المتحدث باسم طالبان يجيب على تساؤلات عدة بشأن مستقبل الحياة في أفغانستان

  • تفاقم لأزمة ودائع الأفغان في البنوك.. وطالبان تلقي باللوم على سرقة الأموال
  • تساؤلات حول رد فعل طالبان تجاه الموالين للقاعدة أو عناصر داعش داخل أفغانستان
  • المتحدث باسم طالبان ينفي وجود علاقة تواصل بين القاعدة وطالبان
  • ذبيح الله مجاهد يؤكد بأن طالبان تلاحق عناصر داعش واعتقالهم
  • بعض قيادات طالبان لم تأخذ إجازة بالتحدث مع وسائل الإعلام حتى الآن
  • طالبان تسعى لتحديد مسألة تعليم الفتيات عبر عدة شروط
  • ذبيح الله يؤكد انتهاء المقاومة في وادي بانشير

أكد ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم جماعة طالبان، بأنه لا يوجد أي قوائم للاغتيالات للعاملين بالدولة أو منظمات المجتمع الدولي أو المنظمات الأجنبية

ووصف ذبيح الله خلال مقابلة خاصة مع أخبار الآن، تلك القوائم بأنها هي شائعات ولا وجود لها، متابعاً: “أصدرنا عفو عام وليس جائز، ولن نقوم بحملات تعذيب” على حد وصفه.

وتعد العلاقة بين طالبان والقاعدة محور نقاش لأغلب متابعي الشأن الأفغاني أو الدولي عموما، حيث يبدي المجتمع الدولي مخاوفه من إعادة التعاون بين الطرفين، ما قد يؤدي إلى وجود حاضنة جديدة لهجمات جهادية.

ويقول ذبيح الله مجاهد: “مجاهدو القاعدة تواجدوا بأفغانستان في السابق لمواجهة الغزو السوفياتي، وبعد انتهاء الغزو، بقي بعض من عناصر القاعدة ضيوفا لدى طالبان، وبعد 11 من سبتمبر، خرج مقاتلو القاعدة من الجنسيات العربية والأجنبية من أفغانستان، ثم عادوا لبلادهم مجددا”

وتابع قائلا: ” الآن لا يتواجد عناصر من القاعدة بالبلاد، ولا توجد لدينا علاقات معهم حاليا، كما أن سياسات طالبان تمنع تحدث أي قوة خارجية باسم أفغانستان، أو الاستفادة من أرضنا”

تجاهل طالبان للقاعدة

وفي الإصدار الإعلامي الأخير للقاعدة، تم إسقاط لقب” أمير المؤمنين” خلال الحديث عن الملا هبة الله أخوند زاده، ما ذهب البعض إلى تفسير الأمر بعلم القاعدة لتجاهل طالبان لها.

ويفسر ذبيح الله الأمر بأنه شأن القاعدة وليس طالبان، حيث يقول: “إعلام القاعدة لهم أسلوبهم، ولكن لا يعني ذلك وجود علاقات، حيث أننا نتواصل مع الجانب الأمريكي والدول المختلفة وكذلك الاستخبارات الخارجية، لا يمكننا أن نحافظ على علاقات مع القاعدة، لذلك هما ليسوا موجودين بالبلاد”.

ويؤكد ذبيح الله عدم وجود أي تواصل بين طالبان وقيادات القاعدة في الفترة الأخيرة.

ويتابع قائلاً: “علاقتنا مع القاعدة ليست موجودة، لأنهم بعيدون عنا، بعدما ذهبوا إلى أوطانهم ونتعهد مع الدول المختلفة وأمريكا بألا يتم استخدام أفغانستان كأرض لشن هجمات ضد دولة أخرى طبقا لاتفاقية السلام في الدوحة”.

وحول وجود عناصر من القاعدة وطالبان في أفغانستان، أكد ذبيح الله مجاهد بأنه لن يسمح لأي شخص بخلق حالة تهديد في طالبان وتابع قائلاً: “القاعدة غير موجودة في أفغانستان وليس لدينا أي فكرة عنهم، أما تنظيم داعش  مازالوا موجودين في المنطقة وهم مختبئون ونكافح للعثور عليهم، وبالأمس تم القبض على معظمهم والتحقيق مستمر في كابول، لن يشكل داعش تهديدًا في المستقبل ويمكننا منع أنشطته”.

 

ما بين طالبان اليوم وطالبان بالأمس

ويوضح القيادي بطالبان مدى اختلاف الحركة بين الماضي والفترة الحالية، حيث يقول إن كلمة الاختلاف ليست موجودة لكن التجارب السياسية ازدادت لطالبان في أفغانستان مؤخرا

أما عن سبب عدم ظهور عدد من الشخصيات في طالبان إعلاميا، قال ذبيح الله إنهم لم يأخذوا إجازة بالتحدث حتى الآن، ولكن سيتم ذلك مستقبلا، حيث بدأ وزير الخارجية في التحدث لوسائل الإعلام.

 

المتحدث باسم طالبان لـ"أخبار الآن": لا تواصل بين طالبان والقاعدة.. وحكومتنا تختلف عن حكومة إيران

المتحدث باسم طالبان خلال مقابلة خاصة مع مراسلة أخبار الآن

أكثر ما يقلق العالم هو كيفية تعامل طالبان مع حقوق الإنسان والمرأة

وتشكل قضية حقوق الإنسان في أفغانستان أهمية بالغة للمجتمع الدولي، حيث يتهم الأفغان حركة طالبان بالقمع الممنهج، وسط مخاوف دولية من قمع متواصل وتحديدا لحقوق المرأة.

