جنان موسى – حصري -سوريا ( عين العرب – كوباني)  

تمكنت مراسلتنا جنان موسى أن تجري  أول لقاء تلفزيوني مع أحد أشهر أفراد داعش البريطانيين سيئي السمعة الملقب بالشفيع  الشيخ, الذي تم إعتقاله مؤخراً في سوريا من قبل القوات الكردية.

الشفيع الشيخ يقول خلال هذه المقابلة الحصرية أنه قد تم إستجوابه في سوريا من قِبَل مكتب التحقيقات الفدرالي و ليس من قِبَل السلطات البريطانية. و قام أيضاً بالإعتراف بأنه فرد في تنظيم داعش و يقول بأنه يدعم سبي الأيزيديات.

يعتبر الشفيع الشيخ عضوا في ما يسمى “البيتلز”. و هم مجموعة من أربعة افراد خطرين  في تنظيم داعش بريطانيي الأصل، و قد كانوا مسؤولين عن تعذيب و قطع رؤوس الصحفيين و عمال الإغاثة الأجانب.

 المقابلة مع الشفيع الشيخ لم تنته على خير فالداعشي غضب  من مراسلتنا و اوقف المقابلة.

 تابعوا جنان موسى في هذا اللقاء الحصري من كوباني عين العرب في سوريا.

وهنا نص المقابلة:

مراسلتنا: أريد أن أبدأ بالسؤال عن وقتك هنا في هذا السجن الكردي. لقد تم اعتقالك منذ يناير. هل يمكنك إخبارنا قليلاً عن كيفية معاملتك منذ ذلك الوقت؟

الشفيع الشيخ: ‪جيد، ليس سيئاً

مراسلتنا: هل يمكنك وصف حياتك في السجن؟ ماذا تفعل؟ أي نوع من السجون هذا؟ من يتواجد  معك  في السجن  ؟

الشفيع الشيخ: تماماً مثل أي سجن آخر، تنام وتنتظر الاستجواب
 
مراسلتنا: هل يمكن أن تخبرنا عن نوع التحقيق الذي خضعت له ؟ من الذي يحقق معك حدثني قليلا عن  ذلك 

الشفيع الشيخ: الحكومة الأمريكية، مسؤولون في  فرقة العمل الخاصة (SDF). قوات  سوريا  الديمقراطية  ليس هناك أي جانب بريطاني‪

مراسلتنا: كم ساعة في اليوم وكم مرة يتم استجوابك؟ وهل عرض عليك أي نوع من الصفقات؟

الشفيع الشيخ: لا ، لم يتم عرض أي صفقات

مراسلتنا: كيف تسير الأمور في الاستجواب؟

الشفيع الشيخ: أعتقد أن الاستجواب انتهى، فلم يستدعوني للاستجواب منذ عدة أيام. كانت وزارة الدفاع الامريكية  تتولى استجوابي في البداية، وكان كل شيء على ما يرام، البعض منهم كانوا محترمين جداً. ثم أحضروا بعض الأشخاص الأقل احترامًا، ثم أحضروا مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذين هم الأقل احتراماً من بين كل هذه المجموعة. هذا كل شيء

مراسلتنا: أريد أن أتحدث عن “ذا بيتلز”

الشفيع الشيخ: أنا لا أستمع إلى الموسيقى، لذلك لا أفضل التحدث عن فرقة روك موسيقية

مراسلتنا: أنت لا تستمع إلى أي موسيقى؟ ربما تستمع لفرقة “رولينج ستونز”؟

الشفيع الشيخ: لا، أنا لا أستمع إلى الموسيقى أبداً

مراسلتنا: متى كانت المرة الأولى التي سمعت فيها أنك ورفاقك يطلق عليكم اسم “ذا بيتلز”؟

الشفيع الشيخ: في وقت ما في الرقة، سمعت ذلك عبر تقرير إخباري

مراسلتنا: ماذا كان ردك على ذلك؟ 

الشفيع الشيخ: لا أعتقد بأن جون لينون  سيعجب بذلك
 
مراسلتنا: هل رأيت ذلك عبر شاشة التلفزيون؟ هل قرأت ذلك في الصحيفة؟ كيف اطلعت على  ذلك؟ 

الشفيع الشيخ: في الواقع لا أتذكر، هذا ليس جزءًا مهمًا من حياتي. إنها مجرد بعض ثرثرة وسائل الإعلام التي كتبها أحمق ما. هذا كل ما في الأمر

مراسلتنا: ما الإسم الذي أطلق عليك؟ 

الشفيع الشيخ: أنا لا أعرف ذلك حتى

جنان: لا تعرف، أم لا تريد القول؟ 

الشفيع الشيخ: لا أعرف

مراسلتنا: بحسب رهائن سابقين، لقد قمت شخصياً بضربهم، وقمت بتعذيبهم عبر وضع رأسهم في الماء، وقمت بتنفيذ عمليات إعدام وهمية. هناك شهود لا يزالون على قيد الحياة ويقولون عنك ذلك. ماذا تريد أن ترد على ذلك؟ 

