أخبار الآن | دير الزور – سوريا (خاص)

شهدت المدن والقرى التي يحتلها تنظيم داعش في ريف دير الزور حركة نزوح ملحوظة خلال الأسبوعين الماضيين، بعد فرض تنظيم التنظيم عملاته المعدنية التي صكها على جميع التعاملات المالية في المنطقة، وإنزاله عقوبات شديدة لكل المخالفين.

التنظيم الذي يعاني من توتر كبير وأزمة مالية عاصفة، بعد هروب أعداد كبيرة من قادته وسرقتهم ملايين الدولارات، بدأ ومنذ نحو ثلاثة أسابيع بضخ كميات كبيرة من الدنانير والدراهم في الأسواق، وأصدر تعليماته الحازمة بإجبار المدنيين على تبديل القطع الأجنبي الذي بحوزتهم إلى دنانير ودراهم، كما تضمنت التعليمات الجديدة بإلزام جميع مكاتب ومحلات الصرافة في المنطقة، باعتماد الدينار الذهبي في التعاملات والحوالات المالية الصادرة من مناطق احتلاله والواردة إليه، وتسليم كل العملات الأجنبية إلى "هيئة النقد" التابعة له. 

وتلقى أهالي وسكان مدينة دير الزور قرارات التنظيم بصدمة كبيرة، حيث أنه رغم الحصار المفروض عليهم ورغم القصف والغارات الجوية التي تستهدف عناصر التنظيم بين بيوتهم، وفي ظل الأوضاع المعيشية السيئة التي يعانون منها، بات عليهم التعامل بشكل كامل بالعملات التي ضخها التنظيم، في جميع شؤونهم وأعمالهم، ما حذا بالكثير من العائلات وأرباب المشاريع الصغيرة إلى النزوح سراً باتجاه مدينة الحسكة وأريافها، ومدن وقرى ريف إدلب.

أبو محمد أحد الفارين مؤخراً من مدينة الميادين بريف دير الزور الشرقين يقول في حديث خاص لأخبار الآن: "أنا لا أملك إلا منزلاً ودكاناً صغيراً في المدينة، أبيع فيه بعض السلع التموينية الضرورية، لتأمين احتياجات عائلتي، ولكن بعد اجبارنا على تبديل أموالنا وشراء البضاعة بالدنانير والدراهم، أصبحت الخسارة ثقيلة للغاية".

وأضاف أبو محمد: "كنت أتلقى حوالات مالية من أحد أقرباء زوجتي الذي يعمل في دول الخليج، لأستعين بها على قضاء حوائجنا، لكن بعد قرارات داعش الأخيرة، أصبح تلقي الحوالات عملية غاية في الصعوبة، ليس بسبب التضييق عليها في تلك الدول، بل لأن أصحاب محلات التحويل أصبحوا يفرضون عمولات أكبر، مستغلين توقف الكثير من محلات التحويل عن العمل واستقبال الحوالات الخارجية".

واستطرد أبو محمد قائلاً: "اخترت الهروب بسرعة من المدينة والذهاب إلى ريف مدينة إدلب، قبل أن أخسر كل ما أملك، فلو بقيت هناك لأجبرت على تبديل ما لدي من مال بدراهم ودنانير عديمة النفع، وعندها سأموت جوعاً أنا وعائلتي".

وبحسب قوائم التعليمات التي أصدرها التنظيم بشأن التعاملات المالية، فأن كل دينار ذهبي يعادل 155 دولاراً، ويساوي هذا الدينار 85 درهماً فضياً، والذي يساوي بدوره –أي الدرهم- 1.83 دولار، كما يساوي الفلس النحاسي وهو أصغر العملات قيمة 0.18 دولار، وأشارت مصادر محلية إلى أن بعض المدنيين اكتشفوا قطعاً كثيرة من العملات المزورة التي صكها التنظيم، حيث تحتوي بعض الدنانير والدراهم الذهبية والفضية على نسبة مرتفعة من الألومنيوم، وهذا ما جعل الناس تخاف أكثر من استبدال عملاتها الأجنبية من ليرات سورية ودولارات أمريكية وغيرها، بالدنانير والدراهم.

ويعاني تنظيم "داعش" من أزمة مالية خانقة عصفت به مؤخراً، بسبب الغارات الجوية التي استهدفت منابع النفط في بادية دير الزور، بالإضافة إلى هروب عشرات القادة العسكريين والأمنيين لديه وسرقتهم لكميات كبيرة من الأموال، كان أخرهم المدعو "أبو زينب الكربولي" عراقي الجنسية والذي يشغل منصب والي السفر في مدينة البوكمال، حيث فرَّ الكربولي وبحوزته مئات الآلاف من الدولارات والقطع الأجنبي.

 

إقرأ أيضاً

أول دليل من الرقة يثبت أن عملة داعش كانت واقعا على الأرض وليست دعاية إعلامية

سوريا الديمقراطية تطرد داعش من حي استراتيجي في الرقة

قوات سوريا الديمقراطية تحرز تقدماً جنوب الرقة