أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (جنان موسى)

يزدادُ الوضعُ سوءا للمعارضة السورية نظراً لخسارتها المستمرة للأراضي التي كانت تحتَ سيطرتها. فبعد حلب والغوطة وحمص، خسرت المعارضة درعا مؤخراً، ولم يتبقَ لها محافظة سوى إدلب التي يوجدُ فيها الالافُ من المقاتلينَ الاجانب. 

تلفزيون الآن ووجها لوجه مع جهاديين أوروبيين في إدلب.. استطاعَ إجراءَ ثلاثَ مقابلاتٍ حصرية مع ثلاثة منهم ، أتوا منذ سنواتٍ من هولندا وبلجيكا لاسقاطِ النظامِ في سوريا. 

إقرأ أيضا: نقاط لا بدّ من تصويبها بخصوص إدلب

الان ومع احتمالِ بدايةِ حملةٍ عسكرية لاستعادةِ ادلب من المعارضة، يجدُ هؤلاءُ المقاتلونَ انفسهم على مفترقِ طرق. ماذا سيفعلُ هؤلاءِ الأجانب عندَ قيامِ النظامِ السوري بالهجومِ على إدلب؟
 
بعد سقوط الغوطة ودرعا، تتجه الأنظار الآن الى إدلب. فإذا استطاع النظام السوري السيطرة على المحافظة، ينتهي كل شيء بالنسبة للمعارضة. ولكن إدلب عسكريا ليست كدرعا والغوطة والسبب هو وجود آلاف الجهاديين الأجانب على الأرض.

لا يتحدث المقاتلون الاجانب عادة إلى وسائل الإعلام، ولكن قناة الان تمكنت من التحدث حصريا الى ثلاثة منهم داخل إدلب. جهاديان اثنان من هولندا تحدثوا معنا باللغة الهولندية، وجهادي واحد من بلجيكا تحدث بلغة الفلامش. امام الكاميرا لم يكشفوا عن وجوههم خشيةً من التسبب بالمشاكل لعائلاتهم في هولندا وبلجيكا. بدأنا بسؤالهم عن الوضع في ادلب وما اذا كان النظام سيقوم بالهجوم على المحافظة قريبا؟ 

ابو عبد الرحمن البلجيكي: “بالطبع جميع الأنظار تتجه الى إدلب الآن. لا يوجد ذعر… ربما شيء من الذعر فقط. لكن هناك بعض الفوضى. نعرف أنه سيتم مهاجمة إدلب وحلب وحماة، لكن الإخوة والفصائل يستعدون ويقومون بانشاء خطوط الدفاع”. 

ابو زبير الهولندي : “نحن نتحدث كثيرا عن هذا الوضع مع المجاهدين الأجانب ومع الشعب السوري: ماذا سنفعل إذا وقع الهجوم على إدلب؟ في البداية يجب الاستعداد ذهنيا، الكثير من الصلوات، والإستغفار والتركيز على إيماننا. إذا ذكرت الله في أوقات اليسر، سيتذكرك الله في الأوقات الحرجة. جسديا: نحن نعد خطوط دفاعية جيدة، وهذا للوقوف أمام الهجمات الهمجية”. 

ابو محمد الهولندي: “وصلنا الآن الى مرحلة يجب أن نحمي فيها نساءنا وأطفالنا. لقد فقدنا الكثير من المناطق، والآن يقوم الشيعة بالدخول علينا”.

وصل هؤلاء المقاتلون الثلاثة الى سوريا منذ أكثر من خمس سنوات. ماذا سيفعلون واين سيذهبون اذا بدا الهجوم على إدلب؟

ابو عبد الرحمن البلجيكي: “لن يتكرر السيناريو الذي حدث في الغوطة أو درعا حيث تم تسليم كل شيء. أين سيذهب ملايين السكان من اللاجئين؟ وهناك الكثير من المهاجرين (المقاتلين الأجانب) وعددهم يتجاوز العشرة آلاف مقاتل. أين سيذهبون؟ سيقاتلون حتى النهاية”. 

ابو زبير الهولندي : “إذا تم كسر خط الدفاع، يجب على الإخوة نقل عائلاتهم إلى مكان آمن. أنا لست متزوج ، لذلك فأنا مسؤول عن نفسي فقط. لكنني أسمع ذلك من السوريين والمقاتلين الأجانب أنه في حال اقترب النظام من مدينة إدلب، فإن الإخوة سينقلون عائلاتهم إلى المناطق الحدودية (مع تركيا)، حيث نأمل أن يكونوا أكثر أماناً”.

