أخبار الآن | الشرق الأوسط (حصري)

يحوم الغموض حول رحلات الشحن الجوي للخطوط الجوية القطرية بين طهران وبيروت بعد قرار الحكومة اللبنانية وقف رحلات الركاب القادمة من إيران.

تحقيق لبيانات الطيران التجاري أجرته أخبار الآن يكشف عن الطبيعة غير العادية لهذه الرحلات الجوية، والتي تأتي وسط تباطؤ كبير في الحركة الجوية بسبب وباء كوفيد-19.

في مساء 13 مارس، حلقت طائرة شحن تابعة للخطوط الجوية القطرية وتحمل رقم تسجيل A7-AFG من الدوحة إلى طهران، حيث بقيت على الأرض لمدة 75 دقيقة، قبل أن تقلع مجدداً متجهة إلى بيروت. جاءت الرحلة إلى العاصمة اللبنانية بعد يومين من فرض حظر على حركة الركاب القادمين من إيران وعدة دول أخرى لتجنب انتشار وباء كوفيد-19.

وفقًا لبيانات FlightRadar24 والتي تعود إلى أوائل عام 2019، لم تكن هناك أي رحلات سابقة لطائرات شحن تابعة للخطوط الجوية القطرية بين طهران و بيروت، إلا أن الطبيعة غير العادية للرحلة لا تتوقف هنا فحسب. لقد قطعت طائرة الشحن التابعة للخطوط الجوية القطرية مسارًا دائريًا من طهران إلى بيروت، حيث حلقت الطائرة من إيران فوق تركيا قبل أن تتجه جنوب البحر الأبيض المتوسط وتهبط في بيروت.

ووفقاً لما قاله ضابط المخابرات الجوية السابق ريك فرانكونا لأخبارالآن  “أن رحلة الشحن القطرية تبدو نادرة وغير روتينية”.

وأضاف فرانكونا، والذي لديه خبرة سابقة في الطيران الإيراني، أن مسار الرحلة مثير للاهتمام حيث تحلق طائرات الخطوط الجوية القطرية بشكل روتيني عبر كل من العراق وسوريا، وهو طريق أكثر مباشرة إلى بيروت.

رحلات غير عادية للخطوط الجوية القطرية بين بيروت وطهران

مسار طائرة الشحن التابعة للخطوط الجوية القطرية بحسب FlightRadar24

بعد أسبوع من الرحلة، سافرت طائرة شحن تابعة للخطوط الجوية القطرية تحمل رقم تسجيل A7-AFF من الدوحة إلى العاصمة الإيرانية طهران، حيث بقيت على الأرض لمدة 106 دقائق قبل أن تقلع متجهة إلى بيروت، وقد سلكت الطائرة نفس المسار غير المعتاد متجنبة المجال الجوي العراقي والسوري.

أثارت هذه الرحلات شائعات بأن إيرانيين مصابين بـ COVID-19 تم نقلهم إلى بيروت، مما دفع سلطة الطيران المدني اللبنانية إلى إصدار نفي حول هذا الأمر.

وفقا لهيئة الطيران المدني، فإن رحلة 13 مارس قامت بنقل وتسليم بريد سياسي بالإضافة إلى كرسي متحرك، بينما قامت رحلة 20 مارس بنقل جثة بالإضافة إلى بريد سياسي.

وأضاف البيان أن طائرات الشحن قامت بنقل المواشي من بيروت، حيث المطار مغلق الآن أمام حركة الركاب، إلى العاصمة القطرية.

وقد علقت الخطوط الجوية القطرية أيضا على الشائعات قائلة إن رحلة 20 مارس من طهران إلى بيروت، والتي لم تكن تنقل أي بضائع أو أشخاص، وصلت إلى بيروت لاستلام ونقل شحنة من الأغنام.

منذ ذلك الحين، لم تسافر أي طائرات تابعة للخطوط الجوية القطرية مباشرة من طهران إلى بيروت. ولكن بالرغم من ذلك، تكشف بيانات FlightRadar24 عن سلسلة أخرى غير عادية من الرحلات الجوية لشركة الخطوط الجوية القطرية.

في 24 مارس، تحركت طائرة شحن تابعة للخطوط الجوية القطرية تحمل رقم تسجيل A7-AFJ من طهران إلى الدوحة، حيث بقيت على الأرض لمدة ساعة تقريبًا، قبل التوجه إلى بيروت.

بينما تدير الخطوط الجوية القطرية عددًا من رحلات الشحن إلى بيروت، كانت هذه هي الأولى منذ العام الماضي التي سافرت من العاصمة الإيرانية إلى الدوحة قبل أن تهبط في لبنان.

لقد كان مطار الدوحة الدولي في السابق محطة في طريق شحن غامض بين إيران ولبنان.

في أكتوبر 2018، حلقت طائرة شحن تابعة لخطوط قشم فارس الجوية من طهران إلى بيروت عبر دمشق، ورد أنها قامت بنقل مكونات “صواريخ موجهة بدقة” وسلمتها إلى حزب الله، ثم سافرت طائرة قشم فارس الجوية من بيروت إلى الدوحة قبل أن تعود إلى طهران.

خلال الشهر التالي طارت نفس الطائرة مباشرة من طهران إلى بيروت، ومن ثم اتجهت الطائرة من بيروت إلى الدوحة قبل أن تعود مجدداً إلى طهران . في يناير 2019، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة قشم فارس للطيران، متهمة الشركة بالقيام بعمليات تهريب أسلحة نيابة عن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

 

المزيد:

سفينة شحن غامضة تتنقل بين إيران وسوريا