أخبار الآن | تحليل

100 تريليون قدم مكعب من احتياطيات الغاز الطبيعي. تقدر القيمة المالية  لها ما بين 60 و 120 مليار دولار. هذه هي الأرقام التي تجعل من موزمبيق هدفًا مغرياُ للمرتزقة الروس ورؤسائهم السياسيين. توضح قضية موزمبيق أيضًا كيف ينسق الكرملين ومنفذ أعماله القذرة يفغيني بريغوجين دورهم عند التدخل في شؤون بلد ما.

ما يجري في موزمبيق سبق واختبر في السودان وليبيا

من  المهم التوقف جيد ا عند ما يجري في موزمبيق لأن الأدوات العسكرية السياسية نفسها التي استخدمها الروس هناك قد تم استخدامها أيضًا في حوالي 20 دولة إفريقية، بما في ذلك ليبيا والسودان.

في السودان، تم إستخدام هذه الأدوات لتأخير الإطاحة الشعبية بالديكتاتور  عمر البشير. في ليبيا، يتم استخدام هذه الأدوات الآن لـ محاولة تثبيت سيف الإسلام القذافي كديكتاتور جديد للبلاد.

ما الذي حدث بالتحديد في موزمبيق؟

دعونا نقرأ خلفية ما حدث من صحيفة موسكو تايمز التي تم نشرها في 19 نوفمبر 2019:

في سبتمبر ، وصل حوالي 200 من مرتزقة الفاغنر الروس إلى عاصمة موزمبيق مابوتو، وهذا خبر نشرته ذا تايمز اللندندية  لأول مرة، وأكدته بشكل مستقل صحيفة موسكو تايمز.

منذ وصولهم، خاضوا معركة شرسة مع تمرد مرتبط بداعش في منطقة كابو ديلغادو الغنية بالنفط والتي تسكنها أغلبية مسلمة.

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنه عقب اجتماع في موسكو بين بوتين و بريغوجين ورئيس مدغشقر آنذاك هيري راجاوناريمامبيانينا، تم إرسال عملاء روس إلى البلاد بهدف التأثير على الانتخابات المحلية. وبحسب ما ورد، تم توفير الأمن لهم من قبل مرتزقة في الفاغنر.

توجه رئيس موزمبيق فيليب نيوسي إلى روسيا والتقى بوتين في نهاية أغسطس – قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية في أكتوبر – حيث وقع عددًا من اتفاقيات الطاقة والأمن.

مع الإشارة الى انه تم إتهام بريغوجين بدعم نيوسي وحزبه.

في الفترة التي سبقت الانتخابات، أجرت مؤسسة بحثية تسمى “إفريك” استطلاعًا للآراء توقع فوز نيوسي. ونظرًا الى  أن نشر استطلاعات الرأي غير قانوني خلال فترة الحملة الانتخابية في موزمبيق، قام مؤسس الشركة خوسيه ماتيمولاني بنشر الإستطلاع على موقع المركز الدولي لمكافحة الأزمات، وهي منظمة غير حكومية روسية مرتبطة ببريغوجين. وانتهى الأمر بإنتشار الاستطلاع على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي في موزمبيق.

ما مدى نجاح المرتزقة الروس في موزمبيق؟

وفقًا لموقع أخبار Carta de Moçambique المحلي، فإن أداء المرتزقة الروس لم يكن جيدًا على الإطلاق. فقد صدم مرتزقة الفاغنر عندما رؤوا الواقع على الأرض، حيث أنهم كانوا غير مهيئين لخوض حروب في الغابة، و قُتل اثنان منهم على الأقل في القتال. ناهيك عن مساعدة موزمبيق، فقد أثبتوا أنهم غير قادرين على حماية قواتهم. و قد كانت علاقتهم بجيش موزمبيق متوترة، حيث أن وصول الروس قد تزامن مع تكثف الصراع في المنطقة. و بالفعل، قرابة 70,000 شخص أصبحوا لاجئين.

فبالنسبة للمتطفلين الروس، هذا هو ثمن العملية.

“أفريك”: منظمة “مستقلة” (بمعنى آخر يسهل ارتباطها ببريغوجين) “للأبحاث” (بمعنى آخر يباح لها  التدخل في سياسة البلد المتواجدة فيه )

أحد العناصر الرئيسية في كيفية تدخل المتطفلين الروس في انتخابات موزمبيق هي منظمة تدعى “إفريك”. بينما أنها تدعي بأنها “مجموعة من الباحثين المستقلين”، فإن منظمة أفريك لا تجري أي أبحاث، ولكن بدلاً من ذلك تقوم بالتركيز على التدخل السياسي. تم فضح منظمة أفريك بأنها واجهة ليفغيني بريغوجين، الذي يقوم بتنظيم عمليات قذرة لفلاديمير بوتين.

ما تعلمته منظمة أفريك في موزمبيق حاولت تطبيقه في ليبيا لـ محاولة جلب سيف الإسلام القذافي إلى السلطة. في يوليو/تموز، قُبض على رجل روسي يحمل اسم مكسيم شوغالي في طرابلس أثناء عمله في مشروع القذافي. و حصلت أخبار الآن على أدلة على أن شوغالي هو موظف في “أفريك”، وبالتالي فهو عميل لدى بريغوجين. سوف يتم الكشف عن ذلك الدليل قريبا ، بعد إعطاء الفرصة لمنظمة أفريك ورئيسها بريغوجين لتقديم روايتهما عن كيفية تدخلهما في إفريقيا، إبتداءاً من موزمبيق و وصولاً إلى ليبيا. نحن نحترم حق الرد ونرحب بمداخلاتهم.

بالطبع ، سيف الإسلام لا زال مدين بتفسير إلى الشعب الليبي. ما هي الصفقة التي أبرمها مع الروس؟ كم من نفط ليبيا وعلى مدى كم سنة قد وعد بريغوجين و أسياده الذين كانوا وراءه لكي يجعلوه قائداً لليبيا؟

إقرأ أيضا:

سيف بوتين الليبي المسلول لإقتطاع حصة كبيرة من النفط

مقاتل في الفاغنر يؤكد اصابته و يكشف حقيقة تواجد المرتزقة الروسية في ليبيا

بغطاء محاربة المتمردين.. مرتزقة الفاغنر الروسية في الموزمبيق