العديد من المقاتلين الأوروبين في إدلب كانوا او لا زالوا عناصر في هيئة تحرير الشام التي كانت تعرف سابقا باسم جبهة النصرة. هذا الفصيل يعتبر تنظيما ارهابيا ليس فقط من قبل الحكومة السورية والروسية بل ايضا بنظر الولايات المتحدة التي أعلنت أن هيئة تحرير الشام ما هي إلا اسم مستعار للنصرة، فرع تنظيم القاعدة في سوريا. 
انضم الهولنديان والبلجيكي في وقت سابق لجبهة النصرة لكنهم ينكرون أنهم إرهابيون:

ابو محمد الهولندي: “أنا لست عضوا في تنظيم القاعدة.. ورأيي في القاعدة انها مجموعة إسلامية، ارتكبت القاعدة بعض الأخطاء ولكنها عانت الكثير أيضاً، وقامت بأشياء جيدة في نفس الوقت” .

ابو عبد الرحمن البلجيكي: “نحن إرهابيون إذا كنت تقصد بذلك الأشخاص الذين يساعدون في وقف الظالم عن ظلم و قمع الشعب السوري. إذا كان هذا إرهاباً، فإننا إذن إرهابيون ” 

ابو زبير الهولندي: “نحن نعلم ان هيئة تحرير الشام تسيطر بشكل اساسي على إدلب. هم يقومون بحماية السوريين والمهاجرين. إنهم الأقوى. إنهم يبذلون قصارى جهدهم لحماية المهاجرين من مؤامرات أجهزة الاستخبارات الأجنبية أو المجموعات التي تعمل لصالح أجندات خارجية وأيضاً لحمايتهم من هجمات البغدادي وداعش”. 

على الرغم من انخراطهم في صفوف التصرة سابقا، يدعي الثلاثي أنهم لا ينتمون الان إلى أي فصيل. على سبيل المثال، يعترف أبوعبد الرحمن البلجيكي بأنه عضو سابق في النصرة ويعترف أيضا انه انضم أيضًا إلى تنظيم داعش. لكنه الآن يطلق على نفسه اسم “مستقل”. ماذا يعني هذا بالضبط؟

ابو عبد الرحمن البلجيكي: “المجموعات المستقلة تعمل وتنضم مؤقتًا إلى مجموعات أخرى. نحن المستقلون نذهب مثلا إلى هيئة تحرير الشام أو حراس الدين أو التركستاني أو جيش الأحرار أو جيش العزة في حماة… نذهب اليهم مع عشرة أو خمسة عشر أو ثلاثين من الأخوة المستقلين ونقول لهم إننا مستعدون لمساعدتهم في أي عمل يريدون عندما يقوم النظام بالهجوم على إدلب واللاذقية وحماة وحلب “.

لكن الخطر على المقاتلين الأجانب لا يأتي فقط من الجيش السوري، إذ إنه هناك ايضا بعض فصائل المعارضة السورية التي تود التخلص من الجهاديين الأجانب. يقول أبو عبد
الرحمن إنهم سعوا للحصول على ضمانات من قادة المعارضة بأن المقاتلين الأجانب لن يتم بيعهم.

ابو عبد الرحمن البلجيكي: “لن يخونوننا، ولن يبيعوننا، بل سيحمون المقاتلين الأجانب، بأسلحتهم وبأرواحهم. هناك ما يكفي من الإخوة الحقيقيين الذين لن يسمحوا بحدوث ذلك. الأخ الحقيقي لن يخوننا ولن يتخلى عنا لصالح قوى أجنبية”.

يدعي المقاتلون الثلاثة أنهم لا يخشون الموت لكنه يدركون تماماً أن معركة ادلب حاسمة وانها قد تجلب معها النهاية.

الهولندي: ” أنا هنا لأني يجب أن أكون هنا. مصيري بيد الله. المطلوب مني هو حماية السكان هنا. حتى أموت. واذا مت، فعلى الأقل سأكون قد قمت بدوري”.

على الرغم من أن الجهاديين الثلاثة الذين تحدثنا معهم يدعون أنهم سيقاتلون حتى النهاية، تؤكد مصادرنا على الأرض في إدلب أن العديد من المقاتلين الأجانب الآخرين يحاولون عقد صفقات مع حكوماتهم والعودة إلى أوروبا. 

 

للمزيد:
لهذا السبب المرأة في داعش لا يمكنها القتال

لمن شكك بكره داعش لكرة القدم اليكم هذه الوثائق