أخبار الآن | بيلاروسيا – مينسك (خاص – عبيد أعبيد) 

أعلنت بيلاروسيا، عند نهاية شهر يوليو الماضي، إيقاف 32 “مقاتلا” من مجموعة مرتزقة “الفاغنر” العسكرية الروسية الخاصة التي تعتبر مقربة من الكرملين، واتهمتهم بالسعي إلى “زعزعة استقرار” البلاد مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأخيرة، مطالبة بتوضيحات من موسكو.

“أخبار الآن”، تواصلت مع ياروسلاف رومانتشوك (Jaroslav Romanchuk)، رئيس مركز الدراسات العلمية “ميزيس”، والمرشح للانتخابات الرئاسية البيلاروسية لعام 2010، فكشف معطيات جديدة عن خلفية اعتقال 32 عنصرا من مرتزقة “الفاغنر” الروسية في بلاده.

وقال السياسي البيلاروسي، إن تواجدهم في بلاده، يأتي في سياق مخطط السلطات البيلاروسية وخلفها الكرملين، من أجل تخويف المعارضين السياسيين للرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، والناخبين البيلاروس الرافضين له.

وأضاف في مقابلة خاصة مع “أخبار الآن”بأن “هناك تساؤل حول طريقة وصول عناصر الفاغنر  إلى بيلاروسيا، وكيف سكنوا، وما الذي نووا فعله. هناك أسئلة تتعلق بالأشخاص الذين ينتمون لهذه المجموعة”.  

وعن خلفيات استخدام مرتزقة الفاغنر الروسية في بيلاروسيا، قال السياسي البيلاروسي، ياروسلاف، إن موسكو، “تمتلك أدوات ضغط عديدة على السلطة البيلاروسية، وهي الأدوات السياسية نفسها التي أثبتت فاعليتها مع الرئيس ألكسندر لوكاشينكو، طيلة السنوات الماضية، حيث أثبت ولاءه الدائم للكرملين”. 

وأضاف  ياروسلاف، اليوم إن الغاية من استعمال “الفاغنر”، تكمن في “الضغط الإضافي” على السلطات في البلاد، حتى لا تخرج نتائج الانتخابات عن رغبات وتوجهات موسكو. 

وأردف قائلا :”في ذلك أقول ان الأمر ربما يكون أداة إضافية للضغط وإرهاب الرئيس ألكسندر لوكاشينكو. لكن في هذه الحالة، لا يمكن  لعشرين أو ثلاثين شخصاً من هؤلاء المجموعة (الفاغنر) التأثير على نتائج الانتخابات”.

ياروسلاف، يقول أيضا “إنها ليست المرة الأولى” التي تلجأ فيها مرتزقة “الفاغنر” إلى الضغط على السياسيين في بيلاروسيا وتخويفهم من مغبة الخروج عن رغبات الكرملين. 

وفي هذا الإطار قال :”في الواقع  إنها المرة الأولى التي يتم فيها اعتقال أشخاص على قيد الحياة، لكن كانت هناك محاولات في الانتخابات السابقة لزرع الخوف.. ففي مرة سابقة، تم الأمر عبر سيارة محملة بالأسلحة دخلت للبلاد من أوكرانيا، ولكن لم يتم العثور عليها، ومرة أخرى، زعم ان المعارضة تحاول تسميم المياه في الأنابيب باستخدام الجرذان الميتة.. وكان كل ذلك في إطار دعاية إعلامية لزرع الخوف ليس إلا”.

ومضى قائلا :”واليوم يأتي الحديث مجددا عن عناصر من الفاغنر الروسية، تتهمهم القيادة البيلاروسية بأنهم يحاولون تخريب عملية الانتخابات وزعزعة استقرار الوضع السياسي في البلاد..”، مشيرا إلى ان “كل هذا يجري لأول مرة، في سياق لم يرسل فيه الكرملين، مراقبيه، وهدد بعدم الاعتراف بالانتخابات في بيلاروسيا”.

وعلاوة على أدوار مرتزقة الفاغنر الروسية في دول عربية مثل سوريا وليبيا والسودان، كما كشفت تقارير سابقة لـ”أخبار الآن“، يبقى للفاغنر أدوار تخريبية أخرى تكمن في العبث في السياسات الداخلية لدول أوروبا الشرقية. 

وتأسست مجموعة “الفاغنر” على يد شخصية مقربة من فلاديمير بوتين، هو أقرب وأشهر رجال الأعمال له، يفغيني بريغوجين، وتحمل الشركة سمعة سيئة بأنها أداة تستعملها روسيا في تدخلات عسكرية خارجية لا يمكن أن تقوم بها رسميا.

ظهرت الشركة في شرق أوكرانيا الذي يشهد حربا متواصلة منذ 2014، ونشر عناصرها أيضا في ليبيا وسوريا. وتنفي روسيا أي ارتباط لها بالمجموعة.

وقال رافكوف إنه سيتم استدعاء سفيري روسيا وأوكرانيا للحصول على توضيحات.

ونشر التلفزيون العام البيلاروسي صورا التقطتها كاميرات مراقبة عند وصول المجموعة المشتبه فيها إلى الفندق، وصورا لعملية إيقافها.

وأظهرت الصور أيضا حزم دولارات وجوازات سفر روسية وكتيبات وإرشادات استخدام معدات عسكرية.

وأضاف تقرير التلفزيون أن “النزلاء الجدد لفتوا الانتباه بسلوكهم غير العادي لسياح روس ولباسهم الموحد العسكري الشكل”.

وهؤلاء الرجال “لم يشربوا كحولا ولم يرتادوا أماكن ترفيه” في الفندق، وفق مقدمة التقرير التي أكدت أنهم “فحصوا المكان والأنحاء بعناية”.

ونشرت القناة، قائمة بأسماء الموقوفين، وجميعهم رجال تتراوح أعمارهم بين 24 و55 عاما.