كواليس تصفية أبو الحسن الهاشمي وقيادات التنظيم في سوريا

أكد المتحدث باسم تنظيم داعش أبو عمر المهاجر مقتل زعيم التنظيم أبو الحسن الهاشمي، في اشتباك سابق، معلنًا اختيار أبو الحسين الحسيني القرشي خليفةً جديدًا للتنظيم بعد موافقة مجلس شورى داعش على توليته بعد مقتل سلفه “الهاشمي”.

وقال “المهاجر” في كلمة صوتية بثتها مؤسسة الفرقان الداعشية، أمس الأربعاء (30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022) إن أبو الحسن الهاشمي قُتل في اشتباك مع أعداء التنظيم بعد أن قتل عددًا منهم، لكنه لم يكشف أي تفاصيل عن طبيعة هذا الاشتباك أو موقعه.

وفي المقابل، قال مقاتلون سوريون شاركوا في تصفية زعيم داعش السابق إن أبو الحسن الهاشمي فجر نفسه، في الـ15 من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بعد حصاره مع مرافقيه في أحد المنازل بمدينة جاسم السورية  بمحافظة درعا في جنوب غربي سوريا.

مقتل زعيم داعش.. كواليس تصفية أبو الحسن الهاشمي وقيادات التنظيم في سوريا

صورة لأبو الحسن الهاشمي تم تغطيتها لبشاعتها

وحصلت “أخبار الآن” عن تفاصيل ومعلومات حصرية حول مقتل أبو الحسن الهاشمي، خليفة داعش السابق، مع عدد آخر من قيادات التنظيم خلال سلسلة من الاشتباكات اندلعت بين مقاتلين سوريين ينتمون للمنطقة (من بينهم “ثوار مدينة جاسم”، و”تجمع أحرار حوران”، ومسلحون آخرون انتموا سابقًا للجيش السوري الحر المنشق عن الجيش النظامي)، ومقاتلي داعش، إثر تنفيذ مفارز التنظيم سلسلة من عمليات الاغتيال التي استهدفت رموزًا وقيادات محلية وصل عددهم إلى 80 شخص في مدينة جاسم السورية من بينهم أبو البراء الجلم، الذي كان قاضيًا شرعيًا بمحكمة دار العدل بحوران سابقًا، وكنان العيد الذي كان أحد قيادات الفصائل السورية المسلحة سابقًا.

وعقب تلك الاغتيالات قام مجموعة من المقاتلين السابقين في صفوف الجيش السوري الحر ينتمون لـ”ثوار مدينة جاسم” بإطلاق حملة تستهدف القضاء على خلايا داعش المنتشرة في المدينة، بعد ازدياد وتيرة الاغتيالات داخلها.

 

وبدوره، قال صلاح ملكاوي الباحث الأردني المتخصص في الشأن السوري إن أعداد مقاتلي داعش تزايدت بشكل كبير في محيط مدينة جاسم السورية، في الفترة التي سبقت استهداف زعيمه السابق أبو الحسن الهاشمي، وقام مقاتلي التنظيم بشن سلسلة اغتيالات ضد مقاتلين سابقين في الجيش السوري الحر، كما قاموا بإنشاء محكمة شرعية مهمتها إصدار أحكام القتل ضد السكان في المدينة، وهو ما دفع أبناء مدينة جاسم لإطلاق حملة ضد التنظيم بالتنسيق مع وجهاء في درعا البلد والمنطقة الغربية (جنوب غربي سوريا)، مضيفًا أن تلك الحملة أسفرت عن مقتل عدد كبير من قيادات داعش من بينهم أبو الحسن الهاشمي الذي كان يُعرف بأسماء حركية عدة منها “عبد الرحمن العراقي” و”سيف بغداد”، وأبو خالد تسيل، وأبو خالد الإدلبي، وأبو الأمين.

