في ظل التهديد الذي تشكّله روسيا للدول الجارة، تواصل دول حلف شمال الأطلسي الناتو لا سيّما تلك التي تقع على الحافة الشرقية له، من تعزيز قدراتها العسكرية أكثر، تحسّباً لأيّ خطوة غير محسوبة قد تقدم عليها روسيا. ومن تلك الدول إستونيا التي زارتها “أحبار الآن” حيث التقت وزير دفاعها هانو بيفكور (Hanno Pevkur)، وهي دولة تقع على الحدود مع روسيا وعلى الحافة الشرقية للناتو.

وأكّد بيفكور أنّ حكومة بلاده رفعت ميزانية وزارة الدفاع لديها، قائلاً: “عندما قرّر البرلمان أنّنا سوف نخصص 3 % على الأقل من ناتجنا المحلي الإجمالي للدفاع، بالطبع زادت الميزانية أيضاً، وسترتفع بنسبة 3.2 من ناتجنا المحلي السنة القادمة”. وأوضح أنّه “في أقل من 4 سنوات تضاعفت ميزانيتنا المخصصة للدفاع، وتلك إشارة واضحة إلى أنّ الحرب في أوكرانيا تؤثّر على قراراتنا، وعلينا القيام بالمزيد لنكون جاهزين لحماية أنفسنا، ولاستضافة حلفائنا”.

وزير دفاع إستونيا لأخبار الآن: ندرس حزمة عقوبات جديدة على روسيا تتضمن 12 عقوبة

 

وتابع: “من المهم أن نتذكّر دائماً أنّ إستونيا هي عضو في حلف الناتو، ما يعنّي أنّ تنسيق الدفاع المشترك أمر مهم أيضاً، مبدأ الواحد للكل والكل للواحد ما زال سارياً، وسيبقى كذلك في المستقبل، لكنّنا لا ننظر فقط إلى النسب بل إلى الوسائل التي يمكن أن تساعدنا في شراء معدّات جديدة لجيشنا. إنّ إستونيا هي من أكبر المستثمرين بين دول الناتو، ويبلغ معدّل استثماراتنا حوالي 52 – 53 % من ميزانية دفاعنا، أمّا باقي الإستثمارات في الناتو فتبلغ، تتراوح بين 27 و 28 %، لذا فإنّنا نستثمر أكثر بمرتين مقارنة بباقي أعضاء الناتو”.

 

“في حال حصول أيّ اعتداء لنا الحق باستخدام المادة الثالثة مباشرةً”

وعمّا إذا كانت إستونيا ستكون قادرة على الردّ مباشرةً في حال حصل اي اعتداء من قبل الجانب الروسي عليها لاسيّما من المنطقة الحدودية، أم أن الأمر يحتاج نقاش مسبق مع دول الناتو، قال وزير الدفاع الإستوني: “بالرغم من كون إستونيا عضواً في الناتو، إلّا أنّنا يجب أن نحمي شعبنا وبلدنا، إذا نظرنا إلى ميثاق الناتو وتحديداً إلى المادة الخامسة التي تنص على أنّه إذا تعرضت أيّ دولة منّا للتهديد فذلك يعني أنّ التهديد موجه لنا جميعاً، وهناك أيضاً المادة الثالثة التي تنص على أنّك يجب أن تفعل ما بوسعك لحماية نفسك، ذلك ما نركّز عليه عند إتخاذ أيّ قرار، لكنّنا لا يمكن أن نغيّر الدول المجاورة لنا. روسيا كانت وما زالت وستبقى دولة معادية لجيرانها، وذلك يعني أنّنا يجب أن نزيد من استثماراتنا، ويجب أن نكون مستعدين كمجتمع للاستثمار أكثر في الدفاع كدولة حدودية، وكدولة على الجانب الشرقي لحلف شمال الأطلسي، وكجارة لروسيا”.

