القاعدة يرسل ممثلين على مستوى عالٍ إلى جماعة الشباب كل ستة أشهر

منذ سنوات، يخوض الصومال حربًا شرسة، إما أن تنتصر الدولة وتبقى، أو تُهزم ويُمحى الصومال بشكله الحالي، وتتحول البلاد إلى دولة لتنظيم القاعدة في الوطن العربي، ولعدم تحقيق هذا الأمر، تشن الحكومة عملية عسكرية ضد عناصر الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة، حيث أعلن الجيش مؤخراً سيطرته على مدينة “عيل بور” الاستراتيجية، وهي المعقل الرئيسي للجماعة في الأقاليم الوسطى، الأمر الذي من شأنه شل نشاطها وسط البلاد والسماح بالتركيز على العملية العسكرية بالجنوب.

وبعد أسابيع من القتال وحرب استنزاف شاركت فيها طائرات مسيرة أمريكية، يمكن اعتبار السيطرة على “عيل بور” أحد أكبر الانتصارات في الهجوم الذي أطلقته الحكومة والقوات المتحالفة معها قبل عام.

وللحديث عن جماعة الشباب، وجهود الدولة للقضاء عليها، أجرت “أخبار الآن” لقاءً مع عبدالسلام غوليد نائب رئيس جهاز المخابرات الصومالي السابق و الخبير في مكافحة التطرف، الذي كشف الكثير عن جماعة الشباب من البداية، حتى الحملة العسكرية التي تشنها الدولة حاليًا، والتي قد تكون سببًا في “انهيار الجماعة“.

وإلى نص الحوار:

هل يمكن أن نبدأ بتعريف عن جماعة الشباب وتمردها في الصومال؟

بدأ تنظيم الشباب في الصومال عام 2005، في البداية، ربما كان المجتمع الدولي وأجهزة المخابرات الدولية على دراية به قبل ذلك، ولكن في نظر المجتمع الصومالي، فإن الجماعة عُرفت منذ عام 2005، جماعة الشباب هي فرع من تنظيم القاعدة.

في الصومال نسميهم “الشباب”، لكنهم جزء من الشبكة العالمية لتنظيم القاعدة، ربما إنهم صوماليون، لكن العقل والأسلوب والوسائل التي يستخدمونها ليست صومالية، بل هي من تنظيم القاعدة، وهي وسائل لإرهاب دولي وعالمي”.

لهذا السبب تعطي جماعة الشباب وتنظيم القاعدة أهمية قصوى لليمن والصومال

بدأوا في عام 2004، وكانوا بعد ذلك جزءًا من اتحاد المحاكم الإسلامية، ثم في عام 2006، كان ذلك الوقت الذي ظهروا فيه بسرعة وقوة حيث قاتلوا ضد الإثيوبيين، وهذا هو الوقت الذي أصبحوا فيه حقًا قوة حقيقية لأن المجتمع الصومالي لم يفهمهم أو يعرف حقيقتهم، بل اعتقدوا أنهم مجرد مجاهدين، وأنهم  مقاومون يقاتلون ضد الإثيوبيين، كان هذا هو الوقت الذي حصلوا فيه على الدعم الشعبي.

في 2009 تم انتخاب الرئيس “شيخ شريف” من قبل البرلمان الصومالي المنعقد في جيبوتي، وكان في ذلك الوقت رئيسًا للمحاكم الإسلامية، عاد شيخ سريف إلى البلاد مع عمليات تصالح واتفاقية سلام، وقررت المحاكم الإسلامية بقيادة شيخ شريف وضع السلاح بسبب انتهاء تهديد الأثيوبيين الذين كان عدوانهم على الصومال هو السبب الرئيسي للحمل السلاح ولكن جماعة الشباب استمرت في نهج تنظيم القاعدة  في القتال والتسليح وأصبحت مجموعة منفصلة”.

وبدأت حكومة الصومال بقيادة شيخ شريف تقاتل وتكافح مع هذا الإصدار الصومالي من تنظيم القاعدة منذ عام 2011،  حتى نجح الرئيس الجديد للصومال في هزيمة تنظيم الشباب في مقديشو، على الرغم من تواجدهم المحدود، ثم في عام 2012، تولى الرئيس حسن شيخ محمود الحكم، واستطاع دفع تنظيم الشباب إلى مسافة 100 كيلومتر من مقديشو، إلى (باراوا Baraawe) ومنذ ذلك الحين وهم هناك ويقاتلون، تحت اسم  جماعة الشباب”.

