أخبار الآن | كوريا الجنوبية (حصري)

ارتبط اسمه بعشرات آلاف المنشورات التي ارسلت الى بيونغ يانغ عبر بالونات الهيليوم بهدف توعية الناس في كوريا الشمالية على معاناتهم. انه بارك سانغ هاك رئيس منظمة “المقاتلون من أجل كوريا الشمالية حرة” . هو يعيش حاليا في كوريا الجنوبية وعمله يتركز مع منظمات و افراد آخرين منشقين عن كوريا الشمالية، يركز على كيفية نقل صورة عن الحياة خارج كوريا الشمالية للكوريين.

يقول بارك سانغ هاك انّه حين وصل الى كوريا الجنوبية شعر بشيء جديد باعماقه:

انّها الحرية، لقد كانت المفاجاة الكبرى بالنسبة لي هي انني ادركت كم كنت مخدوعا و مدى ما تعرضت له من غسل الدماغ في كوريا الشمالية” 

أخبار الآن التقت بارك سانغ هاك وكانت جولة شاملة على الحاضر والماضي.

  • الشعب الكوري الشمالي يعيش في الظلام و ضمن شبكة من الأكاذيب والنفاق

من الواضح ان المنشق الكوري الشمالي لديه هدف واحد في حياته هو مساندة الشعب الكوري الشمالي الذي يقول انّه لا يعرف معنى الحرية و يعتقد ان كوريا الشمالية هي الجنّة و يأخذ على عاتقه مهمة إرسال منشورات مناهضة لكوريا الشمالية و انقاذ الهاربين الكوريين الشماليين، هو يريد تعليم الكوريين الشماليين ما هي الديمقراطية الليبرالية و ما هو الإعلان العالمي لحقوق الإنسان و المجتمع المتقدم في كوريا الجنوبية.

يسأل هاك “لماذا تعاني كوريا الشمالية من الجوع الآن أكثر حتى من زيمبابوي في إفريقيا؟ في كوريا الشمالية، لقد علمنا كيم جونغ إيل أن كوريا الجنوبية هي مستعمرة أمريكية وأنها الجحيم. ولكن لماذا انشق أكثر من 35 ألف شخص من كوريا الشمالية؟  

لماذا لا يذهب أحد لكي يعيش في كوريا الشمالية؟ ولماذا يذهب أكثر من 35 ألف شخص ليعيشوا في “الجحيم”. من خلال سماعك للحقائق يمكنك أن تعرف بأن هذه كذبة، وبأن كل هذا الكلام ما هو إلا نفاق. لا أحد يذهب إلى هناك، فقط الجماعات المناهضة للولايات المتحدة الأمريكية، والجماعات المؤيدة لكيم يونغ أون، أو الأشخاص الموالين لكوريا الشمالية.

نحن نحاول أن نخبرهم عن طبيعة البلاد وعن شكل الحياة في كوريا الجنوبية فقط، نحن لا نتحدث عما تبدو عليه الحياة في الولايات المتحدة أواليابان. لماذا؟ لأنهم علمونا بأن كوريا الجنوبية هي مستعمرة تابعة للولايات المتحدة وبأن شعبها يعيش في جحيم. لقد علمونا بأنها البلد المعادي لنا. لذلك، نحاول أن نشرح لهم أي نوع من البلدان هي كوريا الجنوبية، ولماذا يخاطر 35 ألف شخص بحياتهم للمجيء إلى هنا، ونحاول أن نوضح لهم الواقع الذي تعيشه كوريا الشمالية.

الشعب الكوري الشمالي يريد أن يستمع إلى معلومات، ولكنهم يعيشون في الظلام، إنهم يعيشون ضمن شبكة من الأكاذيب والنفاق. إنهم يتوقون إلى سماع الحقيقة، ولكن للأسف، فقد غطت السلالة الوراثية الثالثة لكيم إيل سونغ آذان وعيون الشعب الكوري الشمالي لأكثر من 70 عامًا ومنعتهم تمامًا من الانخراط والدخول إلى المجتمع الدولي. الكوريون الشماليون لا يعرفون عن شكل الحياة في الخارج، ومن الممكن أن يتم نقلهم إلى معسكر اعتقال سياسي لمجرد أنهم سمعوا محطة إذاعية تابعة لكوريا الجنوبية.”

اللاجئ الكوري الشمالي بارك سانغ هاك: كيم يعيش أزمة ثقة ولم يتبق له غير شقيقته

  • سياسة الخوف في كوريا الشمالية تتجاوز الخيال

بارك مقتنع ان النظام في كوريا الشمالية الكاذب و المنافق يخشى الصدق و الحقيقة لذلك يحاول منعها و هذا جليّ من خلال محاربته للمنشورات الى أرسلت الى الحدود و رد عليها النظام بتفجير مكتب الإتصال المشترك بين الشمال والجنوب. و يضيف قائلا انني تخرجت من اكبر جامعة في كوريا الشمالية لكني لم أعرف ان إعلان حقوق الإنسان موجود، و لم أكن اعرف ما هو دور الامم المتحدة. خوف الناس ليس نابعا من انّ هناك نظام يعاقب الشخص على جريمته لكنّه يحاسب العائلة بكاملها على ذلك.

