اليائس يسيطر على طلاب الجامعات الخاصة في أفغانستان

أدى التطور السريع للتعليم العالي في أفغانستان على مدى السنوات العشرين الماضية إلى مضاعفة الآمال في المستقبل.

لكن عودة طالبان حولتها فجأة إلى يأس كبير، لقد شكل هذا الوضع تحديا لأنشطة الجامعات الخاصة، فالجامعات الخاصة خالية هذه الأيام، ووضعها غير معروف والمخاوف من إفلاسها تتزايد.

وأعلنت حكومة طالبان قرارات تتعلق بسياسة جديدة للتعليم العالي في أفغانستان تتضمن فصل الرجال عن النساء ووضع قواعد لزي إسلامي داخل الجامعات.

وتنطوي تلك السياسة التعليمية الجديدة على تغييرات كبيرة مقارنة بالممارسات المقبولة التي كانت سائدة في الجامعات في فترة ما قبل استيلاء الجماعة على الحكم.

إذ كان يسمح بالاختلاط في الجامعات، وكان النساء والرجال يدرسون جنبا إلى جنب، كما لم يكن هناك زي بعينه يفرض على النساء والفتيات في الجامعات.

هذه المعطيات الجديدة، أدت إلى مخاوف متزايدة في المجتمع، فضلا عن تسببها في أزمة اقتصادية معقدة للجامعات الخاصة في البلاد.

فتلك الجامعات وجدت نفسها فجأة، أمام معضلة تتمثل في ضرورة الفصل بين طلابها، فضلا عن ابتعاد كثير منهم عن مقاعد الدراسة.

الوضع الاقتصادي للجامعات

مراسلة أخبار الآن، حاولت رصد واقع تلك الجامعات المتأزم في ضوء ما تواجهه اليوم من أزمة اجتماعية واقتصاية

وبالنظر إلى واقع الحال في البلاد، فإذا تجاهلنا كل الإنجازات التي تحققت في أفغانستان في السنوات العشرين الماضية، فلا يمكننا تجاهل التقدم في مجال التعليم العالي.

ففي كابول وحدها، تقوم العشرات من الجامعات الخاصة، إلى جانب خمس جامعات عامة، بتخريج آلاف الطلاب إلى المجتمع الذي يمزقه الحرب في أفغانستان كل عام.

ولكن الآن، بالإضافة إلى فرض قيود على تعليم الفتيات، فإن الوضع الاقتصادي للجامعات غير معروف أيضًا، ويشعر الطلاب بالإحباط من مستقبل غير مضمون مع حضور منخفض للغاية.

محمد طاهر أحد الطلاب المهددين في الجامعات الخاصة يقول لأخبار الآن: “لا يُسمح للفتيات بالذهاب إلى الجامعة أو المدرسة، هناك شعور سيء، لا نشعر بالحرية، يفكر الكثيرون في الهروب”.

أفغانستان.. الجامعات الخاصة تواجه المجهول بعد سيطرة طالبان على البلاد

فيما يقول زميله، أمين بهادور: “فقدت جامعتنا حوالي 50 بالمئة من طلابها.

وأضاف “وهناك البعض ممن لم يلتحقوا، يعاني الكثير منهم من مشاكل مالية والعديد منهم غير قادرين على القدوم إلى الجامعة بعد أن فقدوا وظائفهم”.

بدوره قال نافيد، نائب مدير جامعة خاصة: “لقد فقدنا العديد من الطلاب بسبب قضايا اقتصادية أو أمنية”.

ويكمل: “بسبب المستقبل المظلم أصبح الكثير من الطلاب غير حريصين على الدراسة”.

ويقول نافيد إنه إذا استمر الوضع، “فقد نفقد طلابنا الآخرين أيضًا”.

وتابع: “إذا استمر الوضع الاقتصادي على هذا النحو، لن نتمكن من استيعاب الطلاب الجدد، وسنخسر المزيد من الطلاب”.

أفغانستان.. الجامعات الخاصة تواجه المجهول بعد سيطرة طالبان على البلاد

 

ويرجع معظم الانخفاض إلى الطالبات،لأن أهالي الطالبات يشعرون بعدم الأمان،ولهذا لا يرسلون بناتهم  إلى الجامعة.

“على الرغم من أننا في نهاية الفصل الدراسي، إلا أن العديد من الطلاب يرغبون في الحصول على إجازة عاجلة”، وفق ما ذكر نائب مدير الجامعة.

وقال نافيد، إنه من المهم جدًا وجود أمل في المستقبل لدى الطلاب، و”هو أمر لم نشهده الآن مع النهج المتنحي لطالبان”.

تسبب الاحتكار العرقي والجماعي للسلطة في المزيد من الإحباط في المجتمع أكثر من أي وقت مضى.

سياسة غير واضحة وآلاف الأسئلة التي يواجهها كل طالب، بما في ذلك كيف سيكون وضع الجامعات، وماذا سيكون مصير الطالبات وماذا ستكون التغييرات في المناهج الدراسية؟ وإذا تخرجوا، هل يمكنهم العثور على وظيفة أم لا؟ ما يظهره الموقف هو مستقبل قاتم وكئيب.