أخبار الآن| غازي عنتاب – تركيا (عماد كركص)

آلاف السوريين وصلوا إلى تركيا منذ بداية 2011 فارين من الحرب الدائرة هناك، حمل البعض منهم  تجارته وصناعته إليها، من خلال الشركات والمعامل التي انتشرت بشكل كبير ولاسيما جنوب تركيا، والتي وفرت أيضاً فرص عمل للشباب السوريين، والعمال منهم على وجه التحديد.

حوالي 9 ساعات،هو الوقت الذي يقضيه صلاح في معمل الخياطة هذا بمدنية غازي عنتاب جنوب تركيا،التي وصلها لاجئاً مع زملائه هؤلاء، اللذين يتقاسمون معه العمل، في ذات المكان العائد لتاجر سوري.

صلاح الجاسم وهو عامل سوري وصل إلى تركيا منذ عام ونصف وعمل لدى معمل تركي، لكنه وجد صعوبة في التواصل خلال عمله. 

يقول صلاح الجاسم: "حاجز اللغة بيني وبين صاحب العمل التركي كان أكبر عائق، وحتى الرواتب كانت أقل عند صاحب العمل التركي، بحثت عن عمل آخر وقصدت المعامل السورية وانا هنا براتب أفضل وسهولة بالتواصل والتفاهم مع الزملاء ورب العمل ".

وغيرُصلاح وزملاءه، هناك الآلاف من العمال السوريين، اللذين ضاقت بهم السبل، وهم يبحثون عن فرصة عمل لدى وصولهم تركيا، ليجدوا ضالتهم عند المعامل السورية، التي باتت تنتشر بشكل كبير ولاسيما جنوب البلاد. 

أما فادي مجبور وهو مالك معمل سوري لصناعة الألبسة فقد قال لأخبار الآن أنا عمله بات أكثر تطوراً وإنتاجاً عما كان عليه لدى وصوله تركيا.

وأضاف: "أول سنة وصلت فيها إلى هناك كان لدينا من 15 إلى 20 عامل فقط، وبذلنا جهدنا في تحسن العمل والإنتاج وأصبح لدينا معملين عوضاً عن واحد، وأكثر من 150 عامل أيضاَ بعد أن كانوا 20، وكان لدينا صعوبات استطعنا تجاوزها، فهنا بلد قانون وكل شيء يجب أن يسير بحسبه وبحسب الروتين، لكن تمكنا من تجاوز العوائق".

ورَغم العوائق ومنها صعوبة التواصل في بلدٍ يختلف بلغته عن السوريين، إلا أن الاقتصاد السوري المهاجر، ومن ضمنه الصناعات، بات منافساً قوياً في السوق التركية، وبحجم انتاج مضاعف عما كان عليه في سوريا، بالنسبة لأصحابرؤوس الأموال، اللذين وصلوا إلى هنا.

بشير قاضان وهو صاحب معمل لإنتاج المواد الأولية البلاستيكية، قال: "عملنا هنا منذ وصولنا بمجالي التجارة والصناعة، في الصناعة كعادتها وفي أي بلد تواجه مصاعب في بداية نشأة أي منشأة في البداية، وصعوبتنا كانت تمثل في توفير اليد العاملة، كون اليد العاملة التركية موجودة لكنها بأجور مرتفعة، وحلت هذه المشكلة مع بدأ وصول الشباب السوريين بأعداد كبير فتوفرت اليد العاملة السورية، وأيضاً كان هناك مشاكل في استخراج الإقامات وأذون العمل للعمال السوريين".

وتابع: "أبرز المشكلات كانت في مسألة العرض والطلب فالأترك يتعاملون في التسديد والقبض من خلال الشكات ونحن ع طريق الكاش، لكن هناك دائما حلول".

تقول إحصاءات بداية عام 2016، أن رجال أعمال وصناعيين سوريين، أدخلوا إلى تركيا عشرة مليار دولار منذ بداية 2011، وأنشأواحوالي 4000 شركة سورية مرخصة، رأس المال المدفوع لها 22 مليون دولار، فيما تقدر أعداد العمال غير المسجلين في تركيا حوالي 400 ألف عامل، ويتركز تواجد المعامل والشركات في ولايات إسطنبول ،غازيعنتاب، هاطاي،أورفة، ميرسين، وكيلس.

اقرأ ايضا:

ماذا خسر الاقتصاد السوري بتدمير حلب؟

مشروع لإدخال السوريين في السوق العمل التركية قانونياً