“سيتضرر والداي وإخوتي، بغض النظرعما إذا كنت قد قمت بارتكاب ذلك التصرف الخاطئ بنفسي. إنها مسؤولية مشتركة،وبهذه الطريقة، حتى بعد ثلاثة أجيال، وحتى أبناء عمي وكل أقاربي البعيدين سيُعتبرون مجرمين. لذلك، فإن سياسة الخوف هذه تتجاوز خيالنا.”

و لعلّ اكثر ما يخشاه المحيطين بكيم يونغ اون و كبار الجنرالات ما لقّبه بارك بالشمس، شارحا قول هؤلاء المأثور بانه يجب دوما الحذر من الشمس لانّها تحرقك اذا ما اقتربت منها و تتجمد حتى الموت اذا ما ابتعدت. لذا فانّ عليك الحفاظ على الخط الصحيح مع كيم يونغ اون و الا سوف تقتل من دون محاكمة.

وعن مدى تقبّل الشخصيات التقليدية لاوامر كيم كشاب قليل الخبرة يقول بارك انهم يتعاطون مع الواقع بطريقة وراثية منذ جيل اجدادهم و آبائهم فهم يعتقدون ان هذا أمر طبيعي.

يعلل بارك تصرف كيم الحازم و القاسي بالضعف و غير الإنساني و يقول:

إذا لم تخف الناس بهذه الطريقة، خاصة إذا كان هذا النظام قائماً على العنف الوحشي والقتل، فإن النظام سينهار. لذلك وعلى مدار السبعين عامًا الماضية، كان الشعور بالذنب بالتبعية موجوداً دائماً، فهو يثير الرعب بشكل كبير في نفوس الشعب”

 

  • السلاح النووي بيد كيم طريقة ذكية لنهب المال من المجتمع الدولي

بارك سانغ هاك غير متفائل لجهة النهاية السعيدة للمفاوضات مع كوريا الشمالية لان النظام في كوريا يتمسك بسلاحه للحفاظ على دكتاتوريته متحدثا عن وهم عاشه و يعيشه الزعماء الكوريون الشماليون بانهم سيستمرون الى الأبد.

حتى انهم مستعيدون لإستخدام هذا السلاح ضد شعبهم اذا ما ثارضدهم. فالسلاح يقول بارك ليس للشعب و انما لتقوية الإستبداد ضد الشعب الكوري الشمالي و لترويض 20 مليون شخص و تحويلهم الى عبيد.

وعن العوامل التي يمكن ان تجعل كيم و تدفعه للعودة الى طاولة المفاوضات يقول بارك انها اكبر خدعة و اشبه بإطعام العشب للذئب.

اللاجئ الكوري الشمالي بارك سانغ هاك: كيم يعيش أزمة ثقة ولم يتبق له غير شقيقته

  • لا ينبغي أن ننخدع، لن يتخلى كيم جونغ أون أبدًا عن أسلحته النووية

هل يمكن أن يختلط الماء والزيت معا؟ هذا كلام فارغ.

لقد كذب لمدة 28 عامًا، قائلاً إنه سيتخلى عن الأسلحة النووية. كان ذلك في عام 1993 عندما كان العالم كله يعاني من أزمة الأسلحة النووية لكوريا الشمالية. في عام 1994، ذهب جيمي كارتر إلى بيونغ يانغ والتقى بكيم إيل سونغ في يونيو أو يوليو. خدع كيم إيل سونغ جيمي كارتر بالأكاذيب.”

وعن الاسباب ألتي تدفع بكيم الى تاخير انخراطه باي مفاوضات قال بارك:

“هو يستغل عامل الوقت لبناء الكثير من الأسلحة النووية. اذا تخلى عن شيء واحد سيُكافأ، هي خدعة لكسب المال. إنه تكتيك لاستهلاك أموال دافعي الضرائب في كوريا الجنوبية والولايات المتحدة.

ليس لدى كوريا الشمالية ما تخسره. لماذا؟ إذا واصلت التصنيع والتجارب، ستأتون يا رفاق إليّ وتقولون من فضلك توقف، من فضلك تخلص منها.”

إنها طريقة ذكية لنهب المال. إنها عادة عصابة وحشية. إنه رجل عصابات.”

 

 بارك سانغ هاك بدا متاكدا من ترنّح النظام في كوريا تحت عبء فيروس كورونا الذي فرض أزمة اقتصادية متفاقمة مشيرا الى انّ الجزية ستقع على الشعب في النهاية مؤكدا ان كيم يعيش أزمة ثقة كبيرة بسبب طبيعة تعامله مع محيطه. و لم يتبق له الا شقيقته و من هنا نرى هذا الظهور المتصاعد لشقيقته على ساحة التصريحات و المواقف واصفا النظام الذي يبدو قويا بالهش.

بارك اختصر بعبارة واحدة الشيء الوحيد الذي لا يمكن للعالم ان يفهمه عن كوريا الشمالية:

“إنها قصة بسيطة، لكن المجتمع الدولي وجمهورية كوريا يعرفونها جيدًا. في كوريا الجنوبية، يخاطر 35,000 شخص من الهاربين الكوريين الشماليين بحياتهم للمجيء و الإعتقاد ان كيم رجل طيب وسوف يتخلى عن الأسلحة النووية ويتعاون مع الولايات المتحدة. أود أن أقول لـ 50 مليون شخص الذين يصدقون هذا الكلام إنهم مخدوعون تمامًا.اذهبوا إلى بيونغ يانغ. لماذا لا تذهبون يا رفاق؟