خريطة توضح حدود منطقة باراوا Baraawe

ومن الناحية الأمية نعتقد أن حركة الشباب تسيطر على 70٪ من الأراضي في جنوب ووسط الصومال، بالطبع، الحكومة لديها بعض المناطق والجيوب في تلك المدن، لكنهم يسيطرون على الأرياف حتى في مقديشو، هم في كل مكا ن ولا يمكن تمييزهم لأنهم لا يبدون مختلفين عن باقي الصوماليين، وأعتقد أن هؤلاء الأشخاص هم أكثر المنظمات فظاظة ووحشية على وجه الأرض على الإطلاق”.

تحدثنا عن حركة الشباب والعلاقة مع القاعدة.. فهل يمكنك شرح المزيد؟

أتذكر في عام 2006، كنت هنا عندما كانت المحاكم الإسلامية في السلطة في جنوب الصومال، والتقيت بـ”جوداني“، الذي كان أحد مؤسسي جماعة الشباب وأصبح فيما بعد زعيم الجماعة وتم قتله لاحقًا، والتقيت بمهاد كاراتي، والتقيت بقادة الجماعة الحاليين، لأنهم كانوا جزءًا من وحدات المحكمة الاتحادية، ولم يكن أحد يعتقد أن هؤلاء الرجال إرهابيون.

أتذكر القصص التي كانوا يروونها لي قالوا: “نحن، المجاهدين، لدينا هدفين في هذا الجزء من العالم، الصومال واليمن سيكونا لتنظيم القاعدة”. لأنه لا يوجد بحر بين اليمن على طول الطريق.

يمكنك قيادة السيارة من اليمن إلى الطرف الآخر من الجزيرة العربية إلى إيران، إلى تركيا وحتى روسيا،  ومن ثم الصومال يمكنك السفر من الصومال إلى نيجيريا ومنها إلى وسط وغرب أفريقيا دون بحر أيضا، فهذا مكان استراتيجي مهم للغاية والصومال ستكون قاعدتنا”.

الآن، هناك علاقة بين تنظيم القاعدة الدولي والفرع الصومالي، الذي هو حركة الشباب، وهذا صحيح من اليمن إلى البحر الأحمر والمحيط الهندي، نعلم أن تنظيم القاعدة يرسل ممثلين على مستوى عالٍ إلى تنظيم الشباب سنويا أو كل ستة أشهر، يأتون بتدريبات، ويحضرون معدات، وينقلون رسائل، ويأخذون شيئًا معهم لتقديمه إلى تنظيم القاعدة.

أما عن العلاقة مع قاعدة اليمن، ففي العام الماضي أو قبل عام ونصف تقريبًا، حدثت حادثة قرب “بورهكبا Buur Hakaba” التابعة لولاية باي في إقليم جنوب غرب، كان هناك بعض المتدربين من تنظيم القاعدة، حيث قتل شخص يمني وآخمر باكستاني نتيجة للانفجارات في التدريب الذي كانوا يخضعون له، لذا نحن نعلم أن هناك علاقة وثيقة بينهما.

خريطة توضح حدود منطقة Buur Hakaba

إنهم يعملون معًا، الأسلحة التي استخدمها تنظيم الشباب تأتي من اليمن، وبكل وضوح فإن تنظيم القاعدة في اليمن وتنظيم القاعدة في الصومال هم جزء من شبكة واحدة. وليس فقط ذلك، بل يعتبر تنظيم الشباب هو الأم بالنسبة للجماعات الإرهابية في إفريقيا. لقد قاموا بتدريب بوكو حرام هنا وأرسلوهم إلى نيجيريا،لذا فإنهم أساس كل عناصر الإرهاب والوكالات التي تعمل في إفريقيا.

بوكو حرام بدأت في موزمبيق و(ADF) في أوغندا. وجميع هذه المجموعات نشأت في أصلها من تنظيم الشباب الذي يُعد واحدًا من أغنى وأقوى المنظمات الإرهابية في هذا الجزء من العالم. وأعتقد أن المجتمع الدولي في العالم يقلل من تعقيداتها وتطورها وقوتها اليوم.

لهذا السبب تعطي جماعة الشباب وتنظيم القاعدة أهمية قصوى لليمن والصومال

لماذا اليمن والصومال هما الأكثر أهمية بالنسبة لتنظيم القاعدة؟

هذا أمر مهم للغاية، إنها دول قبلية، لذا الشبكة القبلية موجودة بها، حيث تمتلك القبائل والعشائر قوة، وبالتالي، تكون سلطة الحكومة وشبكاتها وهياكلها المؤسسية ضعيفة للغاية، بينما تكون القبيلة والتقاليد قوية، لذلك يقومون بالتسلل إلى العشائر ليتسللوا بعد ذلك إلى القبائل، وهذا هو السبب في أنهم يستطيعون البقاء على قيد الحياة. وهذا يعود إلى العداء وضعف الحكومة ونقص المؤسسات.