وأضاف: “لكل دولة الحق في التحرّك عندما تدعو الحاجة، لا يوجد أيّ جدل حول تلك النقطة، المادة الخامسة تنص على أنّه يجب على كلّ دول الناتو أن تركّز على تلك المخاطر، لكن توجد احتمالات أخرى، أوّلاً ردّ فعلك الخاص، وثانياً لديك اتفاقيات التعاون الثنائي الموقّعة مع بعض البلدان، ثالثاً لدينا التزامات إقليمية، على سبيل المثال هناك دول مرفق البيئة العالمية وهي الدول ذات التفكير المماثل، كما أنّ الناتو حليف لنا، وهو يضم أكثر من 30 دولة، تلك الصيغ ستبقى سارية أيضاً، لذا يمكننا الحصول على الدعم من جهات عدّة، لكن كما ذكرت سابقاً، يجب أن نكون جاهزين للدفاع عن أنفسنا في المقام الأوّل، ذلك حقّ مقدّس لأيّ بلد”.

بيفكور: روسيا كانت ومازالت وستبقى أكبر تهديد للناتو كحلف

وأردف بيفكور في حديثه لـ”أخبار الآن” أنّ العالم كلّه يرى ما الذي تفعله روسيا، “إذا عدنا 20 سنة إلى الوراء سنرى أنّه كان هناك صراع مع جورجيا، وإذا عدنا أكثر يمكننا أن نتحدث عن الشيشان، وشبه جزيرة القرم العام 2014. في الواقع الحرب مع أوكرانيا بدأت مع حرب شبه جزيرة القرم، وبدأ الوضع يتأزم منذ ذلك الحين حتى وصل إلى الحرب الشاملة العام 2022 وقد تزامن ذلك مع ذكرى إستقلالنا في 24 فبراير. أنا أؤمن أن كلّ أعضاء الناتو ومنذ قمّة مدريد يعرفون تماماً أنّ روسيا كانت وما زالت وستبقى تشكل أكبر تهديد للناتو كحلف، وعندما نتحدث عن حلف الناتو نفهم أنّ ذلك هو السبب الرئيسي لانضمام إستونيا إلى الناتو، ولماذا تأسّس حلف الناتو، فهو تأسس للحفاظ على السلام، روسيا لا ترى ذلك، روسيا لم تحترم يوماً القانون الدولي، روسيا لم تحترم حتى ميثاق الأمم المتحدة، لذلك كلّه يجب أن نكون مستعدين لأيّ سيناريو ولذلك نحن نزيد من حجم إستثمارنا في مجال الدفاع”.

وزير دفاع إستونيا لأخبار الآن: ندرس حزمة عقوبات جديدة على روسيا تتضمن 12 عقوبة

بيفكور: لدى إستونيا هيكلية خاصة بالحرب

مؤخراً وقعت إستونيا ولاتفيا وقعتا مؤخراً اتفاقية مع ألمانيا لشراء نظام صاروخي للدفاع الجوي متوسط المدى، في دلالة على أنّ تالين تعيش مخاوف أمنية، وفي ظلّ كلّ ذلك التأهب الأمني والتحضير العسكري والدفاعي، شدّد المسؤول الإستوني على أنّ بلاده بالتأكيد جاهزة للتحرّك، “كنّا مستعدين منذ 100 عام عندما خضنا الحرب لنيل إستقلالنا، وروسيا حتى في ذلك الوقت كانت تتفوق علينا من حيث السلاح والرجال، لكن بفضل شجاعتنا وإصرارنا تمكّنا من أن ننتصر على روسيا خلال حربنا لنيل الإستقلال، وقد حدث الأمر نفسه في فنلندا… وذلك يدل على أنّ البلدان الصغيرة دائماً مستعدة، وأنّ عليها دائماً أن تبذل المزيد من الجهد لتبقى مستعدة، لذلك السبب دفاعنا الإقليمي كما تراه الآن، ولذلك السبب لدى إستونيا هيكلية خاصة بالحرب مؤلفة من 44 ألف رجل وإمرأة، وتلك أعلى نسبة مقارنة بباقي البلدان، وحتى الولايات المتحدة”.

