أزيوم.. تفاصيل 6 أشهر من الحياة تحت احتلال الروس

  • في أزيوم.. اعتقلت قوات الاحتلال الروسي كل من أظهر حبا لأوكرانيا
  • القوات الروسية قتلت ١٠٠٠ مدني في أزيوم بخلاف المجهولين
  • مازال البحث جاريا عن هوية مئات الجثث المجهولة بالمقبرة الجماعية في أزيوم

مدينة أزيوم “Izyumالأوكرانية والقرى المجاورة لها ، كانت من أوائل المدن التي احتلها الروس في إقليم خاركيف “Kharkiv” بداية مارس الماضي، فكيف كانت اللحظات الأولى لإدراك أهالي المدينة أنهم باتوا تحت الاحتلال، بل إن هذا الاحتلال سيكون الأطول بين المدن الأوكرانية ليستمر على مدار 6 أشهر كاملة وعن هذه المرحلة حاورنا أحد مواطني أزيوم خلال رحلة “أخبار الآن” في أوكرانيا، ليحكي لنا عن وضع المدينة أثناء شهور الاحتلال.


وعن اللحظات الأولى للهجوم يقول إيغور فاسيليفيتش “68 سنة”: “حدث هذا في المدينة في الثاني من مارس حوالي الحادية عشر مساء، بدأ هدير الطائرات ونحن نقطن جوار مركز الشرطة والذي قصف بصاروخ، اهتز البيت والسقف تفتت ولم نفهم شيئا آنذاك، خرجنا إلي الشارع و كان بجوارنا مكتب التسجيل و التجنيد العسكري، وفي ذلك الوقت حدث الانفجار الثاني به واشتعلت النيران، فأسرعنا إلي المخبأ في أزيوم واستمرت الانفجارات واتضح أنها كانت هناك سيارات بها وقود أو غاز تفجرت الواحدة تلو الأخرى بأصوات مرعبة كنا في صدمة”.

ثم يستأنف إيغور حديثه منفعلا: “أولا كانت صدمة، ثم فيما بعد بدأنا نختلس النظر وحينها جاءت سيارات الإطفاء بعد أن تم الاتصال بها وبدأت السقوف الخشبية تتصدع وتشتعل كذلك كانت تتطاير الشظايا، ونحن نختلس النظر ونختبئ، و النساء كن مذهولات يبكين، وكان معي حفيدي،كنا جميعا في حالة ذهول”.

الدب يحكم المدينة: مقابر جماعية وغابة مفخخة وأملاك منهوبة..إرث الروس في أزيوم

الحياة داخل أزيوم في ظل الاحتلال

ويكمل إيغور وقائع تلك الأيام الأولى فيقول “في الصباح، عندما خرجنا لنري الروس كانوا في ذاك الاتجاه، كانت هناك أصوات عالية ومدافع، خرجنا و كانت الشرطة تخرج السيارات و تتفحص، كان هناك حارس قد مات وهو أول ضحية، خرج ليدخن فوقع الانفجار فمات، كذلك جاء الكثيرون من المحاربين الأوكران وأعتقد أنهم من الدفاع المدني هكذا أوحت حقائبهم، وقالوا لنا أن نذهب إلي منازلنا وأن نظهر أوراقنا الثبوتية وبعد ذلك بدأت الأحاديث عن انفجارات بوسط المدينة و بجوار الجسر.”

يسرح إيغور بذاكرته ويتساءل” ماذا أقول لكم؟، أسوأ ما كان، عندما كانت تهدر الطائرات صفير و طيران علي مستوي منخفض. كانت قمة الرعب.”

وعن نوع هذه الطائرات التي كانت تطير على ارتفاع منخفض بالقرب من رؤوس المواطنين يقول إيغور”كانت طائرات حربيه من نوع “سو” تطير منخفضة و تتقلب كأنها تلعب والمثير في الأمر أنها تدور الدائرة الأولي ثم في الدورة الثانية تلقي اثنين من القنابل ثم تدور وفي الثالثة أيضا قنبلتين، ثم تطير في اتجاه روستوف “Rostov” “.

