أخبار الآن تتجول في ولاية بانشير

  • أخبار الآن تلتقي أهالي بانشير وترصد مشاهداتهم للحظات الأخيرة قبيل سقوط بانشير بأيدي طالبان
  • يروي سكان مقاطعة بانشير الأفغانية ما عاشوه خلال أيام شعروا فيها بالعجز واضطروا إلى الاستسلام
  • طالبان تحاول الإنتقام من أي شخص ينضم إلى المقاومة او كان له علاقة بالحكومة الأفغانية السابقة

استطاعت طالبان العودة إلى السلطة بعد عشرين عاما من الإطاحة بها، وبسطت سيطرتها على أفغانستان بسرعة خاطفة من دون أي مقاومة تذكر. لكن الوضع في وادي ولاية بانشير كان مختلف، فهي رفضت الإذعان لطالبان وقاومت بشكل كبير ولمعرفة مايجري هناك توجهت موفدة أخبار الآن من العاصمة الأفغانية كابول إلى ولاية بانشير لترصد الأوضاع هناك وكيف يعيش سكان هذه المناطق في ظل حكم طالبان .
في البداية أخبار الآن التقت نائب ولاية بانشير “ملنج شاه” المعروف بـ”الملا روح الله”، وهو الذي حصلت منه على التصريح للدخول الى الولاية حيث تحدث عن الأوضاع الراهنة في بانشير.

 

نائب ولاية بانشير “ملنج شاه” المعروف بـ”الملا روح الله”: “حاليا لا يوجد اي مقاومة في ولاية بانشير ويوجد مديرية بريان وهذه المديرية لها حدود مع ولاية بادخشان وهذه اخر واكبر مديرية لدينا ونحنا قمنا بالإستيلاء على جميع المديريات في ولاية بانشير وحاليا لايوجد اي عناصر مقاتلة او مقاومة في بانشير”

أفغانستان

كما أضاف: ” ولاية بانشير بعد أن كانت في حالة حرب الآن تنعم بالأمن والاستقرار والمواطنون الذين يعيشون في القرى في نفس الولاية سعداء، وفي البداية كان المواطنون يفرون من بيوتهم إلى كابول لكن بعد عودة الأمن والإستقرار عادوا إلى بيوتهم، كما أن ابن أحمد شاه مسعود قبل اسبوع كان هنا لكن وفق معلومتنا قد غادر بانشير ولا نعرف إلى أين ذهب ولكن المقاتلين معه استسلموا لنا وهم حاليا يتواجدون معنا”

رواية أهالي بانشير:

يروي أهالي ولاية بانشير لأخبار الآن كيف جرت المعارك على الأرض وكيف كان دور جبهة المقاومة قبل سيطرة طالبان على هذه الولاية، أحد الأهالي تحدث قائلا: “عندما جاءت طالبان إلى هنا لقتال جبهة المقاومة التي تنتمي إلى نجل أحمد مسعود كانت تتواجد في منطقة خاوة حيث دارت إشتباكات عنيفة، وبعد سيطرة طالبان على المنطقة قامت بقطع شبكة الإتصالات والمواد الغذائية، ما اضطر  جبهة المقاومة للذهاب إلى قمم الجبال”.

 

أحد أهالي بانشير: “عندما دخلت طالبان إلى ولاية بانشير كان هناك نوع من الخوف والهلع كما أن مقاتلي طالبان قاموا بإطلاق النار على أطفال هذه القرى”

أخبار الآن تتجول في ولاية بانشير وتكشف خوف ومعاناة الأهالي من طالبان

يروي سكان مقاطعة بانشير الأفغانية ما عاشوه خلال أيام شعروا فيها بالعجز واضطروا إلى الاستسلام للمرة الأولى في تاريخهم في مواجهة مقاتلي طالبان وأعدائهم بالوراثة.

وعن حالهم عند دخول طالبان إلى ولاية بانشير تحدث أحد الأهالي وقال: عندما بدأت الحرب دخلت طالبان دخلت إلى ولاية بانشير فاضطررنا الى الهروب لناحية الجبل وبعد استيلائهم على المنطقة بخمسة ايام عدنا الى بيوتنا ونحن مجبرون على ان نكون محايدين لكن في البداية كنا مع جبهة المقاومة”، واضاف انه  “يوجد مجموعة من جبهة المقاومة متواجدة في اعلى الجبل وفي المغارات وهم خائفون على انفسهم لانه حتى لو استسلموا قد يتم إغتيالهم رغم أن طالبان اعلنت العفو العام”.

 

أحد أهالي بانشير: “عندما دخلت طالبان الى الولاية قاموا بكسر أبواب بيوت كبار المسؤولين السابقين وحتى بيوت بعض الناس العاديين وسرقوا محتوياتها، والكثير من المواطنيين قاوموا لكن في النهاية استسلمو ا”

أخبار الآن تتجول في ولاية بانشير وتكشف خوف ومعاناة الأهالي من طالبان

 

 

أحد أهالي بانشير قال: “انا واحد من سكان هذه المنطقة، عناصر طالبان البالغ عددهم حوالى أربعين الف شخص، جاؤوا من قمم الجبال وحاصروا نجل أحمد شاه مسعود، وعندها حاولت مجموعة من أهالي المنطقة إقامة مفاوضات مع عناصر طالبان بهدف إقامة الصلح بين الطرفين في المنطقة، لكنهم رفضوا فاضطر نجل احمد شاه مسعود للفرار من المنطقة واتجه للاختفاء وراء هذه الجبال المحيطة بنا، وحتى الآن نحن لا نعرف مكانه سواء أكان وراء هذه الجبال ام انه اصبح خارج البلاد.

ولكن وبحسب شهود عيان، فان المجموعة التي كانت برفقة نجل احمد شاه مسعود وهي مؤلفة من جنرالات وعناصر موالية للحكومة السابقة يتواجدون خلف هذه الجبال وتحديدا في منطقة تدعى أندراب

 

أحد اهالي بانشير: الكل هنا يعاني من الوضع الاقتصادي الصعب كما ان عناصر طالبان يضايقون اهالي المنطقة ويقومون بتفتيش منازلهم بحثا عن السلاح، ويسألون عن النساء والفتيات بهدف الزواج منهن بالقوة

أخبار الآن تتجول في ولاية بانشير وتكشف خوف ومعاناة الأهالي من طالبان

وأضاف: “سابقا دارت اشتباكات بين جبهة المقاومة وعناصر طالبان وسقط قتلى للجهتين، لكن بعد استيلائهم على المنطقة انتهت هذه الاشتباكات، فنزح العديد من الشباب نحو كابول، وبقي كبار السن والكل هنا يعاني من الوضع الاقتصادي الصعب كما ان عناصر طالبان يضايقون اهالي المنطقة ويقومون بتفتيش منازلهم بحثا عن السلاح، كما انهم يسألون عن النساء والفتيات بهدف الزواج منهن بالقوة”.

ووفق مشاهدات فريق أخبار الآن ووفق أهالي المنطقة فإن طبيعة الأرض في بانشير حيث يقع الوادي المحاط بقمم جبلية وعرة تغطيها الثلوج، توفر ميزة دفاعية طبيعية، إذ يمكّن للمقاتلين التخفي ، لشن كمائن لاحقا من المرتفعات باتّجاه الوادي.

ويقع وادي بانشير الوعر والذي يصعب الوصول إليه، على مسافة 80 كيلومتراً من كابول. وكان آخر معقل للمعارضة المسلحة ضد طالبان التي سيطرت على الحكم في 15 آب/أغسطس.