تجدر الإشارة إلى أنّ دول ألمانيا وإستونيا ولوكسمبورج وأوكرانيا أطلقت تحالفاً لتكنولوجيا المعلومات، والذي سيدعم قوات الدفاع الأوكرانية في الدفاع السيبراني، ذلك الصدد أجاب وزير الدفاع الإستوني: “إذا ما نظرنا إلى الحرب الأوكرانية الدائرة حالياً، نرى أنّ القتال يحصل جوّاً وبراً وبحراً، تلك هي طريقة التفكير التقليدية عندما نتحدث عن الحرب، هناك المجال الجوي والمجال البري والمجال البحري، لكن لأكثر من عقد، وتحديداً في العام 2007 عندما نفذت روسيا أوّل هجوم إلكتروني واسع النطاق ضدّ إستونيا، والذي كان بتنسيق من الدولة أو الحكومة، منذ ذلك الحين أدركنا أنّ المجال الإلكتروني مهم جدّاً”.

وزير دفاع إستونيا لأخبار الآن: ندرس حزمة عقوبات جديدة على روسيا تتضمن 12 عقوبة

وتابع: “لذلك السبب نرى اليوم أنّ إمكانيات الاتصالات السيبرانية والدفاع السيبراني وإمكانيات الهجوم السيبراني مهمّة للغاية، ولذلك قرّرنا وبالتنسيق الوثيق مع الجيش الأوكراني ووزارة الدفاع الأوكرانية، أنّ هناك حاجة ماسة إلى بذل المزيد من الجهود وإلى مساعدة أوكرانيا في المجال السيبراني، ولذلك أنشأنا تحالف تكنولوجيا المعلومات معناأ لوكسمبورغ، والهدف الأساسي هو التركيز على وسائل الإتصال وحفظ البيانات بشكل آمن، وعلى الوسائل المختلفة التي يحتاجونها على مستوى الكتيبة أوّلاً, نحن نحاول المساعدة في إنشاء البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات الدفاعية في الجيش الأوكراني، وذلك التحالف في مجال تكنولوجيا المعلومات يعنّي أنّنا سنحاول التطرق إلى كلّ ما نعرفه في مجال المعلوماتية، نحن نركز على الإحتياجات العسكرية، وحتى ضمن إطار الإحتياجات العسكرية نحن ننظر عن كثب إلى الاحتياجات المحددة للجيش الأوكراني”.

وعمّا إذا كان ذلك التحالف بدأ بالعمل فعلياً، قال: “أنشأنا ذلك منذ أسبوعين، ويمكننا بالفعل البدء في تنفيذ ذلك أو تطبيقه، لأنّ أوّل هبة قدمتها لوكسمبورغ وقدرها 10 ملايين يورو، ونحن سعيدون جدّاً أنّ الناتو معنا لأنّ عمليات التوظيف ستتمّ من قبل وكالة التوظيف التابعة لحلف شمال الأطلسي، لذلك ستكون هناك هيئة إشرافية أو لجنة توجيهية ستقوم بتحديد إحتياجات أوكرانيا وإمكانيات الدول الأعضاء، وبعد ذلك ستقوم وكالة التوظيف التابعة لحلف شمال الأطلسي بتلك العمليات التمهيدية وبالطبع سنبحث عن الخبراء الذين يمكننا الاستعانة بهم لمساعدة أوكرانيا”.

وزير دفاع إستونيا لأخبار الآن: ندرس حزمة عقوبات جديدة على روسيا تتضمن 12 عقوبة

وتابع بيفكور: “إستونيا ترى هجمات سيبرانية يومياً، تختلف حدّة تلك الهجمات وذلك أمر مفهوم، نحن نسمع دائماً عن احتمال حدوث هجمات في مجالات أخرى، ونسمع عن رغبة رجال الإستخبارات الروسية بالدخول إلى بلدان أخرى، وأحدث ما عرفناه وما تمّ نشره هو أنّ روسيا تستغل دول أميركا الجنوبية لتتسلل إلى أوروبا، وطبعاً لذلك السبب لدينا جهاز إستخباراتي مضاد، وشبكات إتصالات للحصول على معلومات وافية حول سلوك روسيا”.

