في لقاء خاص مع تلفزيون الآن أجريناه مع مجيد يحيى مدير مكتب برنامج الأغذية العالمي في الإمارات ممثل البرنامج لدى دول مجلس التعاون الخليجي تحدثنا عن أزمة الجوع وتأثير كوفيد ١٩ على الإستجابة لها وما تعنيه جائزة نوبل للبرنامج.

البرنامج وفق السيد يحيى بدأ كتجربة عام ١٩٦١ حيث طرحت الفكرة في مؤتمر للغداء حول كيفية مساعدة الدول المتضررة بسبب الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة وتحويل فائض الغذاء من دول معينة إلى الدول المحتاجة، أعطِي البرنامج ثلاث سنوات لتجربة الفكرة فيما لو كانت ستنجح أو يتم إقفال البرنامج وكانت أول مهمة للبرنامج زلزال إيران الذي نتج عنه نزوح وزهقت أرواح وقاموا بإرسال مساعدات منقذة للحياة، بعدها بفترة فيضان تايلاند وقاموا أيضاً بالمساعدة بالإضافة إلى الجزائر التي كانت حديثة الاستقلال حيث قاموا بمساعدة من عاد لمناطقه وتوفير الغذاء، وتم تقييم البرنامج بعد ثلاث سنوات وأثبت نجاحه فتم إنشاء برنامج الأغذية العالمي كمنظمة تابعة للأمم المتحدة.

بعكس تمويل أغلب منظمات الأمم المتحدة قال مجيد يحيى إنهم في البرنامج يعتمدون اعتماداً كلياً على التبرعات الطوعية من الدول، من الأفراد، من القطاع الخاص، من المؤسسات ولكن الجزء الأكبر من التبرعات يأتي من حكومات الدول.

جائحة كوفيد عمقّت أزمة الغذاء

أكبر دولة داعمة للبرنامج هي الولايات المتحدة وملتزمة بشكل ثابت، وقد تتراوح مبالغ التبرعات أو تقل بين سنة وأخرى، مثلاً بالنصف الأول من عام ٢٠٢٠ كانت التبرعات مقبولة جداً، مع بداية الجائحة كان التخوّف من موضوع الإغلاق بأنه قد يتسبب بتأثيرات سلبية على الأمن الغذائي وخلل بسلاسل التوريد من أماكن الإنتاج إلى أماكن الاستهلال، فتمّ وضع نداء عاجل لمبلغ ٢ مليار دولار من الشراء الآجل وقاموا بتوزيعها في ثلاثة أشهر وتمت الإستجابة بنسبة ١٠٠٪؜ وحققوا المبلغ المنشود، وفي النصف الثاني من عام ٢٠٢٠ ازدادت حالة الأمن الغذائي سوءاً والإجراءات الإحترازية كان لها دور مهم بهذا الإطار.

نعطي مثلاً ٨٠٪؜ من سكان إفريقيا يعتمدون على الرزق بشكل يومي، كل هذا توقف وبالتالي توقف الدخل وهذا أثر في الأمن الغذائي وهكذا إرتفع عدد المصنفين في أشدّ الحاجة للمساعدات الإنسانية من ١٠٠ مليون إلى ١٣٨ مليوناً عام ٢٠٢٠ وهذا العدد قد يرتفع ليصل إلى ٢٧٠ مليون شخص في العالم إذا لم يتمكنوا بنهاية هذا العام وبداية عام ٢٠٢١ مقابلة إحتياجاتهم، وهذا تخوّف كبير.

والهاجس الذي لا يجب أن ننساه وفق يحيى هو أن سبعة عشر ألف شخص يموتون جوعاً يومياً في العالم.