قُتل الريمي أم لم يُقتل، الانشقاقات تنخر في قاعدة جزيرة العرب

وفي شمال سوريا، تجمع جهادي جديد قد يتحالف مع القاعدة

 

قتل الريمي

– في بيان صدر يوم الخميس ٦ فبراير ٢٠٢٠، أكد البيت الأبيض قتل قاسم الريمي زعيم تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب. البيان لم يحدد تاريخ العملية أو مكانها.

– مصادر إعلامية يمنية أكدت الخبر أيضاً. الصحيفة الإلكترونية المصدر أونلاين، نقلت عن مصدر خاص يوم ٢ فبراير أن الريمي قُتل في قيفة بمحافظة البيضاء وسط اليمن. وكان معه أبو البراء الإبّي، أحد أهم شرعيي التنظيم ومعروف بانتقاده قيادات القاعدة ومقاتليها ونشر كتاباً في هذه المسألة عام ٢٠١٨ بعنوان “تبصرة المساجد في أسباب انتكاسة المجاهد”.

– القاعدة في شبه جزيرة العرب لم تصدر بعد ما يؤكد أو ينفي الخبر. حتى في غرف المحادثة التابعة لها، كثيرون يسألون ومديرو الغرف يدعون إلى انتظار إعلان رسمي.

– بعد يوم واحد من إعلان الخبر، نقلت مؤسسة الملاحم أنها ستبث كلمة صوتية للريمي يتبنى فيها هجوم فلوريدا القاعدة الجوية في بنساكولا Pensacola  بفلوريدا الأمريكية، والذي أسفر عن قتل ثلاثة أشخاص.

في الإعلان المكتوب، لم تُضف عبارة “حفظه الله” إلى اسم الريمي كما هي عادة التنظيمات الجهادية.

الكلمة الصوتية بُثت بعد حوالي ٢٤ ساعة من الإعلان الأول، تحت عنوان “ويشف صدور قوم مؤمنين” ومدتها ثماني عشرة دقيقة، وصاحبتها ترجمة إنجليزية subtitling.  أهم ما جاء فيها:

١-  قال الريمي إن المهاجم محمد سعيد الشمراني جندي من جنودهم تنقل سنوات داخل القواعد الأمريكية “يختار منها فريسته” و”يخفي مراده”

٢- كعادته، دعا أنصار التنظيم إلى شن هجمات من نمط الذئب المنفرد. نذكر أن الريمي تحدث بنفس اللغة في مقابلة نشرتها مجلة التنظيم Inspire   في ٢٠١٧.

 

في ردود الفعل:

أنصار داعش وصفوا هجوم Pen Sa Cola بنساكولا بأنه وهمي. ذلك على أساس أن القاعدة: “أعلنوا انهم متواصلين مع المنفذ من سنوات ولم ينشروا ما يوثق ذلك … أو ينشروا صورة واحدة مختلفة عما نشر في الإعلام.”

جماعة شباب الصومالية أصدرت بياناً أشاد بتبني الهجوم، ووصف أعمال القاعدة في جزيرة العرب بـ “المبهرة التي لم يسبقهم أحد في هندستها،” وأن فيها “روعة في التخطيط.” البيان حضّ أيضاً على هجمات الذئاب المنفردة.

 

الظواهري الغائب

قاعدة الظواهري لم تُصدر شيئاً لا عن الريمي ولا عن بنساكولا. والحقيقة كان هذا أمر لافت.

نذكر أنه بعد كلمة محمد عوفا، أحد زعماء نصرة الإسلام والمسلمين في غرب إفريقيا، سارعت القيادة العامة للقاعدة بنشر بيان بعنوان: “تحية لأرباب المعالي .. وأنصار الإسلام في مالي”. وفي الفقرة الأخيرة من البيان، أشادت القاعدة المركزية بجماعة الشباب في الصومال. بعد ذلك بأيام، نشرت جماعة الشباب بياناً يشيد بنصرة الإسلام والمسلمين من دون أي ذكر للقاعدة أو الظواهري؛ دليلاً آخر على عدم التنسيق وفقدان الظواهري زمام الأمور على أفرع القاعدة.