صدمة فرعب أعقبه تأقلم ثم غضب..الحياة تحت حكم الروس

كيف كانت تمر الأيام الأولى للاحتلال على إيغور وزوجته وجيرانه وأقاربه، يقسمها إيغور لمراحل ثلاث فيقول: “ماذا أقول لكم ! لن أكذب، ففي أول أسبوع للاحتلال كانت لدينا صدمة والأسبوع الثاني رعب أما الثالث فكانت لدينا بعض المؤن ولكن عندما انقطع التيار الكهربائي و المؤن في الثلاجات بدأت في التلف تملكنا الغضب، و بدأنا في التأقلم بدأنا في معرفة هل هذا صوت طائرة أم قذيفة، نحن كرجال فهمنا هذا أما النساء فكن يمسكن بنا ولا يدعننا نذهب الي أي مكان من فرط رعبهن”.

 

 

 

ويضيف إيغور فاسيليفيتش “المشكلة الثانية كانت الماء، عندما انعدمت المياه وتم غلقها وكذلك الكهرباء، وانعدمت المعلومات، فكما تعلمون هذا قال و ذاك قال ولا توجد وسائل إعلام هنا انفجار وهناك دخان واختناق لكن الأسوأ هو عندما دخلوا وفجّر الأوكران الجسر حتي يمنعوهم من الدخول، كان هذا في العاشر من مارس، أحضروا جسرا مؤقتا لإجلاء المواطنين، و كان التجمع في ثلاث أماكن وأعطونا ساعتين فقط، تحت القصف، من سوف يذهب إذن؟!”

ويكمل إيغور “في تلك الأثناء تم قصف بالقرب من المدرسة رقم ١، وعلمنا أنه كان هناك الكثير من الضحايا ماتوا تحت الأنقاض حاولوا استخراجهم وإيجاد أوراقهم الثبوتية، في البداية أخرجوا الأطفال والنساء إلي بارفينكوفا “Barvinkove” “.

أما عن حال المصابين من أهل أزيوم فيقول إيغور “لم يتواجد مصابون هنا في أزيوم، فقط ماتت عائلات كاملة تم انتشال جثثهم، وسمعنا أن الروس جمعوا الجثث و دفنوها بالغابة بالأرقام، في البداية تم الدفن حيثما وجد في فناء الدار أو في الساحات الرياضية حتي لا تلتهمهم الكلاب، ثم عاد الروس واستخرجوهم ودفنوهم في مقبرة جماعية.”

إيغور: صديقي طلب مساعدته في دفن زوجته بعد مقتلها بـ6 أيام

زميل دراستي طلب مني مساعدته حيث ماتت زوجته في ٦ من مارس أثناء الانفجار وهو كان مجروحا وظلت جثة زوجته في الجراج حتى ١٢ مارس كانت ميته ولم تدفن كان الجو باردا. جاء الي حتي اساعده في حفر مقبره لها.

عندما دخل الروس حاولنا ان لا نتحدث ولكن عندما بدءوا في الانتقاء و التنظيف دخلوا المنازل للاستقصاء فانا كنت هنا بالشارع وصاح جاري ان هناك من يقتحم منزلي سيارة ومدرعة وعليها حامل رشاش آلي فخرجت لهم وهرعت فرفع أحدهم يده وقال قف، فوقفت وقلت لهم ماذا تفعلون؟، باللغة الروسية، أنا أسكن هنا، قالوا لي أظهر أوراقك الثبوتية؟، قلت لما أوراقي لقد هرعت إليكم بنفسي، فعن ماذا تبحثون هنا؟ اجابوا انهم يبحثون عن الاعداء والمندسين قلت لهم انهم قد ذهبوا ولا يوجد هنا احد.

 فلقد رايت كيف أنهم يقتحمون الجراجات وكيف يستخرجون اشياء، سالتهم عن ما يبحثون فقالوا لي انهم هنا لحمايتنا فقلت لهم ممن؟ قالوا “بنديرا” قلت لهم عن أي “بنديرا” تتحدثون؟، هل قراتم التاريخ؟.

و”بنديرا” هو مناضل من غرب أوكرانيا ولديه قصة طويلة، كنت أتحدث معهم فقال من كان يمسك الرشاش الآلي. لماذا تتحدث معه. اذا لم يعجبك القي به في القبو والقي عليه قنبله. فقلت لهم ارموني، قلت له افعلها، وسألته:هل لديك ضمير؟! قال: أيها الجد أغلق فمك”.