ولدى سؤاله عن مثال على ذلك، ردّ بالقول إنّ “تلك التفاصيل لن تُنشر، وإذا نُشرت ستتمكنون من الإطلاع عليها، لكن كان علينا طرد جواسيس روس من إستونيا، وكان علينا أن نقول للدبلوماسيين إنّه غير مرحب بهم لأنّهم كانوا عبارة عن جواسيس، تلك هي تصرفات روسيا مع كلّ الدول الأوروبية والغربية، ذلك هو سلوكها وهي لن تغيّره أبداً”.

وزير دفاع إستونيا لأخبار الآن: ندرس حزمة عقوبات جديدة على روسيا تتضمن 12 عقوبة

بيفكور: الدعاية الروسية والمعلومات المضلّلة سلاح نشط

وفي سياق الحديث عن الدعاية الروسية وتداعياتها، قال: “على الجميع فهم أنّه لا يوجد إعلام حر في روسيا، ولطالما استعملت روسيا الإعلام كسلاح فعّال لاستغلال شعبها، ونرى ذلك أيضاً من خلال الرأي العام، فمعظم الشعب الروسي يدعم قرار الحرب الذي اتخذه بوتين ضدّ أوكرانيا… السؤال هو ما الذي يمكننا أن نفعله هنا في الغرب لوقف ذلك العدوان؟ أوّلاً يجب أن نقدم معلومات صحيحة بقدر ما نستطيع، عندما تسرد روسيا الروايات الزائفة، علينا نحن أن نسرد الوقائع ونقول الحقيقة، ذلك هو الفرق بين أن تقدم الروايات التي يمكنك أن تؤلف أحداثها، وبين أن تقول الحقيقة”.

وتابع: “ثانياً، فما فعلناه نحن هو أنّنا أوقفنا بثّ القنوات الروسية هنا في إستونيا، طبعاً مازال بإمكانك الوصول إلى وسائل الإعلام الروسية عندما يكون لديك اتصال بالأقمار الصناعية، لكن عندما نتحدث عن اتصالات الكابلات، فإنّ اتصالات الكابلات محظورة للدعاية الروسية، ونحن نحاول أن نوصل المعلومات الصحيحة عمّا يجري للأقلية الروسية ولكلّ الأقليات المتواجدة هنا. ذلك ما يمكننا فعله، وعلى الناس أن تقررالآن ما إذا كانت تريد أن تصغي إلى الإعلام الحر أو أن تبقى تحت تأثير الإعلام الرسمي الروسي”.

مدينة نارفا المعقّدة

أمّا في مدينة نارفا الحدودية التي ينطق أغلب سكانها باللغة الروسية، فكان للدعاية الروسية أثر واضح، في ذلك الصدد قال المسؤول الإستوني: “ذلك هو الواقع، خلال العهد السوفياتي قام الإتحاد الروسي بترحيل شعبنا إلى سيبيريا خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها، ثمّ فعلوا العكس أيضاً، فرحلّوا الناس من الإتحاد السوفياتي إلى إستونيا، وقد استقروا هنا، ولسوء الحظ عدد كبير منهم وخصوصاً المسنين مازالوا يتأثرون بالإعلام الرسمي الروسي. تلك عملية تستغرق وقتاً طويلاً ولا يمكنك أن تغير الناس بغمضة عين، نحن ندرك ذلك، إنّها مسيرة طويلة، ولذلك نحن نفعل ما بوسعنا لإيصال المعلومات الصحيحة إلى الناس، وعندما تسأل الناس ما إذا كانوا يرغبون بالعيش في روسيا، يقولون لا لأنّهم  يعرفون تماماً مزايا العيش هنا في إستونيا، لكن لسوء الحظ العديد منهم مازال يتأثر بشدة بوسائل الإعلام الروسية الرسمية”.

