أخبار الآن | شرق الموصل – العراق (وسام يوسف)

لم يتمكن داعش على الرغم من إحتلاله الموصل لنحو ثلاث سنوات من تدمير التعايش السلمي واللحمة التي تجمع مكوناتها , مسلمو المدينة ومسيحيوها يقدمون اليوم نموذجاً لهذا التعايش والتعاون بعد أن تحررت الموصل من إرهاب سعى لتخريب معالمها إلا أنه فشل في التأثير على تعايش أبنائها.

الى الجنوبِ الشرقي من الموصل يقعُ هذا الدير الذي يعود تأريخُه الى القرن الرابع عشر الميلادي داخل منطقةٍ تسكنها قبائلٌ عربيةٌ مسلمة منذ مئاتِ السنين في قضاء الحمدانية, لكن داعش أوغلَ بإرهابه وحاولَ محوَ هذا الإرثَ فقام بتفجيرِهِ يوم التاسع عشر من آذار/مارس عامَ ألفين وخمسة عشر.
أهالي منطقة “الخضر والبساطلية” المسلمون حيث يقع دير “مار بهنام وأخته مارت سارة” لم يتوانوا في المشاركةِ بإعادةِ تأهيلِ الدير وإسترجاعِ ما سرقهُ مسلحو داعش من مقتنياتٍ ثمينة إذ يعدونَ الدير رمزاً دينياً مشتركاً لسكان الموصل.
منذُ تحريرِ هذا المكان يحاولُ أهالي المنطقة المسلمون إعادةَ الحياةِ الى دير مار بهنام ومارت سارة مجدداً من خلال السماهمةِ في إعمارِهِ مستغلينَ كلَ ما توفرَ لديهم من خدماتٍ وإمكانات.
التأريخُ الذي يحمله هذا الدير يرتكز إلى العلاقةِ المتجذرةِ بين المسيحين والمسلمين لاسيما في الموصل , الى جانب عمقِ القيم التي تجمعُ المكوناتِ الدينيةَ والتي تجسدت مجدداً بعد زوالِ داعش عبر تعاونٍ مستمر لإعمار ما حاولَ التنظيمُ الإرهابيُ تخريبَه.

اقرأ أيضا:
وثائق حصرية وأدلة تفضح كذب إعلام داعش ودعاياته المفبركة

داعش كان يجني من الضرائب أكثر 800 مليون دولار