الدب يحكم المدينة: مقابر جماعية وغابة مفخخة وأملاك منهوبة.. إرث الروس في أزيوم

إيغور: الروس تركوا طبيخهم ساخن وهربوا

وعما إذا كان قد توقع أن تنتصر أوكرانيا وتنجح في استعادة أزيوم قال إيغور “كنت أتمني أن تنتصر أوكرانيا فهذه أرضي، إلي أين أذهب؟، ليس لدي مكان أذهب إليه، ولدت هنا و هنا مقابر أبائي، فإلي أين أذهب؟ من يحتاجني؟! كما أنني بالمعاش، فالروس يحتاجون لشخص يعمل لديهم وأنا لا أنفعهم، وابنتي و أحفادي خرجوا وأنا لا أخاف شئ بالنسبة لي كان الأمر سواء، اقتلني فماذا بعد؟”

ثم يضيف بحماس وهو يشير إلى أحد الطرق “كنا في انتظار الأوكران، أتدرون أنهم قدموا من هذا الاتجاه من اتجاه الدونباس “Donbas”  حوالي الثامنة والنصف مساءا، كان هناك هدوء غير معتاد، وهدرت الأصوات بـ”تحيا أوكرانيا فتملكتني الغصة وخنقتني الدموع أتدرون هدوء وصدي تحيا أوكرانيا؟؟! أعتقد أننا ظللنا لنصف يوم لم نسمع أصوات إطلاق النار وأصبنا بالدهشة والقلق زوجتي بكت وضحكت معا”.

وعن انسحاب الروس من أزيوم يقول إيغور “لا لم أكن أتوقع أن ينسحب الروس بهذه السهولة وكانت مفاجأة في تلك الليلة، فالروس كانوا قد أقروا حظر تجول ليومين حتي لا يتحرك الناس، وفي الليل شعرنا بحركة غير عادية و نحن في منازلنا، سمعنا أصوات سيارات تتحرك وبسرعة شديدة أخلوا المكان، يقال أنهم تركوا طبيخهم ساخنا، تركوا كل شئ و صار هنالك صمت مريب.”

قنابل عنقودية على أزيوم

كيف هرب الروس وتركوا آلياتهم الحربية بل تركوا كل شئ وفروا بمسروقاتهم من ممتلكات الأوكران فقط؟!، هذا ما يسرده إيغور قائلا “سمعنا أصوات، بعض الانفجارات البعيدة، المثير في الأمر أول ما فعلناه أننا ذهبنا الي الجسر لأننا كنا نستخرج الماء من منبع بالقرب من الجسر فوجدنا آليات حربية روسية متروكة، وعندها أدركنا أن هذا صوت تفجير من خبراء المتفجرات لأن الروس تركوا الكثير من الألغام هذه ليست أصوات قذائفهم، قذائفهم تصفر وخاصة عندما توقف قصف الطيران، القنابل العنقودية كانت تتطاير و بعض معارفنا قتلوا بلا مبالاه، حيث يتطاير منها رشاش صغير عندما تنفجر فوق الرؤس، فالصواريخ تحدث صفير ولديك ٣ أو ٤ ثواني للاختباء أما القنابل العنقودية فتقف علي الراس و تنثر في كل الاتجاهات.”

 

هكذا أصبح إيغور خبيرا في الأسلحة بعد معايشته للاحتلال الروسي على مدار الشهور الستة، وكان الرجل المسن لديه فضول لمعرفة ما يدور حوله من أولئك الجنود المحتلون فكان يتلصص عليهم متى مروا بطريقه فصار عليما بخباياهم وسلوكياتهم المضطربة، حيث يقول إيغور “كان المقاتلون مع روسيا يسرقون وينهبون، كنا نصعد التلة حتي نلتقط التغطية للاتصال ، وكذلك في نفس المكان كان الجنود الروس يأتون، فلكم أن تتخيلوا، لقد سمعت أحدهم يتحدث بالهاتف عبر مكبر الصوت يقول هنا الطرق نظيفة والناس يعيشون جيدا، فتقول له امرأة علي الطرف الآخر خذ كل ما تجده، يالها من حماقة”.

ثم يسترسل إيغور في قصة سرقات المقاتلين الروس فيقول “كذلك حينما وقفنا هنا كان هناك شيشان مع الروس بمنزل طابقين جميل بالقرب من مركز الشرطة، قاموا بإدخال دبابتهم بمدخل المنزل فقلت لهم ماذا تفعلون فأجابوني: أغلق فمك، وهذا البيت كان لأحد رجال الأعمال الأوكران، اخفوا دبابتهم وغطوها بالسجاد الغالي و عندما هربوا هربوا بالسجاد و هو يغطي الدبابة.”