وأشار ” ملكاوي” في تصريحات لـ”أخبار الآن” إلى أن عدد من المقاتلين المنحدرين من مدينة جاسم السورية (مقاتلين من فصائل محلية) تطوعوا لخوض المعركة ضد داعش، منتصف أكتوبر الماضي، لكن نتيجة ضعف الإمكانيات قرروا البدء بإخلاء الحي الجنوبي في المدينة وجعله “مربع أمني” لتأمين أنفسهم من هجمات مقاتلي داعش، مردفًا أنه في أول المداهمات التي قام بها المقاتلون السوريون تحصن عناصر داعش المنازل التي يقطنون فيها ونجحوا في قتل 2 من الشباب المشاركين في الحملة وأصيب 2 آخرين، مما دفع أبناء المدينة للاستنفار وطلب الدعم من أهالي منطقة “بصرى الشام” الذين أمدوهم بدورهم بسلاح رشاش ثقيل (مضاد للطائرات) ومجموعة من المقاتلين، ليستمر القتال بينهم وبين عناصر داعش لمدة 9 أيام.

مقتل زعيم داعش.. كواليس تصفية أبو الحسن الهاشمي وقيادات التنظيم في سوريا

ووفقًا للمعلومات التي حصلت عليها “أخبار الآن” فإن تنظيم داعش خسر حوالي 50 من مقاتليه وأفراده من بينهم 5 من أبرز قادته، هم: (أبو الحسن الهاشمي المعروف بعبد الرحمن العراقي الذي فجر نفسه داخل مستودع أسلحة بعد محاصرته من قبل المقاتلين السوريين، وأبو أيهم محمد فيصل أو أبو عبدو الحلقي الشرعي العام للتنظيم والذي كان مرفقًا للخليفة الداعشي، و”بكر الداعشي” الذي كان مرفقًا لأبو الحسن الهاشمي أيضًا، بالإضافة لوليد البيروتي المعروف بأبي مهند اللبناني وهو قيادي داعشي ينحدر من لبنان، ولؤي القلموني القيادي البارز بالتنظيم، وأبو أيوب فاضل الجباوي المعروف بأبو أيوب برقا، مسؤول مفارز الاغتيالات في التنظيم، ورامي محمد فالح الصلخدي القيادي بالتنظيم الذي قتل بعض القبض عليه في مدينة جاسم، وهو الذي كان يتولى مهام الدعم اللوجيستي ونقل قيادات داعش للمدينة السورية، وعبد المطلب شحادة العزيز (شقيق أبو الليث العزيز) أمير داعش العام في حواران.

وعثر المقاتلون السوريون على عدد كبير من العبوات الناسفة والمتفجرات والأسلحة الصغيرة (البنادق والمسدسات) التي تُستخدم في عمليات الاغتيال، وأيضًا عثروا على وثائق ثبوتية تخص عدد من الأشخاص الذين اغتالهم داعش على مدار الفترات الماضية.

وتكشف تلك الوثائق أن عناصر تنظيم داعش وأسرهم يستخدمون هويات مزورة بشكل كامل، ومنها هويات للضحايا الذين يغتالهم التنظيم إذ يقوم أفراد متخصصون بإجراء تغيرات عليها بحيث يتم استخدامها في التنقلات في المناطق المختلفة.

 

وفي هذا السياق، ذكر صلاح ملكاوي الباحث الأردني المتخصص في الشأن السوري أن المقاتلين السوريين اكتشفوا أن عناصر داعش وخليفته السابق أبو الحسن الهاشمي اشتروا أرض في مدينة جاسم وأنشأوا عليها منازل ومزارع لكي يقيموا ويتخفوا بها، موضحًا أن تلك المنازل والمزارع جرى نسفها من قبل الثوار السوريين الذين خاضوا الحملة ضد داعش كما تم إطلاق سراح النساء الداعشيات الذين كانوا في تلك المنازل والذين اختاروا مغادرة المدينة، بعد سماح المقاتلين السوريين لهم.

وتتفق المعلومات التي أوردها الباحث الأردني المتخصص في الشأن السوري مع ما ذكره المتحدث باسم تنظيم داعش أبو عمر المهاجر في كلمته التي أعلن فيها مقتل زعيم التنظيم أبو الحسن الهاشمي، إذ ألمح “المهاجر” إلى أن خليفة داعش المقتول ضحى بنفسه وماله من أجل التنظيم، وهو ما يُلمح إلى خسارة داعش لزعيمه والأموال التي اشترى بها المنازل والمزارع في مدينة جاسم السورية.