في توديع ملوك الفراعنة.. حكاية “صورة أيقونية” لمركب المومياوات الملكية


يمر موكب المومياوات الملكية من على  كوبري الملك الصالح بالجيزة، كانت أسرة مصرية تترقب مرور موكب المومياوات الملكية، وهي تقف في الشرفة، وتلوح بالأعلام. مشهد جذب بعض الصحفيين والمصورين، ممن لم يحصلوا على تصريح لتصوير الحدث بالمتحف المصري بالتحرير، أو حتى بالمتحف القومي للحضارة بالفسطاط. وباستئذان أصحاب المنزل سمحوا لـ3 من الصحفيين والمصورين بالدخول، ليلتقط الصحفي المصري عبد الله عويس، صورة كانت حديث مواقع التواصل الاجتماعي مساء أمس.

 صاحب الصورة “الأيقونية” في موكب المومياوات الملكية لم يحصل على تصريح لتغطية الموكب 

لم يحصل عويس، الصحافي بموقع مصراوي على تصريح بتصوير المومياوات الملكية ، ضايقه الأمر كثيرا، لكنه بحث عن صورة مختلفة توثق لذلك الحدث، وجرب أكثر من مكان، لكن لم يكن مسموحا له الوقوف في الشارع، بعد منع الأفراد والمركبات من الحركة في توقيتات محددة وفق إجراءات أمنية مشددة، لحماية الموكب، حتى اهتدى إلى ذلك المنزل، الذي يطل على الكوبري الذي ستمر فوقه المومياوات: “كنت من المهتمين بذلك الحدث، وفي الصحافة أنت تبحث عن زاوية مختلفة، سواء كانت نصا أو صورة أو مقطع فيديو” يحكي عبد الله، الذي يعمل بالأساس صحفيا، لكنه يهوى التصوير، ويجربه في كل أعماله.

حكاية "أحلى صورة" في توديع موكب المومياوات الملكية

في الشرفة كانت طفلة صغيرة تجلس على كرسي، تنتظر مرور الموكب، ظلت تسأل عن أسماء الملوك وتفاصيل حياتهم، ولماذا يتم نقلهم، ولما لم تكن الأسرة جاهزة بكافة الإجابات كان الصحافي يخبرها بتلك التفاصيل، ولعمله في تغطية ذلك الحدث، ودخوله المتحف المصري ومشاهدة المومياوات أثناء وضعها في كبسولات نيتروجين، ظل يريها بعض الصور، فتزداد أسئلتها، وهو لا يتوقف عن الإجابة.

 

في الشرفة أيضا كان رب المنزل واقفا إلى جوار 3 من السيدات من أقاربه، يتابعون التشديد الأمني في الشارع، ويمسكون الأعلام وينتظرون الدقائق القليلة التي سيمر فيها الموكب من أمامهم، وعبد الله ما يزال يمسك الكاميرا، التي اشتراها منذ سنوات لتعينه على عمله، فيما كانت الأسرة تقدم له وللذين معه العصائر بكل محبة: “كانوا لطفاء معنا، لم يمنعونا من الدخول إلى المنزل، رحبوا بنا، وسمحوا لنا بالتصوير” يحكي عويس، الذي كان في بداية اليوم يبحث عن مكان ليلتقط منه صورة، أو حتى يقدم موضوعا يصلح للنشر، فاستعان بأرقام دونها من قبل لعمال سبق لهم العمل في تجهيز العربات والديكور الخاص بالموكب: “وكتبت موضوعا صحفيا، لكنني في النهاية صرت أبحث عن صورة توثق ما حدث”.

حكاية "أحلى صورة" في توديع موكب المومياوات الملكية

يمر الكوكب من أمام شرفة الأسرة، فيرفع أهلها الأعلام ويصيحون “تحيا مصر” فيلتقط الشاب صورا للموكب، ثم يتجه إلى سيدتان، ترفع واحدة منهما العلم، بينما تشير الأخرى بيدها إلى الموكب، وكأنما تودع الملوك المارين من أمامها، فيما كانت الطفلة الصغيرة تقفز فرحا، وصوتها الأعلى بين الجميع. وبالتقاط عدد من الصور نشر الصحفي تلك الصورة على صفحته الشخصية على موقع فيس بوك، فيشاركها الآلاف ويتفاعلون معها.

 

كان ممن شاركوا تلك الصور، فنانون مصريون، مثل تارا عماد، التي جعلتها صورة ضمن قصتها على إنستجرام، كذلك فعل الممثل تامر فرج، الذي دون بضعة كلمات حول الصورة، وتشبث المصريون بجذورهم، وأيضا نشرها الفنان المصري أحمد حاتم، وكانت الصفحات تنشر تلك الصورة، ويتفاعل معها الآلاف، فيما يعدها البعض بحسب تعليقاتهم الصورة التي لخصت الحدث. كذلك نشر الصورة بعض أعضاء مجلس النواب المصري، ونشرها أيضا المستشار الإعلامي لمجلس الوزراء هاني يونس، فيما يعتبر الصحافي الشاب أن فرحة الناس بالصورة، أفضل ما قدمه خلال ذلك اليوم: “مهنتنا تقوم على نقل ما يحدث، وشرح ما يحدث للناس، سلبا وإيجابا”.يعتبر عبد الله نفسه محظوظا بدخول منزل تلك الأسرة، ويمتن لهم بسماحهم له بالدخول والتصوير من شرفتهم، فبدون ذلك لم يكن ليحصل على تلك الصورة، التي باتت أيقونية ترمز إلى ذلك الحدث.