ويشأن ذلك يقول القيادي بطالبان لأخبار الآن: “نحن نطمئن العالم بأن حقوق الإنسان محفوظة في أفغانستان، وقبل مجيئنا كان الأفغان في خطر أمني، وحقوقهم ضائعة، ولكن مع مجيئ طالبان، فإن تلك الأفعال أدت لضياع حقوق الأفغان لن تحدث مجددا”.

وتابع قائلاً: ” نسعى لزيادة الاهتمام بحقوق الانسان، وكذلك المرأة، ونلتزم بالحقوق الشرعية للسيدات بحسب الشريعة والسياسات المتبعة في طالبان”.

ويعتبر الكثيرون طريقة وصول طالبان إلى الحكم  في أفغانستان بالغير شرعية، ما قد يجعل القرارات التي يصدرونها غير دستورية.

كما يتساءل العديدون عن طبيعة الحياة الديمقراطية في أفغانستان، وامكانية وجود انتخابات رئاسية تؤدي إلى وجود رئيس أفغاني بتصويت المواطنين، حيث قال ذبيح الله إن هذا الأمر له عدة أبعاد، أهمها البعد الشرعي.

وقال: “هذا الأمر مطروح لدى علمائنا، يتباحثون في وجود تلك الانتخابات ضمن الشريعة، حيث أن للانتخابات جوانب سلبية مثل الرشوة وخلافه، لذا فإن شورى العلماء والخبراء يدرسون هذه الفكرة حاليا”.

 

 

المقاومة في بانشير

وأشار المتحدث باسم طالبان إلى انتهاء المقاومة في وادي بانشير، مع تأكيده هروب مقاتلي الجبهة الوطنية إلى الجبال وخارج الوادي.

ونفى ذبيح الله ما يتم تداوله بشأن إعدام مقاتلي الجبهة في بانشير، موضحا بأن طالبان تصدر عفوا لمن يندم وينشق عن الجبهة على حد قوله.

كما علق على المقارنة بين حكومة طالبان والحكومة الإيرانية، ليؤكد بوجود اختلاف، حيث سيتم تشكيل حكومة إسلامية تستند على أصول الشريعة في أفغانستان عكس طهران بحسب تصريح ذبيح الله مجاهد.

وبشأن الأنباء التي أشارت إلى قرب نقل العاصمة الأفغانية من كابول إلى قندهار معقل طالبان، نفى ذبيح الله هذا الأمر، مفسرا وجود اجتماعات دائمة للحركة هناك بوجود تأمين إضافي”.

وتابع: ” بمجرد تحقيق الأمن الكامل في كابول، سينتقل أميرنا وزعيمنا إلى العاصمة”.

تعليم الفتيات في أفغانستان

وتثير قضية تعليم الفتيات مسألة هامة لدى الناشطات الأفغانيات، وسط مخاوف دولية من حرمان الفتيات من تعليمهن بعد وصول طالبان.

ويقول الناطق باسم طالبان إن الحركة تسعى إلى تعليم المرأة بكافة مراحلها، حتى المراحل الجامعية، ولكن وفق شروط معينة، مثل الفصل بين الرجال والنساء، وإلزامية فرض الحجاب.

ويؤكد المتحدث باسم طالبان بأنه يجرى إصدار لائحة تنظيمية للتعليم في البلاد خلال الفترة المقبلة.

وبخصوص إلزامية فرض الحجاب، قال القيادي بطالبان، إن تفسير الحجاب يناقشه العلماء لدى الجماعة للفتوى بشأن الأمر، فالبعض داخل طالبان يفسره بالنقاب الذي يغطي كامل المرأة، والبعض الآخر يشير إلى ما يغطي الرأس فقط.

 

المتحدث باسم طالبان لـ"أخبار الآن": لا تواصل بين طالبان والقاعدة.. وحكومتنا تختلف عن حكومة إيران

أزمة الودائع في البنوك

ومع الأوضاع الحالية في البلاد، تفاقمت أزمة جديدة بعد عدم حصول الأفغان على مستحقاتهم، حيث يرجع ذبيح الله أسباب ذلك إلى سرقة الأموال من البنوك في الفترة الأخيرة، وهو ما أدى إلى مخاوف المواطنين من عدم الحصول على مدخراتهم.

وتابع قائلاً: ” ننتظر أن نجمع أموال الدولة من جهات عدة، ثم سيتم بعدها إصلاح الوضع الاقتصادي، هناك تقييد للأشخاص الذين يسحبون رواتبهم من البنوك، أو الذين لديهم حسابات شخصية.

واستكمل: “البنوك تواجه ضغطا حالياً، ولكن إذا وفرت البنوك كل المبالغ للناس، فإن سعر العملة الأفغانية سينخفض ​​وسيكون تأثيره أسوأ، سترتفع أسعار السلع وسيواجه الناس أوضاعًا صعبة، هدفنا هو السيطرة على الوضع، والأداء المصرفي بالنسبة للأفغان، ونحن ننتظر عائدات البلد حتى تتمكن البنوك من تقديم الخدمة العادية للناس”.

وحول التحديات التي تواجه طالبان مؤخرا، قال ذبيح الله: “طبعا نحن في حالة جديدة بعد تشكيل الحكومة و الوضع الأمنى مهم لنا ونحاول بقدر استطاعتنا السيطرة على الوضع الأمني، ثم يأتي الوضع الاقتصادي لبلادنا كثاني الاولويات، ومن المحتمل أن نواجه تحديات، حيث نسعى لإحياء مصادرنا الاقتصادية في الحكومة الإسلامية، وهذه الأمور تعد الأهم بالنسبة لنا حاليا ومستمرون فيها”.