بيفكور: لن نضع سياجاً على حدودنا مع روسيا بل…

وتابع: “أنا ولدت في الشمال الشرقي وقد عشت هناك 12 عاماً، ونشأت هناك ايضاً، لذلك أعرف المنطقة، وعندما نتحدث عن نهر نارفا وعن حدودنا، عندما كنت وزيراً للداخلية منذ 10 سنوات، قرّرنا ترسيم الحدود بين إستونيا وروسيا، ولن نضع سياجاً بل سيخضع الخط الحدودي إلى مراقبة عالية الدقة، ما يعني أنّه ليس مجرد سياج، بل يوجد أجهزة إستشعار وكاميرات وكلّ ما يمكننا الحصول عليه، لأنّه كما يقولون، إذا  كان لديك سياج طوله مترين، فأنت بحاجة إلى سُلّم بطول مترين لتجاوزه، ولا يمكن أن يكون لديك عدد كبير من حرس الحدود، الذين يسيرون أو يقفون على الحدود لمعرفة ما إذا كان شخص ما يقترب منها، لذلك نحن بحاجة إلى تلك البنية التحتية المتطورة على الحدود، ولذلك نحن نستثمر بشكل كبير ليس فقط في الحدود النهرية ولكن أيضاً في حدود بحيرة بيبوس بسبب وجود خط حدودي طويل بمحاذاة البحيرة، كذلك الحال على الحدود البرية، ذلك ما يجب أن نفعله لحماية بلدنا”.

وزير دفاع إستونيا لأخبار الآن: ندرس حزمة عقوبات جديدة على روسيا تتضمن 12 عقوبة

أخبار الآن تلتقي وزير دفاع إستونيا في تالين

 

هل يكفي منع مرور الآليات الروسية وحظر أنواع من السلع؟

هنا أوضح وزير الدفاع الإستوني لـ”أخبار الآن” أنّ “كل عقوبة لديها أسبابها، هناك رسالة خلف منع الآليات، فروسيا دولة إرهابية… عندما ترتكب جرائم حرب وتقتل الأبرياء وترحّل الأطفال والأولاد إلى روسيا، وعندما تغتصب النساء والأولاد، تلك كلّها جرائم حرب، وجرائم ضدّ الإنسانية، ويجب أن تُحاسب على تلك الجرائم، ولذلك تضغط إستونيا كثيراً للحصول على قرار من المحكمة الجنائية الدولية، فلا يهم إذا كانت لوحات أرقام السيارات أو الآليات، الإتحاد الأوروبي بصدد التحضير لحزمة جديدة من العقوبات تتضمن 12 عقوبة، يجب أن تفهم روسيا بعد كلّ تلك الإجراءات أنّ تلك الحرب الإرهابية والبربرية يجب أن تنتهي بأسرع وقت ممكن، ويجب أن تخرج من الأراضي الأوكرانية”.

ولدى سؤاله عمّا إذا كان المجتمع الدولي يقوم بما يكفي أو يلزم لجعل روسيا تتوقف عن ممارساتها العدوانية، ردّ بالقول: “كلّ الرسائل التي وُجهت من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية وغيرها من البلدان كانت واضحة، وطلبت وقف تلك الحرب والخروج من أوكرانيا، لا يمكنك أن تتصرف هكذا مع جيرانك ولا يمكنك أخذ الأرض بالقوّة وقتل الناس الأبرياء واغتصاب الأولاد وغير ذلك،  ما يتعيّن علينا أن نفعله أكثر على المستوى الدولي هو التحرك من قبل المجتمع الدولي ومن قبل الأمم المتحدة أيضاً، لكن للأسف، فإنّ روسيا لا تحترم أي قانون دولي، عندما تحترم القانون الدولي، عندها ستدرك أنّها تنتهكه، وعندما تعي أنّها تنتهك القانون الدولي فهي ستدرك أنّ عليها أن تتحمل عواقب ذلك، ما يعني أنّك ستمضي حياتك في السجن، لذلك بوتين لن يعترف أبداً بأنّه خرق القانون الدولي، لن يفعل ذلك أبداً، لذلك يجب أن تنتهي الحرب بفوز أوكرانيا”.