الشفيع الشيخ: أقول أن هناك عملية قانونية مستمرة، عندما يقررون الالتزام بها، يمكننا أن نتحدث عن أي اتهامات توجه ضدي أو ضد أي شخص آخر. لذا دعونا نفرق بوضوح بين كوننا جزءًا من تنظيم أو دولة أو مجموعة، وبين موافقتنا على كل ما يفعلونه. هذا كل شيء

مراسلتنا: إذن ما هي الأشياء التي لم تكن توافق عليها؟

الشفيع الشيخ: الأشياء التي لم أوافق عليها؟ المخالفات المرورية، والأشياء التي لا أساس لها في قانون الله

مراسلتنا: هل توافق على  استعباد (سبي) النساء الأيزيديات؟

الشفيع الشيخ: لم أقابل أي امرأة أيزيدية في حياتي

مراسلتنا: ولكنني أتكلم عن الفعل نفسه، هل وافقت على هذا التصرف؟ أم أنك تستنكره الآن على الكاميرا؟

الشفيع الشيخ: هل أستنكر ماذا؟ العبودية؟ أنا لا أستنكر العبودية ، لا. عليك أن تفهمي أنه لمجرد أن أمريكا قررت إلغاء شيء ما، فهذا لا يعني أن كل شخص يجب أن يطيع أمريكا ويقول “هذا عمل محظور لا يمكن لأحد فعله”. الحقيقة هي أن العبودية موجودة منذ بداية هذه الحياة ومنذ وجد الإنسان. لقد تحدثت النصوص الإسلامية عن العبودية وحقوق العبيد. هناك فقه كامل حول العبودية وحقوق العبيد وحقوق أصحاب العبيد

مراسلتنا: هل أعجبك الوقت الذي امضيته في الرقة؟ أنت لا تريد التحدث عن ما فعلته مع داعش، هل يمكنك إخبارنا قليلاً عن إقامتك في الرقة؟ ما نوع الاشخاص الذين قابلتهم؟ ما نوع الأشياء التي كنت تفعلها أثناء وجودك هناك؟

الشفيع الشيخ: أعتقد أن الحياة في الرقة تشبه الحياة في أي مكان آخر، لا أكثر. تقوم بفعل الأمور الطبيعية

مراسلتنا: مثل ماذا؟ 

الشفيع الشيخ: مثل كل ما يفعله الناس العاديون. يذهبون إلى صالة الألعاب الرياضية ، يأكلون في المطاعم ، يلعبون في المتنزهات مع أطفالهم. هذا كل شيء ، الحياة في الرقة تشبه الحياة في أي مكان آخر

مراسلتنا: عند النظر إلى الخلف، عندما تجلس مع نفسك وتتذكر الوقت الذي أمضيته هناك. هل أنت فخور بما قمت به هناك ؟ هل انت نادم؟ كيف تشعر حيال ذلك؟

الشفيع الشيخ: مرة أخرى، لا علاقة لأي شخص بهذا الأمر سواي، وأنا أتحفظ على أي شيء بخصوص الوقت الذي أمضيته مع داعش للعملية القانونية

مراسلتنا: هل حصل الرهائن الأجانب الذين أخذهم تنظيم داعش على محاكمة عادلة؟

الشفيع الشيخ: كما قلت، أي شيء يتعلق بأي اتهامات موجهة ضدي، أتحفظ عليه للعملية القانونية

مراسلتنا: لكنك رأيت أن الصحفيين قُتلوا، ورأيت أن طياراً قد أحرق، ورأيت أن عمال الإغاثة قُتلوا، هل تعتقد أنهم حصلوا على محاكمة عادلة للحصول على هذا النوع من العقاب؟

الشفيع الشيخ: هل تعتقدين أنهم حصلوا على محاكمة عادلة؟

مراسلتنا: أنا من يوجه السؤال إليك

الشفيع الشيخ: أنا أسألك، هل تعتقدين أنهم حصلوا على محاكمة عادلة؟

مراسلتنا: أنت كنت جزءًا من داعش، أنا لم أكن. لذا أنت جزء من هذه المجموعة، وترى ما تقوم به هذه المجموعة وأنت جزء منها، هل توافق على ذلك؟ هل تعتقد أن هذه معاملة منصفة لهم؟

الشفيع الشيخ: لمجرد أنني كنت جزءًا من داعش فهذا لا يعني أنني أعرف ما إذا كان الأشخاص قد تمت محاكمتهم بشكل قانوني وعادل أم لا. أنا مثلك تماماً لم اكن على  علم بذلك 

