أخبار الآن | ريف الرقة – سوريا (حصري)

بالرغم من مرور ثلاث سنوات على تحرير الرقة من بطش تنظيم داعش، إلا أن جرائم التنظيم المتشدد لا تزال بصماتها عالقة في أذهان المواطنين ومدفونة في الرقة.

ثلاث سنوات من تحرير ومازال المزيد من المقابر الجماعية تكتشف في المنطقة.

في تل زيدان عشر كيلومترات في الريف الشرقي للمدينة، قصة مؤلمة ينقلها مراسل أخبار الآن بدرخان أحمد.

اليوم وبعد جهود حثيثة لتقصي الحقائق عن جرائم التنظيم، تكمن فريق الاستجابة الأولية التابع لمجلس الرقة المدني من انتشال أكثر من 5900 جثة من 25 مقبرة جماعية منتشرة في مدينة الرقة وريفها، كما أنه اقترب من إنهاء انتشال الموقع الـ 25 الواقع في تل زيدان ببلدة الحمرات في ريف الرقة الشرقي بعد انتشال أكثر من 175 جثة.

اكتشاف مقبرة جماعية في ريف الرقة بعد ثلاث سنوات من تحريرها من داعش

انتشال 5940 جثة من 25 مقبرة جماعية منتشرة في مدينة الرقة وريفها / خاص لأخبار الآن

ووصل عدد الجثث المستخرجة 5940 جثة حتى الان فيما تجاوز  عدد الجثث خلال شهرين ونص إلى الآن  200 جثة، واستهدف تنظيم داعش الشباب بالدرجة الأولى حيث كشفت التحقيقات أن أعمار أصحاب الجثث من الشباب تراوحت أعمارهم بين 20 و25 سنة، وهم ضحايا إعدامات ميدانية.

ولئن تعددت أسباب الجرائم التي يراها داعش تتطلب الإعدام، فإن داعش يعدم الشباب لأنهم  عملاء تحالف أو مرتدين أو متعاملين مع قوات سوريا الديمقراطية.  المقبرة الجديدة، تحمل تحت الأرض ضحايا لإعدامات ميدانية عن طريق إطلاق الرصاص بالرأس، أو أجزاء أخرى من الجسم وهي تشي بمدى قدرة التنظيم المتشدد على العنف والتفنن في القتل.

قائد فريق الاستجابة الأولية ياسر الخميس أوضح أن أغلب الجثث المنتشلة هي لمدنيين تم إعدامهم ميدانياً من قبل مقاتلي داعش في فترة وجودهم في المنطقة، مبيناً أن العمل في مقبرة تل زيدان تأخر بسبب ردم الجثث بشكل مباشر وبطرق غير شرعية، بالإضافة إلى وجود أكثر من جثة في حفرة واحدة واختلاط العظام مع بعضها.

اكتشاف مقبرة جماعية في ريف الرقة بعد ثلاث سنوات من تحريرها من داعش

صور البقايا البشرية التي تم اكتشافها في المقبرة / خاص لأخبار الآن

وعن طريقة العمل وضح ياسر الخميس أنه يتم أخذ عينات من كل جثة قبل دفنها بالطريقة الشرعية في مقبرة تل البيعة شمال مدينة الرقة، وذلك بغية تحليلها والتعرف على صاحبها.

كما أرجع  الخميس سبب التأخر في تحليل العينات إلى قلة الأجهزة المستخدمة، مما سبب تأخرًا في التعرف على الكثير من الجثث مؤكداً أنه في المستقبل القريب سيتم توفير تلك الأجهزة.

من جانبه، قال مساعد طبيب شرعي يدعى اسعد محمد لأخبار الآن أن الطب الشرعي يتعرف على الجثث من خلال مقتنيات الضحايا مشيرا إلى أن أكثر الجثث لا تحتوي على أوراق ثبوتية فيعسر الوصول إلى هويتها.  وذلك لأن العينات تعتبر الوسيلة الوحيدة للتعرف على الجثث.

في بلدة الحزيمة عشرين كيلومترا في الريف الشمالي لمدينة الرقة، تمكن فريق الاستجابة الأولية التابع لمجلس الرقة المدني من اكتشاف مقبرة جديدة في بلدة الحزيمة، اكتشاف هذه المقبرة جاء عن طريق إبلاغ أهالي بلدة الحزيمة للفريق وأيضا للجهات المعنية في الرقة.

حسب إفادة الأهالي لمراسل أخبار الآن والذين فضلوا عدم الظهرو أمام الكاميرا ان المقبرة تضم أكثر من 70 جثة. حتى الآن سجل أهالي الرقة بيانات أكثر من 3 آلاف مفقود لكن حتى الآن تم تأكيد هوية 600 شخص فقط من خلال الجثث المستخرجة. فماهو مصير بقية المفقودين؟

 

أقرأ أيضاً:

أفراد من داعش ينفذون عصياناً داخل سجن في الحسكة