أخبار الآن | درنة  – شرق ليبيا (حصري)

بدأ الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في مايو من هذا العام عملية عسكرية واسعة النطاق لدحر الفصائل المتطرفة التي كانت تسيطر على درنة.

الآن، ولأول مرة منذ بدء هذه العملية العسكرية، تمكن طاقم قناة الان وهو اول طاقم صحفي غير ليبي من الدخول إلى درنة والوقوف على الأوضاع هناك. مراسلتنا جنان موسى رافقت الجيش الليبي في أحياء درنة المحررة وكذلك في أحياء المدينة القديمة التي لا زالت تحت سيطرة المتطرفين.

الجيشُ الليبي يتفقد سيارةً سوداءَ اقتربت فجأة من مواقعِه على أعلى هضبةِ تمسكت Temsekt، المطلةِ على مدينةِ درنة.

منذ العامِ الفين واثني عشر، تخضع مدينةُ درنةِ الليبيةِ تحتَ قبضةِ الفصائلِ المتشددة من ضمنها تنظيمُ القاعدةِ وداعش. 

اقرأ أيضا

الجيش الليبي يقضي على إرهابيين في درنة

أول فريق صحفي أجنبي يدخل درنة بعد هجوم الجيش على المتشددين

ولكن في مايو ايار من العامِ الحالي، أطلق الجيشُ الوطني الليبيُ عمليةً عسكريةً لتحريرِ المدينةِ وكانت هذه الهضبةُ من اوائل الاهدافِ التي سيطر عليها نظرا لموقعِها الاستراتيجي. 

على مدى السنوات الستِ الماضية، عملت الفصائلُ المختلفةُ التي كانت متمركزةً هنا عملت جاهدةً على تحصينِ مواقعها وحفرِ الخنادقِ والانفاقِ للاحتماء من الضرباتِ الجوية.

برفقة الجيشِ الليبي، نتجه إلى وسْطِ المدينة. في الأحياءِ المحررة التي نمر بها، الحركة طبيعية، الاسواقُ مفتوحةٌ والحياةُ مستمرة ولكن الجيشُ لم يدخلْ بعد الى أحياءِ درنةِ القديمة.

آثار ُ المعركةِ واضحةٌ. بعض المباني مدمرٌ. ويا لسخرية القدر، داعش ترك رسالة على جدران هذه المدرسة التي كانت مركزَ اقتراعٍ في العام الفين وأثنى عشر مفادها ان الانتخابات كفر. 

اقرأ أيضا:
إعادة إفتتاح 4 مرافئ لتصدير النفط في ليبيا

ليبيا تستأنف تصدير النفط من موانئ شرق البلاد

أول فريق صحفي أجنبي يدخل درنة بعد هجوم الجيش على المتشددين

يخبرنا اللواء سالم الرفادي، الذي اتخذ من المحكمةِ الاسلامية السابقة، مقرا له عن الفصائلِ التي احكمت قبضتَها على درنة وعن مشاريعِها التي احبطها الجيش. 

في شوارعِ درنة، الحربُ تترك أثرا على الحجر والبشر. ورغمَ الخسائر والإصابات إلا ان وجودَ الجيش والشرطة في هذه المدينة يُعتبر إنجازا بحد ذاته. منذ سنة فقط كانت هذه المدينة محرمةً على اي شخصٍ من المؤسسة العسكرية أو الأمنية. 

في مدينة البيضاءِ المجاورة التقينا بمحمد ومنتصر الشرقاوي. في العام الفين وخمسةَ عشر قام تنظيم داعش بقتل والدهِما وقطعِ رأسه لانه كان من افراد القوات المسلحة. 

المزيد:

صور حصرية من كواليس رحلة “جنان موسى” الأخيرة الى سوريا

صور تنشر للمرة الأولى من رحلة “جنان موسى” الأخيرة الى سوريا

نشر داعشُ شريطا مصورا على النت يبين عمليةَ قطع رأس الوالد. لكنّ الأبناءَ طلبوا مني عدم اعادةِ نشرِ هذا المشهدِ المخيف والاكتفاءِ بنشر هذه الصور التي تذكرهم بلحظات جميلة عاشوها معه. 

بالقرب من خطوطِ التماس في درنة، يشرح لنا العميد سالم رحيل أسبابَ عدمِ دخول الجيش الى إحياء درنة القديمة بعد. 

وحتى انتهاءِ العملية الأمنية بالكامل، يبدو ان المدنيين وحتى الاطفالَ في درنة تعودوا على الحرب. بالقرب من خطوطِ التماس، نحتسي الشاي مع عائلة درناوية لا تطلب شيئا سوى الأمنِ والسلام.