دور مختلف لتتار القرم مع أوكرانيا ضد الغزو الروسي

  • برز الكثير من تتار القرم في القتال إلى جانب القوات الأوكرانية
  • ماموتوف: “أجواء رمضان أصبحت أكثر توتراً بسبب الرحلات المستمرة”
  • يدعو رئيس كتيبة القرم المسلمين إلى الاتحاد

 

يمثل تتار القرم ذوو الأغلبية المسلمة نحو 12 في المئة من سكان شبه جزيرة القرم التي أعلنت موسكو سيطرتها عليها في عام 2014، ويبلغ عددهم نحو 243 ألف نسمة من عدد السكان البالغ مليوني نسمة في الإقليم.

وتبنت أوكرانيا في وقت سابق قرارا يعتبرهم السكان الأصليين لشبه جزيرة القرم، على أن تعمل أوكرانيا بموجبه على تحريرهم وتنميتهم في المجالات العرقية والثقافية واللغوية بوصفهم مواطنين أوكرانيين.

وخلال الغزو الروسي لأوكرانيا، برز الكثير من تتار القرم في القتال إلى جانب القوات الأوكرانية ضد الغزو الروسي، كما كان لهم دور في مختلف المجالات أثناء الحرب.

كاميرا أخبار الآن صاحبت عددا من الجنود الأوكرانيين المسلمين الذين يدافعون عن وطنهم ضد روسيا للاستماع إلى قصصهم والأسباب التي دفعتهم لحمل السلاح في تلك الحرب.

يقول إديم ماموتوف وهو طبيب عسكري: “من واجبي كطبيب أن أنقذ أرواح المدنيين والعسكريين.. العدالة من جانبنا هي أن نقف إلى جانب أوكرانيا”.

"تتار القرم".. عسكريون مسلمون يقاتلون ضد الغزو الروسي في أوكرانيا

” إديم ماموتوف” طبيب عسكري من تتار القرم

ويتابع خلال حديثه لأخبار الآن، أن رأيه سلبي جدا في المسلمين الذين يقاتلون إلى جانب روسيا، ويقول: “روسيا دولة اضطهدت المسلمين لقرون عديدة، هذه هي الشيشان وداغستان ونوجاي وتتار منطقة الفولغا. والآن بعد أن نسيت هذه الشعوب ماضيها التاريخي، انحازت إلى جانب مضطهدها”.

ووفقاً لماموتوف فإن “أجواء رمضان هذا العام كانت أكثر توتراً. بسبب الرحلات المستمرة حيث يصعب الاستمرار في الصيام.. أنا دائما عطشان”

ويوجه رسالة للمسلمين حول العالم بالتركيز على “الوقوف إلى جانب العدالة وإلقاء نظرة على هذا الوضع من جانب التاريخ”.

من جانبه يعتبر علمدار الحاج أحمد هوزاميتوف وهو جندي في الدفاع الجوي الأوكراني، أن القتال ضد روسيا هو “في سبيل الله”.

ويقول علمدار لأخبار الآن: هذا جهادنا.. أنا من تتار القرم الحمد لله مسلم وهذا واجبي.. أريد العودة الى وطني.. لم أكن هناك منذ وقت طويل.. منذ عام 2015″. "تتار القرم".. عسكريون مسلمون يقاتلون ضد الغزو الروسي في أوكرانيا

كما يعبر عن رفضه لموقف المسلمين الذين يقاتلون من أجل روسيا بالقول: “هذا ليس الإسلام.. المسلمون في شهر رمضان لا يقاتلون ولا يغتصبون ولا يسرقون.. لا أعرف أي نوع من المسلمين هم”.

“هذا ليس الإسلام.. المسلمون في شهر رمضان لا يقاتلون ولا يغتصبون ولا يسرقون.. لا أعرف أي نوع من المسلمين هم”.

ويؤكد استمتاعه بصيام رمضان، لافتاً إلى أنه وخلال 24 ساعة لم يكن يرغب في تناول الطعام، حيث أراد فقط الصلاة والدفاع عن وطنه أوكرانيا، داعياً إلى “اتحاد كل المسلمين. حتى لا تكون هناك حروب على أرضنا”.

ويشدد عيسى أكاييف وهو رئيس كتيبة القرم على أنه لا يملك خيارا غير القتال.

ويضيف”العدو قد غزا بيتي.. ويريد أن يفرض عليّ أسلوب حياته وطريقته في التفكير”.

