أخبار الآن |  الحدود السورية العراقية  – سوريا – حصري (جنان موسى)

الكثير من التقارير تتحدث عن هزيمة داعش في سوريا، إلا أن مراسلتَنا جنان موسى ذهبت إلى منطقة دير الزور والبوكمال في شرق سوريا، ووجدت أن التنظيمَ لا يزال يسيطر على بقعة شاسعة من الأراضي هناك.

ووفق قائد عسكري في قوات سوريا الديمقراطية، فإن عدد مقاتلي داعش في تلك المنطقة يصل إلى ٧٠٠٠  مقاتل وأن هناك حاضنة شعبية وخلايا نائمةً  لداعش في المنطقة مما يزيد الأمر تعقيدا.

لقد تمت هزيمة داعش في أجزاء كبيرة من سوريا والعراق، ولكن ليس هنا في هذه المنطقة الصحراوية شرق سوريا. نحن على خطِ التماس بالقرب من بلدة الهجين. على سطحِ هذا المبنى يتمركز أفراد قوات سوريا الديمقراطية الذين يقاتلون داعش.

يقولون لنا إن التنظيمَ لا يزال لديه 7000 مقاتل في هذه المنطقة. قبل حوالي الشهرين وبعد أن بدأت تركيا هجومَها على عفرين غادر العديد من أفراد قوات سوريا الديمقراطية هذه الجبهة في شرق البلاد وتوجهوا الى جبهة عفرين في الشمال السوري. الحرب ضد داعش توقفت بشكل مؤقت.

تعد هذه المنطقة نقطة تجميع، فمقاتلو داعش الذين انسحبوا من جبهاتِ القتال في سوريا وأيضا في العراق بعد خسارةِ الأراضي الواقعةِ تحت سيطرتهم توجهوا جميعا إلى هذه المنطقة. بعيدا عن الأنظارِ يحاولون لم صفوفهم في هذه الصحراءِ القاحلة. يأمل التنظيم أن يحافظ على وجوده حتى انسحاب الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية من هنا ليقوم بمحاولة جديدة للسيطرة على شرق سوريا.

في مدينة الحسكة بدأت رحلتُنا الطويلة والخطرة للوصول إلى آخرِ معاقلِ داعش في جنوب شرق سوريا تحديدا المنطقةَ الواقعة بين الميادين والبوكمال على الحدودِ العراقية.

بالقرب من الحسكة تبسط قوات سوريا الديمقراطية سيطرتَها بشكل جيد ولكن كلما اتجهنا جنوبا كلما تبدل الأمرُ. هذه أرضٌ تُحكم فقط بالتوافق مع العشائرِ العربية الموجودة فيها. بعد الشدادي تخف حركة المدنين على الطرقات. حواجز التفتيش التابعة لقوات سوريا الديمقراطية كثيرة. القوات الامريكية موجودة أيضا على الأرض.

هنا ولاية دير الزور التي غيّر داعش اسمَها الى ولايةِ البركة. على جانبي الطريق سيارات داعش المفخخة دليلٌ على حجمِ المعركة التي دارت هنا.

في هذه القرى يحتفظ داعش بحاضنة شعبية و بخلايا نائمةٍ وفق مرافقِنا من قواتِ سوريا الديمقراطية الذي يفضل أن لا تتوقف سيارة الدفع الرباعي التي تقلنا على هذه الطرقات للتصوير.

نمر برتلٍ امريكي وهذا شيء أصبح مألوفا هنا خلال النهار وبعدد لا يحصى من حواجز التفتيش. الوضع عند غروب الشمس يختلف تماما حيث يقوم عناصر قوات سوريا الديمقراطية بإخلاء حواجزهم عند الساعة السادسة مساءا بسبب الوضع الأمني. يفضلون البقاء داخل مقراتهم المحصنة تحسبا لأي هجوم لداعش أو ايِ سيارة مفخخة.

للوصولِ إلى جبهاتِ القتال ضد داعش، يجب أن نقطعَ هذه الصحراء القاحلةَ. بين الحين والآخر الاحظ متاريسُ تابعةٌ لقوات سوريا الديمقراطية مع عددٍ محدودٍ للعناصر ولكن بعد أن نصلَ إلى عمقِ الصحراء تختفي هذه المتاريس أيضا.

بعدها يُطل علينا أكبرُ حقلٍ نفطي في سوريا الذي تسيطر عليه الان قواتُ سوريا الديمقراطية وأيضا القواتُ الأمريكية المتواجدة داخله. المعركةُ هنا ليست ضد داعش فقط إنما ايضا للسيطرةِ على نِفطِ سوريا.

داخلَ حقلش التنْك التقي بالقائد العسكري المسؤولِ عن هذه الجبهة في الحرب ضد داعش.

كما وقال أن الولاياتِ المتحدة يجب أن لا تسحب قواتِها من سوريا لان الحربَ لم تنته بعد.

الحربُ ضد داعش خلفت دمارا واضرارا هائلةً في المنطقة لكن النفطَ لا يزال يُستخرج وهذه الحقولُ لا يريدها داعش فقط إنما ايضا تريد الحكومةُ السورية المدعومةُ من روسيا السيطرةَ عليها مجددا لما تدره من أموال. هنا في الصحراءِ، الحربُ السورية تحولت ايضا إلى لعبةِ شطرنج معقدةٍ وخطيرة.

المزيد:

جنان موسى تكشف كواليس مقابلتها الحصرية مع أخطر بريطاني داعشي

من هو “الشفيع الشيخ” الذي قابلته مراسلة “أخبار الآن”؟

اهتمام عالمي بمقابلة موفدة “أخبار الآن” مع “الشفيع الشيخ”