إبراهيم رئيسي وحكومته في مرمى انتقادات الإيرانيين بسبب الأوضاع الاقتصادية

بعد مرور ثلاثة أشهر من تولي إبراهيم رئيسي، للرئاسة في إيران، لم يشعر الإيرانيون بالتغيير الملموس الذي قد وعد به الرئيس الإيراني خلال حملته الانتخابية، حتى تفاقمت الأزمات المعيشية أكثر فأكثر في ظل إهمال تام للأوضاع الاقتصادية.

إيرانيون عبروا عن آرائهم حول الفترة التي قضاها رئيسي في السلطة حتى الآن، حيث قالت مواطنة إيرانية لأخبار الآن: “لم نر شيئًا حقًا أعني أن شيئًا نشعر به حقًا في حياتنا لم يتغير إلى الأفضل ، لكنه أصبح أسوأ ولا نرى سوى التضخم، لا نرى أي فرق للأفضل أو حتى أي تغيير تم إجراؤه.

فيما يقول مواطن آخر: “كلما فكرت أكثر، لا أرى أي فرق مع أسلافهم، أعني، هم أسوأ، هم أنفسهم يزعمون أنهم حققوا أداءً رائعًا أو نجحوا في بعض القطاعات، أو قاموا بتطعيم الجميع ، لكنهم أسوأ من الحكومات السابقة.

وواصل سعر الدولار الأمريكي ارتفاعه في إيران، ووصل إلى 31 ألفا و40 تومانا.

وأخذ سعر الدولار في إيران يتصاعد منذ انتهاء الجولة السابعة لمحادثات فيينا، وسجل خلال الأيام الماضية ارتفاعا بنسبة 6 في المائة، وفقا لما ذكره موقع إيران إنترناشيونال

وليس من الواضح إلى متى سيستمر الدولار في ارتفاعه أمام العملة الإيرانية، ولكن في منتصف الخريف الماضي، وصل الدولار في السوق الإيرانية الحرة إلى 32 ألف تومان، ولكنه انخفض بعدها إلى 22 ألف تومان بعد ضخ البنك المركزي الإيراني الكثير من الدولارات في السوق.

يشار إلى أن سعر الدولار كان في بداية حكومة إبراهيم رئيسي قد وصل إلى نحو25 ألف تومان، وسجل خلال الـ100 يوم الماضية ارتفاعا بنسبة 25 في المائة.

ومع هذا الارتفاع، يقول مواطن إيراني لأخبار الآن: “يجب أن أخبركم أنه لم يحدث شيء خاص في الأيام المائة الأولى باستثناء أن الدولار أصبح أكثر تكلفة، وبعض الاضطرابات في أصفهان، أو حتى في طهران حيث ينظم المعلمون إضرابات ولم يحدث أي حدث إيجابي.

أما مواطنة أخرى، فأشارت إلى مقارنة حكومة رئيسي بالحكومات السابقة، موضحة أن الوضع يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، وأنه ليس هناك ما يتوقع أن يكون أفضل، قد تكون هذه الحكومة أكثر راديكالية وتطرفًا بعض الشيء على حد وصفها”.

الإحباط الشعبي في إيران جراء الوضع الاقتصادي الحالي، يلقي بظلاله على نواحي عدة، ومنها التعليم، حيث يشكو الطلاب من كثرة الأعباء المالية وتحديدا خلال المرحلة الجامعية، ما يضطر البعض إلى عدم استكمال الدراسة والبحث عن مصادر للدخل.

بعد نحو 100 يوم لإبراهيم رئيسي في السلطة.. إيرانيون: الأوضاع تزداد سوءا ولا نشعر بتأثير ملموس

الإيرانيون يعانون من أوضاع معيشية تتفاقم في ظل انخفاض العملة أمام الدولار

ويؤكد أحد المواطنين الإيرانيين لأخبار الآن، بأن طلاب الجامعة يعيشون أوضاعا صعبة، قائلاً: “طبقة تفكر باستمرار فيما قد يحمله المستقبل وبالنظر إلى ما يجري الآن، الأمور تزداد سوءًا، وهذا أمر مزعج أيضًا عندما يريد الطالب العيش بشكل مستقل ماليًا لذا لا توجد نظرة مشرقة إلى المستقبل”.

