أخبار الآن | محافظة القصرين – تونس – (خاص)

ظلت محافظة القصرين الواقعة بالوسط الغربي لتونس مهمشة لسنوات، هي معروفة بالاحتجاجات المطلبية قبل الثورة التونسية وبعدها، ويشتكي معظم شبابها من البطالة وقلة الفرص، إلا أن البعض من شبابها اختاروا التعويل على أنفسهم، وبدؤوا بمبادرات شخصيّة جعلتهم نموذجا للشباب الناجح. في التقرير التالي نتابع قصة الشاب فاروق العويشاوي.

لم يكن فاروق العويشاوي يتمتع بشغل دائم، مادفعه ذلك إلى التفكير بمشروعه الخاص، لا يكلفه الكثير من الاستثمار المالي، فأطلق مبادرة فردية هي عبارة عن مشروع صديق للبيئة، حيث يقوم بتحويل اطارات السيارات إلى تحف وأثاث منزلي.

منذ البداية أخذ المشروع صبغة تضامنية اجتماعية، فهو يقوم على مجموعة من الشباب، يؤدي كل واحد منهم دورا في سبيل الوصول إلى المنتوج النهائي.

فالبداية تكون بجمع الإطارات من أماكن تواجد النفايات، ثم الشروع في تفصيلها واعطائها أشكال كراس وطاولات وتحف، وصولا إلى عملية التغليف وهي العملية النهائية، ليتحصل فاروق على منتج جميل يباع ويمثل مصدر رزق لعشر عائلات على الأقل.

بداياته كانت صعبة حيث أن منتوجه لم يلقى رواجا نظرا لحداثة فكرة مشروعه المهني وقلة الدعايا وكذلك تخوف بعض الناس ظنا منهم أن الإطارات قد تكون مصدرا للتلوث داخل المحيط المنزلي وأنها قد تؤثر سلبا على صحة الإنسان. ولكن إصرار فاروق وتصميمه على انجاح مشروعه جعله يقوم بأبحاث صحية بمساعدة السلط المحلية أثبت من خلالها أنه لا ضرر في استعال الإطارات مجددا بل أنها تساهم في الحفظ على البيئة.

شيئا فشيئا أصبح يشارك في معارض الحرف والفنون فكسب العديد من الزبائن وأصبح نموذجا للشاب الناجح، ففضلا عن اعطائه حياة جديدة للإطارات فإنه قد وفر فرص عمل لشباب آخرين وأصبح يتعامل مع بعض النساء اللاّتي يوفرن له الأقمشة لتزيين منتوجاته.

استطاع فاروق من خلال مشروعه أن يبعث برسالة أمل لغيره من شباب مدينته ويشجعهم على تنمية روح المبادرة ويطمح إلى تنمية مشروعة وزيادة الرصيد البشري من العمال والمحافظة على هذا المكسب البيئي.


اقرا: وصفة تونسية تحارب الإرهاب على الإنترنت