مراسلتنا: عندما شاهدت مقاطع الفيديو التي تنتجها داعش، والتي تعرض قطع الرؤوس والقتل، هل كنت ضد ذلك؟ هل قلت أي شيء عن ذلك؟ هل عبرت عن رأيك أنك ضد هذه الأمور؟

الشفيع الشيخ: أنا شخصياً لا أحب مشاهدة مقاطع فيديو كهذه

مراسلتنا: فأنت لم تر مقاطع الفيديو هذه أبداً؟

الشفيع الشيخ: لقد صادفت بعض هذه المقاطع لكنني شخصياً لا أحب مشاهدتها، إنه شيء لا أستمتع برؤيته

مراسلتنا: هل يمكن أن تخبرني قليلا عن حياتك في بريطانيا؟

الشفيع الشيخ: لم أكن مسلماً طوال الوقت في المملكة المتحدة. لم أكن دائما أمارس حياة المسلم هناك. لذلك عندما بدأت ممارسة الإسلام، بدأت أدرك تلقائيا أن هناك التزامًا علي. في حياة المسلمين، ليس لديك الامتيازات الموجودة في الغرب، و متطلباتك متواضعة. 
ستشعر أنك ملزم بفعل شيء ما للأشخاص المضطهدين، وفي نهاية عام 2011 وبداية عام 2012، لم يكن هناك مكان يحتاج الناس إلى أي مساعدة فيه أكثر من سوريا. لذا جئت إلى سوريا

مراسلتنا: مع من تواصلت؟ كيف وصلت إلى هنا؟ هل جئت على متن طائرة و أتيت بنفسك؟ أو هل تواصلت مع شخص ما في بريطانيا؟ هل تواصلت مع إمام معين أو تأثرت بإمام معين؟ هل يمكنك إخباري بالمزيد عن ذلك؟ أنا مهتمة حقًا بمعرفة حقيقة ما جرى في رأسك ولماذا سيكون هناك شخص يعيش في بريطانيا.. أعني أنك ترى كيف أن معظم السوريين يريدون الذهاب إلى أوروبا، إنهم يريدون مغادرة البلاد بسبب الحرب، بينما قمت أنت بالرحلة في الاتجاه المعاكس. من فضلك أخبرني لماذا فعلت ذلك؟

الشفيع الشيخ: يريد السوريون الذهاب إلى أوروبا لأنهم لا يعرفون واقع أوروبا. فهم لا يفهمون أن الناس يأتون من أوروبا إلى ريف حلب أو إدلب، فهم يشعرون بالغيرة من الحياة التي يعيشونها. إنهم مكتفون ذاتيا، وهم قريبون من عائلاتهم، وليس هناك قدر من الفساد في المجتمعات، ولكنهم ينظرون إلى المباني والفرص والمال، ويريدون الذهاب إلى هناك، وينتهون بقطع  روابط عائلاتهم، وتعلم الفساد، والانتقال في الاتجاه المعاكس. لذا يريد الناس هنا الذهاب إلى هناك لأنهم لا يعرفون حقيقة العيش في تلك البيئة الفاسدة. كل بيئة تعاني من الفساد، ولكن لا شيء يتفوق على الغرب. لذا لم أتصل بأي إمام، ولم أتصل بأحد. أنا فقط عرفت بعض الناس الذين كانوا هنا بالفعل، رتبت معهم و جئت إلى هنا

مراسلتنا: أنت تواصل  الحديث عن حقوقك الخاصة وعن الحصول على محاكمة عادلة. ألا أملك الحق في أن أسألك عن القيام بمحاكمات عادلة للآخرين عندما كنت مسؤولاً؟

الشفيع الشيخ: يجب أن تكوني غير متحيزة في كيفية إجرائك للمقابلات. عليكي التفريق بين الأفراد والمنظمات. هذا ما عليك القيام به. لأنني لم أحرق أحداً ، ولم أقم بمحاكمة أحد ، ولم أقطع رأس أي شخص. فإذن هذا إتهام ، إتهام باطل يحتاج إلى إثبات.

مراسلتنا: أنت تعلم أن لا شيء من الافعال  التي ارتكبتها موثقة  بالفيديو ،و حرصت على  عدم  توثيق اي من  جرائمك ،لأنك تعرف أنه إذا لم يكن هناك اي دليل ملموس فقد تتمكن من الإفلات من العقاب.

الشفيع الشيخ: إذن هلانا  احاكم الآن؟ هل تحاولين أن تحاكمنني  امام  الرأي العام العربي ؟ و تقومين بإخباري كيف ولماذا قمت بإخفاء  كل ما يمكن أن يدينني عندما ارتكبت مثل هذه الجرائم. أعتقد أن المقابلة  انتهت.

 

إقرأ أيضاً

زيارة إلى جبهة منبج حيث تقف جميع القوى وجها لوجه

أغرب 10 أحكام في وثائق داعش التي وجدناها في الطبقة

الوثائق المتعلقة بالسبي ستسهل مقاضاة الدواعش في أوروبا