بيفكور: بوتين يختبىء في روسيا خوفاً من اعتقاله خارجها

هنا طرحنا على المسؤول الإستوني سؤالاً مفاده أنّ الجرائم مستمرة، والمطالبات بوجوب محاكمة ومحاسبة المسؤولين كذلك مستمرة، لكن في الحقيقة لا شيء يحصل في ما يخص المحاسبة، فيما الضحايا ينتظرون رؤية من ينفّذ كلّ ذلك الإجرام بحقّهم خلف القضبان، قال بيفكور: “كما تعلم هناك قرار اتخذته المحكمة الجنائية الدولية ويتعيّن على الدول الأعضاء في المحكمة الجنائية الدولية الإلتزام بذلك، عندما يسافر بوتين إلى أيّ مكان يجب أن يُلقى القبض عليه، لهذا لا نرى بوتين يسافر إلى أيّ مكان، بإستثناء كوريا الشمالية ربّما، ونحن نعرف أنّه ليس لدى الدول الأخرى صلاحية للقيام بالاعتقال في روسيا، ذلك هو الجواب، بوتين يختبىء في روسيا ولن يتواجد على  الساحة الدولية حيث قد يتمّ اعتقاله”.

أصول روسيا المجمّدة والتعويض عى الأوكرانيين

وعن العمل على قرار يسمح باستخدام أصول روسيا المجمّدة، قال: “نحن ندرس تلك الخيارات حالياً، ونحن نحضر مشروع قانون يتعلق بذلك الأمر. نحن نعلم أنّ الحرب ستنتهي يوماً ما وقد تحدثنا اليوم عن التعويضات، موضوع التعويضات هو قيد النظر، لكنّنا لا نعلم كيف سينتهي ومتى سينتهي. روسيا يجب أن تُحاسب ليس فقط على جرائم الحرب بل أيضاً على الخسائر التي تكبدها الأوكرانيون الموجودون على الأراضي الأوكرانية. لقد دُمرت مدن وقرى بأكملها، كما هي الحال في إيربين وبوتشا وغيرها من القرى الصغيرة التي تشهد معارك في الوقت الحالي، لم يبقَ شيء، مثلاً باخموت دُمرت بالكامل، عشرات الآلاف من الأشخاص وربّما أكثر، مئات الآلاف من السكان خسروا منازلهم، تلك مأساة كبيرة تقوم بها روسيا في الوقت الحالي في أوكرانيا، لذلك علينا أن ندرس كلّ الخيارات التي تساعد في إعادة إعمار أوكرانيا، وبالطبع مع مساعدة المجتمع الدولي، ومسؤوليتنا المشتركة أن نساعدهم أوّلاً على الانتصار في الحرب، وثانياً على إعادة بناء أوكرانيا”.

وزير دفاع إستونيا لأخبار الآن: ندرس حزمة عقوبات جديدة على روسيا تتضمن 12 عقوبة

وختم وزير الدفاع الإستوني حديثه لـ”أخبار الآن” أنّ “الموضوع  الأكثر أهمية الذي يجب أن يعترف به المجتمع الدولي هو أنّ على كلّ الدول التي تدافع عن العالم الحر، أن تقف جنباً إلى جنب مع أوكرانيا في الوقت الراهن، وأن تساعد أوكرانيا على الانتصار في تلك الحرب، وعلينا جميعاً أن نتشارك في إعادة بناء أوكرانيا، لأنّ ذلك سيضع أسس البنية الأمنية المستقبلية للعالم الحر، ومفاعيل الرسالة التي سيتلقاها الدكتاتوريون نتيجة تلك الحرب سوف تتضاعف أيضاً في المستقبل، والدرس الذي سيتعلمه كلّ ديكتاتوري من أوكرانيا أو من تلك الحرب، هو أنّه لا يمكنك أن تفعل ما يحلو لك مع جيرانك الأحرار، هذا ليس ممكناً، وعليك أن تتحمل مسؤولية تصرفاتك”.

وزير خارجية إستونيا يكشف لأخبار الآن عن توجّه يتيح استخدام أصول روسيا المجمّدة