وفي حديثه عن المسلمين الذين يقاتلون إلى جانب الروسي يقول أكاييف لأخبار الآن: “إنهم مخطئون بشدة.. وإذا تمسكوا بهذه الأيديولوجية واعتقدوا أنها صائبة فإنهم يستحقون الموت مثل أولئك الذين يقاتلون من أجلهم.. إذا لم يتركوا أسلحتهم ويغادروا بلادنا أو يستسلموا، فأعدهم بأننا سنقتل كل واحد منهم”.

ويضيف: “لا يوجد شك.. كل من يعتبر نفسه مسلما.. أتى إلى هذه الأرض، اغتصب، قتل، سرق، سيعاقب بالتأكيد.. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعاقبهم بأيدينا وسنبذل قصارى جهدنا لجعلهم يشعرون بذلك.

ويعرب عيسى أكاييف عن سروره برمضان بالقول: “كنا في شهر رمضان مع السلاح.. لأن شهر رمضان كان دائمًا شهر الانتصارات العظيمة للمسلمين وفي زمن النبي صلى الله عليه وسلم وما بعده، كانت كل الانتصارات العظيمة في شهر رمضان”.

ويتابع أكاييف: “أريد أن أقول لجميع مسلمي العالم يجب أن تفهموا بوضوح ما يحدث في أوكرانيا، أوكرانيا اليوم هي بؤرة استيطانية تحاول وقف عدوان النظام الشمولي، الذي يحاول حرمان الأحرار من حقوقهم في اختيار الطريقة التي يعيشون بها وما يصرحون به، وما هي المبادئ الأخلاقية التي يجب الالتزام بها. نحتاج إلى مساعدة المسلمين، نحن بحاجة إلى دعائهم”.

ويدعو عيسى المسلمين إلى الاتحاد بالقول: “أريد أن نتحد جميعًا وسنعيش يومًا ما في منزل واحد كبير، كما عاش أجدادنا، حتى نتمكن من ممارسة ديننا بحرية والتنقل بحرية حول أراضينا.. حتى نتمكن من العيش بحرية حيث نريد أن نعيش.. حتى نكون دائما إخوة وأخوات.. أتمنى أن يترك المسلمون الخلافات التي لا تؤدي إلا إلى الخلافات، وأن يتركوا أفكارهم القومية بأن العرب أفضل من غير العرب، أو أن الأتراك أفضل من غيرهم، أو أن غيرهم أفضل من غيرهم”.

ويردف القول: “استطاع أعداؤنا تقسيمنا.. لذلك، نحن اليوم ضعفاء وهذا صعب للغاية بالنسبة لنا، قوتنا في وحدتنا، وقد تحدث النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن هذا الأمر.. لقد جاء من أجل هذا وأعطانا الله كتابه بواسطته لنكون معًا.. في كثير من الأحاديث التي تدعو إلى الوحدة وترك ما يؤدي إلى الخلاف كان يقول دائما (الخلاف والانقسام ضعف، والوحدة قوة) أنا حقا أحب أن نكون متحدين”.

 "تتار القرم".. عسكريون مسلمون يقاتلون ضد الغزو الروسي في أوكرانيا

“عيسى أكاييف” رئيس كتيبة القرم

ويود أكاييف أن تكون “أوكرانيا والشعب الأوكراني نموذجًا لنا جميعًا”، ويقول “عندما بدأت الحرب توحدنا جميعًا وقفنا جنبًا إلى جنب، بغض النظر عن الدين الذي نعتنقه كان الجميع معًا، والمسيحيون فهموا الفرق بين الحلال والحرام بالنسبة للمسلمين.. وفهموا أنه لا يمكن إرسال أي نوع من الطعام إلينا، لذا كانوا يرسلون إلينا سمكًا.. حتى أنني أعرف متطوعين اشتروا الدجاج الحلال ثم صنعوا الحساء وأرسلوه إلينا، هذا يقول الكثير، أود حقًا أن يكون هذا مثالًا لنا جميعًا”.

هذا وهاجرت الغالبية العظمى من سكان تتار القرم من الإقليم بعد أن تعرضوا لعمليات تهجير قسري في عهد الزعيم السوفييتي السابق جوزيف ستالين عام 1944، وذلك بعد أن اتهمهم بالتعاون مع الألمان خلال الحرب العالمية الثانية.
ونزح الكثير منهم إلى عدد من دول آسيا الوسطى، بالإضافة إلى تركيا التي كونوا فيها واحدة من أكبر الجاليات خارج أراضيهم.