ثم يضيف إيغور “ولقد رأيت كيف يسرقون ثلاجه ببابين،حديثة دخلت سيارة شحن و بها ٤ أشخاص وأنا أنظر فأشار لي أحدهم أن أذهب، وكان يحمل سلاحا آليا لكني نظرت من خلف السياج. عندما ذهبوا ارتفع غطاء السيارة فرأيت ثلاجة و مقاعد وثيرة من الجلد، حملوها و رحلوا.” 

سكرتير مدينة أزيوم: الروس قتلوا 1000 مدني بالمدينة بخلاف المجهولين

وككل مدينة دخلناها، اقترنت سيرة الاحتلال الروسي بأخبار جرائم الحرب، ولكن هناك نوع جديد الجرائم اخترعه المقاتلون الروس، فقد سلبوا ضحاياهم من أهالي أزيوم أسماءهم وحولوهم إلى مجرد رقم مكتوب على شاهد قبر بغير هوية، بعد أن قتلوهم في الشوارع دون أية جريرة.

وعن ما حدث من انتهاكات أثناء الاحتلال يقول كونستانتين بيتروف، سكرتير مجلس مدينة أزيوم، في حواره مع “أخبار الآن” أثناء تغطيتها للحر بفي أوكرانيا”في أزيوم، اعتقلت قوات الاحتلال الروسي كل من أظهر حبا لأوكرانيا.

والروس استعملوا قبو وغرف لتعذيب أهل أزيوم، القوات الروسية قتلت ١٠٠٠ مدني في أزيوم بخلاف المجهولين، مازال البحث جاريا عن هوية مئات جثث المجهولة بالمقبرة الجماعية فالروس دمروا المدينة حين دخلوها ونهبوها عند خروجهم.”

الدب يحكم المدينة: مقابر جماعية وغابة مفخخة وأملاك منهوبة.. إرث الروس في أزيوم

 

وعن كيفية اكتشاف غرف التعذيب الروسية لمواطني أزيوم يقول بيتروف “علمنا موقع غرف التعذيب من السكان المحليين من أهل المدينة بالاضافة الي معلومات من المخابرات والذين كانوا متواجدين هناك،فمجلس مدينه أزيوم لا يحكم أزيوم فقط، فهنالك ما حولها من قري. كانت محتلة علي مدار ٦ شهور. وفي أثناء هذه الفترة تعقبت قوات المحتل كل النشطاء الأوكران وكل من أظهر حبه و موقفه لأوكرانيا، كذلك كل من شارك في المقاومة ضد الإرهاب بالدنباس، التي امتدت ٨ سنوات، بالإضافة إلي جنود القوات المسلحة الأوكرانية، الحاليين و المتقاعدين و موظفي الدولة والشرطة والأمن، و المواطن العادي الذي يظهر موقف لصالح وطنه أوكرانيا ولديه إيمان بأن هذه الدولة مستقلة وحرة بالطبع كل هؤلاء لا يعجبون المحتل، لذا تعقبوهم و اعتقلوهم في القبو بمركز الشرطة و هناك تم معاقبتهم وتعذيبهم والقيام بكل ما هو غير انساني معهم.”

بيتروف: تحرير أزيوم دون ضربها بالأسلحة الثقيلة إنجاز للقوات الأوكرانية

وعن عملية تحرير المدينة يقول بيتروف” كان تحرير أزيوم عملية رائعة ومحكمة من القوات المسلحة الأوكرانية، لأن المدينة دمرت تماما في شهر مارس عندما تم احتلالها، تدمير شامل وكثير من المواطنين قتلوا و دمرت كثير من المباني والمساكن، و عندما قررت القوات المسلحة الأوكرانية تحريرها ، أنا لست عسكريا، ولكن أعلم أنه إذا تم اكتساح المدينة لكانت تدمرت بالكامل لذا فقد حاصرتها قواتنا من كل الجوانب و ضغطوا علي المحتل حتي يخرج بدون استعمال الأسلحة الثقيلة.”

وعند سؤاله عن إحصاء بعدد القتلى في أزيوم قال بيتروف ” القتلى من المواطنين المدنيين حوالي ١٠٠٠ شخص، ولكن وجدنا مقابر جماعية ليس عليها سوي أرقام فقط علي شارع شكسبير بمقابر المدينة، حيث وجدنا ٤٥٠ مقبرة بأرقام فقط، الآن يجري التعرف علي الجثث والبحث عن الأقارب، لذا فليس لدينا الآن عن العدد الفعلي للقتلى صورة مكتملة.”

