المغاربية الآن | خاص (نوال مسيخ)

لا يزال 5 طلبة موريتانيون يدرسون بالجامعات الصينية محاصرين في اقليم ووهان الصيني الذي ظهر به فيروس كورونا. وفي حديث خص به صفحة ” المغاربية الآن ” من قلب الإقليم ” الموبوء” ، أكد “محمد المامي الطالب الموريتاني في الصين أن سلطات إقليم ووهان رفضت مغادرتهم المكان لأن لا إقليم آخر يرحب بهم ، خوفا من تسلل الفيروس معهم .

وتدخلت السفارة الموريتانية في الصين محاولة نقل رعاياها من ووهان لكن المهمة كانت مستحيلة ، وباءت كل المحاولات بالفشل ، ويقول محمد المامي للمغاربية الآن “إن السفارة الموريتانية قامت بكل المطلوب منها، لكن الأقاليم الأخرى كلها ترفض أن يدخلها أي شخص قادم من اقليم ووهان الذي نحن به والذي شهد انتشار الفيروس . ولا يسمح لك بمغادرته إلا إذا وافقت سلطات إقليم آخر على استقبالك ، خلاف ذلك فأنت ممنوع من مغادرة ووهان “.

الطلبة الموريتانيون الموجودون حاليا في اقليم ووهان ينحدر 3 منهم من انواذيبو واثنان من نواكشوط ، يدرسون علوم الحاسوب في الصين بإقليم ووهان ، بالتخصصات التالية : ( بكالوريا المعلوماتية – ماستر إقتصاد – دكتوراه اقتصاد – لغة صينية – بكالوريا هندسة مدنية ) ، لم يغادروا البيت منذ يومين تقريبا وفق مصادر ” المغاربية الآن ” .

يضطر الطلبة الموريتانيون للتنقل مشيا على الأقدام نظرا لتوقف وسائل النقل ، وتبعد أقرب ” سوبر ماركت حوالي 200 متر عن بيت الطلبة الموريتانيين، ولا تفتح أبوابها إلا ساعتين خلال اليوم . يقول محمد المامس ” تشهد السوبر ماركت خلال ساعتين ما يشبه الهجوم من قبل الناس الذين يتدفقون من بيوتهم محاولين التبضع والعودة سريعا من حيث أتوا ” تجنبا لرفع احتمالات الإصابة بالفيروس . وحاول محمد ورفاقه منذ أيام أخذ ما يلزم من الاحتياط ، إذ اقتنوا كميات كبيرة من الطعام خاصة المعلبات ، لكنهم يضطرون للعودة للسوبر ماركت كل يومين أو أكثر لإقتناء ما ينقصهم ، وهو السبب الوحيد لخروجهم من البيت . فالاحتياط واجب خاصة وأن السلطات الصينية لم تخضعهم لأي تلقيحات وقائية ضد هذا الفيروس ، مثلما أكد لنا محمد .

ويخشى الأطباء الفيروس المسؤول عن الانتشار الوبائي الحالي في الصين ، لكونه من أسرة فيروسات كورونا، التي تسببت سلالات أخرى منها في انتشار وبائي (سارس) الذي قتل 9 % من الذين أصيبوا به ، و(ميرس) الذي توفي 35 % من الذين أصيبوا به. وتجاوز عدد وفيات فيروس كورونا الثمانين في الصين إلى غاية الآن .
مع كل هذا يكتفي محمد ورفاقه بمتابعة ما يحدث خارج البيت من النافذة ، في وقت تحولت شوارع ووهان إلى مكان خاوي ، فعدد السيارات والناس تضاءل بشكل لافت جدا ، يقول محمد إنه بات من النادر أن تلمح شخصا بالطريق .

للمزيد:

حصيلة كورونا في الصين ترتفع إلى 106 وفيّات