تنظيم القاعدة والعناصر الإرهابية والمنظمات الإجرامية يمكن أن يعيشوا دائمًا في البيئات التي لا تتوفر فيها حكومات فعّالة أو مؤسسات قوية، اليمن مثلا هو بلد متمزق، والصومال أيضًا بلد متمزق، وهما يمكن أن يكونا مكانًا مثاليًا لازدهار تنظيم القاعدة، وهذا هو السبب في رؤية تنظيم القاعدة بهذه القوة.

حيث الناس ضعفاء جدًا، والحكومة ضعيفة جدًا، وكذلك المؤسسات ضعيفة جدًا، ولكن القاعدة تصبح غنية جدًا، القاعدة في الصومال، خلال الست إلى سبع سنوات الأخيرة، وفقًا للمعلومات التي لدينا، فقد حصلوا ما يقارب الـ 700 مليون دولار خلال السنوات الخمس الأخيرة من خلال ما يطلقون عليه “ضرائب أو زكوات”، وهذا يتعلق بتنظيم الشباب المرتبط بتنظيم القاعدة في الصومال.

والآن يمكن لهم أن يقوموا بأعمال تجارية، الأموال لا تبقى في الحسابات، إنهم يقومون بأعمال تجارية بأشكال مختلفة، ليس لديها اسم تجاري تحت اسم “الشباب” أو “القاعدة”، لن ترى شركة تسمى “الشباب” أو “القاعدة”، لديهم اسم مختلف، إنهم يتاجرون عبر العالم،  وأعتقد أنه من المهم جدًا فهم حجم وقوة هؤلاء الأشخاص.

لهذا السبب تعطي جماعة الشباب وتنظيم القاعدة أهمية قصوى لليمن والصومال

تحدث مهاد كاراتي إليك عن أهمية الصومال واليمن في توسيع الشبكة.. ما هي أهميتهما؟

لقد مضى وقت طويل منذ ذلك الحين، أعتقد أن هذا كان له استراتيجية رمزية وذكية، بالطبع، أدارتها جماعة الشباب (القاعدة في الصومال). ولكن أعتقد أنهم ما زالوا يحملون نفس المعتقدات ونفس الاستراتيجية. بالطبع، نجحت جماعة الشباب في تنفيذ هذه الاستراتيجية، لأننا نتحدث اليوم عن بوكو حرام في غرب أفريقيا، في نيجيريا على وجه التحديد، لقد تم تدريبهم هنا في الصومال، نتحدث أيضًا عن جنوب أفريقيا، موزمبيق على وجه التحديد. تم تدريبهم هنا أيضًا. نتحدث عن شرق أفريقيا مثل الكونغو وأوغندا.

إنهم يترقبون الفرصة، يمكنك القيادة وفي إفريقيا الحدود مفتوحة، يمكنك رشوة الجنود عند الحدود، يمكنك دفع رشوة لمؤسسات الحكومة، يمكنك القيادة في جميع أنحاء إفريقيا، وأعتقد أنه نجح في الصومال، في عام 1992، كان أسامة بن لادن، مؤسس تنظيم القاعدة، في السودان. اختاره لسبب معين. وكان في الصومال أيضًا في عام 1992، اختاره لسبب معين. وهذا السبب لا يزال قائمًا.

هل هناك صراع بين جماعة الشباب وتنظيم داعش في الصومال؟

داعش في الصومال كانوا إصدارًا من جماعة الشباب، ولم يكونوا من سوريا. كانوا جزءًا من تنظيم الشباب، ولكنهم أصبحوا إصدارًا من تنظيم الشباب وسموا أنفسهم بداعش. وعبد القادر محمود الشهير بـ عبدالقادر مؤمن، الذي كان جزءًا من تنظيم الشباب ومن ثم أصبح زعيم تنظيم داعش في الصومال، هو الآن أصبح جزءًا من داعش. ولكن جماعة الشباب لا تزال أقوى في الصومال.

