أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (عرب نيوز)

لا يكاد يمر ذكر دولة من دول المقاومة والممانعة المزعومة وفق مفهوم إيران وايديولوجيتها، دون أن تجد أصابع تحرك خيوط الشر في تلك الدول، وتقف بوجه طموح شعوبها، ودائما مهندس القمع واحد… قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

العراق ولبنان وسوريا نماذج لمسارح أحداث لعب بها قائد فيلق القدس قاسم سليماني ومازال إلى جانب زمرة من رجالات يتبعون بولاء مطلق لإيران وهدفهم الأوحد خدمة مصالح طهران ولو كانت على حساب مصالح بلادهم.

كيف قادت إيران القمع الوحشي ضد المتظاهرين في العراق؟

(Photo by Pool / Press Office of Iranian Supreme Leader/Anadolu Agency/Getty Images)

صحيفة “عرب نيوز”، نشرت تقريرا مطولا يفصل الأساليب التي تتبعها إيران لإحكام سيطرتها على تلك الدول، ومنها العراق الذي شهد مطلع شهر أكتوبر الجاري تظاهرات ضخمة سقط خلالها قتلى وجرحى، جراء استخدام مفرط للقوة من قبل قوات الأمن العراقية والتي استقت بدون أدنى شك أوامرها من طهران.

وتحت عنوان: “كيف قادت إيران القمع الوحشي لاحتجاجات بغداد”، أكد التقرير نقلاً عن ناشطين عراقيين، أن المسؤول الأول عن إعدام المدنيين العراقيين عبر فرق الموت، كان أبو مهدي المهندس، العراقي من أصول إيرانية ورجل قاسم سليماني الأول في العراق.

كيف قادت إيران القمع الوحشي ضد المتظاهرين في العراق؟

(Photo by Ameer Al Mohammedaw/picture alliance via Getty Images)

وتدين معظم الفصائل المسلحة التابعة لإيران في العراق، لأبو مهدي المهندس، والذي أصدر أوامر باستخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين، ما يفسر كم القمع الهائل للتظاهرات، والذي أوقع نحو 150 قتيلاً وأكثر من 7000 جريح في أسبوع.

كيف قادت إيران القمع الوحشي ضد المتظاهرين في العراق؟

(Photo by Ameer Al Mohammedaw/picture alliance via Getty Images)

تقرير لجنة التحقيق التي شكلها رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي تحت ضغط الشارع، عزت أسباب سقوط ذلك العدد من الضحايا إلى استخدام قوات الأمن لقوة مفرطة، ضد المتظاهرين.

وكشف مستشار تجنبت الصحيفة ذكر اسمه، أن التحقيق وإن أوصى بإقالة نحو 45 ضابطا وإحالة آخرين للمحكمة بسبب إصدارهم لأوامر بإطلاق النار، إلا أنه اغفل ذكر أهم شخصيتين مسؤولتين عن قمع التظاهرات وهما أبو مهدي المهندس ومن ورائه قاسم سليماني.

كيف قادت إيران القمع الوحشي ضد المتظاهرين في العراق؟

ويؤكد ذلك المستشار، أن التقرير أغفل كذلك ذكر أسماء ضباط شاركوا بالفعل في قمع التظاهرات واكتفى بإيراد أسماء ضباط لا يدينون بالولاء لطهران، ككبش فداء.

وقال: “إن التقرير مهزلة ولا قيمة له”، مضيفا أن “أي تقرير لا يكشف عن هوية القناصة الذين قتلوا المتظاهرين بدم بارد، ويتجاهل أسماء القتلة الحقيقيين… لا قيمة له”.

آلية القمع

كشف خبراء أمنيون بارزون لصحيفة عرب نيوز كيف أدارت إيران عملية قمع التظاهرات باتباع منهج محدد نذكر منه:

– زراعة عملاء لإيران لمراقبة تحركات الشارع تحت اشراف شخصي من المهندس

– سيطرة المهندس على وحدة الأزمة التي شكلها عبد المهدي لتأمين بغداد ومواجهة التظاهرات والاستعداد التام لأسوء الاحتمالات وهو سقوط النظام

– صاغ المهندس خطة تأمين بغداد وأصدر الأوامر طيلة فترة التظاهرات عبر وحدة الأزمة.

كيف قادت إيران القمع الوحشي ضد المتظاهرين في العراق؟

الخطة

– تلخصت الخطة التي نفذها المهندس للسيطرة على التظاهرات إلى تقسيم بغداد إلى نحو 19 قطاعاً مفصولة بحواجز تمنع الحركة من قطاع إلى آخر، مع تعزيز القناصة في كل قطاع لمنع وصول المتظاهرين ونشر الرعب بينهم وهي الخطة ذاتها التي اتبعها الأسد للسيطرة على مدن وبلدات سوريا الثائرة.

-اصدر المهندس أوامر بالهجوم على المحطات الفضائية ومواقع البث لمنعها من رصد احتجاجات الشارع إلى جانب اعتقال صحفيين وناشطين.

-بعد 3 أيام من اندلاع التظاهرات، وصل سليماني إلى مطار بغداد ترافقه مجموعة مكونة من 30 مستشارا من الجنسيتين الإيرانية واللبنانية، يرتدون ملابس سوداء، تم ايصالهم لاحقاً على دفعات إلى أماكن مجهولة في بغداد. وتولوا إدارة قمع تظاهرات بغداد.

كيف قادت إيران القمع الوحشي ضد المتظاهرين في العراق؟

(Photo by Pool / Press Office of Iranian Supreme Leader/Anadolu Agency/Getty Images)

حماية تابعي نظام الفقيه

وقال مستشار حكومي مقرب من رئيس الوزراء لصحيفة “عرب نيوز”: “جاء سليماني لحماية عبد المهدي، الذي يمثل النظام… قال ذلك بصراحة… لقد قام بحماية بشار الأسد في سوريا لمدة 10 سنوات وسيحمي عبد المهدي حتى النهاية”.

وأشارت فحوصات الطب الشرعي إلى أن معظم القتلى تعرضوا لإصابات مباشرة في الرأس والصدر، من قبل قناصة قاموا بمطاردة المتظاهرين في شوارع وأزقة المدن العراقية الثائرة.

المعطيات السابقة تدلل على حجم تغلغل رجالات إيران في الأجهزة الأمنية العراقية وسيطرتها على صناعة القرار في ذلك البلد، دون أن يكون لأي جهاز أمني القدرة، أو مجرد التفكير بالوقوف في وجه الطغيان الإيراني على العراق.

كيف قادت إيران القمع الوحشي ضد المتظاهرين في العراق؟

(Photo by Pool / Press Office of Iranian Supreme Leader/Anadolu Agency/Getty Images)

مصدر الصورة: رويترز

أقرأ أيضا:

وزير الدفاع الأمريكي : لا نسعى للحرب مع إيران لكننا مستعدون