امتنعوا عن دفع أموال للقاعدة، فقتلوهم
في الساعات الأخيرة من ليل أمس الأول، وقع هجوم إرهابي أليم في شمال مالي راح ضحيته عشرات الضحايا، وانتظر الجميع إعلان إحدى فصائل الجماعات الجهادية الثلاثة الموجودة على ارض مالي مسؤوليتها عن الحادث، ولكن أحدهم لم يعلن وظل الحادث مفتقدا لاعتراف الجاني، حتى أزاح الستار عنه أحد ضباط القوات الخاصة النيجيرية عندما أشار باصبع الاتهام نحو تنظيم”القاعدة” في مالي.
ففي تصريحات خاصة لـ “أخبار الآن” قال مصدر عسكري في القوات الخاصة النيجيرية المعنية بمحاربة الإرهاب في دول غرب أفريقيا: “بالأمس وقع هجومان كبيران من جانب الجماعات الإرهابية في توقيت واحد أحدهما ضد المدنيين في منطقة أنسونغو في مالي. وهجوم آخر كبير ضد وحدة عسكرية في بوركينا فاسو في مقاطعة كوسي”.
وأضاف المصدر العسكري ” أما عن هجوم مالي فقد استهدف مجموعة من القرى في مقاطعة أنسونغو رفض السكان المحليون بها دفع ضرائب للقاعدة مؤخرا، وكان إرهابيو القاعدة قد اعتادوا على جمع أموال من الفلاحين والسكان البسطاء تحت مسمى “جمع الزكاة” (القاعدة تستخدم كلمة زكاة لتبرير الإتاوات التي تحصدها من المدنيين)، ولكن السكان فقراء والوضع الاقتصادي في مالي لا يسمح بذلك.”
وعندما اشتكى الأهالي للسلطات من ضيق ذات اليد وعدم قدرتهم على دفع اموال لإرهابيي القاعدة، طلب الجيش المالي منهم عدم الدفع، وعندما اتى جباة القاعدة لأخذ المال امتنع السكان.
ويضيف المصدر الخاص: عندما امتنعوا عن دفع “الزكاة” (القاعدة تستخدم كلمة زكاة لتبرير الإتاوات التي تحصدها من المدنيين)، للقاعدة عادوا إليهم بعد عدة أيام مسلحين ووجهوا أفواه بنادقهم ومدافع رشاشة من نوعية “بي كيه إم” إلى صدورهم، في محاولة لتأديب من يرفض دفع الأموال التي يفرضونها على المدنيين.
يؤكد المصدر أن الضحايا قد زادوا عن 43 قتيل من القرى الثلاث، معظمهم من المدنيين.
ووفقا لوكالة الأنباء الفرنسية فإنه في مساء الأحد قتل أكثر من أربعين مدنياً في ثلاث قرى شمالي دول مالي بغرب أفريقيا قرب حدودها مع النيجر .
وقد صرح مسؤول أمني، طلب عدم ذكر اسمه، لوكالة الأنباء الفرنسية طالباً عدم كشف اسمه قائلا «قُتل أكثر من أربعين مدنياً الأحد بأيدي إرهابيين في قرى كارو وأوتاغونا وداوتيغيفت»، مضيفاً أن «الإرهابيين دخلوا القرى وقتلوا الجميع».
وقال مسؤول في إحدى القرى: «قتل 20 مدنياً في كارو.. وقتل 14 مدنياً في واتاغونا وعدد آخر في قرية داوتيغيفت»، مشيراً إلى أن المهاجمين وصلوا على دراجات نارية وباغتوا سكان القرى.