يمكن العثور على داعش في مقديشو، ولكنهم لا يمكنهم الإعلان عن أنفسهم، إنهم يختبئون من جماعة الشباب التي تقضي عليهم، فجماعة الشباب تقتلهم، ولكن ذلك من منطلق أنهم  لن يسمحوا بوجود منظمات إجرامية أخرى أو منظمات دينية مزعومة،  لذلك ربما تجد داعش في “بونتلاند Puntland” بالقرب من البحر الأحمر وبالقرب من الحدود مع اليمن، في المناطق الجبلية والتلال، هذا هو المكان الذي يمكنك العثور على جزء صغير من داعش،لذلك، داعش ليس مشكلة كبيرة في الصومال، نعم، على الصعيدين الدولي والإعلامي، نعم إن له علامة إجرامية كبيرة جدًا تحمل اسمه، ولكن في الصومال لا، تنظيم القاعدة وجماعة الشباب هما المشكلة.

ماذا عن الانشقاقات والصراعات الداخلية داخل جماعة الشباب.. وكيف ستؤثر على مستقبلها؟

أعتقد أن الحرب بين الحكومة الصومالية وجماعة الشباب التي تجري حاليًا، والتي بدأت العام الماضي تقريبًا في هذا الوقت ستحدد ما ستكون عليه جماعة الشباب في المستقبل. إذا نجحت الحكومة في القضاء على الجماعة، على الأقل في “جالمودج” حيث ترتكز الجهود الرئيسية حاليًا، فإن تنظيم الشباب قد ينهار.

جماعة الشباب لن تبقى كما هي عليه، على الرغم من أنها تمتلك هيكلًا قويًا من الناحية التنظيمية، إلا أنها جزء من تنظيم إرهابي دولي وليست مجرد مجموعة من الصوماليين. ولكن هذه الحرب ستحدد ما ستكون عليه جماعة الشباب في السنوات القادمة إذا نجحت الحكومة في تدميرها أو على الأقل هزيمتها، أعتقد أنه سيحدث خلاف داخلي في جماعة الشباب، حيث سيتبادلون الاتهامات حول من يقف وراء ذلك.

هناك بعض الأشخاص داخل الشباب الذين لا يُسمح لهم بالتعبير عن أفكارهم حاليًا، ولكن عندما يحدث هذا، سيتمكنون من الظهور، لذلك قد نرى ربما شخصًا لم يكن يقود وسيصبح قائدًا غدًا، وشخصًا يكون قائدًا حاليًا وسينهار غدًا، أعتقد أن الخلاف والاختلاف داخل جماعة الشباب سيظهر بعد هذه الحرب، لذا، هذه الحرب، الحرب الحالية التي تخوضها الحكومة الصومالية مع تنظيم الشباب، ستحدد مستقبل تنظيم الشباب ومستقبل الصومال.

لقد قدمت لنا مثالًا عن زعيم في تنظيم الشباب قتل رفاقه.. هل يمكنك أن تروي هذه القصة؟

زعيم جماعة الشباب كان يُعرف باسم أحمد جوداني، وتم قتله في عام 2013 في ضربة جوية بواسطة طائرة بدون طيار أمريكية. في وقت ما، قام بقتل جميع رفاقه، بما في ذلك إبراهيم الأفغاني وكان صديقًا له منذ الطفولة وتم قتله لأنه بدأ بطرح أسئلة، وقالوا له: “لماذا نُهزم في مقديشو وننتقل إلى باراوي؟”، لذلك كان هناك الكثير من الأسئلة والاستفسارات.

أحد الوزراء في الحكومة الحالية، مختار روبو، كان من بين مؤسسي جماعة الشباب (Al-Shabab)، وهرب من الجماعة في تلك الفترة لأن أحمد جوداني كان على وشك قتله. وكان هناك أيضًا حسن ضاهر عويس، وأبو منصور الأمريكي وغيرهم الكثير، تم قتل الأمريكي، أما روبو فهو وزير في الحكومة الحالية، وحسن ضاهر هرب للنجاة بحياته.

لذلك، السبب في ظهور هذا الخلاف هو أنهم يطرحون أسئلة، يقولون: لماذا تمت هزيمتنا؟ لماذا تم طردنا بعيدًا؟ ولماذا تمت هزيمتنا عسكريًا؟ وبعد ذلك، قال جوداني: “من؟ من أنتم لتسألوا هذا؟ من أنتم بالضبط؟” ثم يسألون: “لماذا لا نحقق أداءً جيدًا؟ نحن بحاجة لتغيير الاستراتيجية، الطريقة التي نتعامل بها مع المجتمع، فالطريقة التي نتعامل بها مع المجتمع الصومالي ليست صحيحة. هذا لن يقودنا إلى تحقيق أفضل نتائج”. ثم قال لهم: “أنتم خونة وأنتم لا تمتلكون إيمانًا حقيقيًا بالإسلام”. عندما يتحدث عن الإسلام، فهو يقصد رؤيته الخاصة والشخصية للإسلام.

