أخبار الآن | محافظة القصرين – تونس – (أحمد اللاّلي)

فقدت العديد من العائلات التونسيّة أفرادها جراء العمليات الإرهابية التي يقوم بها المتشددون كلما أتيح لهم المجال.

في هذا التقرير نستعرض قصة فضّة الغزلاني، امرأة تونسيّة اكتوت بفراق اثنين من أخويها، ليكونوا ضحايا للممارسات اللاّ إنسانية للإرهابيين.

تقضي فضة الغزلاني حياتها رفقة زوجها وبناتها الصغار في مدينة سبيبة التونسية.

هي تعيش على وقع صدمتين تعرضت لهما جراء مقتل أخويها على أيدي المتطرفين النشطين في جبال هذه المحافظة، المتاخمة للحدود مع الجزائر.

حيث قتل أخاها الأصغر سعيد الذي كان جنديا بالجيش التونسي في نوفمبر عام 2016 ، على يد ابن عمه وأخيه من الرضاعة منتصر، المنتمي لتنظيم داعش، حين داهم أفراد التنظيم منزل العائلة الكائن بإحدى القرى الجبليّة وقتلوه.

فلم تفلح الأم بتوسلها لابنها من الرضاعة لاثنائه عن قتل فلذة كبدها، حين تجاهل آهاتها وركلها في بطنها واستمتع بقتل ابن عمه بدم بارد مع بقية أفراد مجموعته.

فاضطرت العائلة الى مغادرة المنزل نهائيا بعد ذلك وتشتت أفرادها خوفا من تتبع المتطرفين. وعاشوا في حالة من الرعب جراء تهديداتهم في غياب الإحاطة النفسية والاجتماعية من طرف السلط المحلية.

تروي فضّة أن الارهابيين لم يكتفوا بمقتل سعيد في ذلك الوقت حيث أرادو أيضا أن ينتقموا من عائلة الجندي وشرعوا في سرقة أثاث المنزل بيد أن أخاها خالد الذي كان يقطن بجوار منزل العائلة جاء مدافعا بعد أن أخبرته زوجته بأنها سمعت صوت إطلاق رصاص وصياح متأت من منزل العائلة، ورغم تأخر مجيئه استطاع أن يتصدّى لهم وأظهر شجاعة في ملاحقتهم ببندقية صيد بسيطة أفزع صوتها الارهابيين وظنوا أن فرقة من الجيش قد جاءت لمهاجمتهم فلاذوا بالفرار. وأخذ يتحداهم بعدها في وسائل الإعلام المحلية ووعد بتصفيتهم فردا فردا إن وفرت له السلط سلاحا.

شجاعته وتحديه عجلوا بقتله حيث داهم الارهابيون بيته وقتلوه بالرصاص أمام أعين زوجته بعد أن نفذوا عملية سطو مسلح على أحد البنوك في مدينة سبيبة واستولوا على مبلغ يقدر ب 100 ألف دولار في ديسمبر من العام 2018 بعد سنتين تقريبا على مقتل أخيه. ليترك ورائه سبعة أيتام وأرملة في أصعب الظروف.

تشعر فضة بالخوف والتهديد وتتبع الارهابيين لها شأنها شأن أخوتها الآخرين لأنهم ينتمون إلى عائلة الجندي ولأنها كانت يوما ما قد اطلقت زغاريدها احتفالا بنبأ مقتل ارهابي ينتمي لعائلتها الموسعة يدعى مراد على يد القوّات الأمنية التونسيّة.

وكان الأخوان خالد وسعيد خير سند لفضة وكانوا يساعدانها من حين لآخر على تجاوز مشاكلها المادية نظرا لافتقاد زوجها للعمل القار وعدم قدرته على تحمل مصاريف علاج بناتها اللتي يعانين مشاكل صحية منذ الولادة. أضحت حياتها الآن أكثر قساوة بعد فراقهما وهي تعيش اليوم على أمل الإطاحة بأفراد التنظيمات الإرهابية الذين لا يزالون في حالة فرار وتقديمهم للعدالة لكفالة حق أخويها .

اقرأ المزيد:

فلسطينيون: مانعيشه هو نتيجة السياسات الحمقاء التي نتبعها