أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (ترجمات)

لا يخفى على متابع سعي روسيا الحثيث لتحقيق أهدافها في بُؤر صراع متعددة حول العالم، وهو الأمر الذي دفع موسكو لخُلق أداة طيعة لتنفيذ مآربها، فكانت ولادة مجموعة من المرتزقة الروس، عُرفت فيما بعد بمرتزقة الفاغنر.

ويمكن اعتبار الفاغنر وكيل روسيا “الغير رسمي” في حروبها في تلك البؤر، إلا أن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة، لماذا سعت موسكو لإيجاد مرتزقة ينفذون أطماعها بشكل غير مباشر، فيما كانت تستطيع على سبيل المثال ارسال جنود نظاميين من الجيش الأحمر بدلاً من أولئك المرتزقة؟!.

الجواب على ذلك التساؤل أوردته مجلة “انترناشونال بولسي دايجست”، في تقرير بحثي، تضمن نقاط عدة حول سعي روسيا إلى ايجاد وكيل لها ينفذ اجندتها الاستخباراتية في دول عدة، نورد أهمها:

التملص من المسؤولية

وتبدأ المجلة الأمريكية في تقريرها بشرح مفهوم الوكالة بدءاً من الأشخاص العاديين وصولاً إلى الدول، لتخلص إلى أولى أسباب استخدام روسيا للفاغنر، وهي التملص من المسؤولية، التي يمكن أن تنجم عن ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

الارتجال

ومن الأسباب التي تدفع موسكو كذلك لاستخدام الفاغنر ، اطلاق يد أولئك المرتزقة دون محاسبة حتى من قبل روسيا، بمعنى أن الفاغنر لا ينفذون فقط الأوامر بشكل حرفي، بل يرتجلون أعمالاً وحشية بدوافع عدة منها السرقة والانتقام دون أي محاسبة، وهو ما شهدناه في أوكرانيا ونشهده في سوريا ودول أخرى بشكل شبه يومي.

تناقص الأعداد النظامية

تؤكد مجلة انترناشونال بولسي دايجست، أن أحد أهداف موسكو الخفية في استخدام الفاغنر، يمكن في تناقص أعداد جيشها النظامي وخاصة من الذكور، الأمر الذي أدى إلى بروز الفاغنر كقوة رديفة غير نظامية تحقق مصالح روسيا الاستراتيجية في الدول المعنية.

تجنب الإحراج

خير مثال على ذلك، الهزيمة النكراء التي مُنيت بها الفاغنر عند مهاجمتها لأحد المصانع في سوريا عام 2018، وفي ذلك الوقت انكرت موسكو تلك المسألة تجنباً للإهانة التي لحقت بها، فيما عمدت الفاغنر لاحقاً إلى ارتكاب أعمال وحشية انتقاماً لتلك الهزيمة.

وفي مجمل النتائج التي يمكن أن تؤول لاستخدام روسيا للفاغنر، تؤكد مجلة انترناشونال بولسي دايجست، أن استخدام وكلاء معفيين من المساءلة في الحروب، سيأتي بمخاطر تفوق حد التصور، وهو أمر لا يمكن استيعابه في القرن الواحد والعشرين، بوجود منظمات وقانون دولي ينظم علاقات الحرب والسلام بين الدول.

وثائق حصرية.. كيف تلاعب بريغوجين بالإنتخابات؟