاعدة في هذا الفرع الأنجح حتى الآن من بين أفرع القاعدة.

منذ إعلان قتل الريمي، طرحت أسماء مرشحة لخلافته مثل خالد باطرفي وسعيد العولقي. هذا الأسبوع برز اسم جديد هو المصري إبراهيم البنا. فهل يُعقل أن هذا التنظيم المعروف بقدرته على استغلال المكون المحلي سيقبل تعيين مصري زعيماً له؟

الصحفي اليمني مشير المشرعي رئيس تحرير عين اليمن – عين العرب الإخبارية يقول إن تنظيم القاعدة يتعامل مع البنا على أنه يمني أكثر منه مصري ذلك أنه حاصل على الجنسية اليمنية وأنه يعيش في اليمن منذ التسعينيات كوّن خلال العقود السابقة علاقات متينة مع القبائل اليمنية. ويضيف المشرعي أن البنا كان “المحرك الرئيس” لقيادات القاعدة في اليمن جميعاً من ناصر الوحيشي إلى قاسم الريمي، ذلك أنه أشرف على خلية اختصت في تزوير وثائق السفر الأمر الذي مكن هؤلاء القادة من حرية الحركة. وأضاف أن أسامة بن لادن كان أول من أمّر البنا على الجهاز الأمني في القاعدة في اليمن.

في موضوع آخر، يستبعد المشرعي أن يكون قاسم الريمي قُتل في منطقة القيفة كما ذكر مصدر إعلامي يمني ذلك أن القيفة منطقة اشتباك مع داعش والحوثيين. ورجّح أن الرجل قُتل في مأرب، معقل التنظيم حالياً.  كما استبعد أن يكون أبو البراء الإبي، القيادي الشرعي في التنظيم، قُتل معه كما ذكر المصدر ذاته وقال إن قادة القاعدة يتنقلون فرادى.

 

إدلب

مع إحكام النظام السيطرة الميدانية على الأرض ومع استمرار القصف الروسي لريف إدلب، تواجه الفصائل الجهادية هناك خطراً آخر هو تآكل القاعدة الشعبية المنهكة. حوالي ٨٠٠ ألف سوري نزحوا باتجاه الحدود التركية معظمهم نزحوا النزوح الثاني أو الثالث أو الرابع.

تكاد الثقة تكون معدومة بالجماعات الجهادية هناك.  لنبدأ من حيث انتهينا الأسبوع الماضي، تنسيقية الجهاد التي أعلن عنها أبو العبد أشداء.

مؤيدو أشداء وصفوا التنسيقية بأنها “انتفاضة جديدة” ودعوا في منشوراتهم إلى “الالتحاق بالصالحين،” ورحّبوا بـ “المناصرين الجدد.” حساب باسم وثائق أبو أباد نوه إلى أن تنسيقية الجهاد “ليست دَّعوةً لِّشقِّ صفِّ الجماعاتِ القائمة، ولا تحريضًا على نزعِ يدٍ مِّن طاعة … وإنما هيَ رايةٌ يَّأوي إليها من لَّم يجِد ما يُرضيهِ في هذهِ الراياتِ القائمة. ”

وبتنا نرى في الحسابات المعارضة للهيئة تذكير ببدايات الثورة في سوريا ومن ذلك استذكار قيادات مثل حجي مارع عبدالقادر صالح الذي كان له دور كبير في “تحرير” إدلب لتكون ثاني محافظة تخرج عن سيطرة النظام بعد الرقة.

ومن ذلك أيضاً الدعوة إلى إحياء كيانات مثل “جيش الفتح” الذي تألف من مجموعات متعددة منها فتح الشام (النصرة سابقاً) والذي تحوّر إلى هيئة تحرير الشام.

حتى إن البعض أثار مسائل فقهية؛ كما في حساب “الغريب الخرساني” الذي سأل: هل يجوز قتال العدو النصيري أو الرافضي أو ما شابهه تحت تغطية المدفعية التركية العلمانية؟

في موازاة ذلك، زاد انتقاد هيئة تحرير الشام والجولاني.  المحامي عصام الخطيب الذي كان قيادياً في هيئة تحرير الشام وهو الآن من أشد منتقدي الجولاني استنكر كيف تقيم الهيئة حملات تبرعات لا حاجة لها بها؛ فهي صاحبة العتاد والمال،  لماذا تأخذ من “فم” الأقل حظاً؟

كما انتقد عدم إطلاق الهيئة سراح مسجونين لديها وإصدار عفو عام عن ملاحقين، وهو منهم، حتى يتسنى لهم المشاركة في المعارك.

