هو عقاب أفغان، يلقب نفسه بـ “النسر الأفغاني”. حالياً يتولى مهام عسكرية في مطار كابول في أفغانستان، حيث يعمل ضمن فريق الأمن، وهم مَنْ يتحكمون في مستودعات أسلحة طالبان، كما أنّه بدأ يشارك مؤخراً في برنامج تلفزيوني لـ “نشر ثقافة الإمارة الإسلامية”.

  • مقاتل في طالبان لـ”أخبار الآن: القاعدة غير موجودة في أفغانستان 
  • “لن نسمح للقاعدة بالقدوم إلى أفغانستان وشن هجمات من أراضينا”
  • “ثمة بيعة من القاعدة لطالبان لكنّها بيعة شكلية” 
  • لا نريد القاعدة في أفغانستان تجنباً للمشاكل مع العالم بأسره

يصف أفغاني، الذي يبلغ من العمر 28 عاماً، نفسه على أنّه مجرّد “طالب” عادي، مقاتل، وكذلك يعمل في مجال الإعلام مع طالبان. كان والده قائداً عسكرياً في طالبان، التي كان أهم سلاح لها هو الانتحاري، كما كان يتمّ صناعة عبوّات ناسفة بأجزاء بسيطة، وفق ما يقول.

مقاتل بطالبان لأخبار الآن: لا نريد القاعدة بأفغانستان تفادياً للمشاكل مع العالم

عقاب أفغان مشاركاً في أحد البرامج التلفزيونية مؤخراً

عقاب أفغان: “لا نريد القاعدة في أفغانستان وهذه ادعاءات نشرها الغرب”

اليوم الحديث بات يتخطّى مسألة استيلاء طالبان على أفغانستان، وتواجد تنظيم القاعدة أو عدمه، هو من الأسئلة التي تُطرح بقوّة مع محاولة طالبان التنصّل من ذلك الإرتباط. يقول عقاب أفغان لـ”أخبار الآن“: “ليس هناك من اتصال مع تنظيم القاعدة، وهي غير موجودة في أفغانستان”، مشيراً إلى أنّ أسامة بن لادن جاء إلى البلاد قبل طالبان وبدعوة من مجموعات المجاهدين السابقة. لاحقاً حصل اتصال بين حركة طالبان والولايات المتحدة التي تقدمت بثلات اقتراحات: أوّلاً، لا بد من تقديم إثباتات على تورطه في الهجوم على برجي التجارة العالمي، وثانياً، لا بدّ من تسليمه، أو تقديم دليل لمحاكمته أمام القضاء وإدانته قانونياً… لكن الأمريكيين لم يسمعوا قط، وخلال السنوات العشرين الماضية أقاموا حملة بروباغندا إعلامية، وأدخلوا إلى عقول البشر أخباراً عن وجود القاعدة في أفغانستان”.

وجدد نفيه وجود القاعدة أو أيّ فرد تابع لها، مدّعياً أنّ “كلّ تلك الأخبار تداولها الأجانب، خصوصاً الأمريكيون الذين أثروا على عقول الناس وأقنعوهم بوجود القاعدة في أفغانستان، لكن ليس هناك وجود للقاعدة في بلادنا وليس هناك أي إسم لها”.

عقاب أفغان: “لا نرى حاجة لندعو القاعدة لعدم القدوم إلى أفغانستان، ولا نريد أن نتورّط في مشاكل مع العالم بأسره”

لنقل إننا سلّمنا جدلاً بعدم وجود القاعدة في أفغانستان فعلاً، طرحنا على عقاب أفغان السؤال التالي: “لنفترض أن القاعدة ليست موجودة في أفغانستان، هل تدعونهم لعدم المجيء إلى أفغانستان”؟ 

أجاب عقاب: “ليس هناك من داعٍ لقدوم القاعدة إلى أفغانستان، فهي لديها مناطق خاصة بها في العراق وسوريا، ونحن في إمارة طالبان الإسلامية لا نرى حاجة لندعو القاعدة أو نطلب منها القدوم إلى أفغانستان، ولا نريد أن نتورّط في مشاكل مع العالم بأسره وبلدان أخرى”.

وتابع: “نحن نريد السلام مع كلّ دول العالم، ولا نريد أن نواجه مشكلة أكبر بسبب مجيء أطراف أخرى إلى أفغانستان. نحن لا نحتاج إليهم، ولا نريدهم تفادياً لوقوع مشاكل”.

لماذا تتنكر طالبان لبيعتي القاعدة؟

وعن تهنئة القاعدة لطالبان مع استيلائها على أفغانستان، قال عقاب إنّ “مجرد تهنئة القاعدة لطالبان لا تعني أنّ هناك علاقة بينهما”، لكن ماذا عن بيعة بن لادن للملا عمر، وبيعة أيمن الظواهري للملا هبة الله أخوند زاده؟

لم ينكر عقاب هذه البيعة، فقال: “نعم، لقد حصلت مبايعة مع الملا عمر، لكن هذه المبايعة لا تعني أنّه عليه أن يهاجم بلداناً أخرى، وأن يُسمح لأسامة بن لادن استعمال الأراضي الأفغانية لمهاجمة بلدان أخرى. لقد حصلت مبايعة بسيطة تقليدية كتلك التي تحصل بين الإخوان في الإسلام، ولن تسمح طالبان لأيّ كان، استعمال الأراضي لشنِّ هجمات على بلدان أخرى، كما لن تسمح لبلدان أخرى بفعل المثل، ولكن إنْ قام أسامة بن لادن بالمبايعة أو قدم التزاماً للملا عمر، فهذا لا يعني أنه أيّده في هجماته على بلدان أخرى، وتسبب بالمتاعب”.

وأضاف: “كل ذلك لا يعني أنّنا ندافع عنهم مثلما فعل الملا عمر في دفاعه عن أسامة بن لادن في عمله وكل شيء. نحن لا نقبل ذلك. صحيح أنّ البيعة حصلت، لكن ليس بالمعنى الذي يتم الحديث عنه”.

شاهدوا أيضاً: خديجة أمين أذاعت نشرتها الأخيرة ثمّ فرّت خوفاً من طالبان.. فكيف هربت؟