الدب يحكم المدينة: مقابر جماعية وغابة مفخخة وأملاك منهوبة.. إرث الروس في أزيوم

الروس حولوا القتلى إلى أرقام بلا هوية

وعن السبب وراء هذه المقابر بأرقامها يقول بيتروف” المحتل هو من قبر هؤلاء المجهولين ونحن لم نكن هنا بالمدينة، كانت الجثث منتشرة في الحدائق و الشوارع و تحت الأنقاض والمحتل لا يعرف السكان لذا جمع الجثث ودفنهم تحت أرقام فقط، بالإضافة لوجود مقبرة جماعية هنالك أيضا تضم جنود من القوات المسلحة الأوكرانية، أعتقد أنه كان بإمكانهم أن يعرفوهم لكن فعلوا ذلك حتي لا تتضح معلومة عنهم ولا يمكن التعرف عليهم.”

إنها لمأساة أن يعيش أحدهم وحيدا ويقتله الروس شريدا ويتركوه في الشوارع حتى تضيع ملامحه وتنتشر رائحته فيأنفون منها في مدينة أزيوم، ليأمروا أهلها أن يدفنوا قتلى الشىوارع في الغابة
‏و بالغابة كان الموتى بلا اسماء ،مجرد رقم على شاهد قبر بغابة مفخخة.

وعن مظاهر اختلاف أزيوم بعد الاحتلال عن المدينة قبل احتلالها يقول سكرتير عام المدينة “مدينة أزيوم لم تحتل كلها دفعة واحدة، بل جزء من المدينة من ناحية دونيتسك من الشمال، شمال النهر احتل في ٧ مارس و الجزء الجنوبي يمين النهر في الأول من إبريل، لأن الجسور كانت مدمرة، والمحتل لم يستطع الدخول إلي هنا و خط النار كان هنا في أزيوم لذا كانت الحماية لتقدم المحتل لسلافيانسك وكراماتورسك وفي هذه الأثناء عملنا على إجلاء المواطنين من المنطقة غير المحتلة، احضرنا المواد الغذائية و المساعدات وبعد أن صار الوضع لا يطاق، نصحنا العسكريون أن نخلي المدينة، ولابد لقيادة المدينة أن تغادرها و كان هذا في ١٤ مارس،وبعد هذا غادرنا المدينة عندما عدنا كان صعب علينا أن نري كل هذا الدمار.”

الدب يحكم المدينة: مقابر جماعية وغابة مفخخة وأملاك منهوبة.. إرث الروس في أزيوم

سكرتير مدينة أزيوم: وجدنا كل شئ مدمر و منهوب وجعلوا المدينة كومة من الخراب

عن وضع المدينة بعد تحريرها يقول بيتروف” مجموعه قيادة المدينة وانا عضو بها عملنا في هذه المدينة منذ عام ٢٠١٥، هذه فترتنا الثانية، كل هذا الوقت كنا نعمل علي بناء المدينة من مباني تعليمية و اجتماعية. عملنا اصلاحات جزرية في الطرق و المستشفيات. نحن عملنا علي تجميل المدينه و جعلها مركز تجاري علي النمط الأوروبي، ومثال علي ذلك قبل الحرب تمكنا من بناء مجمع رياضي بحوض سباحة و بالطابق الثاني ساحة رياضية وقبل اسبوع من افتتاحه وقعت الحرب، لكن بعد أن رجعنا و رأينا الدمار، لا توجد كلمات تعبر عن الوضع فكل شئ مدمر و مسروق و منهوب جعلوا المدينة كومة من الخراب”

كوميديا سوداء تلك التي قابلناها في روايات أهالي المدن التي احتلها الروس، حيث كان المقاتلون يسرقون كل ما تطاله أياديهم، من سجاد وثلاجات وغسالات، نهب وسلب لا ينم إلا عن أخلاق مرتزقة وليسوا مجندين ، هل ألهت المسروقات مرتزقة روسيا عن الأسلحة فتركوا الدبابات وأخذوا السجات والثلاجات.

لقد كان تحرير أزيوم علامة فارقة في الحرب فأزيوم التابعة لخاركيف والقريبة من دونباس حيث تمركز القوات الروسية وإمداداتها ما هو إلا انتصار في معركة كبيرة رفعت كثيرا من معنويات الشعب الأوكراني وليس الجيش فقط.

ومن هنا ندرك أن الحروب الكبيرة لا تحسمها إمكانيات الجيوش بقدر ما تؤثر بها معنويات الشعوب وإيمانهم بحقهم في استرجاع أوطانهم.