في الإطار ذاته، نشرت مؤسسة الأندلس، الجناح الإعلامي للقاعدة في المغرب الإسلامي بياناً عن صفقة القرن التي كانت محور كلمة داعش الأخيرة. القاعدة لم تنشر شيئاً عن القدس رغم أنها نظرياً وأيديولوجياً أقرب إلى هذه الثيمة.

أبرز ما جاء في بيان الأندلس:

١- توحيد وجهة الجماعات الجهادية نحو بيت المقدس وأكنافه وفتح خطوط التعاون والدعم مع الداخل في فلسطين.

٢- دعم الجهاد الشامي بالرجال والأموال على اعتبار أنه خط الدفاع الأول عن القدس

٣- العودة إلى دعم الجهاد الأفغاني

 

مأزق الجولاني

تقدم النظام السوري مدعوماً بالروس والإيرانيين في ريف إدلب الشرقي وسيطر على سراقب الواقعة على الطريق الواصل بين حلب واللاذقية. النظام كان سيطر على معرة النعمان الواقعة على الطريق الواصل بين حلب ودمشق.

ويستمر نزوح السوريين النازحين أصلاً. أكثر من نصف مليون نسمة وصلوا الحدود التركية في هذه الموجة الأخيرة.

القنوات المعارضة للجولاني تداولت جانباً من بيعة الانغماسيين له على الموت الأسبوع لاماضي، لم يظهر على قنوات الهيئة الرسمية. في الفيديو يقول الجولاني إنه كان يود أن يكون أول الانغماسيين لولا أن “الأخوة” منعوه!

معارضو الجولاني ردّوا:

“من غامر بمصير ساحة بأكملها من أجل كرسي الإمارة لن يكون هذا حاله… والله ما همك غير المحافظة على ما بين يديك في دنيا.”

آخرون علّقوا: “ما يحصل في إدلب أن دولة الجولاني الأمنية تتفكك.”

أنصار داعش استهزأوا بالجولاني وقال أحدهم في قناة على منصة (هووب): “وقت شفت الجولاني لابس لباس الحرب وطلب من جماعتو المبايعة على الموت قلت بده يفوت بحلب ويطلع من العراق!”

 

تشكيل جهادي جديد

أبو العبد أشداء، الذي أطلق الجولاني سراحه الأسبوع الماضي، أطلق “تنسيقية الجهاد” ودعا الجميع إلى الانضمام إلى هذا التشكيل. أبو العبد أشداء كان قيادياً في هيئة تحرير الشام قبل أن يُسجن على خلفية فيديو “حتى لا تغرق السفينة الذي انتقد فيه الجولاني وأمراءه واتهمهم بالفساد المالي والإداري. أشداء كان يقود مجموعة كبيرة من مقاتلي حلب انصهرت ضمن الهيئة. واحتجاجاً على سجنه انسحب ما لا يقل عن ٣٠٠ مقاتل منهم. فهل يكون هذا بديل الجولاني؟ هل يستقطبه حراس الدين مثلاً؟ ربما.

 

الخليفة المجهول

لفت هذا الأسبوع في مجموعات أنصار داعش الحديث عن الخليفة المجهول أبو إبراهيم الهاشمي القرشي. منطلق الحديث تغريدة لـ مزمجر الشام، وهو سوري عايش الجهاديين في الشمال منذ بدايات الحرب هناك قبل سنوات. في التغريدة يكرر مزمجر ما جاء في وثيقة سلطان باريشا لمؤسسة التراث العلمي المنشقة عن داعش وفيها أن قرداش، إن ثبت أنه الخليفة، فهو مبتور الرجل اليمنى وفي هذا مخالفة شرعية لشروط الإمامة. مزمجر لم يذكر قرداش.

