وسيم عرابي
بما أنّ “القصة ملك الجميع“، أنتجت “أخبار الآن” فيلماً بعنوان “طرابلس 06“، الذي يحاكي الواقع المرير الذي يعيشه أهالي مدينة طرابلس، ثاني أكبر مدينة في لبنان، والأكثر فقراً على ساحل البحر المتوسط.
الفيلم هو عبارة عن قصة مقتبسة من الواقع في المدينة، حيث الأوضاع المعيشية والاجتماعية لغالبية سكّانها، مزرٍ للغاية، وقد دفعتهم للتفكير بالهجرة غير الشرعية عبر ما أصبح يعرف بـ”رحلات الموت”. ويُظهر الفيلم في الوقت نفسه النتائج الكارثية لتلك المغامرة – المخاطرة، بحبكة درامية تحاكي تلك الموجة الخطيرة التي تشهدها مدينة طرابلس، في إطار صرخة في وجه تلك المأساة، سعياً للدفع نحو الحد من تلك الظاهرة والحث على إيجاد الحلول.
درات أحداث فيلم “طرابلس 06“، الذي تمّ تصويره في غضون 3 أيّام، في حي “طقطق” الفقير في منطقة أبي سمراء، ساحة النور، ساحة التل، منطقة الميناء حيث انطلقت “رحلة الموت”، وكذلك في أماكن أخرى من المدينة. يعكس الفيلم كيف أنّ أهل طرابلس والشمال يعانون، جرّاء الضائقة الإقتصادية الكبيرة، من مشاكل كبيرة تبدأ من العجز عن تأمين قوت العائلة اليومي، لتصل حدود المجازفة بحياة أبنائها، لتحاكي القصة مصير عائلات كثيرة آثرت الهجرة غير الشرعية المحفوفة بالمخاطر، على البقاء في “قعر جهنم”، حيث لا مياه ولا كهرباء ولا طبابة ولا استشفاء ولا حتى فتات الخبز…
لقطة من فيلم “طرابلس 06” تجمع الممثل سلطان ديب والممثلة نور صابوني
فيلم “طرابلس06” ترجم أيضاً إلى اللغة الإنكليزية
تميّز الفيلم، وهو من سيناريو وإخراج وسيم عرابي (Wassim Oraby)، فيما المنتج المنفذ نبيل الرافاعي (Nabil Rifai)، بعامل فريد من نوعه، إذ أنّ كلّ من شارك فيه هو من مدينة طرابلس أو الشمال عموماً، وقد أدّى الأدوار فيه كلّ من النجم اللبناني سلطان ديب (Sultan Deeb)، والممثلة المسرحية النجمة نور صابونة (Nour Sabouni)، بمشاركة الممثلين شادري عرداتي، سليم جوهر، نزيه قمر الدين، والأطفال مجد العمر، عمر المصري، بسملة المصري، هايا المصري.
حاولت “أخبار الآن” من خلال ذلك الفيلم أن تضع الإصبع على جرح أهالي طرابلس والشمال، لتسلّط الضوء على معاناتهم سعياً للمساهمة في الدفع باتجاه إيجاد الحلول والحد من تلك الظاهرة الخطيرة التي تزهق أرواح الكثيرين، الذي يفضلون الموت على البقاء في وطنهم في ظلّ ظروف معيشية صعبة ومصير ضبابي.
تجدر الإشارة إلى أنّ فيلم “طرابلس06” الذي ترجم أيضاً إلى اللغة الإنكليزية، من المقرر أن يشارك في مهرجانات دولية وعربية عديدة.
على مسرح الرابطة الثقافية في طرابلس
عرض الفيلم على مسرح الرابطة الثقافية في مدينة طرابلس بحضور شيخصات نخبوية في أبناء المدينة وأخرى سياسية، وعلى رأسهم النائب أشرف ريفي، الذي توجّه بالتهئنة لـ”أخبار الآن” على إنتاج الفيلم، معتبرأً أنّ الفيلم يجسد واقع مدينة طرابلس بكل تفاصيله. وقال: “من يعيش مع أبناء الطبقة الشعبية يعلم جيّداً بأنّ ما شاهدناه ليس خيالاً، والسلطة المركزية وكلّ قادر ومسؤول معنيون اليوم، وهم أمام تحدي كبير لتغيير حياة أبناء طرابلس قبل فوات الأوان”.
فيلم “طرابلس 06” قصّة من واقع المدينة
من جهته، قال المنتج التنفيذي لفيلم”طرابلس 06″ نبيل الرفاعي، إنّ “الظرف الراهن أوجب الإشارة إلى ظاهرة خطيرة متفشية في المجتمع بسبب الظروف الإقتصادية الصعبة التي نعيشها، ما يدفع بالكثير من الشباب إلى ركوب البحر بحثاً عن فرصة للعيش بكرامة”. وتحدّث في كلمته قبيل بدء العرض عن الصعوبات التي واجهت فريق العمل من أجل إنجاء الفيلم، كون التصوير تمّ في أحد ألحياء الفقيرة، مشيراً إلى أنّ الشمهد الأصعب كان في منطقة الميناء.
فيلم “طرابلس 06” قصّة مقتبسة من قصص حزينة عاشتها مدينة طرابلس، وهي واحدة من قصص كثيرة تحصل خلف جدران منازل تلك الأحياء الفقيرة في طرابلس والشمال عموماً، ومن هنا تكون “أخبار الآن” قد جسّدت إحداها عملاً بشعارها “القصة ملك الجميع”، فكل قصة تستأهل أنّ تُقال وتروى كي يعرفها الجميع سعياً للمساهمة في تحسين الظروف الفئات المهمّشة.
تجدر الإشارة إلى أنه حتّى اليوم لا توجد إحصاءات محدّدة بشأن عدد الضحايا الذين قضوا غرقاً في رحلات الموت، إنطلاقاً من مدينة طرابلس في شمال لبنان. إلّا أنّه في غضون 3 أشهر فقط ( نيسان وآب وأيلول في العام 2022 )، مات أكثر من 100 شخص غرقاً، وحتّى الآن العشرات هم في عداد المفقودين، وفق الصليب الأحمر اللبناني. فمتى تتوقف رحلات الموت وكيف؟