ويشير مواطن آخر رفض ذكر اسمه لمراسل أخبار الآن: “أستطيع أن أقول لك ما يقرب من 90 في المائة من الطلاب يفكرون بالهجرة، أعني إذا لم أضطر إلى البقاء هنا لبعض الأسباب ، فستكون الهجرة خياري الأول ، أكثر من 90 في المائة من أصدقائي إما هاجروا أو هاجروا ، فهم كذلك اتخاذ خطوات للهجرة”.

ويتابع قائلاً : “أنا حاليًا لست طالبًا لكن عندما كنت في الجامعة منذ سنوات أدرس في مدينة أخرى غير طهران، كان من الصعب جدًا أن أعيش كطالب، على الرغم من أن التضخم لم يكن سيئًا كما هو الآن وكانت الأسعار أكثر توازناً وأكثر عقلانية

ويؤكد بعض الإيرانيين بأن الأوضاع الصعبة تدفع طلاب الجامعات نحو الهجرة أكثر، حيث يقول: “إذا تحدثت إلى 80 في المائة من الإيرانيين، فإنهم يريدون المغادرة، لماذا رفعوا رسوم مغادرة البلاد إلى 5200000 تومان؟ لأنهم يعرفون أن الجميع يريدون الذهاب ، وأي شخص يغادر البلاد يمكن للحكومة أن تكسب بعض المال منهم”.

بعد نحو 100 يوم لإبراهيم رئيسي في السلطة.. إيرانيون: الأوضاع تزداد سوءا ولا نشعر بتأثير ملموس

ومع ارتفاع تكلفة التعليم خاصة في المراحل الجامعية، تشير تقارير ترصد عدة آراء من الطلاب الإيرانيين، عبر العديدون عن تقلص الدافع للدراسة ومواصلة التعليم قليلاً في السنوات الأخيرة، خاصة أولئك الذين ينوون مواصلة تعليمهم ودراساتهم يحاولون الهجرة أكثر إذا كان لديهم القدرة على القيام بذلك ، وبسبب تدهور الوضع الاقتصادي

وتبدو أولويات إبراهيم رئيسي نحو البرنامج النووي وتحدي المجتمع الدولي، أكثر من معالجة الأزمات الداخلية، أو تخفيض نسبة التضخم، لينعكس ذلك نحو شعور بعدم الرضا بين الإيرانيين.

ويعبر الإيرانيون عن عدم تفاؤلهم بشأن الوضع الحالي، حتى إن البعض ذهب للاعتقاد بأنه حتى لو تحرك نظام إبراهيم رئيسي، فلن يظهر أن تحسن ملموس على حد وصف مواطن إيراني.

ويتابع لأخبار الآن قائلاً: “حسنًا، لا مع الأخذ في الاعتبار حقيقة أن الأحزاب السياسية قد قدمت في الماضي مرشحين رئاسيين بخطط دقيقة للغاية، لكن لم يلاحظ أي تحسن ، بل إن الوضع ازداد سوءًا ، ناهيك عن هذا الحزب الجديد. حاليا ذهب أربعون شخصا لحضور محادثات جنيف ، ولا يوجد شيء واضح حتى الآن

فيما تشير سيدة إيرانية إلى أن السياسات لا تتبدل، قائلة: ” تم استبدال الأشخاص، لكن سياستهم هي نفسها، والوضع الاقتصادي يتلقى أوامر من أعلى، فالأمر لا يتعلق بمن يأتي إلى السلطة، لذا لا يوجد أمل، لا، أعتقد أن الوضع سيزداد سوءًا

بعد نحو 100 يوم لإبراهيم رئيسي في السلطة.. إيرانيون: الأوضاع تزداد سوءا ولا نشعر بتأثير ملموس

وتتابع سيدة إيرانية أخرى: “أعتقد أن كل الناس من حولي إما يحبون الهجرة أو هم في طور الهجرة بالفعل لكن بعضهم ليس لديهم الإمكانيات المالية، لأن نفقات الهجرة قد ارتفعت بسبب عملتنا التي لا قيمة لها، لهذا السبب ، كما قلت ، يريد الجميع المغادرة إذا فتحت البوابات، لأنه لا أمل في تحسن الوضع. إذا لم يذهبوا ، حسنًا ، فذلك لأنهم لا يملكون الإمكانية. أنا نفسي في هذه العملية في الواقع”.