أخبار الآن | القامشلي – سوريا (جمال بالي)

منذ دخول تنظيم داعش مناطق الإيزيديين شمال العراق، و مصير الآلاف منهم من رجال و نساء و أطفال مجهول، حيث عمد تنظيم داعش إلى تجنيد الأطفال و سبي النساء و إقتياد الرجال إلى أماكن غير معروفة.

فصول تلك المعاناة تنطبق على أهالي قرية شنكال، حيث تسرد نورا الخضر لأخبار الآن تفاصيل اقتحام داعش لمنطقتهم، وتكشف عن معاملة التنظيم لهم أثناء الإقتحام وبعد أخذهم إلى سجن الرقة.

طلب داعش من الجميع الخروجَ من المنازل، و وضعَ أهالي شنكال في المدرسة، و وقام بإجبارنا على تسليم الهواتف الجوالة، و من ثم طلب من النساء تسليمَ الحلي و الذهب، و في اليوم التالي طلب تسليمَ الأموال لعناصره، فلم نتجرئ على مخالفته، لقد أعطيناهم كلَ ممتلكاتنا النقديةِ و الذهب، و بعدها إقتادوا الرجالَ بما فيهم إبني سفيان و عمرُه ثماني سنوات إلى مكان مجهول، و كذلك إنتقوا بعضَ النساء و أخذوهن و لا نعلم شيئاً عن مصير هؤلاءحتى الآن، سواءاً كانوا أحياء أو قُتِلوا.

ثم أخذونا إلى مدرسة أخرى في صولاغ وضعونا هناك، و في الساعة الثانية عشرةَ ليلاً فرزوا الفتياتِ اللاتي لم يتجاوزن عشرين عاماً و أخذوهن إلى سوريا، و من ثم أخذوا الأطفالَ في سن العشرة سنوات فما دون، و قاموا بزجهم بالمعسكرات، فجاء دورُنا ليأخذوننا إلى سوريا، و أمضينا يومين على الطريق، حتى وصلنا إلى مدينة الرقة في الساعة الرابعة صباحاً، و لدى وصولنا وضعونا في سجنٍ تحت الأرض، وتركونا في ذاك المكان خمسة عشر يوماً، حيث لا ماءَ و لا طعامَ و لا كهرباء، لم يكونوا ليقدموا لنا شيئاً على الإطلاق.

و في ذلك السجن أجهضت نساءٌ كثيراتٌ بسبب الوضع المزري، كما مات أطفالٌ أعمارُهم من شهر إلى سنة بسبب الروائح الكريهة و الهواء الملوث و الحرارة المرتفعة، لقد كنت شاهدةً على وفاة خمسة أطفال و إجهاض سبع نساء بسبب وضع السجن السيء، فلقد كنت أسكب الماءَ من الصُنبور لإبنتي، و الماءُ كان ممزوجاً بالكاز ( مواد المحروقات )، كنت أُشرِبها الماءَ و أبكي، لم يكن ثمةَ خيارٌ آخر.

 

إقرأ أيضاً

تفاصيل يكشفها للمرة الأولى أسير تونسي عن مصير مقاتلَين أمريكي وألماني في داعش

كيف تم تحرير أيزيدية من قبضة زوجة داعشي بالموصل القديمة

تابعوا كذلك بثنا المباشر عبر "يوتيوب" لمزيد من البرامج والنشرات‎