إذا نجحت الحكومة في هزيمة تنظيم الشباب عسكريًا الآن، فمن الممكن أن نرى تنظيم الشباب ييخوض حربا مع نفسه في صراع داخلي بين قياداته العليا، سيتم القضاء على بعضهم، وسيتولى البعض الآخر المسؤولية، أعتقد أن الرجل الذي سيتولى السلطة هو مهاد كاراتي، أعتقد أنه هو الرجل الأكثر خطورة في تنظيم القاعدة في الصومال.

لهذا السبب تعطي جماعة الشباب وتنظيم القاعدة أهمية قصوى لليمن والصومال

يردد أنصار القاعدة وتنظيم الشباب أنهما  يقدمان مزيدًا من العدالة ولديهما نظام قضائي أفضل من حكومة الصومال، وهذا غير صحيح. إذا قتل رجل من تنظيم الشباب تسعة أو عشرة أو عشرين مدنيًا، فلن يتم سجنه أبدًا، ولن يتم محاكمته، ولن يواجه العدالة أبدًا. وهذا ليس عدلاً. هؤلاء الرجال في تنظيم الشباب ماهم إلا مافيا بزي إسلامي، وعصابة بزي إسلامي، إذا تحدثت إلى شخص صومالي اليوم بصراحة، فقد يكونون خائفين ربما، ولكنهم سيقولون لك بأن هؤلاء الرجال ليسوا مسلمين، هؤلاء الرجال هم عصابات ومافيا.

الأمر المهم اليوم هو أننا بحاجة إلى أن ندرك أن الصومال هم أول من تعرف في هذا الجزء من العالم أن تنظيم الشباب ليسوا مسلمين حقيقيين. الشيء الوحيد الذي يحتاجونه هو السلطة التي يمكن أن تخرجهم من المجتمع، لأن المجتمع قد لفظهم بالفعل.

ما سر قوة مهاد كاراتي.. وهل يمكنه تشكيل مجموعته الخاصة بعد هذه الحرب؟

الاحتمالية مرتفعة جداً، ومرجحة للغاية. مهاد كاراتي من هذا الجزء من الصومال، وهو من عشيرة قوية “قبيلة”. كان أحد مؤسسي تنظيم الشباب وأحد العقول المتطرفة والصعبة، وشخصيًا هو شخص وحشي لا يمتلك قلبًا، وهذا ما يجعله الأكثر قابلية للنجاح.

لهذا السبب تعطي جماعة الشباب وتنظيم القاعدة أهمية قصوى لليمن والصومال

ما الذي تتوقعه في المستقبل استنادًا إلى نتيجة الحرب الحالية؟

من الناحية الأمنية، أعتقد أن هذه هي آخر حرب ذات معنى ضد جماعة الشباب، إذا لم يتم هزيمة التنظيم في هذه الحرب، فإننا نتحدث عن تاريخ الصومال وشعب الصومال ومستقبل الصومال في موقف مأساوي حقًا، لذا هذه ليست مجرد معركة، إنها الحرب التي ستحدد مستقبل الصومال ومستقبل تنظيم القاعدة في شرق إفريقيا.

الحكومة الصومالية والرئيس الحالي حسن شيخ محمود يبذلان كل ما في وسعهما، في رأيي، لكن القوة التي تمتلكها الحكومة الصومالية تعادل القوة التي تمتلكها جماعة الشباب، الشباب تقاتل ببندقية كلاشنيكوف، والجنود الصوماليون يقاتلون ببندقية كلاشنيكوف بسبب حظر الأسلحة على الصومال، لذا الرجل من تنظيم الشباب يريد قتلك بتفجير نفسه فيك فيموت نفس الوقت، لكن الجندي الصومالي يريد أن يكون آمنًا ويعيش في سلام، الطريقة الوحيدة التي يمكن أن يتغلب بها ويتفوق هو أن يمتلك سلاحًا فائق الجودة وهو ليس متوفر لديه.

وإذا تولت القاعدة الأمور في شرق إفريقيا، فإن شبه الجزيرة العربية لن تكون آمنة، وإثيوبيا لن تكون آمنة، كينيا تعيش حاليًا تقلبات سياسية داخلية، ولن تكون آمنة أيضًا، لذا نتحدث عن أنه يجب القيام بشيء اليوم، لأن غدًا سيكون أخطر مما يمكن توقعه.