زوجته، علا الشريف، وهي أيضاً من أشد منتقدي الجولاني نشرت رسالة  تدعو الهيئة إلى  إعادة الحقوق لأصحابها من المقاتلين وتسأل: “كيف ستنتصرون بالمال الحرام؟”

أنصار داعش استهزؤوا بسلوك الجماعات الجهادية في شمال سوريا. وصفوا الحرب بـ “المسخرة” والمثير للسخرية أنهم دعوهم إلى الانسحاب. حساب باسم “صوت الزرقاوي” قال:  “لون ينسحبون من الآن أفضل على الأقل لا يهجر الناس من بيوتهم ولا تدمر بالقصف .” نقرأ هذا التعليق ونتذكر حصار الرقة.

 

الباحث السوري عباس شريفة يقلل من أهمية تنسيقية الجهاد على أساس أنها تفتقر إلى الموارد المالية وحتى البشرية. ويقول إن الموارد المالية والسلاح مركز في يد هيئة تحرير الشام؛ أما الموارد البشرية فالقتال في شمال سوريا عاد مناطقياً ولم يعد للإديولوجيا الجهادية ثقل كبير الآن هناك.

 

داعش

صدر العدد ٢٢١ من صحيفة التنظيم الأسبوعية يوم الخميس ١٣ فبراير. على غير المتوقع، الصفحة الأولى احتفت بهجمات فرع التنظيم فيما يُسمى “ولاية غرب إفريقياً”. نقول غير متوقع لأن التنظيم شن هجمة في سيناء تغنى بها أنصار التنظيم. خبر الهجوم الانتحاري هناك ورد في عنوان مقتضب على الصفحة الأولى وتفاصيل بسيطة في الصفحة رقم ٥.

الافتتاحية كانت بعنوان “قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً” وأرفقت به صورة لرئيس الوزراء الهندي ناريندا مودي مع قيادات مسلمة من العام ٢٠١١ في احتفال سنوي بالتعايش الديني في أحمدأباد.  المقال يدعو الأقليات المسلمة في الدول غير المسلمة إلى نبذ الديمقراطية على أساس أنها شرك وأن الوطنية كفر.

الصفحة الأخيرة كانت رسم إنفوغراف بعنوان حرب الاستنزاف في العراق على مدى العامين الماضيين.

 

ولاية غرب إفريقيا

أصدر المكتب الإعلامي لولاية غرب إفريقيا إصداراً مرئياً جديداً هو الجزء الثاني من سلسلة “اقتلوهم حيث ثقفتموهم” . أبرز  ما جاء في الإصدار هو ظهور شخص عُرّف عنه أنه أبو عبدالله البرناوي  من دون أن تُكتب صفته.  وهذا فتح الباب على تكهنات حول هوية الرجل.  هل هو الزعيم الجديد خلفاً لـ أبي مصعب البرناوي؟ نذكر أن مجموعة من بوكو حرام أعلنت البيعة لداعش وهذا ما رفضه زعيم بوكو (أبو بكر شيكاو)، فانشقوا ونصّبوا أبو مصعب البرناوي ابن مؤسس التنظيم الأم زعيماً لهم. وكما فهمنا من الخبير النيجيري بولاما بوكارتي في حلقة سابقة، أبو مصعب كان صغير السن، فعُزل ووُليّ مكانه أبو عبدالله أو إدريس البرناوي.

سألت بولاما بوكارتي في رسالة على تويتر ما إذا كان  الشخص الظاهر في الفيديو هو الزعيم الجديد، فأكد ذلك وقال إنه يعمل على بحث مستفيض عن الرجل ونتأمل إن شا الله أن نلتقي بـ بولاما للحديث أكثر عن المسألة بمجرد الانتهاء من البحث.

مينا اللامي، صحفية ألـ BBC Monitoring المتخصصة في الجماعات الجهادية،  لفتت إلى أن الإصدار أورد صوراً لـ أبي بكر شيكاو  بتعلييق مصاحب يشي بانتقاد شديد. بالمناسبة، صور شيكاو كانت بالأبيض والأسود.

 

المقدسي

هذا الأسبوع أصيب أبو محمد المقدسي، منظر السلفية الجهادية الأردني، بجلطة أفقدته الذاكرة ساعات.  الدكتور مروان شحادة الذي يُعتبر من أوائل الباحثين العرب الذين عكفوا على دراسة الحركات المتطرفة، زار المقدسي في منزله ونقل أن وضع الرجل مستقر نوعاً ما.

المقدسي يعتبر المعلم الأول للزرقاوي الأب الروحي لداعش لكن الرجلين اختلفا لاحقاً بسبب التوسع في القتل الذي مارسه الزرقاوي في العراق. ولاحقاً بسبب تفجيرات الفنادق في عمّان. وتوارث داعش هذا القطيعة حتى وصفوه بـ “شيخ الضلال.”

ويضيف الدكتور مروان إن العلاقة بين المقدسي وهيئة تحرير الشام تشوبها الخلافات أيضاً بسبب انفصال المجموعة عن تنظيم القاعدة.

مع كل هذا، يقول الدكتور مروان إن “غياب” المقدسي لن يؤثر في المشهد بسبب الاستقطابات والانقسامات في الساحة الجهادية وبسبب انحسار إنتاجه من أدبيات التنظير.