أنصار داعش كذلك لم يذكروا اسم قرداش بل قالوا إن الغرب توقع أن يكون الخليفة واحداً من خمسة “من ضمنهم رجل مصاب في قدمه.” اعتبروا ذلك افتراءاً وكذباً وبدا واضحاً انزعاجهم من احتمال أن يكون الكلام صحيحاً. لكنهم وضعوا كل ذلك في إطار الضغط باتجاه أن يظهر الخليفة “في صوتية أو في الإعلام ويكشف عن نفسه ليكون صيداً سهلاً .. مثلما فعلوا سابقاً مع البغدادي.”

 

إعلام داعش

هذا الأسبوع، صدر العدد ٢٢٠ من صحيفة التنظيم الأسبوعية “النبأ”. الصفحة الأولى خُصصت لتفجير أنبوب الغاز الإسرائيلي.

ونوه الخبر أنه جاء بعد أسبوع على كلمة المتحدث باسم داعش التي دعا فيها إلى مقارعة اليهود في مرحلة جديدة من حياة التنظيم.

عرّجت الصحيفة سريعاً على هجوم لندن يوم الأحد ٢ فبراير وقالت إن منفذ الهجوم “جندي” من جنودهم.

الافتتاحية كانت بعنوان “صفقة نهاية القرن.”

وفي مقال خاص بعنوان “بطش ربك لشديد” اعتبر التنظيم أن فيروس كرونا عقاب للصين، لكن في حسبة ملتوية اعتبر أن خطر المرض لا ينحصر بـ “المشركين” وبالتالي “الفرار منه أمر شرعي.”

 

ثأر داعش والقاعدة

بالعودة إلى داعش والقاعدة في اليمن، ذكرت صحيفة داعش الأسبوعية النبأ أن اشتباكات وقعت بينهما في قيفة وسط اليمن، ما أدى إلى مقتل ثمانية من القاعدة (المرتدين) حسب وصفهم.

مؤسسة الملاحم الجناح الإعلامي للقاعدة في جزيرة العرب ذكرت نفس الخبر: اشتباكات مع “الخوارج” أي داعش في القيفة لكنها أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى “من الخوارج.”

 

انشقاقات القاعدة في اليمن

والأهم ما نقلته مؤسسة التقوى وهي قناة تابعة لداعش.

في منشورين متتابعين بعنوان الاعتزال الكبير لتنظيم القاعدة في اليمن، ربما يتضح ما تحدث عنه داعش في أحد أعداد النبأ السابقة عن انشغال القاعدة بأنفسهم ما مكنهم أي داعش من تحقيق انتصارات ضدهم وضد الحوثيين.

يتحدث المنشور عن منصور الحضرمي وهو المسؤول العسكري لتنظيم القاعدة في قيفة. ولّاه الريمي مهمة قتال داعش في المنطقة. ولكن بعد عام كامل اتهمه بالتجسس لصالح التحالف ولاحقه بالحبس ورفع أمره إلى الظواهري نفسه.

ما حصل هو أن الحضرمي أنزل رشاشاً في منطقة ما للتصليح، فاتهمه من معه بالفرار من وجه داعش. ونقلوا الأمر إلى الريمي الذي تلقف على ما يبدو الخبر. لكن منصور استطاع أن يجمع حوله “بعض التابعين له من المهاجرين” وانشقوا عن التنظيم.

في المنشور الثاني، يعدد داعش أسماء ثمانية عشر شخصاً منهم شرعيون وأمراء مناطق وأمنيون اعتزلوا القاعدة بعد حبس أو خلاف. ومنهم أبو عمر النهدي وهو أحد كبار شرعيي القاعدة وكان أميراً في المكلا. وهو الآخر رُفع أمره إلى الظواهري.

 

الشباب الصومالية

نقلت قنوات جماعة الشباب الصومالية أن قبيلة “وعيسلي” الصومالية احتفلت بتنصيب زعيم جديد لها في مدينة عيل دير بولاية جلجدود وسط الصومال يوم الجمعة الماضي. ووصف شهود عيان الحفل بالكبير واللافت. وتعتمد الشباب الصومالية في سطوتها على عمق علاقتها بالمجتمع المحلي.